بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. قال الشيخ ابو عثمان الصابوني رحمه الله تعالى في كتابه عقيدة السلف واصحاب الحديث فمن زعم انه قلوبكم فهو كافر بالله العظيم سمعت الحاكم ابا عبد الله الحافظ يقول سمعت ابا الوليد حسان ابن محمد يقول سمعت الامام ابا بكر محمد بن اسحاق بن خزيمة رحمه الله يقول القرآن كلام الله غير مخلوق فمن قال ان القرآن مخلوق فهو كافر بالله العظيم. لا تقبل شهادته ولا يعاد ان مرض ولا يصلى عليه ان مات. ولا يدفن في مقابر المسلمين يستتاب فان تاب والا ضربت عنقه. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد انتهى الدرس البارحة عند الكلام عن موضوع تلقي القرآن وحكمه عند اهل السنة والجماعة وعلمنا ان اجماع اهل السنة القطع قد اه انعقد على ان من قال بان القرآن كافر من قال ان القرآن مخلوق فانه كافر بالله عز وجل وساق المؤلف رحمه الله تعالى في ذلك ما قاله ابن خزيمة امام الائمة مما سمعه عن شيخه الحاكم فان ابا عثمان الصابوني تلميذ لابي عبدالله الحاكم صاحبي المستدرك قال سمعت ابا الوليد حسان ابن محمد يقول سمعت الامام ابا بكر محمد ابن اسحاق ابن خزيمة يقول القرآن كلام الله غير مخلوق فمن قال ان القرآن مخلوق فهو كافر بالله العظيم الى اخر ما قد سمعت وكنت قد اه وعدت بذكري المفاسد واللوازم التي تلزم على القول بخلق القرآن والتي من تأملها ادرك ان هذا الحكم صحيح لا غبار فيه او لا غبار عليه اولا القول بخلق القرآن يقتضي نفي صفة الكلام عن الله عز وجل ومن نفى صفة ثابتة لله عز وجل فلا شك في كفره وذلك ان هذا النفي يتضمن تكذيب الله وتكذيب رسوله صلى الله عليه وسلم وليس يخفاك يا طالب العلم ان صفة الكلام من اكثر الصفات ورودا في النصوص الامر الثاني ان هذا القول يستلزم تشبيه الله سبحانه وتعالى بالجامدات التي هي ناقصات وليس يخفى ان نسبة النقص الى الله سبحانه وتعالى كفر بالله سبحانه وتعالى. فالله عز وجل له الكمال المطلق من جميع الوجوه وهذا امر معلوم بالنص والاجماع والعقل والفطرة فمن زعم ان الله سبحانه وتعالى لا يتصف بصفات الكمال او بشيء منها فلا شك في انه نسب الى الله سبحانه وتعالى النقص الامر الثالث ان نفي الكلام يتنافى والوهية الله سبحانه وتعالى نفي الكلام عن الله عز وجل يتنافى والوهيته تبارك وتعالى ولذلك بين الله سبحانه وتعالى في كتابه ما يوضح للعقول ان العجل ليس باله قال سبحانه الم يروا انه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا. اذا هو لا يصلح ان يكون الها الذي الذي لا يتكلم لا يصلح ان يكون الها الامر الرابع ان نفي الكلام عن الله عز وجل نفي لربوبيته وذلك ان الخلق من اظهر صفات الربوبية والله سبحانه وتعالى يخلق بقوله انما قولنا لشيء اذا اردناه ان نقول له كن فيكون فاذا كان الله عز وجل لا يتكلم انتفى عن الله عز وجل الخلق فانتفى فانتفى عنه الربوبية او فانتفت عنه الربوبية سبحانه وتعالى الامر الخامس نفي الكلام عن الله عز وجل اسقاط للرسالة برمتها فان الرسالة ليست الا تبليغ كلام الله عز وجل ما الرسالة الا هذا ان يبلغ الرسول كلام الله تبارك وتعالى فاذا لم يكن الله عز وجل يتكلم فما قيمة هذه الرسالة وما حقيقتها ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم كما عند احمد واصحاب السنن باسناد صحيح لما كان يعرض نفسه على الناس في الموقف كان يقول لهم الا رجل يحملني فابلغ كلام ربي. فان قريشا منعوني ان ابلغ كلام ربي. هذه هي الرسالة ابلاغ كلام الله عز وجل وهؤلاء ينفون ان يكون الله عز وجل متكلما الامر السادس ان المعلومة عند كل احد من العقلاء ان الكلام صفة في المتكلم اذا اضيف الكلام الى الله عز وجل في النصوص فان هذا يقتضي انه صفة لله عز وجل فيلزم من جهة اخرى ان يكون الله عز وجل موصوفا بالحدوث لان الصفة تناسب موصوفها فاذا كان الكلام محدثا كان الموصوف كذلك. بمعنى كان المتكلم كذلك والله عز وجل منزه عن الحدوث اذ القول بخلق القرآن يستلزم نسبة الحدوث والخلق الى الله جل شأنه وعز سلطانه الامر السابع ان القول بخلق القرآن يستلزم عدم تعظيم القرآن والانسلاخ من احكامه فان كتاب الله عز وجل قد اجمع المسلمون على وجوب احترامه واجلاله وتعظيمه والسبب انه كلام الله القرآن كلام الله ولاجل ذلك وجب اجلاله وتعظيمه وحرم امتهانه بل ان من اهان المصحف وهو يعلم انه مصحف فان هذا كفر باتفاق العلماء وهؤلاء عندهم انه لا فرق بين القرآن وغيره من حيث كون الكل مخلوقا لله عز وجل شأنه شأن الحجر والشجر فاي قدسية للقرآن واي عظمة للقرآن بعد هذا ولذا ليس يستغرب عن هؤلاء الجهمية ما نقل عنهم من عدم تعظيمهم للقرآن او ما جرى عليهم او ما جرى منهم من امتهان له بالقول او الفعل وذلك لان عظمته قد خرجت من قلوبهم فما هو الا ماذا شيء مخلوق مثله مثل بقية المخلوقات ناهيك عما يكون من الانسلاخ عن احكامه وذلك ان التزام الاحكام التي دلت ايات القرآن عليها انما كان ذلك لاجل انه ماذا كلام الله عز وجل ولذا فالمسلمون ملزمون باتباع هذا القرآن فاذا كان هذا القرآن ليس كلام الله وانما هو مخلوق خلقه الله كما خلق غيره من المخلوقات فاي شيء يلزم باتباعه هو كلام كبقية كلام المخلوق