ما الحوض انما يمد من الكوثر ثبت في صحيح مسلم في وصف الحوض انه يشخب فيه يعني يصب فيه ميزابان من الجنة وهذا الماء انما يمد او انما يصب في والقصاص ليس بالدينار والدرهم وانما بالحسنات والسيئات فيأخذ المظلوم من حسنات ظالمه او اذا فنيت فانه يوضع على الظالم من سيئات المظلوم فهذا كله يكون داخلا في الوزن ثم بعد ذلك بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفع وانفع به يا رب العالمين قال الشيخ ابو عثمان الصابوني رحمه الله تعالى في كتابه عقيدة السلف واصحاب الحديث ويؤمن اهل الدين والسنة بالبعث بعد الموت يوم القيامة. وبكل ما اخبر الله سبحانه من اهوال ذلك اليوم الحق واختلاف احوال العباد فيه والخلق في ما يرونه ويلقونه هنالك في ذلك اليوم الهائل من اخذ الكتب بالايمان والشمائل والاجابة عن المسائل الى سائر الزلازل والبلابل الموعودة في ذلك اليوم العظيم والمقام الهائل. من الصراط والميزان ونشر الصحف التي فيها مثاقيل الذر من الخير والشر وغيرها ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فكنا قد تكلمنا عن بعض المسائل المتعلقة بالايمان بيوم القيامة وانتهينا من قول المؤلف رحمه الله من الصراط ثم قال رحمه الله والميزان اي ان اهل السنة والدين يؤمنون بالميزان الاخروي. وثبوت الوزن يوم القيامة شيء قطعي لا شك فيه ولا ريب بدلالة الكتاب والسنة والاجماع. فيؤمن اهل السنة والجماعة ان ثمة ميزانا ينصب يوم القيامة وهذا الميزان هو الذي دلت عليه ادلة الكتاب والسنة وهو ما يوضع لوزن اعمال الناس يوم القيامة يؤمن اهل السنة في بوتي الوزن والميزان وان الميزان ميزان حقيقي له كفتان تثقل احداهما بما يوضع فيها او تخف كما جاء هذا صريحا في حديث الرجل الذي تنشر له تسعة وتسعون سجلا كل سجل منها مد البصر اخبر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث وهو حديث صحيح اخرجه الترمذي وغيره وفيه انه توضع السجلات في كفة وتوضع البطاقة التي فيها لا اله الا الله في الكفة الاخرى فتثقل البطاقة وتطيش السجلات اذا هو ميزان حقيقي لا شك فيه ولا ريب والله اعلم ما يتعلق به من الكيفية انما نؤمن بثبوته ايمانا لا يداخله شك وهو ايضا ميزان دقيق جدا يزن مثاقيل الذر قال سبحانه ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها وكفى بنا حاسبين وآآ بحث اهل العلم بحثا مطولا مسألة ما يوضع في الميزان ما الذي يوزن فقيل ان الذي يوزن العاملون وقيل ان الذي يوزن الاعمال وقيل ان الذي يوزن صحف الاعمال واقرب ما يقال في هذا المقام ان هذه الاصناف الثلاثة توزن اما ان يقال انها توزن جميعا واما ان يقال ان فهذا يوزن تارة وهذا يوزن تارة وهذا يوزن تارة قلت ان هذا هو الاقرب لان فيه اعمالا لجميع الادلة التي وردت في هذا الباب ومهما يكن من شيء فان الثقل والخفة بالنسبة لهذا الذي يوزن في الميزان فلا شك انه هراء فلا شك انه راجع الى العمل الذي يعمله الانسان سواء قلنا ان الاعمال نفسها يجعلها الله عز وجل في سورة توزن وهو على كل شيء قدير او قلنا ان العامل نفسه يوزن فان ثقله او خفته بحسب عمله وايمانه او اذا قلنا ان الذي يوزن هو صحف الاعمال فانه بحسب ما كتب فيها تكون الخفة او الثقل ما يدخل في الوزن يرجع الى ثلاثة اصناف هذه الاعمال التي قلنا انها هي المؤثرة في الخفة او الثقل ترجع الى ثلاثة اصناف الصنف الاول ما عمله الانسان في حياته سواء انقطع بوفاته او استمر بعد وفاته والصنف الثاني ما يهدى اليه اهداء شرعيا بعد وفاته والصنف الثالث نتيجة المقاصة فان القصاص ثابت لا شك فيه يوم القيامة فيقتص للمظلوم من ظالمه نصف دينار من خير ثم يعودون المرة الرابعة فيقول الله عز وجل اخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من خير اذا هذه الشفاعة حق لا شك فيها والادلة فيها يكون مآل الناس ونتيجة هذا الوزن ترجع الى ثلاث احوال الحالة الاولى ثقل الميزان واذا سمعت في القرآن ثقل الميزان فاما من ثقلت موازينه فان المقصود ثقل كفة الحسنات اي ان الحسنات اربت على السيئات وزادت عليها وغلبتها في الثقل اذا سمعت خفة الميزان فان المراد ان الحسنات كانت اخف واقل والسيئات هي التي اربت عليها فاما ان تزيد الحسنات على السيئات والله جل وعلا يقول فاما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية قال ابن مسعود رضي الله عنه وغيره ايضا من الصحابة من زادت حسناته على سيئاته ولو بواحدة دخل الجنة بناء على هذا نقول ان الذي عليه جماهير اهل السنة والجماعة ان من زادت حسناته على سيئاته فانه يكون من اهل الجنة ولو كان عنده سيئات بل ولو كان عنده كبائر بما ان الحسنات قد غلبت السيئات فان الانسان يكون من اهل الجنة مباشرة دون ان يكون اه من اهل النار بحيث يعذب عذابا مؤقتا على سيئاته وذلك ان الله عز وجل قد وعد وهو الذي لا يخلف الميعاد ان من ثقل ان من ثقلت حسناته اه ان من ثقلت موازينه بمعنى زادت حسناته على سيئاته فانه سيكون في عيشة راضية هذا وعد الله والله لا يخلف الميعاد و اما الحالة الثانية فهي غلبة السيئات على الحسنات وهذا ما قال الله عز وجل فيه واما من خفت موازينه فامه هاوية هؤلاء اهل البلية والمحنة ودلت الادلة على انهم يكونون من اهل النار اللهم الا اذا تداركهم الله عز وجل برحمته فقبل في هؤلاء شفاعة الشافعين بعد مقام الوزن والحال الثالثة هي تساوي الحسنات والسيئات واهل هذه الحال يكونون على الاعراف والاعراف مرتفع بين الجنة والنار يوقف عليه هؤلاء ما شاء الله ان يوقفوا ثم يكون مآلهم الى الجنة كما قال الله جل وعلا في شأنهم في سورة الاعراف ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا انتم تحزنون فهذه احوال الناس في الوزن على وجه الاقتراب المقصود ان على الانسان حين ينظر في هذا الموضوع ان ليعلم ان هذه الحياة ميدان للمسابقة في الاعمال الصالحة فاكثر يا عبد الله من الحسنات فلا تدري رب حسنة تكون سبب نجاتك اكثر من الحسنات وتخفف من السيئات ما استطعت واحرص على اجتناب السيئات ذوات الذيول فان من السيئات ما له ذيول بمعنى انها تبقى وتستمر ما شاء الله لها ان تستمر وربما تستمر هذه السيئات وتضاف اثامها الى اثامك ولو بعد موتك فحذاري من ذلك وهذا الزمان المتأمل في احوال اهله يجد ان هذا النوع من السيئات صار شيئا قريبا من الناس مع الاسف الشديد مع وجود هذه الاجهزة كثرة تناولها وسهولة النشر فيها قد ينشر الانسان اشياء تعود على صاحبها بالوبال كل من شاهد هذا المنكر الذي نشر فانه سينال من نشر مثل سيئات من نظر اليه فتخيل حجم هذه السيئات وعظمها يوم القيامة نعوذ بالله من الخذلان واعلم يا رعاك الله ان قاعدة الشريعة قد استقرت على ان المتسبب كالفاعل في مقام الحسنات والسيئات المتسبب كالفاعل في مقام الحسنات والسيئات والادلة في هذا واظحة من سن في الاسلام سنة حسنة ومن سن في الاسلام سنة سيئة من دعا الى هدى ومن دعا الى ضلالة وهذه نصوص ليست تخفاك يا رعاك الله تنبه الى هذا واعلم ان السعيد من ماتت سيئاته بموته السعيد من ماتت سيئاته بموته والله المستعان. كذلك على للفقه والفطنة وذي الحرص على نجاة نفسه عليه ان يحرص على الحسنات لها التي لها مزيد اختصاص بثقل الميزان كل الحسنات لها اثر في ترجيح كفة كفة الحسنات ولا شك ولكن بعض الحسنات لها مزيد اختصاص بثقل كفة الحسنات وهذه قد اخبرنا بها نبينا صلى الله عليه وسلم بل فطنوا الذكي الحريص على النجاة عليه ان يتتبعها وان يلزم نفسه بها واعظم ما آآ يكون سببا لثقل الميزان لا شك انه كلمة التوحيد لا اله الا الله اذا قيلت بصدق ويقين واخلاص فان انوار هذه الكلمة سوف يقتلع ظلمات السيئات والاهواء كما دل على هذا حديث صاحب البطاقة فان لا اله الا الله لما قالها هذا الرجل بيقين وصدق واخلاص كان اثر ذلك ما كان في اصله سماويا او لم يكن ويدخل في هذا ايضا من لم يكن له دين اصلا من الملاحدة واللادينيين واضرابهم ويدخل في هذا ثالثا من كان مسلما ثم ان ثقلت هذه البطاقة وطاشت السجلات ولا يثقل مع اسم الله شيء ايضا من اسباب ثقل الميزان قول الحمد لله قولا يواطئ فيه القلب اللسان قال صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم والحمد لله تملأ الميزان كذلك قول سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ايضا القول الذي يواطئ فيه القلب اللسان قال النبي صلى الله عليه وسلم كما عند البخاري وهو اخر حديث في صحيح البخاري كلمتان حبيبتان الى الرحمن خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان. سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ايضا من اسباب ثقل الميزان خمسة اشياء ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه وقد اخرج هذا الامام احمد وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم قال بخن بخن لخمس ما اثقلهن في الميزان سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر والولد الصالح يموت فيحتسبه والده ايضا مما يثقل في الميزان الخلق الحسن قال صلى الله عليه وسلم ما من شيء اثقل في ميزان العبد يوم القيامة من خلق حسن وكلمة الخلق الحسن كلمة جامعة لكل مكارم الاخلاق والشيم ومحاسن الاداب طلبة العلم اولى الناس بالعناية بهذا الامر ولو لم يكن الا هذا الحديث دافعا المسلم ولا سيما طالب العلم الى التخلق باحسن الاخلاق والتأدب باحسن الاداب لكان هذا والله دافعا كافيا اذا هذا باختصار ما يتعلق بمعتقد اهل السنة والجماعة في الميزان والعلم عند الله عز وجل. نعم. قال بعد ذلك ونشر الصحف التي فيها مثاقيل الذر من الخير والشر وغيرها الذي يبدو والله اعلم ان هذا الذي ذكره رحمه الله ما هو الا اعادة لما ذكره وفي الاعادة افادة وتأكيد فان قوله قبل ذلك من اخذ الكتب بالايمان والشمائل هو الذي يتعلق به نشر الصحف فالصحف تنشر كما قال جل وعلا واذا الصحف نشرت ثم تتلقاها بعد ذلك الناس بالايمان والشمائل فالموضوع موضوع واحد الموضوع موضوع واحد اخذ الكتب نشر الصحف كل ذلك ماذا؟ موضوع واحد. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله ويؤمنوا اهل ويؤمنوا اهل الدين والسنة بشفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم لمذنبي اهل التوحيد ومرتكبي الكبائر كما ورد به الخبر الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اخبرنا ابو سعيد بن حمدون قال ان بنى ابو حامد الشرقي قال حدثنا احمد بن يوسف السلمي قال حدثنا عبد الرزاق قال انبأنا معمر عن ثابت عن انس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال شفاعتي لاهل الكبائر من امتي قال وانبأنا ابو علي زاهر بن احمد؟ قال انبأنا محمد بن نسيب الالغياني. قال حدثنا الحسن بن عرفة قال حدثنا عبد السلام بن حرب الملائي عن زياد بن خيثمة النعمان بن قراد عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرت بين الشفاعة وبين ان يدخل شطر امتي الجنة ترك الشفاعة لانها اعم واكفأ. اترونها للمؤمنين المتقين؟ لا ولكنها للمذنبين المتلوثين الخطائين قال انبأنا بمحمد المخلدي قال انبأنا ابو العباس السراج قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا عبد العزيز بن محمد دار وردي عن عمرو بن ابي عمرو واخبرنا ابو طاهر ابن ابن خزيمة قال انبأنا جدي الامام محمد بن اسحاق بن خزيمة قال حدثنا علي بن حجر قال حدثنا اسماعيل ابن جعفر عن عمرو ابن ابي عمرو عن سعيد ابن ابي سعيد المقبوري عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال يا رسول الله من نسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة. فقال صلى الله عليه وسلم لقد ظننت الا يسألني عن هذا الحديث او احدا او احد اول منك كمارد اولا لقد ظننت الا يسألني عن هذا الحديث احد اول منك لما رأيت من حرصك على الحديث. ان اسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا اله ان الله خالصا من قبل نفسه انتقل المؤلف رحمه الله الى الكلام ان موقف الشفاعة واثبات الشفاعة الاخروية هذا اصل من اصول اعتقاد اهل السنة والجماعة حتى قال ابن عبد البر في كتابه الاستذكار عن اثبات الشفاعة الاخروية انه ركن من اركان اعتقاد اهل السنة ركن من اركان اعتقاد اهل السنة الشفاعة في الاخرة جاءت في النصوص انواعا لكن المؤلف رحمه الله لم يذكرها هنا الا هذا النوع وهو الشفاعة في اهل الكبائر فقال رحمه الله ويؤمن اهل الدين والسنة بشفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم لمذنبي اهل التوحيد ومرتكبي الكبائر كما ورد به الخبر الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصدق فهذا من جملة ما يعتقده اهل السنة والجماعة ومذنبو اهل التوحيد قم مرتكبو الكبائر فهذا المصطلح مرتكب الكبائر او حينما قال ومرتكبي الكبائر هو من باب ذكر المرادف للامر الاول وذلك ان الذين يعاقبون يوم القيامة لا شك انهم اهل الكبائر و منهم من يكون قد جمع كبائر وصغائر اما اهل الصغار فحسب فهؤلاء لا يعذبون وذلك بان الصغائر ستكون مكفرة باجتناب الكبائر. ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه. نكفر عنكم سيئاتكم اما اذا لم يجتنب الانسان الكبائر فانه يكون متوعدا ب العقوبة على الكبائر وعلى الصغائر والمؤلف رحمه الله قص هذه الشفاعة بالرسول صلى الله عليه وسلم وهذا له وجه من جهة ان شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم هي اعظم الشفاعات فانه عليه الصلاة والسلام اعظم الشفعاء هو الذي له القدح المعلى من الشفاعة عند الله عز وجل ولا يفهم من هذا ان الشفاعة مختصة بالنبي عليه الصلاة والسلام بل هذه الشفاعة التي اوردها المؤلف شفاعة تقع من النبي عليه الصلاة والسلام وتقع من اخوانه الانبياء وتقع من الملائكة وتقع ايضا من المؤمنين لاخوانهم من اهل الكبائر اذا الشفعاء يوم القيامة الذين يشفعون هذه الشفاعة ثلاثة اصناف الانبياء والملائكة والمؤمنون وقد جمعهم الحديث القدسي الذي يقول الله عز وجل فيه وهو ضمن حديث طويل مخرج في الصحيحين وهذا لفظ مسلم من حديث ابي سعيد رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى شفعت الانبياء وشفع وشفعت الملائكة وشفع المؤمنون وبقيت رحمة ارحم الراحمين فهؤلاء اصناف الشفعاء والنبي صلى الله عليه وسلم له الحظ الاكبر من هذه الشفاعة هذه الشفاعة في اهل الكبائر تنقسم الى قسمين الشفاعة في اهل الكبائر الذين دخلوا النار ان يخرجوا منها والقسم الثاني الشفاعة في اهل الكبائر الذين استحقوا دخول النار الا يدخلوها كم قسم عندنا قسمة اما القسم الاول فهو الشفاعة في قوم من اهل الكبائر دخلوا النار ان يخرجوا منها وهذا ما تواترت به الاحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي احاديث كثيرة ثابتة في الصحيحين وغيرهما وفي ذلك او ومن ذلك حديث عمران رضي الله عنه في صحيح البخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يخرج قوم من النار بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم فيدخلون الجنة يسمون الجهنميين كذلك ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث ابي سعيد وهو مطول في صحيح مسلم ومختصر في صحيح البخاري وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم يشفع اه عند ربه سبحانه وتعالى كذلك في حديث انس فيه ان النبي صلى الله عليه وسلم يشفع عند ربه سبحانه وتعالى فيأمره جل وعلا ان يخرج من النار من كان في قلبه مثقال شعيرة من ايمان ثم يعود مرة اخرى ويفعل ما فعل في المرة الاولى اه ذلكم انه يحمد الله عز وجل ويثني عليه ويسجد بين يديه الى اخر ما جاء في الحديث فيمره الله عز وجل من يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من ايمان ثم يعود المرة الثالثة فيقول الله عز وجل اخرج من النار من كان في قلبه ادنى ادنى ادنى مثقال ذرة من ايمان ثم يعود المرة الرابعة فيستأذن ربه في ان يخرج في ان يخرج من النار من قال لا اله الا الله فعند ذلك يقول الله عز وجل وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لاخرجن من النار من قال لا اله الا الله ومن ذلك ايضا ما ثبت في حديث ابي سعيد الخدري في صحيح مسلم عن المؤمنين قال اذا خلصوا من النار يعني تجاوزوا الصراط وامنوا بتأمين الله سبحانه وتعالى من الوقوع في النار انهم يناشدون ربهم في اخوانهم فيقولون يا ربنا اخواننا كانوا يصومون معنا ويحجون ويصلون فيأمرهم الله عز وجل بان يخرجوا من النار من عرفوا ثم بعد ذلك يعودون فيشفعون مرة اخرى فيقول الله عز وجل اخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال دينار من خير ثم يعودون فيشفعون الثالثة فيقول الله عز وجل اخرجوا من النار من كان في قلبه كما ذكرت كثيرا. اما القسم الثاني وهو الشفاعة في اهل الكبائر الذين استحقوا دخول النار الا يدخلوها وكيف يستحق دخول النار نعوذ بالله من النار بغلبة السيئات على الحسنات فالشفاعة في هؤلاء ثابتة و لم يزل اهل العلم يقررون هذا النوع عامتهم يقررها قد قررها كثير من اهل العلم كشيخ الاسلام ابن تيمية والنووي وابن كثير وابن حجر والسخاوي والسفاريني والقرطبي وغيرهم كثير وغيرهم كثير من فانهم يخلدون فيها ولا يخرجون منها ابدا. ولا يترك الله فيها من عصاة اهل الايمان احدا ثم قال المؤلف رحمه الله ويؤمنون يريد اهل السنة بالحوض والكوثر اذان الامران مما يؤمن اهل العلم الذين بحثوا هذه المسألة وان كانك قد توقف في هذا النوع بعضهم ابن القيم رحمه الله لكن الصواب ثبوت هذا النوع والادلة على ثبوت هذه الشفاعة او يمكن ان نقول ان الادلة على ثبوت هذا النوع من الشفاعة الثلاثة اولا قول النبي صلى الله عليه وسلم شفاعتي لاهل الكبائر من امتي وهذا الحديث قد سمعته قبل قليل وهؤلاء الذين استحقوا دخول النار اليسوا من اهل الكبائر نعم بلى اذا يشملهم قوله صلى الله عليه وسلم شفاعتي لاهل الكبائر من امتي ومن اخرجهم من هذا الحديث فانه مطالب بالدليل الدليل الثاني وهو ما استدل به الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح وهو ما جاء في صحيح مسلم من اه اه قوله صلى الله عليه وسلم ثم يضرب الجسر على جهنم. الجسر هو الصراط ها هنا ثم يضرب الجسر على جهنم فتحل الشفاعة اللهم سلم سلم فهذا يدل على ان هذا الموضع اثناء المرور على الصراط هذا موضع شفاعة بيان ذلك ان قول الانبياء عليهم الصلاة والسلام اللهم سلم سلم او ربي سلم سلم هذا دعاء بالسلامة من ماذا من السقوط في النار فهو اذا نوع من الشفاعة فهو اذا نوع من الشفاعة الدليل الثالث اتفاق اهل السنة والجماعة فان الذي يبدو والله اعلم ان هذا النوع متفق عليه بين اهل السنة والجماعة ولذا لما ذكر شيخ الاسلام رحمه الله هذا النوع بالمجلد السادس من مجموع فتاوى وكذلك فعل القرطبي وكذلك فعل السفاريني لما ذكروا هذا النوع من الشفاعة قالوا وانما انكر هذا النوع الخوارج والمعتزلة وانما انكر هذا النوع الخوارج والمعتزلة فافاد هذا الكلام ان اهل السنة على اثباتها والعلم عند الله عز وجل اذا هذا ما يتعلق بالشفاعة في اهل الكبائر ثم ساق المؤلف رحمه الله باسناده ثلاثة احاديث للدلالة على هذا النوع من الشفاعة و على كل حال هذا المعنى ثبوت الشفاعة في اهل الكبائر امر متواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما بين هذا الكتاني في نظم المتناثر ومن ذلك هذا الحديث شفاعتي لاهل الكبائر من امتي وهو عند الترمذي وابي داود والامام احمد وغيرهم من اهل العلم باسناد صحيح كذلك اورد حديث عبد الله ابن عمر وجاء ايضا من حديث ابي موسى الاشعري خيرت بين الشفاعة وبين ان يدخل شطر امتي الجنة فاخترت الشفاعة لانها اعم واكفى اترونها للمؤمنين المتقين لا ولكنها للمذنبين المتلوثين الخطائين وهذا الحديث فيه بحث من جهة ثبوته وقد اعله اه الدار قطنية رحمه الله في علله والشيخ الالباني رحمه الله رأى صحة شطره الاول الى قوله فاخترت الشفاعة واما من بعدي ذلك فاللفظ يرى انه ضعيف لانها اعم واكثر الى اخره يرى ان هذا اللفظ ضعيف ساق بعد ذلك حديث ابي هريرة رضي الله عنه حينما سأل النبي صلى الله عليه وسلم من اسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة قال لقد ظمنت الا يسألني عن هذا الحديث احد اول منك لما رأيت من حرصك على الحديث ان اسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا اله الا الله خالصا من قبل نفسه فهنيئا لاهل التوحيد ومما يدل على هذا ايضا قول النبي صلى الله عليه وسلم لكل نبي دعوة مستجابة فتعجل كل نبي دعوته واني اختبأت دعوتي واني اختبأت شفاعتي اه واني اختبأت دعوتي شفاعتي لاهل الكبائر من امتي واني اختبأت دعوة شفاعتي لامتي يوم القيامة فهي نائلة ان شاء الله من مات من امتي لا يشرك بالله شيئا وهذا الحديث ثابت في الصحيحين وهذا لفظ الامام مسلم اذا كلما كان الانسان اعظم تحقيقا للتوحيد وابعد عن الشرك كلما كان الى نيل الشفاعة اقرب والله تعالى اعلم نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ويؤمنون بالحوض والكوثر وادخال فريق من الموحدين الجنة بغير حساب ومحاسبة فريق منهم حسابا يسيرا وادخالهم الجنة بغير سوء يمسهم. وعذابي يلحقهم وادخال فريق من مذنبيهم النار ثم اعتاقهم منها واخراجهم ثم اعتاقهم واخراجهم منها والحاقهم باخوانهم الذين سبقوهم الى الجنة ولا يخلدون في النار. فاما اولا ان الفرق بينهما ثابت من جهة المكان فالكوثر نهر بالجنة كما ثبت في الصحيح واما الحوض فانه حوض في عرصات القيامة فهذا فرق من جهة المكان الامر الثاني ان به اهل السنة والجماعة الحوض والكوثر اما الحوض فالمراد به مجمع الماء العظيم الذي يضعه الله سبحانه وتعالى يوم القيامة وترد عليه امة محمد صلى الله عليه وسلم وهو من اوجه اكرام نبينا صلى الله عليه وسلم يوم القيامة الحوض الموقف الوحيد الذي هو من مواقف القيامة وما جاء النص عليه او الاشارة اليه في كتاب الله عز وجل انما دليله سنة النبي صلى الله عليه وسلم ويمكن ان يقال وايضا القنطرة اذا قلنا ان القنطرة جسر مستقل فهذا ايضا ما جاء الدليل عليه الا في السنة ما جاء في القرآن والاحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثبوت الحوض كثيرة جدا وآآ انهى رواياتها الحافظ رحمه الله فبلغت عنده في الفتح بالرواية خمسين من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم وذكر ان بعض المتأخرين جمع منها رواية ثمانين من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ثبوت الحوض امر لا شك فيه ولا ريب والعجيب انه مع كثرة هذه الاحاديث الا ان المخذولين من اهل البدع وهم الخوارج وبعض المعتزلة قد انكروا ثبوت الحوض يوم القيامة وهذا عندهم راجع الى قاعدة واخص بحديث الخوارج فان القوم يرون انه لا يثبت ما دلت عليه السنة الا ما شهد له القرآن والا فانهم لا يجعلون السنة وحدها كافية بثبوت ما يعتقد وما يعمل به هذا مذهبهم في الجملة ولا شك انه ضلال مبين فلا فرق عند اهل السنة والجماعة بين ان يثبت الشيء في القرآن او ان يثبت في السنة او ان يثبتا في كليهما هذا الحوض الذي اخبرنا به نبينا صلى الله عليه وسلم حوض عظيم متصف بصفات كثيرة يمكن استخلاص اهمها من الاحاديث فنقول ان هذا الحوض اولا ماؤه ابيض من الثلج وفي رواية ابيض من الورق يعني الفضة والعرب كانت تضرب للبياض المثل الفضة ثانيا ان هذا الماء احلى من العسل في رواية عند مسلم احلى من اللبن بالعسل. ثالثا انه ابرد من الثلج رابعا انه الين من الزبد كما جاء عند الحاكم في المستدرك خامسا ان كيزانه او انيته بعدد نجوم السماء وعند مسلم بعدد نجوم السماء وكواكبها اذا انيته انية كثيرة جدا ايضا ان وهو الامر السادس ان رائحته اطيب من المسك سابعا ان طوله شهر وعرضه شهر وزواياه سواء طوله شهر وعرضه شهر وزواياه سواء ايضا وهو الامر الثامن انه يشخب فيه ميزابان من الجنة يعني يمد من ماء يصب فيه من الجنة وهو الكوثر كما سيأتي الكلام عن الكوثر قريبا ان شاء الله الامر التاسع ان من شرب منه لم يظمأ بعد ذلك ابدا الامر العاشر ان من شرب منه لم يسود وجهه ابدا فهذه صفات آآ عشر جاءت ليه آآ هذا لهذا الحوض كما اخبر بهذا نبينا صلى الله عليه وسلم وهذا مما يجب علينا معشر المؤمنين ان نؤمن به كذلك علينا ان نؤمن بان هذا الحوض مخلوق وموجود الان كما دل على هذا حديث عقبة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو ثابت في الصحيحين قال عليه الصلاة والسلام اني فرطكم على الحوض والله اني لانظر الى حوضي الان والله اني لانظر الى حوضي الان الله عز وجل قد كشف الحجب لنبيه عليه الصلاة والسلام حين تكلم بهذا الحديث فاخبر انه كان يرى وينظر آآ الى هذا الحوض حينما كان يحدث اصحابه رضي الله تعالى عنهم وصلى الله على نبينا وسلم. هذا فيما يتعلق او قال والكوثر كذلك اهل السنة يؤمنون بثبوت الكوثر وهو الذي بين الله سبحانه وتعالى في قوله انا اعطيناك الكوثر فصل هذا نبينا صلى الله عليه وسلم كما ثبت عنه في البخاري وغيره انما اخبر صلى الله عليه وسلم عن الكوثر انه نهر اعطانيه الله عز وجل في الجنة على حافتيه قباب اللؤلؤ المجوف. وفي رواية الدري المجوف فهذا هو الكوثر وهو نهر في الجنة. اعطيه نبينا صلى الله عليه وسلم فيجب على اهل الايمان ان يؤمنوا بذلك وكلا الامرين حق ثابت وبعض الناس ربما يشتبه عليه شأن الحوض بشأن الكوثر والصواب ان الفرق بينهما ثابت فهذا شيء وهذا شيء والفرق بينهما يظهر من عدة اوجه الحوض من الكوثر فالكوثر اصل الحوض ومنه يمد الفرق الثالث من جهة الحقيقة واهل اللغة يفرقون بين كلمة نهر وكلمة حوض فالنهر هذا الشيء المعروف وهو الماء الجاري واما الحوض فانه مجمع الماء ففرق بينهما فيه الحقيقة الامر الرابع الفرق بينهما من جهة الصفات فقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بصفات الحوثة بصفات الحوض كما قد سمعت وهذا شيء يدل على انه اه مختلف عن الكوثر فالكوثر ما جاء فيه جل ما جاء فيه الحوض في مقابل ان الحوض في مقابل ان الكوثر قد جاء فيه شيء يخصه من ذلك ان على حافتيه آآ جنابذ اللؤلؤ او اللؤلؤ او الدر المجوف وهذا لا نعرف دليلا على ثبوته لماذا للحوض. كذلك في صحيح البخاري اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان طينة الكوثر المسك الاظفر ان طينة الكوثر ماذا المسك الاظفر ولا نعلم دليلا على ثبوت هذا الوصف الحوض. اذا بينهما ايضا فرق في ماذا في الصفات. اذا فرق في المكان وفرق في الحقيقة وفرق في الصفات. وكذلك من من جهة ان احدهما اصل للاخر من جهة الماء فماء الحوض يصب من الكوثر والعلم عند الله عز وجل. ثم تكلم المؤلف رحمه الله بعد ذلك عن حال المسلمين يوم القيامة من جهة ما حالهم؟ فذكر انهم منقسمون الى ثلاثة اقسام طريق يدخلون الجنة بغير حساب ومن باب اولى ولا عذاب من باب اولى ولا عذاب اذا لم يحاسبوا فمن باب اولى لا يعذبون فهم يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب. هذا فريق وفريق دون هؤلاء وهم الذين يدخلون الجنة بعد حساب يسير فهؤلاء ثبت في حقهم الحساب دون العذاب ثبت في حقهم ماذا الحساب دون العذاب يدخلون الجنة بلا عذاب فقط الاولون يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب. الفريق الثاني يدخلون الجنة ها بلا عذاب فقط اذا معه حساب ولكنه حساب يسير والحساب اليسير مضى الكلام فيه في درس البارحة اليس كذلك؟ والصنف الثالث قال وادخال فريق من مذنبيهم النار ثم اعتاق واخراجهم منها والحاقهم باخوانهم الذين سبقوهم الى الجنة ولا يخلدون في النار هؤلاء الصنف الثالث ونعوذ بالله ان يكون حالنا حالهم من يدخلون الجنة من يدخلون جهنم دخولا مؤقتا من يدخلون جهنم دخولا مؤقتا اذا كم قسم هؤلاء ثلاثة اقسام الاول من يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب. القسم الثاني من يدخلون الجنة بلا عذاب ويحاسبون حسابا يسيرة. الصنف الثالث من يدخلون النار دخولا مؤقتا ومرادنا بقولنا مؤقتا يعني الى امد ثم يخرجون ولا يخلدون وبقي صنف الرابع وهم الذين يوقفون على الاعراف مدة يشاءها الله عز وجل ثم يدخلون الجنة هؤلاء هم الذين تساوت حسناتهم وسيئاتهم كما سبق وهؤلاء هم الذين دلت عليهم ايات سورة الاعراف تفسير اهل الاعراف بانهم الذين تساوت حسناتهم وسيئاتهم هذا قد ثبت عن جماعة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم ولا يعرف لهم مخالف من الصحابة وقد حكى هذا عن آآ وقد حكى هذا ابن كثير بتفسيره عن حذيفة وابن مسعود وابن عباس رضي الله تعالى عنهم وحكاه ابن القيم رحمه الله في احكام اهل الذمة عن ابي هريرة رضي الله تعالى انهم اجمعين فهؤلاء اربعة من الصحابة جاء عنهم تفسير اهل الاعراف بانهم الذين تساوت حسناتهم وسيئاتهم والاعراف كما قد علمنا قبل قليل مرتفع بين الجنة والنار وعلى الاعراف رجال الى اخر ما بين الله عز وجل وقلنا ان هؤلاء يوقفون مدة يشاؤها الله ثم مآلهم بعد ذلك الى الجنة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا انتم تحزنون. والله عز وجل قد سبقت رحمته غضبه فهذه الاقسام الاربعة هي احوال المسلمين يوم القيامة وبالتالي خرج من هذا غير المسلمين اما من اهل الاديان الاخرى الذين بقوا على دينهم بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وهم كل اصحاب الاديان ارتد عياذا بالله كل هؤلاء مصيرهم مختلف وهو ما اخبر به المؤلف آآ رحمه الله تعالى في قوله فاما الكفار اذا ادخال فريق من الموحدين الجنة بغير حساب وهذا يعني ما دل عليه حديث السبعين الفا الذين اخبر بهم النبي صلى الله عليه وسلم انهم يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب. وذكر اربع صفات لهم ما هي ها لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون ويدل عليهم ايظا ما ثبت في حديث ابي هريرة رظي الله عنه في الصحيحين انما يقول الله عز وجل يا محمد ادخل من امتك من لا حساب عليه من الباب الايمن من ابواب الجنة وهم شركاء الناس في سائر الابواب اه انه فريقه الثاني محاسبة فريق منهم حسابا يسيرا كما قال الله عز وجل فاما من اوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرة وينقلب الى اهله مسرورة الى اخره قال آآ وادخال فريق من مذنبيهم النار ثم اعتاقهم واخراجهم منها هذا الفريق يدخلون الجنة يدخلون النار عياذا بالله منها ويعذبون فيها مدة يشاؤها الله ثم يموتون فيها ثم يخرجون فيدخلون الجنة عندنا كم شيء ها اربعة اشياء يدخلون النار يعذبون فيها مدة يشاءها الله عز وجل الامر الثالث يموتون فيها ويدل على هذا ما ثبت في حديث ابي سعيد رضي الله عنه في صحيح مسلم وهو قوله صلى الله عليه وسلم اما اهل النار الذين هم اهلها فاولئك لا يموتون فيها ولا يحيون ولكن اناس اصابتهم النار بذنوبهم او قال بخطاياهم فيموتون فيها اماتة ثم يخرجون وقد صاروا فحما يخرجون ضمائر ضبائر فيلقون على نهر في الجنة فيفيض اهل الجنة من ماء هذا النهر فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل الشاهد ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر عن هؤلاء انهم اصابتهم النار بسبب ذنوبهم فهذا هو ماذا نعم العذاب الذي ينالهم تصيبهم النار بسبب ذنوبهم ثم بعد ذلك يموتون وهذا من رحمة الله تبارك وتعالى بهم يعذبون مدة يشاءها الله ثم بعد ذلك يخرجون من النار وخروجهم من النار قم فيه قسمان قسم يخرج بشفاعة الشفعاء ومعلوم عندك يا رعاك الله ان الشفاعة ابتداء وانتهاء الى الله عز وجل اليس كذلك؟ قل لله الشفاعة جميعا فالامر من اوله الى اخره راجع الى الله تبارك وتعالى والمنة فيه لله سبحانه وتعالى والصنف الثاني هم الذين يخرجون بمحض رحمتي ارحم الراحمين كما مر بنا في الحديث السابق حديث ابي سعيد قال شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون وبقيت رحمة ارحم الراحمين. وفي رواية وبقيت شفاعتي والله عز وجل يشفع من نفسه الا نفسه سبحانه وتعالى ثم بعد ذلك كما ذكرنا يدخلون الى الجنة بعد ان ينشأوا نشأة اخرى ينبتون كما تنبت الحبة على حميل السيل وجاء في حديث عمران انهم يسمون الجهنميين كما في صحيح البخاري قال صلى الله عليه وسلم يخرج قوم من النار فيدخلون الجنة بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يسمون من الجهنميين يسميهم اهل الجنة ماذا؟ الجهنميين. والذي يبدو والله اعلم ان مجموع ما جاء في هذا الباب من الاحاديث يدل على انهم اول وهلة يسمون ماذا الجهنميين لما يسمون بهذا الاسم نسبة الى الدار التي خرجوا منها واعتقوا منها ثم بعد ذلك يسمون عتقاء الجبار او عتقاء الرحمن جاءت الروايتان بهذا يسمون ماذا عتقاء الجبار او عتقاء الرحمن ثم انهم يسألون الله عز وجل ان يعافيهم من هذا الاسم اه نعم يسألون الله عفوا يسألون الله عز وجل بعد ان يسمون الجهنميين ان يعافيهم الله عز وجل من هذا الاسم فيسمون عتقاء الرحمن او عتقاء الجبار هذا فيما يتعلق بتسميتهم بعد ان يدخلوا الى الجنة قال فاما الكفار من مات كافرا والعياذ بالله فهذا ايس من رحمة الله فاولئك يأسوا من رحمتي فانهم يخلدون فيها ولا يخرجون منها ابدا خالدون فيها ابدا الى ما لا نهاية كما سنتكلم عن هذا ان شاء الله في محله بعد قليل ولا يترك الله فيها من عصاة اهل الايمان احدا كما ثبت في الصحيحين يقول الله عز وجل وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لاخرجن منها يعني من النار من قال لا اله الا الله فلا يبقى في اهل فلا يبقى في النار الا اهلها الذين هم اهلها الذين اعدت لهم ومن هم الكفار واتقوا النار التي اعدت للكافرين فهؤلاء هم الذين يبقون فيها لا يموتون ولا يحيون حياة مستقرة نعوذ بالله من حالهم والله عز وجل اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين