او تمليه قاعدة فلسفية او منطقية اذا كنت مسلما فان هذا يقتضي منك ذلك ثم اذا كنت مسلما حقا فالواجب ان يكون تسليمك تسليما عاما بكل ما جاء في النصوص بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وانفعنا بعلمه يا رب العالمين. قال الامام ابو عثمان في عقيدة السلف وائمة الحديث قال قال الزهري رحمه الله امام الائمة وغيره من علماء الامة رضي الله عنه على الله البيان وعلى الرسول البلاغ وعلينا التسليم. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فاسأل الله تعالى لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح والاخلاص في القول والعمل واقول بعد هذا ان هذا الاثر الذي اورده المؤلف رحمه الله عن الامام التابعي الجليل وهو الامام الزهري رحمه الله تعالى هذا اثر عظيم وفيه من كنوز العلم الشيء الكثير قريب من معناه ما قال التابعي ايضا ربيعة ابن ابي عبد الرحمن الذي هو في طبقة الزهري ومر بنا الاثر المتعلق بذلك مر بنا حينما تكلمنا عن اثر ام سلمة رضي الله عنها وقد اورده المؤلف رحمه الله سابقا قلنا ان بمعناه ما جاء عن ربيعة الرأي رحمه الله وهو انه لما سئل الرحمن على العرش استوى كيف استوى؟ فقال الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول ثم قال ومن الله الرسالة ومن الرسول البلاغة وعلينا التصديق وهذا الاثر اخرجه خلال في السنة وقال شيخ الاسلام رحمه الله ان اسناده ائمة. فهذا الاثر في معنى الاثر الذي بين ايدينا عن الزهري رحمه الله واثر الزهري هذا قد علقه البخاري رحمه الله في صحيحه ولكنه كان بلفظ ومن الله الرسالة قال من الله الرسالة والخلال في السنة رواه بلفظ من الله العلم اذا عندنا ثلاثة الفاظ كلها بمعنى من الله الرسالة كما علق البخاري ومن الله العلم روى الخلال في السنة والمؤلف رحمه الله اورده بلفظ من الله البيان وهذه الجملة هذا الاثر فيه ثلاث جمل من الله الرثاء من الله البيان والله سبحانه وتعالى اخبر عن نفسه بقوله يريد الله ليبين لكم ويقول سبحانه يبين الله لكم ان تضلوا فالله عز وجل بين لعباده مراضيه ومساخطه ما يحبه وما يرضاه وما السبيل الى نيل سعادة الدارين؟ وما الاسباب التي تحول بين العبد ورحمة الله سبحانه وتعالى بين سبحانه اسماءه وصفاته بين سبحانه وتعالى امور المعاد وكيف يعبد العبد ربه الى اخر ما بين جل وعلا فهذا البيان من الله سبحانه وتعالى حاصل قطعي لا شك فيه وهذا الكتاب الذي هو وحيه وكلامه سبحانه وتعالى كتاب مبين الله جل وعلا بين فيه البيان التام بل جعله تبيانا لكل شيء ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء فهو مبين في نفسه وهو مبين لكل شيء وينبغي ان نتنبه ها هنا الى ان البيان من الله عز وجل انما هو بيان للالفاظ وللمعاني ليس البيان من الله بيانا للالفاظ فحسب بل لا يكون البيان بيانا حتى يجتمع فيه الامران ان يبين اللفظ وان يبين المعنى هكذا يكون البيان بيانا وفي هذا الباب الذي نبحث فيه وهو باب وهو باب الصفات. الله عز وجل بين صفاته واسماءه بالالفاظ والمعاني ولم يجعل معرفتنا بهذه الاسماء والصفات معرفة بالفاظ جوفاء لا معاني تحتها ولا يفهم منها شيء هذا يتنافى والبيان البيان لا بد ان يكون بيانا لللفظ وبيانا للمعنى واذا تيقنت من ذلك تبين لك انحراف الفريقين فريق المفوضة وفريق المؤولات المحرفة فان مسلكهم يتنافى وحصول البيان من الله سبحانه وتعالى اذا كان الله عز وجل قد بين لعباده هذا الباب العظيم الذي هو اشرف الابواب باب الاسماء والصفات بالالفاظ والمعاني فان هذا يعني ان مذهب التفويض مذهب باطل كل دليل دل في القرآن او السنة على ان القرآن مبين وان الله بين لعباده وانه تبيان لكل شيء هذه الادلة وما يدور في معناها كلها حاكمة ببطلان مذهب التفويض فان مذهبهم لا يستقيم مع حصول البيان. كيف يكون البيان وهذه الايات التي ما اكثرها في كتاب الله عز وجل مجهولة المعنى بل ظاهرها غير مراد قطعا هذا يتنافى وبيان الله سبحانه وتعالى. كذلك الحال في مذهب المحرفة المؤولة. فان كون هذه الايات ايات الصفات مبينة من الله سبحانه وتعالى فانها حين ذلك تستغني عن كل تحريف وتأويل لها انما هي على ظاهرها المبين فلا يمكن ان يعمل فيها بمعول التحريف والتأويل متى ما كانت مبينة في الفاظها وفي معانيها فانه من البطلان بمحل ان يعمل فيها بمعول التأويل والتحريف اذا البيان من الله يشهد ببطلانه مذهبي مذهب التحريف الذي هو مذهب التأويل وكذلك مذهب التفويض ثم قال رحمه الله وعلى الرسول البلاغ صلى الله على نبينا وسلم لا شك ان الواجب على كل رسول ارسله سبحانه وتعالى بلاغ ان على كل رسول بلاغة ما امر الله عز وجل بتبليغه. فهل على الرسل الا البلاغ المبين فالرسل وظيفتهم ان يبلغوا البلاغ المبين الذي امرهم الله سبحانه وتعالى به وهذا ما امر الله عز وجل به نبيه صلى الله عليه وسلم حينما قال يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك ومن المقطوع به ان نبينا صلى الله عليه وسلم قد بلغ البلاغ المبين في صحيح مسلم من حديث جابر رضي الله عنه في حديث الحج الطويل لما وقف النبي صلى الله عليه وسلم خطيبا في اصحابه في ذلك المجمع العظيم الذي هو اجمع الذي هو اعظم المجامع قال صلى الله عليه وسلم في ذلك اليوم في خطبة عرفة انكم مسؤولون عني فماذا انتم قائلون سبحان الله العظيم هذه الامة ستسأل عن نبيها صلى الله عليه وسلم هل بلغ او لم يبلغ ماذا كان جواب اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا نشهد انك بلغت واديت ونصحت وصدقه واننا والله لنشهد كما شهدوا ان النبي محمدا صلى الله عليه وسلم قد بلغ وادى ونصح عليه الصلاة والسلام ما ترك النبي صلى الله عليه وسلم شيئا من الخير قط يقربنا الى الله الا دلنا عليه. ولا شيئا من الشر الا حذرنا منه قال صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم ما بعث الله من نبي الا كان حقا عليه ان يدل امته على خير ما يعلمه لهم وان يحذرهم من شر ما يعلمه لهم. ونبينا صلى الله عليه وسلم له من ذلك القدح المعلى اذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد ايقنا انه قد بلغ البلاغ المبين فكيف يظن ان يترك هذا الباب العظيم باب معرفة الله تبارك وتعالى الذي هو زبدة الرسالة الالهية وخلاصة الدعوة النبوية الذي هو اعظم ما حصلته القلوب واكتسبته النفوس باب معرفة الله عز وجل كيف يظن ان النبي صلى الله عليه وسلم تركه غفلا ما بين فيه الحق ما الذي يجب ان يعتقده الانسان في ربه سبحانه وتعالى اهو ان يحمل ما جاء في هذه النصوص على ظاهرها اللائق بالله عز وجل او ان لها تأويلا بخلاف ظاهرها ما بينه عليه الصلاة والسلام. او ان الحق هو ان نقرأ هذه الالفاظ كانها من جملة الكلام الاعجمي او الطلاسم والالغاذ والالغاز التي لا معنى لها اهكذا يظن برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي علم امته كل شيء حتى القراءة حتى كيف يقضي الانسان حاجته؟ ما ترك هذا نبينا صلى الله عليه وسلم من البيان والتعليم الذي ما ترك طائرا يقلب جناحيه في السماء الا اتانا منه علما. بين الصغير والكبير عليه الصلاة والسلام. ثم في هذا الباب العظيم باب معرفة الله عز وجل. يدع النبي صلى الله عليه وسلم البيان والبلاغة والنصح اهذا الذي يظن برسول الله صلى الله عليه وسلم اهكذا يتلو النبي صلى الله عليه وسلم على اصحابه ايات الصفات اية تلو اخرى بل يحدث هو عليه الصلاة والسلام في احاديث كثيرة تبلغ المئين يحدث النبي صلى الله عليه وسلم بما يقول هؤلاء ان ظاهره النقص بل التشبيه بل الكفر يحدث بهذا النبي صلى الله عليه وسلم ولا يبين مرة واحدة ان هذه النصوص يجب عدم حملها على ظاهرها وانها مؤولة بكذا وكذا او ان لها معنى لا يجوز ان تتفكروا فيه انما استأثر الله عز وجل بعلمه يخبر اصحابه بانه سبحانه وتعالى ينزل الى سماء الدنيا كل ليلة. يكرر هذا على اصحابه كثيرا حتى روى هذا الجم الغفير من اصحابه يحدثهم بان الله سبحانه وتعالى له وجه وله ساق وله عين وانه يضحك وانه يغضب وانه يحب وكل ذلك عند القوم لو اضيف الى الله عز وجل لكان نقصا يجب تنزيهه سبحانه وتعالى عنه ثم النبي صلى الله عليه وسلم لا يبين الحق بذلك بيانا واضحا وهذا مهيع خطير من اعتقد الباطل في حق الله عز وجل. القوم ماذا يقولون انه كفر من شبه الله بخلقه فقد كفر فلا يتكلم النبي صلى الله عليه وسلم بكلمة واحدة توضح الحق النبي صلى الله عليه وسلم قد عهد من حاله وعرف من سنته انه كلما كان المقام ذا خطر ابدى وبين ووضح ووضح ونصح اكثر عليه الصلاة والسلام انظر الى الخطر والفتنة العظيمة التي تكون من الدجال اذا خرج على الناس فتنة عظيمة اليس كذلك؟ ماذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم؟ اترك المقام غفلا او انه اكثر على اصحابه عليه الصلاة والسلام وابدى واعاد مع ان الدجال مكتوب بين عينيه كافر ومع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم يعيد ويكرر على اصحابه وصفه والتحذير منه لم لانه الرؤوف الرحيم الحريص على هذه الامة اذا كيف يدع بيان الحق في باب الاسماء والصفات ان هذا الظن الذي يظنه هؤلاء برسول الله صلى الله عليه وسلم لا شك انه من الباطل بمحل اذا اذا كنا نعتقد ان على الرسول البلاغ صلى الله عليه وسلم وانه قد قام بذلك خير قيام فواجب اذا ان نعتقده ان هذا الباب هو اول واولى ما توجه اليه البلاغ والبيان بحيث صار بينا واضحا لا لبس فيه ولا غموض اذا كان النبي صلى الله عليه وسلم في ادق التفاصيل في امور العبادات والاخلاق والمعاملات ترك امته على البيضاء او على مثل البيضاء ليلها كنهارها فان هذا الباب اولى واحرى وبالتالي يتبين لك ان كل مذهب بخلاف مذهب اهل السنة والجماعة هو مذهب باطل لا شك فيه. اذا توجه اربابه جهة التشبيه او توجهوا جهة التفويض. او توجهوا جهة التحريف والتأويل لا شك في بطلان ذلك لان هذا يتنافى بلاغ الرسول صلى الله عليه وسلم ويتنافى ونصح رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال رحمه الله وعلينا التسليم هذا هو الحق الذي وجب علينا معشر المسلمين ان نسلم بما جاءنا في كتاب الله وبما جاءنا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهذا هو الامتحان وهو حقيقة الايمان فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ووصف الله عز وجل اهل الايمان بقوله وما زادهم الا ايمانا وتسليما ان هذا التسليم ليقتضي من المسلم ان يكون مصدقا قابلا غير معترض تصدق توقن وتقبل ولا تعترض البتة على شيء مما جاء في كتاب الله او سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. اذا جاءك النص فرحت به واقبلت عليه وخضعت له ولم تناكف ولم تعارض ولم ترفع عقيرتك بما يقتضي التهوين من الالتزام بهذا النص او ان ثمة دعوة معارضة بين هذا النص وبين ما يمليه عقل ليس ان تسلم بالاية او الحديث اذا جاءت في باب الطهارة او جاءت في باب الصلاة او جاءت في باب الحج ثم تترك التسليم اذا تعلق بباب الصفات فتقول المعول ها هنا انما هو على دليل العقل القاطع اي تسليم هذا؟ اذا كنت مسلما حقا وجب ان تسلم بكل النصوص. فالقول في بعض الادلة كالقول في البعض الاخر اذا كنت تسلم بدليل في باب العبادات او في باب المعاملات فلازم عليك ايضا ان تسلم ايضا في باب العقائد اذا كان الدليل ان الصي حجة في باب العبادات في باب الاخلاق في باب المعاملات فهو والله حجة في باب العقائد والتفريق بين الابواب الشرعية من حيث قبول الاخبار النقلية او عدم قبولها لا شك انه تفريق بين متماثليه وهذا امر مردود عند العقلاء فالباب باب واحد الكل وحي من الله عز وجل واجب ان تقابله بالتسليم. والقبول والانقياد والتسليم منك يقتضي انه متى اشتبه عليك الامر او استشكل عليك شيء من هذه الادلة الواجب عليك ان تقبل وان تسلم ولا ترد ذلك لمجرد انك جللت الشيء فان الامرين لا يتنافيان كونك ما فهمت الشيء على وجهه او بقي عليك فيه بقية من استشكال هذا ليس مسوغا لك ان ترد او ان تعارض بل الواجب عليك ان تقبل وان يكون حالك حال المؤمنين متى ما حصل اشتباه او غموض فان المؤمن الحق يقول امنا به كل من عند ربنا تسلم وتخضع وابشر فان ثواب هذه الحسنة ان يفتح الله عز وجل عليك وان يزول عنك الاشكال متى ما كنت مسلما خاضعا فان الله عز وجل سيفتح عليك باب الخير والايمان. ان الذين لا يؤمنون بايات الله لا يهديهم الله مفهوم المخالفة ان الذين يؤمنون بايات الله يهديهم الله امن تهتد قاعدة مطردة امن تهتد اذا امنت وسلمت واذعنت هداك الله الى وجه الحق والصواب فلا ينبغي ان يكون اشتباه شيء من الحق عليك او غموض آآ معنى من المعاني التي جاءت في الادلة عليك سببا لانصرافك او ردك او وقوعك في شيء من الريب والشك. هذا ليس حال اهل الايمان انما سلم واذعن واقبل وما غمضوا عليك فسيفتح الله عز وجل عليك بابه ووجهه اذا هذه بعض الفوائد المستفادة من هذا الاثر العظيم منا كلام الامام الزهري وما شابهه من كلام ربيعة رحمة الله تعالى على الجميع. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وروى يونس بن عبدالصمد بن ابن معقل عن ابيه ان الجعد ابن ابن درهم قدم على وهب ابن منبه يسأله عن صفات الله تعالى فقال ويلك يا جعفر بعض المسألة مفتوحا بعض المسألة ويلك يا جعج بعض المسألة اني لاظنك من الهالكين. يا جعد لو لم يخبرنا لو لم يخبرنا الله في كتابه ان له يدا وعينا ووجها لما قلنا ذلك. فاتق الله ثم لم يلبث جعد او قتل وصلب. اورد لنا المؤلف رحمه الله هو هذا الاثر عن وهب بن منبه التابعي الجليل عليه رحمة الله والشاهد فيه قوله لو لم يخبرنا الله في كتابه ان له يدا وعينا انوى وجها لما قلنا ذلك هذا الباب باب وخبر والواجب في الخبر التصديق. ولا معنى لشهادتك ان لا اله الا الله او ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم يأتيه كالخبر بعد ذلك فترده هذا يتنافى ويتناقض مع شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم. لو لم يخبرنا الله ان له يدا وان له عينا وان له وجها ما قلنا بذلك وليس لاحد ان يقول على الله عز وجل بغير علم لكن اذا قال الله ذلك واذا قال ذلك اعلم الخلق بالله محمد صلى الله عليه وسلم فما العذر لك ان تنطق بما نطقت به النصوص. اي عذر لك هل انت اعلم بالله من الله هل انت اعلم بالله من رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تقول ان هذا لائق بالله فيثبت ان هذا لا يليق بالله فينفى سبحان الله العظيم هذا الباب كما ذكرنا باب ايماني ان كنت مؤمنا فسلم واقبل وزعا وهذا ما لم يكن من اهل الابو الاهواء والبدع ومن اولئك هذا الرجل الذي هو من اعظم الضالين من اعظم دعاة الضلالة هذا الرجل الجعد ابن درهم الذي هو شيخ الجهم ابن صفوان وعنه انتشرت مقالة التعطيل لا يعرف في الامة ممن ينتسب الى هذه الامة قائل بتعطيل صفات الله عز وجل قبل هذا الرجل وهو الجعد ابن درهم والعجيب في حاله انه جالس اهل العلم فما انتفع ونوصح فما رجع قيض الله له هذه النعمة العظيمة ان يجلس مع ائمة الهدى مع التابعين مع وهب ابن منبه واخوانه من اهل العلم يبينون له الحق باحسن عبارة واوضح دليل ينصحونه برفق يذكرونه بالله ومع ذلك ما انتفع ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا كان هواه مع غير اهل الهدى وقف هذا الرجل امام طريقين هذا طريق عليه ائمة الهدى يدلونه الى الحق. يقولون له ائتنا هذا هو الحق هذا هو البيان هذا هو ما دل عليه القرآن والسنة وهناك اناس في طريق اخرى يدلونه على الغواية هذا الرجل اتي من جهة السبب الذي تكلمنا عنه سابقا ما ضل من ظل غالبا الا بانه ارخى سمعه لاهل الضلال جالسهم فضل هذا الرجل كما يذكر شيخ الاسلام رحمه الله انه كان من اهل حران جالس واخذ وانصت واستمع لاهل حران وكانوا مشركين صابئة عباد اصناف فاخذ مذهب التعطيل عنهم وقيل انه اخذ هذا من بيان ابن سمعان وبيان تلقفه من طالوت ابن اخت لبيد ابن الاعصب وهو قد اخذه من خاله لبيد بن الاعصب الساحر اليهودي الذي سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم اسناد مظلم ينتهي باليهود. ذكر هذا ابن عساكر رحمه الله في تاريخ دمشق وايا ما كان فالرجل اتي من جهة ماذا مجالسة اهل الضلال انفتح قلبه اليهم واصغى اليهم فتلقف ما عندهم وترك هذا العذب النمير هذا الخير المحض هذه اعلام الهدى ظاهرة امامه هؤلاء التابعون تلقوا من لدن اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تربوا على ايديهم اي خير بعد هذا الخير واي هدى بعد هذا الهدى لكن هناك واعرض نصحه وهب وذكره ومع ذلك ما انتفع فكان ان بث في هذه الامة هذا البث ونشر فيها هذه البدعة وتلقفها الجهم ابن صفوان الاصل من جعد والنشر من جهم وكلاهما اهل ضلال وشر. ويتحملون مسئولية هذا الشرخ في هذه الامة يوم القيامة. من دعا الى هدى ومن دعا الى ضلالة من سن في الاسلام سنة حسنة ومن سن في الاسلام سنة سيئة ووالله انها لسنة سيئة. واي سنة سيئة تعطيل صفات الله سبحانه وتعالى الحال كما قال المؤلف رحمه الله او كما نقل المؤلف رحمه الله ان هذا الرجل وهو الجعد ابن ابن درهم قدم على وهب بن منبه يسأله عن عن صفات الله تعالى فقال ويلك يا جعد حذره ونبهه بعض المسألة الذي يبدو لي والله اعلم ان الكلمة ها هنا منصوبة يعني دع بعض المسألة او اترك بعظ المسألة لا تخط كل هذا الخوض في صفات الله عز وجل وهذه الكلمة جاءت في المصادر الفاظ مختلفة هي الاعتقاد لابن العطار وقد نقلنا عنه انفا وهو ينقل عن الصابون هذا المقطع من الرسالة فيه انه قال له ويلك يا جعد تعض المسألة كان ذلك من معنى الشدة فرجل عض يعني شديد كأن هذا يعني يرجع الى هذا المعنى انك يعني تشتد في مثل هذه المسائل ولا ينبغي لك هذا ابن كثير في البداية والنهاية لما اورد هذه القصة جعلها بلفظ اقصر المسألة اقصر المسألة والذهبي في تاريخ الاسلام لما اورد هذه القصة قال انقص من المسألة. قال ماذا انقص من المسألة ولعل ها التعبيرين الاخيرين يفسران اه ما اورد المؤلف رحمه الله بعض المسألة يعني اه انقص من المسألة هو اقصر المسألة ولا تبالغ في البحث والتنقير فيما لا ينبغي لك البحث والتنقير فيه و ليس يخفاك يا طالب العلم ان من اسباب الوقوع في الضلال السؤال والبحث المذموم من اسباب الضلال والانحراف عن جادة الحق السؤال والبحث والتنقير المذموم وهذا في الغالب يدور على ثلاثة انواع من المسألة اولا مسألة فيما لا ينفع في علم او عمل كهذا البحث السؤال الذي وجه الى الامام ما لك ومر بنا سابقا الرحمن على العرش استوى كيف استوى هذا سؤال فيما لا يعود عليك بالنفع لا في علم ولا عمل ولو كان في هذا نفع لك لبينه الله او بينه رسوله صلى الله عليه وسلم. اذا كنت تريد العلم النافع فاقصر مسألتك وبحثك فيما ينفعك ودع عنك التكلف ودع عنك التنطع ودع عنك البحث فيما لا فائدة فيه نصيحة لك يا طالب العلم وقد جرب المجربون قبلك عمرك قصير الوقت اقصر من ان تحيط بالعلم كله احرص على ان تصل الى ما ينفعك خذ هذا الطريق الوجيز الذي يوصلك الى العلم وهو ان مسألة لا تنفعك في علم ولا في عمل ليس لك بها شأن. دعك واياها واشتغل بما ينفعك ولا تتشاغل بما لا ينفعك فما اكثر الذين يخوضون فيما لا ينفعهم تضيع عليهم الاوقات والساعات والايام والليالي وربما السنوات وهو يرسم برسم طلبة العلم ثم يجد بعد ذلك انه لا شيء. ما حصل شيئا السبب انه اشتغل بما لا ينفعه الامر الثاني ان تكون المسألة نافعة ولكنها لا تناسب مستوى السائل العلم يا اخوتاه درجات وطبقات فينبغي على الانسان ان يراعي ذلك لا تسأل ولا تبحث في شيء انت في مستوى دونه ابحث فيما يناسبك فلربما بحثت فيما لا يتناسب مع مستواك العلمي او قدرتك العقلية فاوردك ذلك الموارد. ولذلك كان مشايخنا واهل العلم يتنبهون الى هذا الملحظ فلا يجيبون كل سائل عن كل مسألة انما بثاقب النظر يعرفون ان هذا السؤال اكبر من السائل وان هذا ليس وقته فيزجرون السائل ولا يجيبونه الى كل ما يسأل ويقولون دع هذه هذه يأتيها وقتها انت الان لا يناسبك هذا يناسبك كيت وكيت هذا من الحكمة في تلقي العلم العلم يؤخذ شيئا فشيئا تأخذ الواضحات اولا تأخذ المسائل الكبار اولا تأخذ الاصول اولا ثم تتدرج بعد ذلك الى ما هو ادق يعجب الانسان احيانا من مسألة بعض صغار طلبة العلم والمبتدئين كيف يسألون في مضائق ودقائق ولا يخفاك ان العلم فيه شيء من ذلك. هناك مضائق ودقائق ومسائل آآ فيها دقة وتحتاج الى مقدمات ممهدات يسأل عنها وهو ما احكم كثيرا من اصول العلم وما يحتاجه اذا راعي هذا الامر فان هذا من جملة السؤال الذي لا ينبغي الامر الثالث هو السؤال الذي يصحبه قصد سيء سؤال يصحبه قصد سيء سائله لا يريد منه نيل العلم انما يريد شيئا اخر ربما يكون مراءيا يريد ان يظهر انه بحاثة انه طالب علم ولذلك يقول وكيع رحمه الله من استفهم وهو يفهم فهو طرف من الرياء من استفهم وهو يفهم فهو ماذا طرف من الرياء يريد ان يري نفسه امام استاذه امام زملائه يستعلي عليهم انه والله اطلع على مسألة كذا وكيف نجيب عن هذا الايراد يا شيخ وهو يفهم المسألة وبحثها ولكن يريد ان يظهر نفسه هذا قصده سيء وهذا سؤال مذموم او ربما يكون البحث والمسألة والقصد الوصول الى ما يهوى الانسان تجد انه يتنقل بين اهل العلم يسألهم لان هواه مع جواب معين يريد ان يصل اليه فلا ينفك حتى يصل الى مبتغاه. يسأل هذا وهذا حتى يصل الى ما يريد ولا يريد الانصاف والتجرد الى الحق والوصول الى الا الحق الذي دل عليهم النص انما يريد الوصول الى ما يهوى فهذا وامثاله سؤال يصحبه قصد سيء اذا القاعدة في العلم ان يكون فيما ينفع والقاعدة في السؤال ان يكون عند الحاجة القاعدة في العلم ان يكون فيما ينفع والقاعدة في السؤال ان يكون عند الحاجة ليست السؤالات هي طريق العلم كما يظن بعض طلبة العلم انما هذا شيء عارض الاصل في العلم التلقي الاصل هو الاخذ عن اهل العلم مشافهة او عن طريق الكتب والسؤال حالة ماذا عارضة تعرض يحتاج الانسان الى ان يستجلي شيئا اشكل عليه فيسأل ويبحث المقصود ان جعدا كان منه هذا الجدل ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه الا اوتوا الجدل هذا الرجل اوتي جدلا واتي هذا التنطع وعظه وزجره رحمه الله واعبد المنبه رحمه الله لكنه ابى قال يا جعد بعض المسألة اني لاظنك من الهالكين. واهل العلم لهم اه نظر وآآ لهم تأمل في الاحوال توسم ان في ذلك لايات للمتوسمين توسم من حال هذا الرجل ومسألته انه لا يريد الحق انه يبحث عن ضلالة فقال له اني لاظنك من الهالكين يا جعد لو لم يخبرني ان الله في كتابه ان له يدا وعينا ووجها لما قلنا ذلك اي والله هذا الباب باب توقيفي لو ما جاء في النصوص هذه الصفات الكثيرة لما قالها اهل السنة ولما اعتقدوها فاي لوم عليهم حينما قالوا بما قال به القرآن وما قالت به السنة فاتق الله. لكن لا لم ينتفع هذا الرجل. قال ثم لم يلبث جعد ان قتل وصلب قتل على الكفر والردة باجماع المسلمين. قتل على الكفر والردة باجماع المسلمين. ونقل هذا مع غير واحد من اهل العلم قتل هذا الرجل وصلبه كان على مرأى ومسمع من التابعين واتباع التابعين ومع ذلك ما انكر ذلك احد منهم فكان اجماعا ان هذه عقوبة يستحقها قتل على والكفر نسأل الله العافية والسلامة. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وخطب خالد بن عبدالله القصري يوم الاضحى بالبصرة فقال فقال في اخر خطبته انصرفوا الى منازلكم الى انصرفوا الى منازلكم وضحوا بارك الله لكم في ضحاياكم فاني مضحي اليوم بالجعد ابن فانه يقول لم يتخذ الله ابراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكليما سبحانه وتعالى عما يقول الجعد علو كبيرا ونزل عن المنبر فذبحه بيده وامر بصلبه ابن العماد في شذرات الذهب علق على هذه القصة بقوله فلله ما اعظمها من واقبلها من اضحية ما اعظمها واقبلها من اضحية. وبعض الناس يظن ان ما كان من خالد ابن عبد الله القسري انما هو هي اضحية بمعنى اضحية نتقرب الى الله عز وجل بها اه في ذلك اليوم ويؤكل من لحمها اه وهذا الذي يقول ذلك ما ما يعرف بلاغة العرب انما كان مراد خالد رحمه الله انكم اذا كنتم في هذا اليوم تتقربون الى الله عز وجل بذبح الاضاحي ونهر الدم تقربا الى الله سبحانه وتعالى فاني متقرب الى الله في هذا اليوم بذبح هذا الرجل المرتد الذي يستحق القتل هذا هو مراده لان بعض الناس يستنكر يقول هذا اللفظ فيه يعني نكارة لا احد يفهم من انه ضحى به كما تضحي انت بالخروف وتأكل لحمه لم يرد هذا رحمه الله انما اراد انكم اذا كنتم تتقربون الى الله عز وجل الذبح للاضاحي فاني اتقرب الى الله في هذا اليوم بماذا بذبح هذا الرجل لانه مستحق لذلك. فنزل من اه منبره وذبح هذا الرجل وهذه القصة قصة مشهورة كما نص على هذا شيخ الاسلام رحمه الله في رده على الشاذلي ووصفها بذلك ايضا الذهبي ووصف بذلك الصفدي في الوافي بالوفيات ولم يزال اهل العلم يذكرونها ولذلك لما اوردها ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية قال هذه القصة ذكرها جمع من الحفاظ كالبخاري فانه رواها في خلق افعال العباد وكذلك ابن ابي حاتم وكذلك البيهقي وكذلك الطبراني وكذلك ابن ابي عاصم وكذلك ذكرها ابن عساكر وكذلك ذكرها عبد الله بن احمد في السنة وغيرهم من اهل العلم يتواردون على ذكر هذه القصة و لا اعلم من المتقدمين احدا انكره. وعلى كل حال هي لا تعدو ان تكون قصة بتشاغل تشاغل بعض طلبة العلم بالحرص على تضعيفها وانكارها اشتغالهم بشيء لا ينفع هذا الرجل قد اتى بالكفر المستبين حينما عطل الله سبحانه وتعالى عن صفاته واقيمت عليه الحجة وابى فهو مستحق لذلك واي شيء ينكر في ان يقتل شيء هذا حاله وولاة امر المسلمين في عهد الصحابة رضي الله عنهم وفي عهد الدولة الاموية وايضا وقع فيما بعد ذلك كان يكون منهم ان يقوموا المعوجة بالسيف والسوط فليس هناك شيء مستنكر من هذا وشيخ الاسلام رحمه الله نقل هذه القصة في مواضع من كتبه كذلك تلميذه ابن القيم اورد ذلك في عدد من كتبه ومن ذلك قوله في النونية ولاجل ذا ضحى بجعد خالد القسري يوم ذبائح القربان اذ قال ابراهيم ليس خليله كلا ولا موسى الكليم الداني شكر الضحية كل صاحب سنة لله درك من اخي قربانه اي والله كل صاحب سنة فانه قد شكر خالدا على ما كان منه من هذه الاضحية نسأل الله ان يتقبل منه ذلك وان يغفر ذنبه بذلك. والله عز وجل اعلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ويثبت اصحاب الحديث نزول الرب سبحانه وتعالى كل ليلة الى السماء الدنيا. من غير تشبيه له بنزول المخلوقين. ولا تمثيل ولا تكييف بل يثبتون ما اثبته رسول الله صلى الله عليه وسلم وينتهون فيه اليه ويمرون الخبر الصحيح الوارد بذكره على ظاهره يأكلون علمه الى الله. نعم. انتقل المؤلف رحمه الله الى بيان معتقد اهل السنة والجماعة في صفة النزول وهذه المسألة اطول مسألة في هذا الكتاب. المسألة التي اكثر فيها المؤلف رحمه الله اه من اه فيها وسوق الادلة والاثار عليها هي هذه المسألة اكثر من غيرها. وخلاصة ذلك ان اصحاب الحديث ان اهل الاثر ان اهل السنة والجماعة يثبتون يعتقدون بان ربنا تبارك وتعالى ينزل الى السماء الدنيا كل ليلة في اخر الليل اذا بقي ثلث الليل الاخر نزولا يليق بجلاله وعظمته لا كنزول المخلوقين كما انه هو في ذاته سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء فكذلك نزوله ليس كمثله شيء ليس كمثله شيء من نزول المخلوقين والامر في النزول كما قال ابو جعفر الترمذي الذي هو امام من ائمة المسلمين جليل توفى سنة خمس وتسعين ومائتين هنا قولنا نقلنا قوله فيما مضى وهو انه سئل عن عن النزول كيف هو؟ كيف ينزل ربنا فقال النزول غير مجهول. قال عفوا النزول معقول والكيف مجهول قال النزول معقول يعني يعقل في ضوء لغة العرب والكيف مجهول والايمان به واجب يعني بالنزول والسؤال عنه يعني عن الكيف بدعة فهذه هي طريقة اهل السنة والجماعة كل من يعرف لغة العرب يفهم ما معنى كلمة نزول واما كيف ينزل ربنا سبحانه وتعالى فان هذا شيء اختص الله سبحانه وتعالى بعلمه مع اعتقادنا ان نزوله ليس كنزولي المخلوقين قال رحمه الله ويثبت اصحاب الحديث نزول الرب سبحانه وتعالى كل ليلة الى السماء الدنيا من غير له بنزول المخلوقين ولا تمثيل ولا تكييف بل يثبتون ما اثبته رسول الله صلى الله عليه وسلم وينتهون فيه اليه لا شك ان النزول ثابت في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاءت فيه انواع من النزول اشهر تلك الانواع نزول الله عز وجل الى السماء الدنيا كل ليلة ومن ذلك نزول الله عز وجل لفصل القضاء. ومن ذلك دنو الله عز وجل عشية عرفة لاهل للسماء الدنيا كما جاء في صحيح مسلم ومن ذلك ايضا نزول الله عز وجل ليلة النصف من شعبان الى السماء الدنيا كما دل على هذا عدة احاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث ابي بكر ومن حديث ابي موسى والمؤلف رحمه الله سيشير الى شيء من ذلك اورد هذا من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها المقصود ان هذه انواع من النزول جاءت في النصوص رواها جم غفير من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم احاديث النزول فقط المتعلقة بنزول الله عز وجل كل ليلة الى سماء الدنيا رواها خمسة عشر من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. ناهيك عن من روى عن والمؤلف ساق من ذلك جملة من الصحابة وان كان زاد رواية ابي هريرة آآ بيانا وساق اكثر من عشرة من اصحاب ابي هريرة رووا حديث النزول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا هذا شيء ثابت لا شك فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان كنتم معشر المتكلمين تقبلون المتواتر من السنة فهذا متواتر انتم ملزمون بقبوله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال ويمرون الخبر الصحيح الوارد بذكره على ظاهره. ومسألة ظاهر كلمة تكلمنا عنها سابقا اهل السنة يثبتون هذه النصوص على ظاهرها يعني اللائقة بالله سبحانه وتعالى لا كنزول المخلوقين ومسألة الظاهر فصلنا فيها القول فيما مضى ثم قال ويأكلون علمه الى الله ما الذي يكلون علمه التكييف وهذا ما مر بنا سابقا وسيأتي صريحا في كلام الاسماعيلي رحمه الله رحمة واسعة. اذا هذه الصفة صفة اختيارية متعلقة بمشيئة الله فالله ينزل اذا شاء كيف شاء سبحانه وتعالى هذه الصفة مرتبطة ارتباطا وثيقا بصفة العلو وقد احسن المؤلف حينما اورد الكلام عن صفة النزول عقيدة الكلام عن صفة العلو لماذا للارتباط الوثيق بين الصفتين وقد مر بنا ان صفة النزول دليل على ها صفة العلو اذا ثبت ان الله ينزل ثبت ان الله عال وفوق كل شيء سبحانه وتعالى و آآ بالتأكيد لا يثبت صفة النزول لله عز وجل الا من اثبت له صفة العلو وبالتتبع وهذه ذكرناها في دروس الوسطية بالتتبع لا يثبت صفة النزول الاثبات الصحيح على نهج السلف الا من يثبت بقية الصفات يعني اذا وجدت من يثبت صفة النزول وصفة المحبة الاثبات الصحيح على نهج السلف فاطمئن فانه يثبت ولابد بقية الصفات لكن العكس ماذا؟ لا يلزم. قد يوافق اهل السنة بعضهم في اثبات جملة من الصفات لكنه اذا وصل الى صفة النزول والى صفة المحبة تجد منه التردد او الميل الى التفويض او الميل الى التأويل. لكن ان اثبتهما وانشرح صدر هذا الانسان باثبات هاتين الصفتين فاعلم انه قد اثبت ما سواهما اذا كان في اتباعه للسلف وصل الى ان يثبت هاتين الصفتين فان آآ اثبات ما سواهما سيكون عنده من باب من باب اولى والمخالفون للحق في هذا الباب اه كثر يقول الحديث حديث ماذا واحد وهل يجرؤ ملك ان يقول ذلك والملائكة كما اخبر الله لا يعصون الله ما امره ومن يقل منهم اني اله من دونه فذلك نجزيه جهنم منهم من شبه نزول الله عز وجل بنزول المخلوقين فقال ان الله تعالى ينزل كنزول المخلوقين تعالى الله عن قوله وافكه علوا كبيرة ولا شك ان هذا التشبيه كفر بالله سبحانه وتعالى. وقول على الله بغير علم. وما يدريك يا هذا ان الله ينزل كنزول المخلوقين بل اننا نسأله فنقول اننا نريد ان نعرف كيف ينزل مخلوق من المخلوقين دعنا الان من نزول الخالق سبحانه وتعالى. دعنا نتكلم فيه نزول مخلوق. اليس الملائكة ينزلون وما نتنزل الا بامر ربك هكذا قالوا وجاء في نصوص عديدة واحاديث كثيرة انهم ينزلون اذا كان العبد في ادبار من الدنيا واقبال من الاخرة نزل اليه ملائكة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث البراء الشاهد صف لنا كيف لنا نزول الملائكة كيف هو اهو كنزول الانسان من الدرج او هو كنزول الانسان بحبل او كنزول المطر من السماء اي هيئة واي كنه واي كيفية لهذا النزول حدثنا عن هذه الكيفية كيفية نزولي الملك اولا وهو ها هنا بين جوابين اما ان يقول لا ادري واما ان يذكر كيفية واذا ذكر كيفية قلنا له لا دليل لك على ذلك انت تتخرص فقط لانك حتى تعرف كيف ينزل الملك فعليك ان تعرف كيف هو الملك اليس كذلك؟ يعني هل هو ينزل نزول الطائر فانه ينزل على هيئة معينة او ينزل نزول الحجر او ينزل كيف ينزل بالضبط سيقول ان كان منصفا لا ادري وان كان كاذبا لا يبالي سيقول اي كلام. وبكل حال جوابه مردود. اذا كان جوابك في الملك هو الجهل فجوابك في الملك سبحانه وتعالى ينبغي ان يكون كذلك بل هذا اولى اذا كنت في مخلوق تجهل كيفية صفته فكيف تروم ان تعرف كيفيته صفتي الخالق سبحانه وتعالى اذا هذا مذهب ضال بين البطلان هناك طرف اخر ذهب الى التفويض وطرف اخر ذهب الى التأويل يعني هناك طرف ثاني ذهب الى التفويض وطرف ثالث ذهب الى التأويل. المفوضة قالوا اننا لا ندري ما معنى كلمة متى؟ لا نعني لا نعرف معنى كلمة ينزل. ينزل فقط ما ندري ايش معناها؟ مع القطع بان الظاهرة المفهومة في ضوء لغة عرب من هذه الكلمة وهو قصد الشيء من علو الى سفل ان هذا ماذا؟ غير مراد. لكن ما المراد؟ الله اعلم. هكذا يحدث النبي صلى الله عليه وسلم المرة تلو المرة ويروي هذا من اصحابه اكثر من عشرة من الصحابة رضي الله عنهم كانوا لا يعلمون الكتاب الا امانيه. يتكلمون بكلام لا يفهمون له معنى. ولا يسألون النبي صلى الله عليه وسلم. ولا يخبرهم النبي صلى الله الله عليه وسلم ان هذا من العلم المكتوم الواجب ان تغلقوا قلوبكم وعقولكم عن التفكر في معنى كلمة ينزل. ما تكلم النبي صلى الله عليه وسلم بهذا ترك الناس عميا بحيث انه يمكن ان يسبق الى القلب معنى كلمة نزل فيضل وينحرف والنبي صلى الله عليه وسلم ما يبين. وهكذا الصحابة يروون ولا يبينون للتابعين. هكذا التابعون ولا يبينون لاتباع التابعين وهلم جرة اهذا ظنكم برسول الله صلى الله عليه وسلم؟ اهذا ظنكم باصحابه رضي الله عنهم اما اهل السنة والجماعة فيقولون لا والله النبي صلى الله عليه وسلم كان منه البلاغ كما مر بنا كان منه العلم والبيان فلا يمكن ان يترك الامة على شفا هلك ينطق بما ظاهره ضلال ظاهره يقودهم الى الكفر والتشبيه ثم لا يبين لهم هذا والله لا نظنه برسول الله صلى الله عليه وسلم بل نعتقد انه ادى وبلغ وبين ونصح فلو كان في ظاهر هذه الكلمة ما يؤول ويقود الى الى التشبيه. والله ان النبي صلى الله عليه وسلم كان سيصرح بذلك اعظم التصريح اذا هذا مذهب باطل نأتي الان الى مذهبي المؤولة وهؤلاء خاضوا بهذا الحديث خوضا طويلا وكتبهم حشيت بانواع التفويضات بانواع عفوا التأويلات ومن اشهر ما قيل ان نزول الله عز وجل انما هو نزول ملك من ملائكته ينزل ربنا هذا فيه مجاز حذف يعني ينزل ملك ربنا سبحان الله العظيم في حديث النزول وله روايات متعددة ثابتة في الصحيحين والسنن والمسانيد والمصنفات وغيرها اذا نزل الله عز وجل الى سماء الدنيا ما انتهى الحديث فيه تتمة وهي يقول من يدعوني فاستجيب له من يسألني فاعطيه من يستغفرني فاغفر له يا لله العجب من ملك هذا شأنه الان الحديث واحد فيه انه ينزل ثم ايش؟ يقول النازل هو الذي ملك يقول من يستغفرني فاغفر له والله يقول ومن يغفر الذنوب الا الله في حديث النزول ايضا اذا نزل الله سبحانه وتعالى فانه يقول انا الملك انا الملك من يدعوني فاستجيب له عباد الله املك يقول هذا في حديث النزول ايضا ان الله عز وجل اذا نزل يقول لا اسأل عن عبادي احدا غيري املك يقول هذا املك يقول لا اسأل عن عبادي احدا غيري انظر كيف ان الضلال يقود الى ضلال اكبر لو طردنا مقالتهم لك انت النتيجة ضلالا عظيما قالوا هناك تأويلات اخرى ليس هناك مشكلة قل قل ما شئت المهم ان ندفع في صدور هذه الاحاديث لا تحمل على ظاهرها خلاص لا تريد ملك ليس ملكا قل ينزل رحمته تنزل تنزل رحمته او ينزل امره ولذلك حرفوا بعض التحريف فقالوا ينزل ينزل الله عز وجل الى سماء الدنيا وهذا والله تحريف سامج ايضا هل الرحمة او الامر تقول او يقول من يدعوني فاستجيب له من يسألني فاعطيه الذي يقول هذا الامر ام الامر الذي يقول هذا الرحمة ام الرحيم الرحمن سبحانه وتعالى ما لهم كيف يعقلون ثم يا لله العجب امر الله او رحمته تنزل الى سماء الدنيا فقط ما تصل الى الارض ها يا جماعة صحيح هذا الكلام او ان امر الله عز او ان امر الله عز وجل ينزل الى الارض ورحمته تنال عباد الله فيها قلت لكم سابقا واعود واكرر النصوص عند هؤلاء بمنزلة الصائل الذي يدفع باي وسيلة؟ المهم ماذا الا نثبت لله سبحانه وتعالى هذا ان الحديث على ظاهره مهما يكن من شيء فهذه التأويلات والتحريفات من جنسي تأويلاتي وتحريفات هؤلاء في غير هذا الحديث وفي غير هذه الصفة وكلها ولا شك ضلال مبين واذا كنت حريصا وطالب علم فاوصيك بالرجوع الى موضع مهم ناقش فيه صاحبه تأويلاتهم ورد عليها ابلغ رد وهو ما حرره دبجه يراع الامام ابن القيم رحمه الله كما تجده وفي مختصر الصواعق المرسلة اه والمختصر للموصلي رحمة الله تعالى على الجميع. اسأل الله لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح والاخلاص في القول والعمل والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين