بصفاته تبارك وتعالى. هذه شبهة عقيمة والحق انها لا قيمة لها عند من ادرك معنى اه هذه الصفات و عرف ان نسبتها الى الله تبارك وتعالى تقتضي التخليص من داء التشبيه ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين قال الشيخ رحمه الله في كتابه بالحديث قال شيخ الاسلام قلت لما صح خبر النزول عن صلى الله عليه وسلم اقر به اهل السنة قبلوا الخبر واثبتوا النزول على ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يعتقدوا تشبيها له بنزول خلقه ولم يبحثوا عن كيفيته لا سبيل اليها بحال وعلموا وتحققوا واعتقدوا ان الله سبحانه لا تشابه صفات الخلق ان ذات واعتقدوا ان صفات الله سبحانه لا تشبه صفة الخلق كما ان ذاته لا تشبه ذوات الخلق تعالى الله عما يقول المشبهات والمعطلة علوا كبيرا ولعنهم لعنا كبيرا قد توقف امام الصابوني رحمه اه في تقرير اهل السنة صفتي النزول انهم يثبتون لله جل وعلا نزولا يضيق به لا كنزول المخلوقين ولولا ان الله عز وجل فلولا ان رسوله الله عليه وسلم قد اه جاء بالوحي عنهما ما يدل على اثبات هذه الصفات ما كان لاهل السنة ان يتكلموا في هذا الباب بشيء ولا ان يقول على الله عز وجل بغير علمهم بغير علم لكن لما جاءت اثبتت ان هذه الصفات ومنها صفة النزول ان اهل السنة والجماعة قالوا بموجب ذلك هذا من تحقيق الايمان شهادة ان لا اله الا وان محمدا رسول الله صلى الله عليه منهج اهل السنة والجماعة في هذه الصفة ومنهجهم في بقية الصفات لكنه لا يبالغ فيه الى درجة التكييف او التمثيل كما انهم ينزهون الله عز وجل عن مشابهة المخلوقات لكنه تنزيه لا يصل الى درجة تحريف والتعطيل انما منهجهم بين ذلك قوام وايمان واعتقاد سليم ومنزه من ادران المرضين مرض التشبيه ومرض التعطيل والحمد لله رب العالمين. نعم الله اليكم قال رحمه الله فقرأت لابي عبد الله ابن ابي حفص البخاري كان شيخ بخارى في عصره بلا مدافعة وابو حفص هذا كان من كبار اصحاب محمد بن الحسن الشيباني قال ابو عبد الله عن ابن ابي حفص هذا عبدالله بن عبدالله بن عثمان وهو عبدان شيخ مروء يقول سمعت محمد بن الحسن الشيباني يقول قال حماد بن ابي حنيفة قلنا لهؤلاء ارأيتم قول الله عز وجل وجاء ربك والملك صفا صفا وقوله عز وجل هل ينظرون الا ان يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة فهل يجيء ربنا كما قال؟ وهل يجيء الملك صفا صفا؟ قالوا اما الملائكة فيجئون صفا صفا. واما الرب تعالى فانا لا بذلك ولا ندري ولا ندري كيف جيئته فقلنا لهم انا لم نكلفكم ان تعلموا كيف جيئته ولكنا نكلفكم ان تؤمنوا بمجيئه. ارأيتم من انكر ان ان الملك لا يجيء صفا ارأيتم ان ارأيتم من انكر ان الملك لا يجيء صفا صفا؟ ما هو عندكم ما هو عندكم قالوا كافر مكذب. قلنا فكذلك من انكر ان الله سبحانه لا يجيء هو كافر مكذب هذا اثر بادي عم حماد ابن ابي حنيفة وهو اعني ابا حنيفة الامام المشهور هذا ابنه حماد كان من اهل العلم ايضا نقل المؤلف عنه بالاسناد قوله قلنا لهؤلاء يعني المعطلة هذه مباحثة كانت مع نفاة الصفات ارأيتم قوله قول الله عز وجل وجاء ربك والملك صفا صفا قوله عز وجل هل ينظرون الا ان يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة فهل يجيء ربنا كما قال وهل يجيء الملك صفا صفا لاحظ ان المؤلفة رحمه الله في هذا اه حمادا رحمه الله في هذه القصة يلزم هؤلاء المعطلة ان يطردوا الباب بهذه الادلة التي جاءت اما بالايمان بها جميعا او ردها جميعا اما هذا الانتقاء انه ليس من الحق في شيء هذه الايات التي تعلقت بالمجيء والاتيان جاء فيها ما يدل على قدر مشترك من المجيء بين الخالق سبحانه وتعالى والمخلوق هل ينظرون الا ان تأتيهم الملائكة او يأتي ربك اذا الله عز وجل يأتي والملائكة تأتي بنص الاية فماذا انتم قائلون تنكرون ان الملائكة تأتي من قال ان الملائكة لا تأتي انه مكذب كافر اذا كما قلتم في يعني الملائكة وانه واجب الايمان به وواجب اثباته على ما يليق بهؤلاء الملائكة كذلك واجب تؤمنوا باتيان الله عز وجل على ما يليق به سبحانه وتعالى وهذه من آآ المسالك الحسنة وهو مسلك الالزام الزام اهل البدع بما آآ يقررونه من مسائل اخطأوا فيها وجانبوا الصواب حيث اخذوا بطرف من النصوص واعرضوا عن طرف والباب باب واحد والايمان ببعض يستلزم الايمان بالبعض الاخر هذا شيء لا شك فيه ولا ريب اذا هؤلاء بين ان يثبتوا اتيان الملائكة واتيان الله عز وجل او ان يردوا الجميع ومعلوم حكم من فعل ذلك و اه ها هنا حصلت مغالطة من قبل المعطلة وهي ان الشيء الذي توجه اليهم بالخطاب الشرعي هو الايمان الايمان بثبوت الصفة وان الله عز وجل قد اه اخبر عن نفسه بهذا الامر فواجب اثباته له واعتقاده وما اخبرنا الله عز وجل في كتابه بذلك لاجل ان نتفكه بهذا او انه عبث لا يراد منه شيء انما اراد الله عز وجل منا ان نؤمن ونصدق ونعتقد اليس كذلك والا ما فائدة اخبار الله عز وجل هذه الصفات اذا كان البحث في مسألة الاثبات والايمان والاعتقاد لكنهم حرفوا مسار البحث الى البحث في ماذا الكيفية وهذا نوع من المغالطة يسلكه اهل الاهواء والبدع يتعين معه التنبه من اهل التوحيد والسنة ولذلك انظر ماذا اجابوا قالوا اما الملائكة فيجيئون صفا صفا واما الرب تعالى فانا لا ندري ما عني او ما عنا بذلك ولا ندري كيف جيئته جعلوا الكلام في مسألة ماذا الكيفية والبحث ليس في ذلك ولذلك قال عماد رحمه الله فقلنا لهم انا لم نكلفكم ان تعلموا كيف جيئته هذا القدر خارج عن محلي الخطاب بل خارج عن محل التكليف هذا شيء غير مطلوب بل هذا شيء غير ممكن هذا شيء غير مطلوب بل هو غير ممكن لا يمكن لاحد ان يدرك كيفية صفة الله سبحانه وتعالى لاننا ما رأينا الله ولا رأينا مثيلا لله ولجاء الخبر الينا ببيان هذه الكيفية اذا هذا شيء خارج عن حدود العقل ولا يمكن الوصول اليه و الامر في هذا المقام عظيم اه البحث في الكيفية لا شك انه نقص في العقلي كما انه نقص عظيم في الايمان اذا كان الانسان غير مدرك لنفسه من كل وجه ولا يعلم عن نفسه التي بين جنبيه الا اقل القليل كيف يريد ان يحيط علما بكيفية الله سبحانه وتعالى كيفية المرء ليس المرء يدركها فكيف كيفية الجبار ذي القدم هو الذي انشأ الاشياء مبتدعا فكيف يدركه مستحدث النسم الله عز وجل هو الاول والله عز وجل هو الكبير والله عز وجل هو العظيم والله عز وجل هو الواسع والله عز وجل هو العزيز كيف يروم الانسان ان يصل الى ادراك كيفية ذاته وكيفية صفاته سبحانه وتعالى اسب العبد ان يؤمن بما جاء به الخبر من اسماء الله عز وجل وصفاته وما اعلمنا به من هذا الباب ما هو الا شيء قليل وشيء كثير خزن عنا علمه ما علمنا كل اسماء الله ولا علمنا كل صفات الله انما علمنا من ذلك شيئا وخزن عنا اشياء ولاجل ذلك الواجب علينا ان نقول بما وردنا وثبت عندنا ونكف عما سوى ذلك فالخوض في الكيفية اعود فاقول انه شيء غير مطلوب بل هو شيء غير ممكن هذا شيء غير ممكن ان يصل الانسان الى علم كيفية صفة الله تبارك وتعالى اذا اراد ان يتكلم الانسان بالكذب على الله ويتخرص في هذا الباب فهذا شأن اخر اما ان يتكلم في الكيفية بحق فهذا غير ممكن هذا غير ممكن نعم الله اليكم قال رحمه الله قال ابو عبد الله ابن ابي حفص البخاري ايضا في كتابه ذكر ابراهيم ابن الاشعث قال سمعت الفضيل ابن عياض يقول اذا قال لك الجهمي انا لا انا الا اؤمن برب يزول عن مكانه فقل انت انا اؤمن بربي يفعل ما يشاء هذا اثر عظيم عن الفضيل ابن عياض رحمه الله وهو من الاثار التي تلقاها اهل السنة بالقبول كما بين هذا شيخ الاسلام رحمه الله في اوائل المجلد الثاني من درء التعارض و اهل العلم تواردوا على مثل هذه المقالة لذلك ما كان من يحيى ابن معين الامام المحدث الناقد كما روى هذا عنه الالتائي رحمه الله في السنة حيث قال كلمة قريبة من هذه الذي التي سمعت قال اذا سمعت الجهمية يقول انا اكفر برب ينزل فقل انا اؤمن انا اؤمن برب يفعل ما يريد ومن ذلك ايظا مقالة اسحاق ابن راهويه رحمه الله التي اخرجها البيهقي في السنة حيث يذكر انه جمعه مع عهد مع احد الجهمية وهو ابراهيم بن ابي صالح جمعهما مجلس الامير عبدالله بن طاهر قلنا ان هذا المجلس قد تكرر فيه او روية عدة روايات عن اسحاق في هذا المجلس تتعلق بمسائل الصفات ومسائل النزول خصوصا كان مما جرى بينهما في مجلس هذا الامير ان قال هذا المبتدع الجهمي كفرت برب ينزل من سماء الى سماء اعوذ بالله من هذه الجرأة هذه جرأة عظيمة وصدق الجنيد رحمه الله حينما قال قل ما في الكلام سقوط هيبة الرب من القلب نعوذ بالله من الخذلان فما كان من اسحاق رحمه الله الا ان قال امنت برب يفعل ما يشاء تدل بدليل القدرة والمشيئة الله قادر على ان يفعل ما يشاء وهو يشاء سبحانه وتعالى ما تقتضيه حكمته جل وعلا من افعاله ومن ما يكون من شرعه وما يكون من من خلقه الله عز وجل يفعل ما يشاء وهو على كل شيء قدير فهذه الجمل من اهل السنة والجماعة ارادوا بها التنبيه على اصل عظيم من اصول اهل السنة في باب الصفات الا وهو اثبات الافعال الاختيارية يعني اراد من جاء عنه هذا الكلام وكل اهل السنة على هذا دون شك الفضيل ويحيى ابن معين واسحاق غير هؤلاء من اهل العلم ارادوا اثبات قيام ارادوا اثبات قيام افعال له سبحانه وتعالى يفعلها جل وعلا بمشيئته وارادته افعال تقوم به هو سبحانه وتعالى وليس انها افعال منفصلة عنه وهذا موطن خلاف وفارق بين اهل السنة والجماعة ومخالفيهم فعند اهل السنة والجماعة ان الله عز وجل يفعل هذه الافعال الاختيارية يقوم بذات الله سبحانه وتعالى منها ما يشاء من مجيء من نزول من استواء من ضحك الى اخره الله عز وجل اخبرنا بذلك وكل هذه الصفات انما هي صفات مختصة به سبحانه وتعالى لا تشابه ولا تماثل صفات المخلوقين اما عند المتكلمين فانهم قد يوردون مثل اثر الفضيل وقد يحتجون به ولكن مع تحريف لهذه الاثار انتبه القوم ما سلمت نصوص الكتاب والسنة من تسليط تحريفهم وتأويلهم عليها فكيف فكيف باثار العلماء مثل هذا الاثر اوله هؤلاء وحرفوه وتجد انهم قد يوردونه في كتبهم لكنهم يأتون مثلا الى قوله رحمه الله آآ انا اؤمن برب يفعل ما يشاء يعني انه يفعل ما يشاء يحدث اشياء منفصلة عنه يحدث اشياء منفصلة عنه يعني كونه يستوي او كونه ينزل او كونه يجيء الى اخره هذه مثلها مثل كونه يخلق سموات ويخلق ارضا والى اخره. هذه اشياء ماذا منفصلة عن ذات الله تبارك وتعالى. لا يتجدد له سبحانه وتعالى شيء قبلها عما بعدها وهذا ولا شك امر باطل وهذا موطن افتراق عظيم بيننا وبين طوائف من هؤلاء المعطلة المتكلمين. اهل السنة والجماعة يثبتون هذه الصفات الفعلية الاختيارية لله تبارك وتعالى ويقولون ان الله عز وجل يفعل ويتصف بهذه الصفات متى شاء. كيف شاء سبحانه وتعالى اما هؤلاء المتكلمون فانهم لا يفلتون شيئا من ذلك يحيلون هذه الصفات الى ما ذكرت لك انها افعال ماذا يفعلها منفصلة عنه والقوم لا يفرقون بين الفعل والمفعول. الكل عندهم ماذا شيء واحد هذه اشياء منفصلة عن ذات الله عز وجل. ان اعوزهم ذلك وما استطاعوا اول هذه الصفات بصفات ذاتية قائمة بذات الله تبارك وتعالى. ما السبب قالوا ان اثبات هذه الصفات يقتضي حلول الحوادث في ذات الله تبارك وتعالى وهذه من اعظم الشبه التي ادت الى وقوعهم في التعطيل وهذا لا شك انه من ابطل الباطل وقد تكلمنا عنه بالتفصيل في شرح التدميرية. وبينا ان صفات كل موصوف تناسب ذاته وتلائم حقيقته لما كان المخلوق حادثا كانت صفاته حادثة اما الله عز وجل فانه ليس بحادث بل هو الاول الذي ليس قبله شيء. ينزه عن الحدود تبارك وتعالى في ذاته كما انه ينزه عن الحدوث القوم لما نظروا الى هذه الصفات من فك نظرهم عن ماذا عن التشبيه ما وقر في قلبهم الا ان الذي يتصف الله سبحانه وتعالى من جنس ما يتصف به المخلوق فها هنا كان الاشكال الذي ادى بهم الى هذا التعطيل فاتونا بمثل هذه الاصول الفاسدة حلول الحوادث وما اليها اما من انزل الامور منازلها فهم الكلام بضوء لغة العرب ومجاري كلامهم ثم انه فهم ان هذه الصفات مضافة الى الله تبارك وتعالى وكان قبل هذا وبعده قد عظم الله وقدره حق قدره فانه لا يستشكل شيئا من هذا الباب البتة فالله عز وجل اعلم بنفسه ورسوله صلى الله عليه وسلم اعلم الخلق به وعليه فواجب ان نؤمن بهذه الصفات مع تنزيه الله تبارك وتعالى عن مشابهة المخلوقين والله اعلم نعم الله اليكم قال رحمه الله وروى يزيد ابن هارون في مجلسه حديث إسماعيل ابن أبي خالد عن قيس ابن أبي حازم عن جرير ابن عبد الله في الرؤية وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم انكم تنظرون الى ربكم كما تنظرون الى القمر ليلة البدر فقال له رجل في مجلسه يا ابا خالد ما معنى هذا الحديث فغضب فغضب وحرض وقال ما اشبهك بصبيغ واحوجك الى مثل ما فعل به. ويلك ومن يدري كيف هذا ومن يجوز له ان يجاوز هذا القول الذي جاء به الحديث او يتكلم فيه بشيء من تلقاء نفسه الا من سفه نفسه واستخف بدينه اذا سمعتم الحديث عن رسول الله صلى الله عليه اذا سمعتم الحديث عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فاتبعوه ولا تبتدعوا فيه فانكم ان اتبعتموه ولم تماروا فيه سلمتم وان لم تفعلوا هلكتم اورد الشيخ بعد ذلك هو هذا كما قدمت واكرر من محاسن هذه الرسالة انها محلات باثار عظيمة عن السلف رحمهم الله تعالى تدلك على ما كان عليه معتقدهم وما جروا عليه في هذا الباب العظيم باب الاعتقاد هذا الاثر رواه عن يزيد ابني هارون الامام الجليل الذي هو شيخ الامام احمد والمتوفى سنة مئتين وستة حدث رحمه الله بحديث جرير ابن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في اثبات الرؤية انكم تنظرون الى ربكم وفي رواية ترون ربكم كما تنظرون الى القمر ليلة البدر يحدث بحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه اثبات رؤية الباري تبارك وتعالى في الاخرة وهذا ما تواترت به الادلة من كتاب وسنة وهو ما اجمع عليه السلف الصالح قاطبة هنا قال له رجل في مجلسه يا ابا خالد ما معنى هذا الحديث فغضب وحرد اصابه غضب شديد رحمه الله من هذه المسألة وذلك ان هذا السؤال لم يتسلط على المعنى لم يكن يراد به ما معنى الحديث من جهة معرفة معناه في لغة العرب فان هذا اوضح من ان يوضح وهو كان يتكلم مع قوم من اهل اللسان ويفهمونه انما كان السؤال عن معنى الكيفية يريد وصف كيفية الله تبارك وتعالى وكيف يرى الله تبارك وتعالى كيف يرى الله سبحانه وتعالى هذا هو سبب غضب يزيد رحمه الله بدليل انه قال في هذا الاثر ومن يدري كيف هذا اذا البحث الذي اراده هذا الرجل انما تعلق بماذا بالكيفية ولم يكن من جهة ماذا معرفة هذه الكلمة وهذا اللفظ ما معناه في لغة العرب فان هذا ما كان علماء السلف رحمهم الله غالبا يتكلمون فيه وانتبه ما كانوا يتكلمون عن هذه المعاني في ضوء لغة العرب لا لانه لا معنى لها. ولكن لوضوحها يستغنى عن ذكر الشيء لماذا لوضوحه الامر ماذا؟ واضح كل من يفهم لغة العرب سيفهم ما معنى هذه المقالة فحذاري من تلبيس المفوضة. انما كان السؤال ها هنا متعلقا بماذا الكيفية وهذا سبب غضب يزيد رحمه الله فقال ومن يجوز له ان يجاوز هذا القول الذي جاء به الحديث او يتكلم فيه بشيء من تلقاء نفسه الا ما سفن نفسه واستخف بدينه. اذا سمعتم الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتبعوه ولا تبتدعوا فيه هذا هو الاساس والاصل ساقوا منهج اهل السنة والجماعة هذا هو الاصل. هذا عمود فسطاطه منهج اهل السنة والجماعة يقوم على هذا العمود العظيم وهو الاستسلام لله والتسليم لوحيه اذ قال له ربه اسلم هذا هو باختصار منهج اهل السنة والجماعة وهذا الذي فارقوا به وفارقوا فيه مخالفيهم فهذا الاثر ان يزيد رحمه الله اثر عظيم يبين لك المنهج وما الذي ينبغي ان يكون اخطأ قال اسلمت لرب العالمين ها هذا هو الفارق العظيم بين اهل السنة والجماعة ومخالفيهم على جميع طوائفهم ان المنهج السني السلفية الذي مضى عليه السلف الصالح ورأس اولئك اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم وهلم جرا الى هذا اليوم هو هذا الاصل الاصيل استسلام لله وتسليم للوحي او كما يعبر بعض المعاصرين حاكمية الدليل حاكمية الوحي حاكمية النص يعني ان للنص للدليل من الكتاب والسنة السيادة والهيمنة على كل قول وعلى كل مذهب وعلى كل عقل يدعى وعلى كل مذهب ينتشر كل ذلك يطرح تحت الاقدام السيادة والحاكمية للنص اذا قال الله اذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فواجب على المسلم ان يخضع ان ينقاد ان يسلم ان يتبع هذا امر عظيم هذه قضية محورية في حياتك يا ايها المسلم السلامة والنجاة في هذا اذا اردت السلامة فسلم انتهت القضية سلم تسلم كما تجد هذا في هذا الاثر ولم ولم تماروا فيه سلمتم السلامة في التسليم اياك ان تقدم شيئا على كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم قدم الوحي واتبعه هو المتبوع وانت التابع عقلك وفكرك ورأيك ومذهبك وبقالة اشياخك ومن تحب كل اولئك لابد ان يكون في مرتبة التابع والشرع والوحي والدين هو المتبوع هو المقدم الكل يتبعه وينقاد له هذا هو الاصل الاصيل في هذا الباب وهو الذي انحرف عنه المخالفون نظروا الى الادلة نظرة لم املأها بعضهم والتقدير والاحترام والهيبة ما كان الامر منهم كذلك يمسكونها باطراف الاصابع ادلة ظنية لا خروج لها عن الظن والتخمين هكذا يقولون ما عظمت في نفوسهم ولذلك كان تجاوزها سهلا عليهم عند ادنى شيء يتوهمونه من مخالفة لعقل او قاعدة يسلمون بها فانه يتجاوزون النص وتجاوزه ليس امرا صعبا عندهم لكثرة الطواغيت التي قدموها على هذه النصوص وجعلوها وسيلة لتجاوزها الامر سهل الف وسيلة يمكن بها ان نتخطى النصوص وهذا الذي وقع فيه هؤلاء اذا الفارق بيننا وبينهم هو هذا الاصل الاصيل استسلام لله وتسليم لوحيه وها هنا تنتهي الامور هذه هي اكبر مشكلة وقلت هذا سابقا واكرره اكبر مشكلة بالعالم الاسلامي اليوم وامس هي هذه المشكلة سنة التسليم للوحي في المطالب الخبرية والاعتقادية وفي المطالب العملية ايضا في كل شيء يجب ان يكون المقدم الوحي ويجب ان يطرح دون ذلك اهواء النفوس وما يدعى من معقولات ومذاهب واراء ومقالات كل ذلك يتطرح ويقدم الوحي وحذاري من تلبيس المخالفين فانهم يقولون كلنا مع الكتاب والسنة وهم مبطلون ليسوا كلهم ليسوا جميعا على الكتاب والسنة ليس الامر كذلك لكنهم قد يلبسون يقولون نحن مع الكتاب والسنة ولكن كيف نفهم الكتاب والسنة هنا يأتي اصل اخر وهو ان نلزم الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح وليس ان تدعي ان عقلك ارشدك الى كذا التالي فانك تتبع عقلك ولا تبالي بكلام من سبقنا من اهل العلم والهدى الذين امرنا باتباعهم وهذي ايش كلية اخرى لابد ان نتبع الكتاب والسنة والفهم فهم السلف الصالح والسلف الصالح كانوا يفهمون هذه النصوص اولا في مجاري كلام العرب وهذه هي النظرية المهمة التي اعتنى اهل العلم بتقريرها ولا سيما شيخ الاسلام رحمه الله وهي نظرية السياق نظرية ماذا السياق ان الكلام يؤخذ على ظاهره وهذا الظاهر يفهم من خلال ها اللفظ ويفهم من خلال السياق وتركيب الكلام وسبكه هذه هي النظرية المهمة وهذه ليست شيئا مخترعا من شيخ الاسلام الشافعي رحمه الله ركز على هذه القضية في كتابه كتابه الرسالة ركز عليها تركيزا حسنا ونبه طلبة العلم اليها وشيخ الاسلام رحمه الله عمقها واستدل لها واوسعها بحثا المقصود ان اهل السنة العمدة عندهم على الوحي والتسليم المطلق للوحي بفهم السلف الصالح والسلف الصالح كانوا يفهمون هذه النصوص في ضوء كلام العرب ولا يجتزئون مفردة ولفظة ويفهمونها فهما مستقلا وبالتالي يخضعونها الى عملية طويلة من العبث والتحريف الامر ليس كذلك ثم امر اخر مهم وهو ان اهل السنة يؤلفون بين النصوص ويجمعون بينها ويضمون بعضها الى بعض حتى كأن النصوص جميعا كنص واحد استسلم وسلم وسيفتح الله عز وجل عليك ينابيع العلم والحكمة ستزول عنك الاشكالات وستكون وستكون بتوفيق الله على بيضاء نقية لا لبس فيها ولا اشكال اما ان سلكت بنيات الطريق كنحرفت ذات اليمين او ذات الشمال انت وشأنك ولن تضر الا نفسك قال وان لم تفعلوا هلكتم. اي والله هذا هو سبيل النجاة لا سبيل غيره ان تخضع وتسلم هذه النصوص وهذا الوحي بفهم السلف الصالح رحمهم الله. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله قصة صديق الذي قال يزيد ابن هارون هو في البداية قال ما اشبهك بصبيغ واحوجك الى مثل ما فعل به الان ابو عثمان الصابوني رحمه الله يريد ان يبين ما هو صبيغ وما شأنه؟ وما قصته؟ يبينها لك الان. نعم الله اليكم قال رحمه الله قصة صبيغ الذي قال يزيد ابن هارون للسائل ما اشبهك بصبيغ واحوجك الى مثل ما فعل به هي ما رواه يحيى ابن سعيد عن سعيد ابن مسيب ان صبي التميمية اتى امير المؤمنين عمر ابن الخطاب رضي الله عنه فقال يا امير المؤمنين اخبرني عن قوله والذاريات ذروى قال هي الرياح ولولا اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما قلت قال فاخبرني عن قوله فالحاملات اقرأ. قال هي السحاب ولولا اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته قال فاخبرني عن قوله فالمقسمات امرا. قال الملائكة ولولا اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته قال فاخبرني عن عن قوله فالجاريات يسرا قال هي السفن ولولا اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلت قال ثم امر به فضرب مئة سوط ثم ثم جعله في بيت حتى اذا برأ دعا به ثم ضربه مئة صوت اخرى ثم حمله على قطب وكتب الى ابي موسى الاشعري ان حرم عليه مجالسة الناس فلم يزل كذلك حتى اتى ابا موسى الاشعري فحلف بالايمان المغلظة ما يجد في نفسه مما كان يجده شيئا فكتب الى عمر رضي الله عنه يخبره فكتب اليه ما ما اخاله الا قد صدق. خلي بينه وبين مجالسة الناس روى حماد ابن وروى حماد ابن زيد عن ابن كعب قال انه قال سمعت رجل من بني عجل يقول له فلان خالد بن زرعة يحدث عن ابيه انه قال رأيت صبيغة من نعاس بالبصرة كأن صبيغ بن عسل رأيت صبيغ ابن عسل بالبصرة كانه بعير اجرب يجيء الى الحلق. فكلما جلس الى قوم لا يعرفونه ناداهم اهل الحلقة الاخرى ازمة للمؤمنين وروى حماد بن زيد ايضا عن يزيد ابن حازم عن سليمان ابن يسار ان رجلا من بني تميم يقال له صبيغ قدم المدينة فكانت عنده فكانت عنده كتب فجعل يسأل عن متشابه القرآن فبلغ ذلك عمر رضي الله عنه فبعث اليه وقد اعد له عراجين النخل فلما دخل عليه جلس فقال من انت؟ قال انا عبد الله صبيغ قال وانا عبد الله عمر ثم اهوى اليه فجعل يضربه بتلك العراجين فما زال يضربه حتى فجعل الدم يسيل على وجهه فقال حسبك يا امير المؤمنين فوالله قد ذهب الذي كنت اجد في رأسي هذه هي قصة عمر رضي الله عنه مع هذا الرجل الذي هو صديق صبيغ يا امير فهو صبيغ ابن شريك ومشهور بصبيغ ابن عسل كسر العين وسكون السين قد ينسبونه الى او يضيفونه الى ابيه وقد ينسبونه الى جده الرابع هذا الرجل قصته قصة مشهورة وفيها فوائد و يمكن ان نقسم الكلام عنها الى اربعة مسائل المسألة الاولى ان نقول ان هذه القصة قصة صحيحة مشهورة مشهورة عند اهل العلم شهرة كبيرة كما نبه على هذا الحافظ ابن حجر في الاصابة وكذلك شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله بل انه قال عنها مرة انها من اشهر القضايا وهي قصة ثابتة صححها شيخ الاسلام في الصارم وابن حجر كذلك في بعض رواياتها صحح ذلك في الاصابة وهي قصة صحيحة لا شك في ذلك ولا ريب وهي مشهورة ولها روايات متعددة وانت قد رأيت الصابونية رحمه الله قد ساق من اه هذه الروايات ثلاث روايات وهي اكثر ابن الجوزي في مناقب كتابه في في كتابه مناقب امير المؤمنين عمر ابن الخطاب ساق ستتا روايات اه ساق ست روايات لهذه القصة كذلك يوسف بن عبدالهادي في كتابه الذي صنفه محض الصواب في فضائل عمر بن الخطاب رضي الله عنه ساق نحو من ذلك وكذلك اهل العلم الذين كتبوا في التاريخ وفي العقيدة المسندة وشراح الحديث كلهم يريدون هذه القصة على تعدد رواياتها المسألة الثانية هذه القصة اعتنى بها اهل العلم وصارت عندهم اصلا محتجا به كما فعل هذا ابن عباس رضي الله تعالى عنهما فانه قد ثبت عنه بالاسناد الصحيح ان سائلا الح عليه بنحو اه ما فعل صبيغ في المسألة فقال رضي الله عنه ما احوجك الى ان يفعل بك ما فعل عمر بصبيغ وكذلك في هذا الاثر الذي مر بنا تجد ان يزيد ابن هارون يحتج بذلك وكذلك الشافعي رحمه الله ما نقل عنه الذهبي في السير قال حكمي في اهل الكلام حكم عمر في صبيغه كذلك الامام احمد رحمه الله لما جاءه عند بيته رجل من الواقفة ومر بنا موضوع الوقف في القرآن فاغلظ عليه القول رحمه الله وقال ما احوجك الى ان يفعل بك ما فعل عمر في صبيغ فتجد ان هذه القصة القصة لها محل واهتمام عند اهل العلم رحمهم الله المسألة الثالثة ما الذي كان من صبيغ فاحوجه الى هذا العقاب لماذا كان من عمر رضي الله عنه مع مع اه معه ما كان كون الرجل كان يسأل وهل من يسأل يعاقب بمثل هذه العقوبة الجواب ان الامر ليس كذلك من نظر في هذه القصة وانعم نظره فيها فانه يدرك السبب الذي لاجله عذر هذا الرجل هذا التعزير الرجل لم يكن طالبا للعلم والفائدة لم يكن متجردا لطلب العلم انما كان بين رجلين اما انه رجل متعنت يسأل على سبيل العناد لا لطلب الفائدة او انه رجل يريد زرع الفتنة وتشكيك الناس في دينهم فهو ممن يتنزل عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم اذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فاولئك الذين سمى الله فاحذروهم كيف يتبعون المتشابه واما الذين في قلوبهم مرض فيتبعون ما تشابه منه لاي سبب ايش ابتغاء الفتنة. اناس يريدون ماذا الفتنة وكان هذا منهم ام ربما كان جامعا بين الامرين كان جامعا بين الامرين اشتغل بهذه الاسئلة التي لا تعنيه ولا فائدة تعود عليه من ورائها يسأل سؤالا متعنت لا طالب الفائدة او انه يريد زرع الشبه والتشكيكات في الناس و عمر رضي الله عنه ادرك هذا لانه من المتوسمين اهل الفطنة وكيف لا وهو الخليفة الملهم رضي الله عنه علم انه مفتون كما قال الاجوري رحمه الله في الشريعة حينما ذكر هذه القصة عمر رضي الله عنه اعتبر بقرائن احوال الرجل من مجموع القصة ورواياتها تفهم ان الرجل كان يزرع الفتنة كان يذهب الى الناس ويسأل يقول اريد التفقه فمن يفقهني يسأل هذا ويسأل هذا ويسأل هذا وليس هذا شأن طالب العلم المسترشد الذي يستفهم لانه يريد ان يفهم من كان عنده اشكال او يجهلوا مسألة فانه يعمد الى احد اهل العلم فيسألهم وينتهي الامر. اما ان يثير هذا الامر ويتعمد السؤال عن المتشابه. المراد بالمتشابه هنا يعني غوامض الامور التي تغمض على كثير من الناس يلبس على الناس ويشبه عليهم بها فعلم بقرائن الاحوال رضي الله عنه ان الرجل لم يكن صافيا لم يكن طالبا للحق انما علم انه مفتون فبادره بهذا التعزير رضي الله عنه وارضاه والا فلو كانت المسألة مجرد سؤال من طالب علم يريد علما ما كان منه ذلك وكيف يكون هذا وهو الذي كان يجيب ما يسأل عنه آآ ب اه الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما انه سأل عمر رضي الله عنهما سأل عمر رضي الله عنه عن المرأتين اللتين تظاهرتا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية بالصحيح يقول فما استتممت كلامي حتى قال عائشة وحفصة بادره بالسؤال بادره بالجواب مباشر حتى قبل ان يستتم في رواية عند مسلم قلت من المرأتان فقال عائشة وحفصة ماذا ما تركه ماذا يستتم كلامه فقال والله اني كنت اريد ان اسألك عن ذلك من سنة لكنني هبتك كان يهابه فقال رضي الله عنه وهو الشاهد لا تفعل لا تفعل ان كان عندك مسألة وظننت اني اعلمها فسل فان كان عندي علم اخبرتك هذا هو منهج عمر عمر رضي الله عنه بل بل في البخاري ايضا انه سأل ابن عباس عن قول الله عز وجل اذا جاء نصر الله والفتح فكان يتقبل الاسئلة بل كان هو ماذا والا فكان يمكن ان يقول عمر دعوا هذا الرجل هذا مسكين يسأل من كان عنده علم فليجاوبه الامر ليس كذلك ولذلك من فطنة السلف كانوا يركزون على هذا الامر يحكمون على المقالات يسأل اذا ليست المسألة كون الرجل كان مسكينا طالب علم يسأل فيعاقبه عمر بهذا الامر ليس الامر كذلك اذا هذا الذي كان من صبيغ و كان السبب الذي لاجله عاقبه عمر رضي الله عنه بما عاقبه نأتي الان الى المسألة الرابعة وهي الاهم وهي ما الفوائد التي نستفيدها من هذه القصة من تلك الفوائد اولا ان سد الذريعة اصل شرعي والحزم هو في سد كل منفذ يوصل الى الشر وهذا ما كان من عمر رضي الله عنه ما ترك الرجل وتساهل في الامر و تركه يعيث بين الناس فسادا في دينهم انما حسم الباب وقطع دابر الفتنة وبادر بتعزيره فضربه ونفاه وامر بهجره كل ذلك سدا لذريعة الشر والفتنة فهذا اصل عظيم دلت عليه الدلائل كثيرة من الوحي عشرات الادلة دلت على هذا الاصل العظيم وهو سد الذريعة الى الشر الامر الثاني او الفائدة الثانية ان مصلحة الدين اهم المصالح واعلاها واولاها بالاهتمام والاحتياط هذا الذي وقع على هذا الرجل وهو صبيغ وهو رجل مسلم كان فعليه بسبب ما وقع مفسدة صح ولا لا ولكن مصلحة الدين اعظم ويجب تقديم اعلى المصلحتين وارتكاب ادنى المفسدتين في سبيل دفع اعلاهما فان تعارض عدد المصالح يقدم الاعلى من المصالح وضده تزاحم المفاسد يرتكب الادنى من المفاسد مصلحة حفظ الدين اعظم المصالح هذه اعظم الضروريات التي ينبغي العناية بها الدين اولا بقاء ادلة الشرع سالمة من العبث حينما يعبث العابثون ويحرف المحرفون ويلبس الملبسون لا يجوز تركهم هكذا على حالهم دون ان يردعوا بين الفساد الذي يترتب على هذا عظيم الفائدة الثالثة هي ان الدين والشرع وادلة الوحي ليست همم مباحا بحيث يتكلم فيها من يشاء بما يشاء الامر ليس كذلك بل وحي الله عز وجل وحي يجب ان يصان عن ايدي هؤلاء العابثين ولا يمكن بالكلام فيه من ليس اهلا لذلك هذا درس من عمر رضي الله عنه الخليفة الراشد يعلمنا هذا الامر دين الله عز وجل ليس مجالا مشرعا كل يتكلم وكل يفتح له المجال ويقول ما يشاء تحت مظلة البحث الحر وحرية الفكر وحرية الرأي قل ما شئت واعبث كما تشاء ولا تبالي لا بقواعد ولا باصول ولا بفهم سلف تكلم كما تشاء وانشر ما تشاء وستجد لكل ساقطة لاقطة تشيع الفتن وتشيع المفاسد ويتبلبل الناس تختلط عليهم الامور ويتركون ليس هكذا تحقق مقاصد الشريعة مقاصد الشريعة ان يحفظ هذا الدين وان تكون له هيبته وان يعظم في النفوس وان لا يسمح لكل احد ان يخوض فيه فيصوب ويخطئ ويؤول ويأبث الامر ليس كذلك لا يسمح لكل احد ان يفتح عيادة يطبب بها الناس اليس كذلك لو جاء الان شخص وفتح عيادة وقال تعالوا انا طبيب اعالج ما عنده شهادة تثبت انه تعلم وتدرب وتخرج على ايدي الاطباء حتى صار اهلا ان يعالج ابدان الناس كيف يترك المجال لمن يعبث في اديان الناس والاديان اعظم من الابدان واولى والله بالاهتمام الامر الرابع نستفيد من هذه القصة كراهة السلف في التعمق والتنطع والتعنت في البحث والمسألة ينبغي ان يكون الباب ها هنا محكوما بقاعدة اهل العلم وهذه مسألة تكلمنا عنها سابقا وعرفنا منهج اهل العلم في مسألة السؤال وان هذا ينبغي ان يكون تبعا لماذا للحاجة وجدت الحاجة سل اما شيء لا يعنيك ولا تنتفع منه لا بفائدة علمية ولا بفائدة عملية فما شأنك وشأن هذا البحث شأنك وشأن هذه المسألة ولذلك كان اهل العلم يزجرون الذين يبحثون في غفل المسائل الذين يبحثون فيما لا يعود على عليهم بالفائدة فهذا مما نستفيده من هذا الاثر هذا درس لطلبة العلم الفائدة الخامسة اطمة السلف والرجاحة عقلهم وذكاؤهم ومراعاتهم لقرائن الاحوال لست بالخب ولا الخب يخدعني لا يترك المجال لكل احد ليعبث في اديان الناس تحت ذريعة حسن الظن حسن الظن مطلوب شرعا ولكن له محله فاذا ظهرت القرائن القاطعة التي تدل على بدو انحراف وظهور خلل ينبغي ان يتعامل مع هذا بحسب القواعد الشرعية وما تقتضيه هم قواعد المصالح والمفاسد يحكمون على الاشخاص يبنون مواقفهم بناء على القول نفسه وما يتبناه صاحبه وايضا على قرائن الاحوال ولذلك تجدهم يقولون اعتبروا الناس باخدانهم يبينون ان الرجل يعرف بمدخله ومخرجه ومجلسه من يجالس هذا كله يدل على ماذا على مراعاة هذا الامر وانه ينبغي الفطنة ينبغي على اهل العلم يكونوا على فقه ودراية بالمقالات واحوالها مرت بنا مسألة اللفظ وعرفنا انه لو اخذ الكلام على حد حسن الظن يترتب على هذا مفاسد عظيمة لو ترك الناس وقيل لعلهم يقصدون الخير ما الذي ترتب على هذا ترتب على هذا مفسدة عظيمة فيختل الفهم الصحيح لباب من ابواب الاعتقاد العظيمة وهو ما يتعلق بكلام الله عز وجل لكن كانت الوقفة حازمة من اهل العلم ادركوا غور هذه المقالة ولماذا تفوه بها اصحابها؟ لماذا يقولون لفظي بالقرآن مخلوق؟ ما الذي يدعوهم الى هذا ففهموا ان المراد هو الوصول الى القول بخلق القرآن ولكن بمواربة لو انطلت هذه الخدعة على اهل العلم في ذلك الوقت وتواردوا على السكوت ترتبت على هذا مفسدة عظيمة الفائدة السادسة ان اهل الاهواء يستترون بالغوامض ويتوسلون بالاستشكالات انتبه لهذا الكلام اهل الاهواء والبدع يستترون بالغوامض بالمسائل المشكلة غير الواضحة ينفذون من تحتها يبرزون امامك مسائل فيها شيء من الغموض والاشكال لاجل ان يمرروا مذهبهم لانك تقف امامها مندهشا حائرا ربما جاهلا فاذا سلمتها اصبحت طوع ايديهم ويتوسلون الى عقول الناس وقلوبهم الاسئلة والاستفسارات والاستشكالات كما كان من صديق كيف كان زرع الفتنة وابتغاء الفتنة عن طريق ماذا عن طريق الاستشكال والسؤال كان يطرح ذاريات ثروة حاملات ما هذا؟ ما هذا اذا الفطنة والحزم تقتضي ان يكون الانسان فطنا فلا يرخي الزمام لهم حتى لا يكون طوع ايديهم بعد ذلك وهذا من اسباب الفتنة في القديم والحديث كثير من اهل الشر والضلال والبدع والكفر والالحاد ينفذون من خلال هذه المسألة يدهشونك يفاجئونك بمسألة غامضة بها شيء من الاستشكال والصعوبة فاذا وقفت حائرا بدأوا يسترسلون في ذكر الاستشكالات قل كذا ما رأيه في كذا واذا قيل كذا ما الذي سيترتب على كذا تجد ان هذا يوقع المتلقي بشيء من الاشكال اذا ما كان راسخ العلم موقعه هذا في اشكال او على الاقل يبدأ يتشكك بمنهجه ومعتقده اذا لا ترخي سمعك ان السلامة من سلمى وجارتها الا تحل على حال بواديها اغلق ابواب الفتنة عن نفسك واعلم وتفطن الى هذا المسلك الذي يسلكه اهل الاهواء والبدع الفائدة السابعة مشروعية هجر المبتدع من ابدى بدعته ودعا اليها ولبس على الناس دينهم فانه يشرع هجره. ولذا عمر رضي الله عنه لما نفاه الى البصرة ماذا فعل امر الناس ان يهجروه كانوا يهجرونه التجافي بعض الروايات انه كان كالبعير الاجرب البعير الاجرب لا يقربه لا يقربه احد اليس كذلك ذلك هو كان الكل اذا وصل الى جماعة من الناس كلهم يقومون وينفضون اذا ذهب الى الثانية قالوا عزمة رسول الله عزمة عمر خليفة رسوله خليفة المسلمين يذكرونهم لا تجلسوا اليه ولا تقبلوا مجالسته واعلم يا رعاك الله ان الهجر كما قرر اهل العلم هجران هجر زجر وهجر وقاية اما هجر الوقاية فان يهجر الانسان صاحب الشر والبدعة الهوى وربما المعصية ايضا اذا كان يزينها في نفوس الناس يهجره لاجل ان يحافظ على دينه وسنته وتوحيده لا يريد ان يختل يعرف ان هذا ضال لسانه لسان سلس وقلمه سلس ويؤثر في الناس باسلوبه وبقوة منطقه يقول انا اسلم والحمد لله انا على عقيدة صحيحة على الكتاب والسنة ما حاجتي بي مخالطة هذا او الاستماع له يهجره لي وقاية نفسه هناك نوع اخر وهو هجر الزجر يهجر لاجل المصلحة التي تترتب عن هذا في زجره عن البدعة او في زجر غيره عن البدعة اهل السنة عندهم نظران هنا في زجر هذا المهجور او ربما لا ينتفع هو لكن الاخرين يتنبهون ويحذرون ويعرفون ان العاقبة ستكون مثل هذا اه يتركون انه ما هجر الا لانه على شر وعلى كل حال هذا المقام تحكمه مسألتان المصلحة والقدرة ما هما المصلحة والقدرة هذا الباب يراعى فيه المصلحة اذا كانت المصلحة بالهجر فليهجر واذا كانت المصلحة في التأليف فليؤلف والسلف كان منهم هذا وهذا الامر الثاني القدرة فمن الناس من هو قادر على الهجر ومن الناس من لا يقدر على الهجر هذا امر يختلف باختلاف الحال باختلاف الزمان خلاف المكان باختلاف الاشخاص اليس كل احد يطالب بهذا الحكم انما هذا امر يراعى فيه مسألة ايش القدرة اما انه يراعى مسألة المصلحة فائدة الثامنة ان السلف رحمهم الله كان تعاملهم مع المنحرفين وهذه المسألة اوسع قليلا من المسألة السابقة اقول كان السلف واهل العلم تعاملهم مع المخالفين للمنهج الحق تعاملا مختلفا لما ذكرت لك من مراعاة المصلحة هو ملاحظة القدرة قد يكتفي السلف بالنصح والتفكير والبيان كما فعل وهب بن منبه معه الجعدي ابن درهم ومر بنا هذا سابقا وعظه ونصحه وذكره وقد يناظرونه قد يناظرون المبتدع كما فعل ابن عباس رضي الله عنهما مع الخوارج كما فعل هذا كثير من الائمة كعمر بن عبدالعزيز كاحمد بن حنبل وغيرهم من اهل العلم وقد يكتفون بالزجر كما فعل مالك رحمه الله حينما بدا له وظهر له ان الرجل عنده هوى الذي سأله الرحمن على العرش استوى كيف استوى زجره وامر بماذا باخراجه من المسجد وقد يعزرون ويهجرون كما فعل عمر رضي الله عنه فانه حبسه وضربه ونفاه وامر بهجره اذا منهج السلف رحمهم الله في هذا الباب يدور على مثل هذه المواقف والحاكم فيها ماذا مراعاة المصلحة وملاحظة القدرة الفائدة التاسعة ان اهل السنة اعلم بالحق وارحم بالخلق حتى لو اقتضى الموقف من علماء اهل السنة شيئا من الصلابة والخشونة في التعامل فان المراد بذلك الرحمة بهذا الذي تعامل معه كما انه يراد الرحمة بغيره ليس المقام يا اخوة عند علماء اهل السنة مقام تشف او انتقام انما كانوا اذا اشتدوا ارادوا مصلحة هذا الانسان والرحمة به حتى يرجع الى الحق حتى لا يزداد اثما يردون على الراد حتى لا يتابعوا على هذا فيزداد اثما هذه رحمة به كذلك رحمة بالاخرين لا يتركون تتابعون الى مهيع الضلال وهم ينظرون ولا يحركون ساكنته اين الرحمة هنا الرحمة تقتضي ان تسعى بانقاذ هؤلاء من الوقوع في الهلكة الفائدة العاشرة نستفيد من هذه القصة ان الحكمة ليست دائما هي اللين بعض الناس اذا سمع كلمة الحكمة ظن مباشرة ان الحكمة تساوي اللين والامر ليس كذلك قد تقتضي الحكمة اللين وقد تقتضي الشدة ووضع الندى في موضع السيف بالعلا مضر كوضع السيف بموضع الندى الحكمة وضع الشيء في موضعه فاذا كان المقام يقتضي تأليفا ولين قول فاهل السنة يراعون ذلك واذا اقتضى المقام خشونة في القول في التعامل من اجل تحقيق المصلحة ودرء المفسدة فانهم يستعملون هذا وهذا ما كان من عمر رضي الله تعالى عنه وارضاه الفائدة الحادية عشرة ان المبتدعة اذا تاب فان توبته مقبولة و القاعدة عند اهل العلم ان كل معصية مهما عظمت لو كانت هذه المعصية اعظم الكفر والالحاد ثم تاب صاحبها منها فان الله يقبل توبته لا يحول احد بين الانسان و والتوبة ومن تاب تاب الله عليه والتائب من الذنب فمن لا ذنب له انتبه بعض الاطلاقات التي تكون من بعض اهل العلم ينبغي فهمها في سياقها بعضهم اذا اطلق ان المبتدع لا يتوب ليس مرادهم انه ان تاب الله لا يقبل توبته وان الناس لا يقبلون توبته فيعاملونه بحاله الجديد لا القديم ليس مرادهم هذا المراد انه غالبا لا يوفق للتوبة لانه يعتقد انه على بخلاف العاصي يعلم غالبا انه اعصي فتوبته قريبة واوبته مرجوة اما المبتدع فالغالب انه يعتقد لاي شيء يتوب وهو في الغالب يعتقد انه ماذا انه مصيب لكنه لو تاب فان توبته ماذا مقبولة ولذلك في قصة صديق لما تبينت توبته قبل عمر رضي الله عنه منه واذن للناس بمجالسته اذا المبتدع اذا تاب فالله يتوب عليه واذا ظهرت امارات صدقه فينبغي على الناس ان يقبلوا منه و ما احسن هذا الموقف من عمر رضي الله عنه فانه قد انتفع به صبيغ انتفاعا عظيما فانه لما خرجت الخوارج جاء في بعض الروايات القصة انه جيء له فقيل له هذا وقتك فقال قد نفعني الله بموعظة العبد الصالح اذا هذه نستفيد ان هذا التعامل الذي كان معه عاد عليه بالنفع ام انه عاد على على غيره ايضا هذه الفائدة الحادية عشرة تجرنا الى فائدة فقهية الثانية عشرة واخيرة وهي ان من اهل العلم وهذا قول في مذهب الامام احمد رحمه الله يرون ان يمهل المبتدع الذي اظهر التوبة سنة كاملة حتى يتبين حاله وتعلم يقينا توبته لان هذا الرجل اعني صبيغا انما آآ عفا عمر رضي الله عنه عنه وامر بمجالسته بعد مرور ماذا سنة كاملة اخذ هؤلاء العلماء من هذا ان المبتدع الذي يقول انا تبت من بدعتي انه لا لا يعامل بمعاملة اهل السنة مباشرة انما يمهل ماذا سنة حتى يعرف هل لا يزال يخالط هؤلاء المبتدعة هل تخرج منه من فلتات لسانه اشياء تدل على انه لا يزال على ما هو عليه اولى من باب الاحتياط في الدين لاجل فعل عمر رضي الله عنه معه ومن اهل العلم من قال انه ان ظهرت امارات توبته مباشرة او بعد مدة يسيرة فينبغي قبول ذلك منه وشيخ الاسلام رحمه الله بين ان هذه المسألة من مسائل الاجتهاد وان هذا القول سائر وهذا القول سائق آآ اذا آآ نتيجة الى هذه المسألة فينبغي ان ينظر اليها من خلال هذا النظر ان هذه مسألة اجتهاد فيجتهد فيها للوصول الى ما هو الاقرب؟ هل يمهل او لا يمهل؟ هذه مسألة اجتهاد كما بين الشيخ رحمه الله لعل هذا القدر فيه كفاية واسأل الله لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح والعافية من الاهواء والثبات على ذلك حتى نرقل ربنا وهو راض عنا غير غضبان والله اعلم الله على نبينا