ليس له ذاك القدر والاحترام والتعظيم باعتباره وحيا من الله تكلم الله سبحانه وتعالى به وهذا يجرنا الى المفسدة الثامنة وهي ان هذا القرآن ان هذا القول صار ذريعة للزنادقة في الانسلاخ من احكام الشريعة بالكلية بل والطعن في القرآن والطعن في شريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وذلك لان القرآن شيء مخلوق شأنه شأن بقية المخلوقات وبالتالي كانت هذه الموجة من موجات الالحاد والزندقة المعاصرة التي يتسلمها بعض الناس الذين يوصفون بالعقلانية او الفكر او ما شاكل ذلك يقولون القرآن تراث نحترمه ونقدره ونحافظ عليه كما نحافظ على ماذا على التراث اما ان يكون شيئا مصونا عن النقد فهذا ليس كذلك نحن ننقده كما ننقد اي نص تراثي يمكن ان نقبل منه شيئا ويمكن ان لا نقبل منه شيئا ويتذرعون بما يزعمون انه قول موجود في تاريخ المسلمين وقال به اناس كثر لان هؤلاء في حقيقتهم انما يتشبثون باي شيء ويستثمنون ذا ورم ولذلك قالوا هذا قول موجود في التراث الاسلامي ان هذا القرآن لا يستحق هذه المبالغة في التقديس والتعظيم وانه لا يجوز لاحد ان يجرؤ على ان ينقده او ان يقبل او يرد فان فانه قد قيل ان القرآن ماذا مخلوقا ولذلك صار هؤلاء الزنادقة المعاصرون يطعنون في القرآن وينقدون بزعمهم بعقولهم اشياء فيه تأسيسا على القول بماذا بخلق القرآن لانه قد خرج من قلوبهم اي تعظيم له وبالتالي حدث ولا حرج ان هذا الانسلاخ العظيم من شريعة الله سبحانه وتعالى وهذه الزندقة الصلعاء وهذا الكفر المبين الذي جر اليه القول بخلق القرآن هذه بعض المفاسد التي لاجلها شدد اهل السنة والجماعة النكيرة على القول بخلق القرآن وعلى القائلين بخلق القرآن وحكموا عليهم بهذا الحكم الواضح البين المنصف وهو ان القول بخلق القرآن ماذا كفر بالله سبحانه وتعالى يبقى ان انبه الى انه قد تفرع عن القول بخلق القرآن بدعتان تفرع عن القول بخلق القرآن بدعتان احداهما اشار اليها المؤلف رحمه الله وهي بدعة لفظية كما سيأتي بكلامه ان شاء الله وثمة بدعة اخرى لم يشر اليها المؤلف رحمه الله وهي بدعة الوقف في القرآن بدعة ماذا الوقف بالقرآن وهؤلاء يطلق عليهم اهل السنة الواقفة غالبا ما يراد بهذا المصطلح اقول غالبا ما يراد بمصطلح الواقفة هم هؤلاء الواقفون فيه القرآن الذين يقولون ماذا نقول ان القرآن كلام الله ثم نسكت فلا نقول انه مخلوق ولا نقول انه غير مخلوق والبدعة الثانية بدعة لفظية الذين يقولون ان لفظي بالقرآن مخلوق او الفاظنا بالقرآن مخلوقة او القرآن بالفاظنا مخلوق القرآن بالفاظنا مخلوق ولا فرق بين هذه كلها وكل ذلك لا شك انه من الضلال المبين وما احسن ما قال ابو عمرو ابن آآ وما احسن ما قال ابو عمرو الداني رحمه الله في منظومته التي احسن فيها ما شاء الله وان يحسن ووقع له فيها اخطاء حينما قال والقول في كتابه المفصل بانه كلامه المنزل على نبيه على رسوله النبي الصادق ليس بمخلوق ولا بخالق والوقف فيه من قال فيه انه مخلوق او محدث فقوله مروقه مروق من هذا الدين. والوقف فيه بدعة مضلة ومثل ذاك اللفظ عند الجلة بدعة اللفظ ومثل ذاك اللفظ عند الجلة كلا الفريقين من الجهمية الواقفون فيه واللفظية كلا الفريقين من الجهمية الواقفون فيه واللفظية. هؤلاء بدعتهم وابدأوا بالكلام عن بدعة الواقفة. اقول ان بدعتهم نشأت بعد ان انطفأ اه انطفأت نار فتنة القول بخلق القرآن في زمن الخليفة العباسي المتوكل ونصر الله عز وجل الامام احمد على اعدائه لانه تجرد لنصرة التوحيد والسنة فنصره الله عز وجل خمدت هذه الفتنة فظهر الجهمية ببدعة اخرى تستروا من خلالها الى القول بخلق القرآن لكن ذلك كان منهم بمواربة لا بتصريح تذرعوا من القول من القول بالوقف في القرآن الى القول بماذا وهذا هو اعتقادي وهو بعيد عن اعتقاد القول خلق القرآن لكنه يزعم انه يتورع عن الخوض في هذا الموضوع هذا كلام لا حاجة بالانسان الى ان يخوضه فانا اتورع عن ذلك بخلق القرآن ولذلك شدد الامام احمد رحمه الله وغيره من اهل العلم النكير على هؤلاء ايضا شددوا النكيرة على هؤلاء ايضا الحق ان ثمة تفصيلا في مسألة الوقف اذكره على وجه الايجاز الواقفة بالنظر في حالهم واساسي قولهم يمكن ان نقسمهم الى اربعة اقسام. اولا الواقفة الذين تستروا بالقول بالوقف مع كون قلوبهم قد انعقدت على القول بخلق القرآن فالوقف كان منهم تلبيسا وخديعة لاهل السنة والجماعة وربما كان هذا ايضا خوفا من اهل السنة والجماعة كان المؤمنون في صدورهم اشد رهبة من الله عز وجل ولذلك خافوهم وسكتوا يقولون نحن لا نقول ايش مخلوق ولا نقول غير مخلوق ولكن قلوبهم قد انعقدت على ماذا على القول بخلق القرآن. وهؤلاء قال فيهم الامام احمد رحمهم الله رحمه الله انهم جهمية وقال انهم تستروا بالوقف انهم ايش تستروا بالوقف جعلوه جنة يدفعون بذلك الشناعة عنهم شناعة اهل السنة والجماعة عنهم فهؤلاء هم الجهمية وهؤلاء لا فرق بينهم وبين القائلين بخلق القرآن فالكل جهمية والكل محكوم عليهم بالكفر و ها هنا قد يقول قائل وما الذي ادرى هؤلاء الائمة بان هؤلاء الواقفة غادي طوت قلوبهم على القول بخلق القرآن وهل هذا الا بحث في النيات وتنقيب عنها وهو شأن خفي لا يعلم والجواب عن ذلك ان اهل السنة وائمتهم اهل ورع ليس هذا منهم من قبيل التقول على الاخرين او الخوض في النيات كلا انما كان هذا منهم عن معرفة باحوال هؤلاء وصبر لما هم عليه وملاحظة لقرائن الاحوال والاقوال فبقرائن الاحوال والاقوال عرفوا ان هؤلاء الواقفة هم في حقيقتهم ماذا قائلون بخلق القرآن لا فرق بينه وبين هؤلاء انما هذا الوقف تلبيس او خوف يلبسون ويخدعون ويجرون الاغمار من اهل السنة الى بدعتهم او كان هذا منهم على سبيل ماذا التقية والخوف فلم يكن هذا منهم تقولا عليهم انما كان هذا بالنظر الى قرائن احوالهم وقرائن مقالاتهم وصبر لما هم عليه. فوصلوا الى ان هؤلاء الواقفة في حقيقتهم ماذا قائلون بالخلق قائلون بالخلق ولا فرق بينهم وبين اخوانهم اولئك ولذلك حكموا عليهم اهل السنة اهل ذكاء واهل فطنة واهل فقه ليسوا سذجا بحيث تنطلي عليهم الاقوال انما يغوصون الى الكلام ويدركون مراميه ويلاحظون حال الانسان وما هو عليه ومدخله ومخرجه حتى يتبين له حتى يتبين لهم حقيقة حاله. ولاجل ذلك حكموا عليه بهذا الحكم ثمة قسم اخر او قسم ثان وهم القائلون بالوقف عن شك الذين يشكون فيقولون نحن نقف ولا نقول مخلوق او غير مخلوق لان الامر عندنا فيه ماذا شك وريب فيه عندنا شك وريب وهؤلاء عاملهم اهل السنة والجماعة معاملة القسم الاول وجه ذلك ان هذه المسألة لما كانت مسألة قطعية لم تكن قابلة لماذا للشك والوقف ارأيت شخصا يشك مثلا في وجود الملائكة ووجوب الايمان بهم ويقول والله المسألة عندي محل اشتباه انا اشك في هذه المسألة يقبل منه هذا الامر لا يقبل منه هذا الامر لان هذه المسألة مسألة ماذا قطعية لا شك فيها وليست وليست المسألة مسألة خفية بحيث يقبل فيها قول ماذا الذين يشكون ولذلك ينبغي التمييز بين المسائل من المسائل ما تتميز بكون ادلتها قطعية قطعية في ثبوتها قطعية في دلالتها كثيرة كثرة تقطع العذر وكذلك تتميز بكون اهل السنة والجماعة قد اشهر الكلام فيها وبينوا وصنفوا ان تميز تميزت مقالة اهل السنة عن مقالة غيرهم وصار الناس فريقان فريق من اهل السنة وفريق من اهل البدعة فالمقام حينها لا يحتمل ماذا شكا انما هذا الشك مرض في القلب اشبه شيء به حال المنافقين الذين قال الله عز وجل عنهم وارتابت قلوبهم فهم في شكهم فهم في ريبهم يترددون فهم في ريبهم يترددون هل كان هذا عذرا لهم؟ لا والله لم يكن عذرا لهم اذا هؤلاء اهل الصنف الثاني حالهم حال الصنف الاول ولا فرق عند اهل السنة والجماعة الصنف الثالث وهم الذين قالوا بي الوقف عن ورع قالوا بالوقف عن ايش ورع يزعمون انهم ايش يتورعون عن الخوض في هذه المسائل مع كون اعتقاداهم جازما بان القرآن ماذا غير مخلوق كلام الله منزل غير مخلوق. يقول انا اقول انه كلام الله وهؤلاء مذمومون ذمهم السلف رحمهم الله وطعنوا فيهم هذا الورع ورع بارد لا وجه له وان لم يحكم على اصحابه بانهم جهمية من اهل الصنف الاول او من في حكمهم وهو الصنف الثاني لكنهم مذمومون ليه ان هذا الورع لا محل له ولذلك في مسائل ابي داوود لما سئل الامام احمد رحمه الله عمن يقول القرآن كلام الله ثم يسكت عما سوى ذلك من جهة ماذا من جهة انه يتورع عن ذلك فقال رحمه الله لاي شيء يسكتون لولا ما خاض الناس فيه كان يسعهم السكوت اما وقد خاضوا فلاي شيء يسكتون المسألة ينظر اليها قبل وقوع الفتنة اه هيجان هذا الخلاف بين اهل السنة والمبتدعة ينظر الى هذه المسألة قبل ذلك بنظر وينظر اليها بعد ذلك بنظر قبل ان تكون الفتنة قد هاجت وتميز اهل السنة عن اهل البدعة يمكن ان يقبل من الانسان ان يسكت عن الخوض في هذه المسائل اما وقد وقعت الواقعة و تميز الفريقان وانحاز اهل السنة عن اهل البدعة فلاي شيء يتوقف الانسان في نصرة الحق والقول به والصدع بذلك فلا شك ان هذا قول خاطئ واهله مذمومون وهذا الورع لا وجه له وهذا الشأن في كل المسائل التي تقع ويخوض الناس فيها ويتميز فيها اهل الحق المحض من اهل الباطل المحض ليس هناك مساغ لاحد ان يقول انا اتورع ولا اقول بمقالة اهل الحق والسنة وانما اه يريد ان يقف موقفا كما يقولون متوسطا بين هؤلاء وهؤلاء هذا ورع بارد لا وجه له الواجب على الانسان ان يصدق بالحق وان يقول بالصدق وان يكون مع اهل الصدق اتقوا الله وكونوا مع الصادقين الصنف الرابع هم الذين قالوا بالوقف عن جهل جهال لم يعلموا هذه المسألة ما عندهم علم ولا عرفوا ادلة ولا قامت عليهم حجة ولا شيء من هذا الامر فهؤلاء يترفق بهم اهل السنة ويعلمونهم يترفق بهم اهل السنة ويعلمونهم. وهذا من فقه اهل السنة ورحمتهم هذا من فقه اهل السنة ورحمتهم ولذلك لما سأل عبد الله ابن احمد اباه كما في السنة لعبدالله عن هؤلاء الواقفة قال فيما قال ومن لم يكن يعلم فانه يسأل ويتعلم لما حكم على الذين هم من اهل المعرفة والعلم بانهم جهمية عطف على هذا ببيان حال هؤلاء قال من لم يكن يعلم ماذا يسأل ويتعلم فهؤلاء سبيلهم ان يترفق بهم وان يبين لهم الحق وان يعلموا وان يرشدوا الى القول الصواب ثم بعد ذلك يتعين عليهم ان يلتزموا بالقول الحق فان خالفوا ذلك فيحكم عليهم بما يقتضيه حالهم اذا هذه هي مراتب الناس في هذه المسألة ويمكن ان يستفاد منها اه فيما يتعلق بغير ذلك من المسائل الواضحة المشتهرة خذ مثلا ما يرجع مثلا الى علم الله عز وجل الى علو الله سبحانه وتعالى. حينما يأتي انسان فيزعم انه يتوقف يقول انا لا لا اتكلم في هذه المسألة هل الله عز وجل يعلم كل شيء في الماضي والحاضر والمستقبل اولى يقول انا اتوقف او يأتي شخص يزعم انه يتورع او آآ يوضح المقالة آآ او انه يميل الى المقالة الباطلة لكنه يتستر بالوقوف وما الى ذلك. كل ذلك ينظر فيه بهذا المعيار ويفرق بين هؤلاء الواقفة ولا يحكم على الجميع بماذا بحكم واحد لا يحكم على الجميع بحكم واحد انما يفصل فيهم بحسب الحال. والله عز وجل اعلم انتقل المؤلف رحمه الله تعالى بعد ذلك الى البدعة الثانية وهي بدعة اللفظية وننظر فيما قال المؤلف رحمه الله ثم تفصل المسألة بعد ذلك نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فاما اللفظ بالقرآن فان الشيخ ابا بكر الاسماعيلي الجرجاني رحمه الله ذكر في رسالته التي صنفها لاهل جيلان من زعم ان لفظه بالقرآن مخلوق يريد به القرآن فقد قال بخلق القرآن فذكر ابن مهدي الطبري في كتاب الاعتقاد الذي صنفه لاهل هذه البلاد ان مذهب ان مذهب اهل السنة والجماعة القول بان القرآن كلام الله سبحانه ووحيه وتنزيله وامره ونهيه غير مخلوق. ومن قال لمخلوق فهو كافر بالله العظيم. وان القرآن في صدورنا محفوظ بالسنتنا مقروء في مصاحفنا مكتوب. وهو الكلام الذي تكلم الله عز وجل وهو الكلام الذي تكلم الله عز وجل به. ومن قال ان القرآن بلفظ مخلوق او لفظ به مخلوق فهو جاهل ضال كافر بالله العظيم وانما ذكرت هذا الفصل بعينه من كتاب مهدي لاستحسان ذلك منه. فانه اتبع السلف من اصحاب الحديث فيما ذكره مع تبحره في علم الكلام تصانيفه الكبيرة فيه وتقدمه وتبرزه عند اهله. طيب هذه هي البدعة الثانية الى الفريقين من الجهمية الواقفون فيه واللفظية وآآ مسألة اللفظ مسألة شاعت ايضا في تلك الطبقة هي عهد الامام احمد رحمه الله وممن اشتهر بالقول باللفظ وهو قول لفظي بالقرآن مخلوق الحسين الكرابيسي وتصدى الامام احمد رحمه الله للرد عليه ووجد الجهمية المخلوقية يعبر شيخ الاسلام احيانا بهذا التعبير عن القائلين بخلق القرآن يقول ماذا المخلوقية يعني القائلين بخلق القرآن وجدوا بهذا القول ذريعة الى القول بخلق القرآن فتدرجوا من هذه الجملة وهي لفظي بالقرآن مخلوق الى مسألة ايش القول بخلق القرآن جعلوا هذا تكأة وسيلة توصلهم الى القول بخلق القرآن وان لم يكونوا صرحاء في ذلك هذه هي مسألة اللفظ واهل السنة لا فرق عندهم بين ان يقول القائل لفظي بالقرآن مخلوق او ان يقول قراءتي للقرآن مخلوقة او ان يقول تلاوتي للقرآن المسألة كلها ماذا واحدة اللفظ التلاوة القراءة كل ذلك عندهم حكمه حكم واحد لا يجوز لاحد ان يقول ان لفظي بالقرآن مخلوق بل هذه المقالة عندهم من مقالة الجهمية و لذلك تكاثر عن الامام احمد رحمه الله وهذا قطعي عن الامام احمد رواه عنه كثير من اصحابه وهو ان من قال لفظي بالقرآن مخلوق فانه جهمي ومن قال لفظي بالقرآن غير مخلوق فانه مبتدع. كما سيأتي عن قريب ان شاء الله وهذه الجملة اشتهرت عن الامام احمد رحمه الله و اه تناقلها الناس عنه وان كان قد سبق اليها رحمه الله فالشافعي رحمه الله وهو شيخ الامام احمد قد قال هذه الجملة انما الا لاكائي رحمه الله قد ذكر عنه ذلك في كتابه السنة ان من قال لفظي بالقرآن مخلوق فانه جهمي. الا ان هذه المسألة لم تشتهر الا في زمن الامام احمد رحمه الله اشتهرت في زمن الامام احمد رحمه الله عقيبة انخمدت فتنة القول بخلق القرآن وما اصاب الامام احمد رحمه الله فيها من محنة لماذا قال اهل السنة من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي الجواب ان الجهمية تذرعوا من هذه المقالة الى القول بماذا بخلق القرآن وذلك ان كلمة اللفظ تحتمل ان يراد بها الملفوظ اللفظ كلمة تحتمل ان يراد بها ماذا الملفوظ الذي هو القرآن نفسه فلما لم يمكنهم ان يقول القرآن مخلوق قالوا ماذا اذا نقول لفظي بالقرآن مخلوق وهذا يمكن ان يكون سببا لرواج هذه البدعة المضلة فان القول بخلق القرآن او ان يقول انسان القرآن مخلوق شيء تنفر منه النفوس لا سيما بعد ان انجلت آآ بدعة هؤلاء الجهمية و ظهرت السنة واهلها لا يمكن لاحد ان يأتي بهذه البدعة لكنه اذا قال لفظي بالقرآن مخلوق ربما هنا ماذا يتوقف بعض الناس او يقبل ذلك لان هذه الكلمة فيها شيء من الاشتباه فيها شيء من الاشتباه وقد بين الامام ابن القيم رحمه الله بيان وقد بين رحمه الله هذا بيانا شافيا في كتابه النونية حيث قال رحمه الله واللفظ يصلح مصدرا هو فعلنا كتلفظ بتلاوة القرآن وكذلك يصلح نفس ملفوظ به وهو القرآن فذاني محتملان فلذاك انكر احمد الاطلاق في نفي واثبات بلا فرقان كلمة لفظي بالقرآن مخلوق تحتمل ماذا ان يريد الانسان المصدر يعني فعلي انا كتلفظ كتلفظ بتلاوة القرآن يريد حركة اللسان هذا الصوت الذي يخرج من الانسان وهو لا شك انه ماذا مخلوق فقد يريد الانسان هذا المعنى. اقول لفظي بالقرآن مخلوق واريد ماذا فعلي الذي يقوم بي وهذا لا شك انه ماذا مخلوق وهذا الاحتمال او هذا المعنى معنى ماذا صحيح ان فعلي مخلوق حركة لسان الصوت الذي يخرج مني هذا شيء ماذا؟ مخلوق هذا احتمال. واحتمال اخر ان يراد باللفظ ماذا القرآن نفسه فيصير المعنى بهذا معنى باطلة على هذا الاحتمال. صارت الكلمة الان ماذا مشتبهة صارت الكلمة الان مشتبهة ولذلك نهى اهل السنة والجماعة عن هذه الجملة وبينوا ان هذه المقالة انما تقول بها الجهمية من قال القرآن من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي اخرج البيهقي في الاسماء والصفات باسناده عن عبدالله بن احمد رحمه الله انه نقل عن ابيه رحمه الله انه قال من قال لفظي بالقرآن مخلوق يريد به القرآن فهو جهمي لاحظ هذا القيد وعليه يفهم او تفهم مقالة اهل السنة والجماعة وهو انهم انما ارادوا ذم الذين يقولون ان لفظي بالقرآن مخلوق وهو يريد القرآن نفسه فهذا لا شك انه من جملة الجهمية القائلين بماذا بخلق القرآن بخلاف الذين قالوا لفظي بالقرآن مخلوق وهم يريدون ماذا يريدون صوت انفسهم او يريدون حركة السنتهم فهذه المقالة خطأ وبدعة ولكنها ليست تجهما وهذا قد اخطأ فيه بعض علماء اهل السنة فقالوه ردا على القائلين اه عفوا قاله بعض اهل السنة والجماعة هو اخطأ ردا على القائلين ان الفاظنا بالقرآن غير مخلوقة فان من الناس من قال لفظي بالقرآن غير مخلوق وهو يريد الملفوظ الذي هو القرآن. قابلهم اناس فقالوا لفظنا بالقرآن مخلوق وهم يريدون ماذا يريدون الصوت ويريدون حركة اللسان. لاحظ معي اناس يقولون لفظا لفظنا بالقرآن غير مخلوق. يريدون يريدون القرآن هؤلاء من اهل السنة يقولون لفظنا بالقرآن غير مخلوق يعني القرآن نفسه الملفوظ المتلو الكلام نفسه وهذا المعنى حق والكلمة مشتبهة اوقعت لبسا قابل هؤلاء اناس قالوا لفظنا بالقرآن لفظنا بالقرآن مخلوق ويريدون ماذا فعل انفسهم وهذا المعنى الحق ولكن الكلمة مشتبهة فحصل بسبب هذا اللبس فتنة عظيمة بل لا ما اختلف اهل السنة كما قال ابن قتيبة رحمه الله في كتابه الاختلاف في اللفظ والرد على المشبهة والجهمية قال ما اختلف اهل السنة كما اختلفوا في هذه المسألة لان هذه جملة حصل فيها ماذا حصل فيها اشتباه اذا الخلاصة ان القول بان لفظي بالقرآن مخلوق. والمراد ماذا القرآن نفسه فهذه مقالة الجهمية حكمها حكم ما سبق من الحكم على القائلين بخلق القرآن ثانيا من قال لفظي بالقرآن مخلوق ويريد ماذا التلفظ الذي هو فعل نفسه او صوته الصادر منه فان هذا نقول اصاب المعنى واخطأ اللفظ ومقالته بدعة لا سيما وانها تفتح بابا كبيرا لاهل البدع تفتح بابا كبيرا لاهل البدع صنف ثالث يقولون هذا القول لكنهم يتكلمون بجهل ليس عندهم علم فهؤلاء يعلمون ويبصرون ولما سئل الامام احمد رحمه الله عن الواقفة واللفظية قال من كان منهم يعلم ويعرف فانه جهمي ومن كان منهم جاهلا فانه يعلم ويعرف الصنف الثالث يتكلم بهذا لكن ماذا عن جهل ولا ولا يدرك مرامي هذا الكلام شأن هذا ان يعلم ويبين له الحق. اذا هذه المقالة عند اهل بالسنة والجماعة آآ وقف اهل السنة منها موقفا حازما وسدوا الذريعة الى الضلال وكان كلامهم في هذا المقام كلاما واضحا بينا لا لبس فيه. ولذلك قلنا ان اهل السنة قد اطبقوا على قول الكلام كلام الباري والصوت صوت القارئ. لاحظ الفرق بين هذه الجملة وجملة لفظي بالقرآن مخلوق هذه الثانية مشتبهة اما الاولى فانها ماذا واضحة واضحة لا اشكال فيها ولا لبس فيها كذلك اذا نظر الى او اذا قيل ان القرآن كلام الله منزل غير مخلوق اما الورق والمداد فانه مخلوق الحبر ماذا مخلوق والورق و هذا الغلاف هذا كله ماذا مخلوق هذا لا اشكال فيه ولا لبس ما احسن ما قال القحطاني رحمه الله في نونيته و من حسن كلامه اورد ما ذكر ابن القيم رحمه الله في نونيته قال ان الذي هو في المصاحف في المصاحف مثبت بانامل الاشياخ والشبان هو قول ربي اية وحروفه ومدادنا والرق مخلوقان ومدادنا يعني الحبر والرق يعني الورق مخلوقان. انظر كيف ان الكلام كان فيه ماذا تمييز وتفصيل بحيث لم يعد هناك اشتباه الكلام الذي في هذا المصحف هو كلام الله عز وجل هو قول ربي اية وحروفه اما اذا انصرف النظر الى الورق والى المداد فان هذا ماذا لا شك انه مخلوق اذا الحزم يقتضي ان يكون الانسان فقال لا ينبغي ان يناظر في هذا القرآن كلام الله غير مخلوق فذكر محمد بن جرير الطبري رحمه الله في كتاب في كتاب الاعتقاد الذي صنفه في هذه المسألة وقال في مواطن الاشتباه والالتباس سالكا مسلك الوضوح والاستفصال لا يتكلم بكلام مجمل مشتبه واذا تعامل مع مقالة من اتى بشيء مجمل مشتبه فانهم ماذا يسلكون مسلكه الاستفصال ماذا تريد بهذه المقالة ان كان المراد كذا؟ فالحكم كذا وان كان المراد كذا فان الحكم كذا والله تعالى اعلم. نعم قال فاما اللفظ احسن الله اليكم قال رحمه الله فاما اللفظ بالقرآن فان الشيخ ابا بكر الاسماعيلي الجرجاني رحمه الله ذكر في رسالته التي صنفها لاهل جيلان من زعم ان لفظه بالقرآن مخلوق يريد به القرآن فقد قال بخلق القرآن. نعم كتاب معروف ومشهور ومطبوع كتاب اعتقاد اهل السنة لابي بكر الاسماعيلي رحمه الله لكن اللفظ الذي اورده في صحيفة اربعين من هذا الكتاب قال محمد ابن جرير ولا قول في ذلك عند ولا قول في ذلك عندنا يجوز ان نقوله غير قوله ان لم يكن لنا فيه امام نأتم به سواه وفيه الكفاية والمقنع وهو الامام المتبع رحمة الله عليه ورضوانه هو ومن قال بخلق اللفظ بالقرآن ومن قال بخلق اللفظ بالقرآن يريد به القرآن فقد قال بخلق القرآن يعني كان اه الصابوني رحمه الله ساق الجملة بالمعنى او انه وقف على نسخة بهذا اللفظ لكن في المطبوع الذي بين ايدينا ومن قال بخلق اللفظ بالقرآن يريد به القرآن فقد قال بخلقه القرآن والمعنى على كل حال واحد وهذا الذي ذكرت ان الامام احمد رحمه الله قد سبق اليه كما عند البيهقي في الاسماء والصفات من قال لفظي بالقرآن مخلوق يريد به القرآن فهو كافر من قال لفظي بالقرآن مخلوق يريد به القرآن فهو كافر. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وذكر ابن مهدي الطبري ورحمه الله في كتاب الاعتقاد الذي صنفه لاهل هذه البلاد ان مذهب اهل السنة والجماعة القول بان القرآن كلام الله سبحانه ووحيه وتنزيله وامره ونهيه غير مخلوق. ومن قال مخلوق فهو كافر بالله العظيم وان القرآن في صدورنا محفوظ بالسنتنا مقروء في مصاحفنا مكتوب هو الكلام الذي تكلم الله عز وجل به ومن قال ان القرآن بلفظه مخلوق او لفظي به مخلوق فهو جاهل ضال كافر بالله العظيم وانما ذكر وانما ذكرت هذا الفصل كلام ابن مهدي عند كلمة العظيم ثم علق الصابوني عليه بقوله وانما ذكرت هذا الفصل بعينه من كتاب ابن مهدي لاستحسان ذلك منه. فانه اتبع السلف من اصحاب الحديث فيما ذكره. مع تبحره في علم الكلام وتصانيه في الكبيرة فيه وتقدمه وتبرزه عند اهله. نعم هذا الكتاب الذي نقل عنه لا اعلم انه موجود الاعتقاد لابي الحسن ابن المهدي الطبري وابو الحسن ابن مهدي من طبقة كبار اصحاب ابي الحسن الاشعري ابي سليمان الدمشقي والقلاني وابي حاتم البستي. هذه الطبقة من قدماء الاشاعرة و كبارهم هؤلاء لا شك انهم احسنوا حالا من المتأخرين من اهل هذا المذهب و موافقتهم لاهل السنة والجماعة اكبر بكثير من مواقف موافقة المتأخرين الغالب على هؤلاء انهم يثبتون لله عز وجل الصفات العقلية ويثبتون الصفات الخبرية التي جاءت في القرآن ويؤولون كثيرا من الصفات الخبرية التي جاءت في السنة ولذلك اكثر البيهقي في كتابه الاسماء والصفات من نقل تأويلات ابي الحسن ابن مهدي هذا لجملة من الصفات الخبرية الواردة في السنة في كتابه الاسماء والصفات ابن مهدي رحمه الله يثبت علو الله عز وجل يثبت ان القرآن كلام الله وافق اهل السنة والجماعة على جملة من مقالتهم لكنه في مقابل ذلك وقع في جملة من التأويلات كما تجده في كتاب الاسماء والصفات ليه ابني للبيهقي رحمه الله وكاني بابي عثمان الصابوني رحمه الله يريد ان ينبه الى هذا في قوله وانما ذكرت هذا الفصل بعينه من كتاب ابن مهدي لاستحسان ذلك منه فانه اتبع السلف من اصحاب الحديث ايش فيما ذكره لا مطلقا بهذه الجزئية الرجل ماذا اصاب والرجل له تبحر وله معرفة وله ولقوله رواج عند اهل البلاد فلاجل ذلك اورد ماذا مقالته حتى تكون حجة على هؤلاء وعلى كل حال هذه المقالة لا شك انها صحيحة ان القرآن بلفظ مخلوق يعني من قال ان القرآن بلفظ مخلوق او لفظ به مخلوق فهو جاهل ضال كافر بالله ان كان مراده ماذا ان كان مراده القرآن ان كان مراده القرآن. اما ان لم يكن مراده القرآن فلا يحكم بماذا؟ لا بتجهمه ولا بكفره وانما يقال اخطأ في اللفظ واتى ببدعة لم يكن عليها السلف. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله اخبرنا ابو عبد الله الحافظ قال قرأت بخط ابي عمر المستملي قال سمعت ابا عثمان سعيد ابن اشكال يقول سألت اسحاق ابن ابراهيم عن اللفظ بالقرآن اما القول في الفاظ العباد بالقرآن فلا اثر فلا اثر فيه نعلمه عن صحابي ولا تابعي الا عن من في قوله الغناء والشفاء في اتباعه وفي اتباعه الرشد والهدى ومن يقوم قوله مقام الائمة الاولى ابي عبدالله احمد بن حنبل رحمه الله فان ابا اسماعيل الترمذي الله قال حدثني قال فان ابا اسماعيل الترمذي قال حدثني قال سمعت ابا عبد الله احمد ابن حنبل رحمه الله يقول اللفظية جهمية قال الله عز وجل فاجره حتى يسمع كلام الله ممن يسمع قال ثم سمعت جماعة من اصحابنا لا احفظ اسماءهم يذكرون عنه رضي الله عنه انه كان يقول من قال لفظي القرآن مخلوق فهو جهمي. ومن قال غير مخلوق فهو مبتدع هذه الفاظ محمد ابن جرير التي نقلتها نفسها الى ما ها هنا من كتاب الاعتقاد الذي صنفه. نعم. ثم نقل رحمه الله عن ابن الطبري الامام المفسر المعروف من كتاب الاعتقاد الذي صنفه وهو بريقات معدودة وريقات معدودة رسالة صغيرة سماها المؤلف رحمه الله بالاعتقاد وسماها غيره بصريح السنة كما فعل شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في موضعين من مجموع الفتاوى فيما اظن وذكر في احدهما في المجلد الثاني عشر ان هذه الرسالة متواترة عن ابن جرير رحمه الله كذلك سمى هذه الرسالة بصريح السنة ابن القيم رحمه الله في اجتماع الجيوش الاسلامية واما الذهبي في السير فانه سماها شرح السنة والامر في ذلك على كل حال يسير ابن جرير رحمه الله بين في هذه المسألة انه لم يقف في هذا اه على مقالة لصاحبي ولا اتابعي لكن وقف على مقالة من في قوله الغناء والشفاء يريد الامام احمد رحمه الله و بالتالي يقول انا اقول بمقالته وهو الامام الذي في مقاله المقنع وهو المتبع رحمه الله رحمة واسعة ولا شك ان احمد رحمه الله قد شهر بالوقوف في وجه هؤلاء اللفظية كما انه شهر بالوقوف في وجه الواقفة كما انه شهر بالوقوف قبل ذلك في وجه القائلين بخلق القرآن وكانت له المقامات المحمودة في نصرة السنة حتى اشتهر عند المسلمين قاطبة بوصف الامامة لا يكادون يسمونه الا بالامام احمد رحمه الله لانه حقا وصدقا امام اهل السنة والجماعة فكان هو المرجع في هذه المسائل الذي يعول على قوله رحمه الله فالامام احمد رحمه الله اولا امام متبحر في العلم قل نظيره في العلم والسنة والحديث والفقه رحمه الله وامر اخر تميز به وهو كونه صاحب خبرة فانه لما حصلت الفتنة فتنة الخلق او فتنة القول بخلق القرآن كان له رحمه الله خبرة كان له خبرة بهذه المقالة وجرى له مناظرات معه اصحابها وبالتالي عرف مداخلهم ومخارجهم والمآخذ على اقوالهم وبالتالي كانت اه مقالته في هذا مقالة صاحب اختصاص يعول على قوله في هذا المقام ولذلك رجع الى قوله مثل ابن جرير رحمه الله وهو قامة في العلم مشهورة. مع ذلك يقول انا اتبع في هذا القول الامام احمد واحمد رحمه الله لم يقل الا بمقالة السلفي رحمه الله لكن التميز له انما هو الشهرة شهرته بالدفاع عن هذه المسألة وتقريرها رحمه الله رحمة واسعة قال نقلا عن الامام احمد رحمه الله اللفظية جهمية قال الله عز وجل فاجره حتى يسمع كلام الله ممن يسمع يريد رحمه الله ان القرآن لا يقوم وحده القرآن انما يسمع من متكلم به انما يتلى باللسان انما يكتب بالاوراق والمصاحف فصارت هذه الكلمة من قبل الجهمية ذريعة الى ماذا الى القول بخلق القرآن والا فانهم لم يريدوا هذه الاشياء المخلوقة انما ارادوا المتكلم به والمتلوه وهو القرآن ففطن رحمه الله الى مأخذ مقالتهم وحكم عليهم بالحكم المنصف وهو انهم جهمية ثم نقل عن جماعة من اصحابنا يقول من اصحابنا لا احفظ اسمائهم. وهذا النقل قطعي عن الامام احمد رحمه الله ومشتهر عنه ولا شك فيه ولا ريب انه انكر الاطلاق من جانبيه من جهة الاثبات وايظا من جهة النفي وسيأتي في كلام المؤلف رحمه الله لما قال ومن قال لفظي بالقرآن غير مخلوق فهو مبتدع. لاي شيء قال هذه المقالة سيبين ذلك احمد رحمه الله نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله قلت وهو اعني محمد ابن جرير قد نفى عن نفسه بهذا الفصل الذي ذكره في كتابه كلما نسب اليه وقذف به من عدول عن سبيل السنة او الى شيء من البدعة لا شك اه الذي يبدو والله اعلم ان ابن جرير رحمه الله انما الف هذه الرسالة للذب عن نفسه والدفاع عنها ورد قالت السوء التي اشيعت عنه وهذا بينه الذهبي رحمه الله في كتابه ميزان الاعتدال فانه بين انه صنف معتقدا حسنا لما نسب الى القول باللفظ بعض اهل العلم و هم من اهل العلم الفضلاء نسبوا ابن جرير رحمه الله الى القول بماذا باللفظ وشنعوا عليه وقام الناس عليه وهجر بسبب ذلك حصلت فتنة عظيمة عليه رحمه الله فكتب مدافعا عن نفسه ما سكت ولا آآ سلك مسلك الخمول وقال لي يقول ما يقولون. لا. ينبغي على الانسان ان يدفع عن نفسه لا سيما والتهمة التي اضيفت اليه تهمة شنيعة فصنف هذه الرسالة شأنه شأن بقية العلماء الذين اذا اتهموا بينوا عقيدتهم وافصحوا عن الحق ولم يدعوا اه المسألة عائمة كذلك ابن جرير رحمه الله نسب الى تشيع يسير و بين الذهبي رحمه الله في السير انه نسب الى تشيع يسير ثم عقب على هذا بقوله ولم ارى الا الخير. ولم ارى الا الخير والحق ان هذا شيء لا دليل عليه وهذه الرسالة صريح السنة قد بين فيها معتقده في اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حتى انه لما ساق اعتقاده في تفضيلهم قال ما عليه اهل السنة والجماعة وهو ان افضلهم رضي الله عنهم ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي آآ كيف ينسب هذا الامام بعد ذلك الى التشيع لا شك ان هذا امر يعني من قالة الكذب او الخطأ في النقل الذي نسب اليه رحمه الله نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ما الذي حكاه عن احمد؟ ما الحل؟ يعني كاني بالصابون رحمه الله وجد الفرصة للدفاع عن هذا الامام الجليل والعلم رحم بين اهله. اهل العلم يدفع بعضهم عن بعض ويذب بعضهم عن بعض. هذا الرجل اتهم اتهاما باطلا فما كان منه الا ان قام ببيان الحق يقول الرجل بريء مما نسب اليه نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله والذي حكاه عن احمد رضي الله عنه والذي حكاه عن احمد رضي الله عنه وارضاه ان اللفظية جهمية فصحيح عنه. وانما قال ذلك لان جهما واصحابه صرحوا بخلق القرآن والذين قالوا باللفظ تدرجوا به الى القول بخلق القرآن واخافوا اهل السنة في ذلك الزمان من التصريح بخلق القرآن. فذكروا هذا اللفظ المراد به ان القرآن بلفظنا مخلوق فلذلك سماهم احمد رحمه الله جهميا. هذا هي هذا هو المقصود وهذه هي الخلاصة في هذه المسألة. لماذا حكموا عليهم بانهم جهمية لانهم تذرعوا وتدرجوا من هذه المقالة الى القول بخلق قرآن لكنهم كانوا خائفين من اهل السنة فمن صرحوا بمقالتهم فاتوا بهذا اللفظ المشتبه. نعم الله اليكم قال رحمه الله وحكي عنه ايضا انه قال اللفظية شر من الجهمية. نعم قال احمد رحمه الله هذه المقالة وهي ان اللفظية شر من الجهمية وصدق الحكمي رحمه الله حينما قال والواقفون فشر النحلة وكذا لفظية ساء ما راموا وما قصدوا هؤلاء لا شك انهم شر عظيم بل هم شر من الجهمية من جهة ماذا من جهة ان مقالتهم اشد في التأثير على اهل السنة من مقالة الجهمية الصرحاء انتبه يا رعاك الله فان اهل السنة في نظرهم الى البدعة ينظرون بنظرين اولا ينظرون الى البدعة ويقومونها من حيث بعدها عن الحق من حيث ما فيها من الضلال هذا امر وينظرون اليها بنظر اخر وهو اثرها على اهل السنة ما فيها من التشغيب على المنهج الحق وعلى السلوك في الطريق المستقيم قد تكون المقالة في شناعتها في من حيث ذاتها وفي فداحتها في من حيث خطأها قد تكون اشد لكن ما دونها قد يكون اشد قد يكون اشد فتكا وتأثيرا على اهل السنة من من المقالة الاولى فربما تكون البدعة الظاهرة لو قدمت للناس بما هي عليها ما اقبلت عليها النفوس لانها ظاهرة البطلان لكنها لو حليت او جيء ببدعة دونها مزخرفة ومزركشة تجد ان الاغمار ماذا يقبلون عليها وهذا ما كان في مسألة ماذا اللفظ هذه آآ لا شك انها مشتبهة تحتمل و وتحتمل ولذلك كان تأثيرها على اهل السنة تأثيرا اشد من القول بخلق القرآن الصريح نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله واما ما حكاه محمد بن جرير عن احمد رحمه الله ان من قال لفظي بالقرآن غير مخلوق فهو مبتدع فانما اراد ان السلف من اهل السنة لم تكلموا في باب اللفظ ولم يحوجني الحال اليه وانما حدث الكلام في اللفظ من اهل التعمق وذوي الحمق الذين اتوا بالمحدثات واتوا عما نهوا عنه من الضلالات ودميم المقالات وخاضوا فيما لم يخض فيه السلف من علماء الاسلام. فقال الامام هذا القول في نفسه بدعة. ومن حق المتسنن ان يدعه ولا يتفوه به ولا بمثله من البدع المبتدعة ويقتصر على ما قاله السلف من الائمة المتبعة ان القرآن كلام الله غير مخلوق ولا يزيد عليه الا تكفير من يقول بخلقه نعم ينبه المؤلف رحمه الله الى المأخذ في قول الامام احمد رحمه الله ومن قال لفظي بالقرآن غير مخلوق فهو ايش مبتدع يقول هذه المقالة بدعة في نفسها وتكلف وتنطع ما تكلم بهذا السلف فما حاجة المتسنن السالك في طريق اهل السنة الى ان يأتي بلفظ من عنده. هذه مقالة ماذا؟ لا حاجة اليها ولا داع يدعو اليها. ولاجل هذا ذم احمد رحمه الله وهذه المقالة هذا سبب وثمة سبب اخر هو اوضح واولى وكلاهما صواب لكن السبب الثاني اهم واولى وقد نبه عليه شيخ الاسلام رحمه الله تعالى وهو هذا اللفظ او هذه الجملة لفظي بالقرآن مخلوق او لفظي بالقرآن غير مخلوق. قلنا ان كلمة اللفظ تحتمل امرين تحتمل التلفظ وتحتمل الملفوظ اذا اذا تكلم بهذه الكلمة قيل لفظي بالقرآن مخلوق احتمل الكلام ان يكون القرآن ماذا مخلوقا واذا قيل انتبه اذا قيل لفظي بالقرآن غير مخلوق احتمل الكلام ان تكون افعال العباد غير مخلوق ما فهمنا اعيد انتبه لفظي بالقرآن مخلوق ها لفظي بالقرآن غير مخلوق كلاهما ماذا خطأ وضلال. الاول حكم عليه احمد بايش بانه مقالة الجهمية والثاني قال هذه المقالة بدعة الذي يقول هذا مبتدع لماذا لان الذي يقول لفظي بالقرآن مخلوق احتمل كلامه ها ان القرآن ماذا مخلوق وهذا الذي اراده الجهمية واذا قال لفظي بالقرآن غير مخلوق وعندنا ان اللفظ اصلا كلمة اللفظ ايش محتملة احتملت هذه الكلمة وهذه الجملة الجملة ان افعال العباد غير مخلوقة ولا شك ان هذا خطأ وضلال وبدعة بل افعال العباد ماذا مخلوقة قلة قليلة قالوا بان صوت الانسان بالقرآن ماذا غير مخلوق وهؤلاء اتوا من عدم فهمهم كلام الائمة ظنوا ان احمد رحمه الله لما انكر مقالة لفظي بالقرآن مخلوق اتوا بماذا؟ بهذه الجملة وهي ان اللفظ ماذا غير مخلوق ارادوا ماذا ان افعال العباد واصواتهم قديمة وهذه مقالة خارجة عن حد الشرع ومقالة ومقالة خارجة عن حد العقل ايضا اذا احمد رحمه الله اراد ان يبين الخطأ من الجهتين في الجملة الاولى ها في جهة الاثبات الكلام يحتمل وهو ذريعة الى القول بماذا بخلق القرآن ومن جهة النفي كان هذا ذريعة الى القول بان افعال العباد قديمة غير مخلوقة وكلاهما لا شك انه ايش؟ خطأ وضلال ولذلك ولذلك انكر احمد الاطلاق في نفي واثبات بلا فرقان. كما قال ابن القيم رحمه الله. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله اخبرنا الحاكم ابو عبد الله الحافظ قال حدثنا ابو بكر محمد بن عبد الله الجراحي لمرو قال حدثنا قال حدثنا عبد الكريم السكري قال وهو ابن زمى اخبرني اخبرني علي الباشاني قال سمعت عبد الله ابن المبارك رحمه الله يقول من كفر بحرف من القرآن فقد كفر بالقرآن. ومن قال لا اؤمن بهذه اللام فقد كفر لا شك في ذلك ولا ريب وهذا اجماع قطعي عند اهل السنة والجماعة من انكر شيئا من هذا القرآن فلا شك في كفره ومن قال بانه مخلوق ليس من كلام الله الذي هو صفة من صفاته فلا شك انه قد كفر بالله عز وجل وجاء لهذا الاثر رواية كما في الحاشية اه ساقها الذهبي رحمه الله في السير عن ابن المبارك رحمه الله وهذه اليق بالسياق فالسياق يتعلق بمسألة ايش خلق القرآن وما اليه وهذه آآ الرواية فيها من زعم ان هذا مخلوق فقد كفر بالله العظيم. والله عز وجل اعلم. بقي عندنا غدا ان شاء الله تعالى نتكلم عن بعض القواعد والفوائد المستفادة من مسألة اللفظ وما اليها والفتنة التي وقعت عند اهل السنة والجماعة نرجئ الكلام في ذلك ان شاء والله الى غد والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين