الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد اعلم يا رعاك الله ان تحقيق الايمان يقتضي من المسلم ان يحب لاخيه ما يحب لنفسه قال صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه ويقابل هذا ان يكره الانسان ان ينال اخوه شيئا من الخير الذي ناله يحب ان يتفرد بكل خير والا يشاركه فيه احد واقبح من هذا ان يتمنى زوال نعمة اخيه عنه وهذا هو الحسد هذا الداء الدوي والمرض العضال الذي يورد صاحبه الموارد. الحسد لا شك انه خلق ذميم يرتكس صاحبه بسببه في اوحال الضعف والمهانة ويفوته ان يرتقي الى المعالي وان يصل الى القمم. ان الحسد لا شك انه ناشئ عن نقص في التوحيد. وظعف في الايمان ويظهر هذا من وجوه اولا ان الحاسد لازم قوله القدح في حكمة الله جل وعلا لسان حال الحاسد يقول ان وضع هذه النعمة في فلان دوني هذا شيء مخالف للحكمة وضع للشيء في غير موضعه وهذا لا شك انه ضلال عظيم الا قل لمن كان لي حاسدا اتدري على من اسأت الادب اسأت على الله في حكمه لانك لم ترضى لي ما وهب الامر الثاني ان الحاسد كاره حكم الله الكوني والذي ينبغي على المسلم ان يرضى بحكم الله الكوني اذا كان ذلك في غير معصية الله سبحانه وتعالى اما المعاصي فانه يجب بغضها وان كان العبد يجب عليه في كل حال ان يرضى بفعل الله تبارك وتعالى الامر الثالث ان الحسد لا يكون الا مع ضعف الايمان بالقدر والا فلو كان الايمان بالقدر ايمانا كاملا ما حسد الانسان اخاه الامر الرابع ان الحاسد اشبه شيء بابليس الذي حسد ادم عليه الصلاة والسلام فيما من الله عز وجل عليه من النعمة الامر الخامس ان الحاسد مشابه لليهود الكفرة الذين اخبر الله سبحانه وتعالى عنهم بقوله ود كثير من اهل الكتاب لو يردونكم من بعد ايمانكم كفارا حسدا من عند انفسهم ام يحسدون الناس على ما اتاهم الله من فضله الامر السادس ان الحاسد مريض بمرض الشح والبخل واي داء اعظم من داء البخل الحاسد عدو لنعمة الله فيه بخل وشح بنعمة الله تبارك وتعالى لا يريد ان تنال نعمة الله عز وجل احدا من الناس سواه وهذا مرض وهذا مرض عضال دليل على فساد القلب وامر سابع يتعلق بك يا طالب العلم وهو ان الحسد للاقران من طلبة العلم لا يكون الا مع ضعف الاخلاص في الطلب اذا ابتليت بهذا المرض فاعلم انك على شفا حفرة عظيمة اذ ليس يخفاك خطر طلب العلم لغير الله تبارك وتعالى من لم يحقق الاخلاص في طلب العلم فليته ما طلب العلم هذا الذي يريد ان يتفرد ويريد ان يتفوق على كل اقرانه والا ينال احد منهم شيئا من العلم الا وهو عنده ليكون هو في المقدمة فحسب هذا لا شك ان نيته مدخولة وان اخلاصه ضعيف فينبغي عليه ان يعيد النظر في ذلك. اذا يا اخوة الله الله بالتنبه الى هذا الامر يجب عليك ان تجاهد نفسك في دفع هذا المرض عنك وان تعالج نفسك بان تحب اخوانك وان تحب لهم الخير كما تحبه لنفسك وان تضع نصب عينيك قوله صلى الله عليه وسلم فيما خرجاه في الصحيحين قال عليه الصلاة والسلام لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله اخوانه ضع هذه الكلمة نصب عينيك دائما ولا تحاسدوا احذر من الحسد وتجنب الحسد واحرص على ان يكون قلبك سليما فان سلامة القلب والصدر من اسباب النجاة عند الله تبارك وتعالى يوم القيامة يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم وقد مر بنا يا اخوة ان من مراتب القلب السليم التي لا ينال هذه المرء لا ينال هذا الوصف الا من جمعها ان يكون قلبه سليما لاخوانه لا يكون في قلبه غل ولا حسد لاخوانه فيتشبه بالصالحين باهل الخير ورأس اولئك اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كن كما اخبر الله عز وجل عن الانصار رضي الله عنهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما اوتوا قال اهل التفسير لا يحسدون يعني الانصار لا يحسدون المهاجرين على ما اتاهم الله عز وجل من نعمته هكذا ينبغي ان تكون تأمل حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي اخرجه الامام احمد في مسنده باسناد صحيح في قصة ذلك الرجل الذي تكرر اخبار النبي صلى الله عليه وسلم عنه انه يطلع عليكم رجل من اهل الجنة ثلاثة ايام وهذا الرجل نفسه يطلع واذا به صحابي جليل من الانصار والحديث فيه قصة طويلة خلاصتها ان عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما سأله عن السبب الذي نال به ما نال فكان رضي الله عنه ان قال انني لا اجد في نفسي لاحد من المسلمين غشا انني لا اجد لاحد من المسلمين غشا ولا احسد احدا على خير اعطاه الله اياه ولا احسد احدا على خير اعطاه الله اياه هذه التي بلغت به ما بلغت ان كان من اهل الجنة واي شيء تطلب يا عبد الله الا الجنة ونيل رضوان الله تبارك وتعالى فدونك هذا السبب فتش في قلبك وعالج مرضه ونقه من هذا الغش ومن هذا الغل ومن هذا الحسد المسألة ليست سهلة بكل تأكيد المقام مقام سهل باللسان نعم ولكنه صعب من جهة التحقيق في الواقع ولكنه ليس ليس مستحيلا فالله عز وجل لا يأمرنا بشيء يستحيل علينا ان نقوم به ما امرنا الله عز وجل ولا نبيه صلى الله عليه وسلم باجتناب الحسد الا وهو امر ممكن لكنه يحتاج الى اجتهاد يحتاج الى معالجة هذا باب من ابواب الجهاد جاهد نفسك في الله تبارك وتعالى وجاهدوا في الله حق جهاده كلما رأيت ان في نفسك شيئا من هذا المرض ينتابك اذا رأيت نعمة على اخيك تقف مع نفسك وذكرها وعالجها نبهها واعرض عليها النصوص الواردة في وجوب محبة الاخوة وان تحب لهم ما تحب لنفسك وذم الحسد القبيح الذي لا ينبغي عليك ان ترتكس فيه وهكذا مرة بعد مرة واذا بك تصل الى ما تريد بتوفيق الله تبارك وتعالى كن كذاك الانصاري لا تحسدوا احدا على شيء اعطاه اعطاه الله اياه في العلم وفي غيره اياك ان تكون كبعضهم اذا حصل كتابا نفيسا احتواه وما احب ان يناله او ان تناله يد احد ان وقف على مسألة وتحقيق احتفظ فيه لنفسه وما بثه بين اخوانه ان كان هناك درس ان كان هناك عالم يستفاد منه انه يحرص على ان يجعل هذا لنفسه فحسب لم لحب التفرد يحب ان يتفرد ما هكذا يكون اصحاب القلوب السليمة ابن عباس رضي الله عنهما يخبر عن نفسه انه يمر بالاية فيفهم منها فهما فيتمنى ان الناس جميعا فهموا منها ما فهم سخاء وكرم في العلم وهكذا اهل المروءات وهكذا اهل المراتب العليا وهكذا الكمل من طلبة العلم واهل الخير وهكذا فلتكن يا طالب العلم وفقك الله وسدد خطاك والله عز وجل اعلم. نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين قال الشيخ ابو عثمان الصابوني رحمه الله تعالى في كتابه عقيدة السلف واصحاب الحديث ويشهد اهل السنة ان المؤمنين يرون ربهم تبارك وتعالى بابصارهم وينظرون اليه على ما ورد به الخبر الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما في قوله انكم ترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر والتشبيه وقع للرؤية بالرؤية لا للمرء بالمرء. والاخبار الواردة في الرؤية مخرجة في كتاب الانتصار بطرقها بس انت هذا المقطع من هذه العقيدة التي يشرح فيها لنا الامام ابو عثمان الصابونة رحمه الله تشرح لنا فيها معتقد اهل السنة والجماعة في مسألة الرؤية التي هي رؤية الله تبارك وتعالى واعلم يا رعاك الله ان الناس في هذه المسألة طرفان ووسط طرف يرى ثبوت الرؤية لله تبارك وتعالى في الدنيا والاخرة وطرف ينفي رؤية الله تبارك وتعالى في الدنيا والاخرة وكلاهما مخطئ والصواب مع الوسط مع المذهب الوسط وهم اهل السنة والجماعة فهم الذين يقولون بنفي رؤية الله تبارك وتعالى في الدنيا فالله عز وجل في الدنيا لا يرى بالعين ويستثنى من هذا مسألة فيها بحث وهي رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه هذا من المسائل القليلة التي تنازع فيها اهل السنة والجماعة والصواب فيها والعلم عند الله عز وجل ان النبي صلى الله عليه وسلم ايضا لم ير ربه بعيني رأسه انما رآه بقلبه وقد نقل عثمان بن سعيد الدارمي رحمه الله اجماع اهل السنة والجماعة على هذا فيجمع بين الاثار الواردة عن الصحابة رضي الله عنهم في هذه المسألة بما ذكرت لك وهو ان النبي صلى الله عليه وسلم فرأى ربه بقلبه لا بعينه فالمقصود ان رؤية الله عز وجل في الدنيا بالنسبة للناس هذا امر لا يحصل وقد ثبت في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تعلموا انه لن يرى احد منكم ربه حتى يموت اذا رؤية الله تبارك وتعالى في الدنيا غير حاصلة اما في الاخرة فان الله تبارك وتعالى يرى يراه المؤمنين يراه المؤمنون في موضعين بعرصات القيامة كما دل على هذا حديث ابي سعيد رضي الله عنه انما يأتيهم سبحانه وتعالى من بقي بعد ان ذهب عباد غير الله عز وجل وتقحموا النار حينما يبقى اهل الايمان الذين اظهروا الايمان ومعهم منافقوا هذه الامة حينما يأتيهم الله سبحانه وتعالى في الصورة التي يعرفون فاذا رأوه عرفوه فقالوا انت ربنا الشاهد ان الله عز وجل يرى في عرصات القيامة كما انه سبحانه وتعالى يرى في الجنة يراه اهل الجنة وهذا اعظم نعيم لهم فليس شيء احب اليهم كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم وسيأتي معنا اذا رأوا الله عز وجل لم يكن شيء احب اليهم من رؤيته سبحانه وتعالى فهذا هو الذي يعتقده اهل السنة والجماعة ان الرؤية فيها جانب منفي وهي الرؤية في الدنيا وفيها جانب مثبت وهي الرؤية في الاخرة وهذا من الاصول التي اتفق عليها اهل السنة والجماعة وقامت عليها ادلة كثيرة متواترة قال المؤلف رحمه الله ويشهد اهل السنة ان المؤمنين يرون ربهم تبارك وتعالى بابصارهم اي في الاخرة يرونه اي في الاخرة ويكون هذا في الموضعين الذين ذكرت لك في عرصات القيامة وفي جنات النعيم نسأل الله تعالى من فضله يرون ربهم تبارك وتعالى بابصارهم رؤية حقيقية بعينيك هاتين ان من الله عز وجل عليك ان كنت من اهل الايمان فانك سترى ربك سبحانه وتعالى بعينيك هاتين كما جاء في رواية عند البخاري من حديث جرير ابن عبد الله الذي سيأتي ان شاء الله قال انكم قال صلى الله عليه وسلم انكم سترون ربكم عيانا يعني باعينكم فهي رؤية حقيقية لا شك فيها قال رحمه الله يرون ربهم تبارك وتعالى بابصارهم وينظرون اليه. ولا شك انها رؤية ونظر يلتذون بها بل هذه اعلى درجات اللذة والنعيم كما ثبت في حديث عمار رضي الله عنه في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم واسألك لذة النظر الى وجهك والحديث حديث صحيح اخرجه النسائي وغيره اذن هذه رؤية وهذه نظرة يلتذون بها ويتنعمون بها وليست هي رؤية تعريف فحسب بل هي رؤية تعريف وتنعيم نسأل الله عز وجل من فضله قال على ما ورد به الخبر الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله انكم ترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر هذا الحديث اورده المؤلف قبل عدة صفحات ان كنتم تذكرون وهذا الحديث هو حديث جرير ابن عبد الله رضي الله تعالى عنه عن رسول الله عليه الصلاة والسلام مخرج في الصحيحين وفي السنن وفي المسانيد باصح الاسانيد كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ان هذا الحديث من اصح الاسانيد على وجه الارض التي اجمع عليها اهل السنة وتلقوها بالقبول وفيه ان النبي عليه الصلاة والسلام يخبر بعيد يخبر اصحابه رضي الله عنهم انكم سترون ربكم كما ترون هذا وكانت ليلة اربع عشرة فيها البدر مكتمل كما ترون هذا يعني القمر لا تضامون او قال لا تضامون في رؤيته هكذا اخبر النبي صلى الله عليه وسلم انكم ترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر و هذا الحديث جاء بمعناه احاديث كثيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فان جما غفيرا من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قد رووا احاديث الرؤيا عن رسول الله عليه الصلاة والسلام طائفة منها في الصحيحين وطائفة منها في غيرهما والكتاني في نظم المتناثر جمع وعدد هذه المرويات عن الصحابة فبلغ ما ذكر ثمانية وعشرين من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رووا عنه عليه الصلاة والسلام احاديث الرؤية ومن اشهرها هذا الحديث الذي بين ايدينا وهو حديث جرير رضي الله تعالى عنه وارضاه اضافة الى احاديث اخرى بل انه قد ثبتت زيارة الله تبارك وتعالى وهذا فيه احاديث عدة احسنها ما رواه انس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو حديث حسن اخرجه الدار قطني رحمه الله في كتاب الرؤيا والاجري في الشريعة و غيرهما وكذلك جاء عن جمع من الصحابة ومن امثل ما جاء في هذا عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه الى غير ذلك مما ورد في السنة والاثار اما ما جاء في كتاب الله عز وجل فانه عدد من الايات من اشهرها قول الله تبارك وتعالى وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة فهذه من اصرح الادلة على ثبوت رؤية الله تبارك وتعالى في الاخرة فان النظر اذا عدي باله فان العرب لا تفهم منه الا الرؤية البصرية فاخبر الله سبحانه وتعالى عن اهل الايمان انهم سيرون الله تبارك وتعالى رؤية تعود عليهم وعلى وجوههم بالنضرة ذلك ما اخبر الله تبارك وتعالى وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة. وهذا المعنى هو الذي اجمع السلف الصالح رحمهم الله على تفسير هذه الاية به ولا يعرف بين اه اصحاب القرون الثلاثة خلاف في ان النظر الى اذا عدت ان النظر اذا عدي بالى كما في هذه الاية انه يراد به النظر الى الله تبارك وتعالى كما جاء ايضا في ايات الرؤية قول الله تبارك وتعالى للذين احسنوا الحسنى وزيادة فسر الزيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم برؤية الله تبارك وتعالى كما دل على هذا حديث صهيب بن سنان رضي الله عنه المخرج في صحيح مسلم ان الله تبارك وتعالى يقول لاهل الجنة بعد ان يدخلوها ويتمتعوا فيها نسأل الله من فضله يقول الله عز وجل هل تريدون شيئا ازيدكم فيقولون الم تبيض وجوهنا الم تدخلنا الجنة هنيئا لهم ونسأل الله ان يجعلنا منهم يكشف الله سبحانه وتعالى الحجاب فينظرون اليه فلم يكن شيء احب اليهم من رؤيته سبحانه وتعالى ثم تلا النبي صلى الله عليه وسلم قوله تعالى للذين احسنوا الحسنى وزيادة الحسنى هي الجنة عملوا الحسن فنالوا الحسنى ومن الله عز وجل عليهم فوق هذا بهذه النعمة الكبرى الا وهي رؤية الله تبارك وتعالى وهذا الشيء الذي كان يحفد اليه المؤمنون ويسعون دأبهم وجهدهم في الدنيا لاجل نيله يريدون ان يروا ربهم ومعبودهم والههم ومحبوبهم سبحانه وتعالى فاي شيء اعظم واي شيء الذ اليهم من رؤية الله تبارك وتعالى ايضا مما يدل على ثبوت الرؤية في كتاب الله جل وعلا قوله سبحانه وتعالى ولدينا مزيد و هذا المزيد فسره انس رضي الله عنه وعلي رضي الله عنه هو جابر رضي الله عنه وابو بكر رضي الله عنه كل هؤلاء فسروا المزيد برؤية الله تبارك وتعالى ايضا من ادلة الرؤيا في كتاب الله عز وجل قول الله سبحانه وتعالى عن اهل الايمان في الجنة على الارائك ينظرون فان قوله تعالى ينظرون يدل على سبيل التنصيص او على سبيل العموم على نظرهم الى ربهم سبحانه وتعالى لما بين الله عز وجل قبل هذه الاية ان الكفار محجوبين ان الكفار محجوبون عن رؤية الله تبارك وتعالى كلا انهم عن ربهم يومئذ محجوبون بين سبحانه وتعالى ها هنا حال اهل الايمان وانه على الضد منه. فقال على الارائك ينظرون ولاحظ كيف افاد الابهام ها هنا التعميم اذا قلنا ان الدلالة ها هنا على الرؤية بالتعميم وذلك ان الابهام عند اهل البلاغة يفيد التعميم فهم ينظرون الى كل نعيم يلتذون به واي نعيم اعظم من رؤية الله تبارك وتعالى ايضا من اه ادلة رؤية الله جل وعلا ادلة اللقاء تحيتهم يوم يلقونه سلام فمن كان يرجو لقاء ربه فكل دليل دل على لقاء الله عز وجل في الاخرة فانه دليل على الرؤية وقد نقل امام العربية ثعلب رحمه الله اجماع اهل اللغة على ان اللقاء في كلام العرب يتضمن الرؤية ان اللقاء يتضمن الرؤية. اذا ادلة اللقاء لا شك انها تدل على ثبوت رؤية الله تبارك وتعالى وقل مثل هذا يعني في ادلة الرؤية في كتاب الله عز وجل. في دليل سادس وهو قول الله عز وجل كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون فالامر كما قال الشافعي رحمه الله لما حجب اهل الكفر فرآه اهل الايمان والا اذا كان الكل محجوبا عن رؤية الله تبارك وتعالى فاي فائدة من تخصيص الكفار بالحجب ما حجب الكفار الا والمؤمنون على خلاف حالهم في كشف سبحانه وتعالى الحجاب فيراه اهل الايمان ويكون لهم به اعظم نعيم والعلم عند الله تبارك وتعالى قال رحمه الله والتشبيه التشويه ها هنا في قول النبي صلى الله عليه وسلم انكم سترون ربكم كما ترون هذا او كما جاء في حديث ابي هريرة وكذلك في حديث ابي سعيد كلاهما في الصحيحين كما ترون الشمس ليس دونها سحاب او كما ترون القمر ليلة البدر. وفي حديث جابر وفي حديث جرير قال كما ترون هذا. يعني القمر وكان بدرا اذ ذاك او كما جاء في الرواية التي اوردها المؤلف ها هنا كما ترون القمر ليلة البدر. يقول المؤلف رحمه الله التشبيه الذي وقع بهذه الاحاديث ليس تشبيها تشبيها للمرء بالمرء. فالله ليس كمثله شيء. ليس الله عز وجل مشابها للقمر او مشابها للشمس تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ليس كمثله شيء هل تعلم له سم يا؟ ولم يكن له كفوا احد انما التشويه الواقع في هذه الاحاديث هو تشبيه للرؤية بالرؤية. كما ان الرؤية رؤية واضحة ورؤية سهلة لا تعسير فيها لا تضامون او لا تضامون في رؤيته كذلك رؤية الله تبارك وتعالى ستكون رؤية واضحة سهلة لا تعسير فيها نظر الانسان الان بلا شمس ليس دونها سحاب نظر ماذا واضح وسهل يسير ولا يدخل عليه بسببه ضيم ولا مشقة كذلك الامر اذا نظر الى القمر ليلة البدر الامر كذلك اذا ستكون رؤية الله تبارك وتعالى رؤية لا مشقة فيها ولا تعسير على اهل الايمان. نسأل الله عز وجل من فضله قال والاخبار الواردة في الرؤية مخرجة في كتاب الانتصار بطرقها. هذا الكتاب للصابوني رحمه الله ومع الاسف اه ما وقفنا عليه ويبدو والله اعلم انه من الكتب المفقودة. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ويشهد اهل السنة ان الجنة والنار مخلوقتان وانهما باقيتان لا يفنيان ابدا. وان اهل الجنة لا يخرجون منها ابدا. وكذلك اهل وكذلك اهل النار الذين هم اهلها خلقوا لها لا يخرجون منها ابدا وان المنادي ينادي يومئذ يا اهل الجنة خلود ولا موت ويا اهل النار خلود ولا موت على ما ورد الخبر الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. احسنت تذكر المؤلف رحمه الله ها هنا ما يتعلق بمسألة بقاء الجنة والنار ودوامهما وعدم فنائهما وما ذكره هو الحق الذي لا شك فيه قامت عليه ادلة الكتاب والسنة والاجماع وكلام اهل العلم رحمهم الله في التنصيص على ان هذا معتقد اهل السنة والجماعة ان الجنة باقية ومن فيها ابد الاباد الى ما لا نهاية وكذلك النار باقية ومن فيها من الكفار ابد الاباد لا انقطاع لهذا ولا فناء هذا مما توارد اهل السنة على التنصيص عليه في عقائدهم نص عليه كثير من اهل السنة في عقائدهم كالامام احمد رحمه الله وكابي زرعة الرازي و كالطحاوي وكابن ابي زيد و نقل الاجماع على هذا ايضا ابن حزم ونقل الاجماع على هذا ايضا ابو الحسن الاشعري ونص على هذا ايضا في عقيدته عبدالغني المقدسي ونص على هذا ايضا ابن قدامة المقدسي ونص على هذا ايضا شيخ الاسلام ابن تيمية رحمة الله تعالى على الجميع وغيرهم من اهل العلم كلهم يتواردون يرحمك الله على اثبات ان الجنة والنار مخلوقتان موجودتان وليس انهما يخلقان ووجدان يوم القيامة كما انهما باقيتان دائمتان لا تفنيان والادلة التي تدل على ثبوت هذا الاعتقاد ادلة كثيرة في الكتاب والسنة ساق المؤلف رحمه الله بعضا منها فيما سمعت ويمكن ان نقسم هذه الادلة الى قسمين الادلة التي تدل على بقاء الجنة وعدم ثنائها نسأل الله ان يجعلنا من اهلها اولا الادلة التي فيها تأبيد خلود اهل الجنة فيها وهذه ادلة عدة في كتاب الله عز وجل في نحو ثمانية ادلة او ايات او نحو هذا العدد كما قال جل وعلا والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين تبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنات تجري تحتها الانهار خالدين فيها ابدا فاذا كان اهل الجنة فيها مؤبدين اذا الجنة ماذا باقية لا تفنى ومن ذلك ايضا قوله سبحانه وتعالى ان هذا لرزقنا ما له من نفاد الله عز وجل يخبر ان رزق اهل الجنة فيها لا ينفد ولا ينتهي وهذا يقتضي بالضرورة بقاءها بلا ابد ولا نهاية ومن ذلك ايضا قول الله سبحانه وتعالى وجنات لهم فيها نعيم مقيم فهو نعيم مقيم باق لا ينتهي وكل من قال بخلاف هذا فقد كذب الله سبحانه وتعالى في قوله ومن ذلك ايضا ما ساق المؤلف رحمه الله من حديث ذبح الموت وذلك ما اخرجه في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم انه يجاء بالموت يوم القيامة في صورة كبش املح ولا تستبعدن هذا يا ايها المسلم فان الله عز وجل على كل شيء قدير قادر كما يقولون على ان يجعل من الاعراض جواهر وعلى ان يجعل من الجواهر اعراضه الله عز وجل قدرته قدرة عظيمة فهو على كل شيء قدير. سبحانه وتعالى الله جل وعلا يجعل الموت يوم القيامة في صورة كبش املح وهذا دليل على اعتقاد اهل السنة ان الموت شيء وجودي وليس شيئا عدمية ثم يقال يا اهل الجنة فيشرئبون وينظرون ويقال يا اهل النار فيشرئبون وينظرون ثم يقال هذا الموت فيقولون هذا الموت يعرفونه فيذبح بين الجنة والنار ويقال يا اهل الجنة قلود فلا موت ويا اهل النار خلود فلا موت اذا هذا دليل صريح ايضا على ان الجنة باقية لا تفنى ابدا اي زمن تقدره في ذهنك يتعلق ببقاء الجنة فانها باقية اليه و ما يزيد عليه الى ما لا نهاية وهذا فضل عظيم من الله سبحانه وتعالى يعمل الانسان عملا قليلا في الدنيا ثم بعد ذلك يجازى عليه بنعيم لا ينفد اي نعمة كهذه النعمة واي كرم كهذا الكرم اما ادلة فناء النار وهذه هي المسألة التي حصل فيها بحث عند اهل العلم مسألة فناء الجنة هذه الخلاف فيها آآ غير وارد اصلا اللهم الا اذا استبعدنا الجهمية فهؤلاء ليسوا من فرق الاسلام اصلا فالاجماع بين المسلمين قاطبة على بقاء الجنة هذا امر ضروري لا شك فيه والجهمية كعادتهم مخالفون للاسلام واهله قالوا بان الجنة تفنى كما قالوا بان النار تفنى اذا الجهمية قائلون بماذا بفناء الجنة والنار. وثمة اقوال ضالة في هذا المقام ايضا من ذلك قول ابي الهذيل العلاف الذي هو احد ائمة المعتزلة الذي قال ببقاء الجنة والنار وفناء حركة اهلهما الجنة والنار تبقى لكن حركات اهل الجنة والنار ماذا تفنى يكون منهم افعال وحركات الى امد ثم بعد ذلك تتوقف حركاتهم يصبحون كالاصنام هذا هو الذي ذهب اليه ابو الهذيل العلاف يقابل هذا ضلال من جهة اخرى وهو ضلال امام الاتحادية الاكبر الذي يسمونه الشيخ الاكبر وصدقوا والامام الاكبر الشيخ الاكبر في الضلال وهو ابن عربي الطائي الذي قال بان اهل النار يعذبون فيها الى امد ثم تنقلب طبيعتهم الى طبيعة نارية فيلتذون بالنار نعوذ بالله من الخذلان والضلال فهذه اه مذاهب هؤلاء المنحرفين مذاهب هؤلاء المنحرفين في هذا المقام وثمة مذاهب اخرى ايضا تتعلق بهذا المقام فيها انحراف عن جادة اهل الحق والصواب اما اهل السنة والجماعة فانهم لا يرتابون ولا يشكون ان النار باقية ابد الاباد هي واهلها الذين هم اهلها كما ان الجنة باقية هي واهلها ابد الاباد وهذا اجماع عند اهل السنة والجماعة كما سمعت وقد خرج عن هذا الاجماع وشذ بعض المتأخرين من اهل السنة فقالوا ببقاء الجنة وفناء النار وهذا لا شك انه قول خاطئ وشذوذ عن جماعة اهل السنة والجماعة ومصادمة للنصوص الواردة في هذا الباب اعود فاقول الادلة التي تدل على بقاء النار وعدم ثنائها ادلة كثيرة من ذلك اولا ما جاء في النصوص من تأبيد خلودي اهل النار فيها وهذا قد جاء في كتاب الله عز وجل في ثلاثة مواضع في سورة النساء وفي سورة الاحزاب وفي سورة الجن بين سبحانه وتعالى ان خلود اهل النار فيها خلود ابدي لا يفنى ومن يعصي الله ورسوله ويتعدى حدوده ماذا ادخله نارا خالدا فيها ابدا اذا هذا من الادلة التي تدل اه ومن يعصي الله ورسوله فان له نار جهنم خالدين فيها ابدا وقل مثل ذلك في اية الاحزاب ان الله لعن الكافرين واعد لهم سعيرا خالدين فيها ابدا. اذا هم خالدون فيها ابدا. وكذلك قوله تعالى ان الذين كفروا وظلموا. لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا الا طريق جهنم خالدين فيها ابدا اذا تأبيد الخلود في النار دليل على بقائها ونفي لفنائها ايضا من الادلة على بقاء النار وعدم ثنائها الادلة التي فيها التنصيص على عدم خروج اهل النار منها كما قال سبحانه وتعالى وما هم بخارجين من النار كونهم باقون فيها لا يخرجون يستلزم قطعا بقاءها يستلزم قطعا بقاءها واستمرارها وعدم ثنائها يدل على بقاء النار ثالثا الادلة التي تدل على عدم موت اهل النار فيها الكفار في النار لا يموتون قال جل وعلا لا يقضى عليهم فيموت ولا يخفف عنهم من عذابها الكفار في النار لا يموتون يا لا يحيون حياة مستقرة ولا يموتون فيستريحون انما عذابهم عذاب متصل مستمر ابد الاباد نعوذ بالله من هذه الحال ايضا يدل على بقاء النار عافاني الله واياكم منها. رابعا الادلة التي تدل على استمرار العذاب فيها من ذلك قول الله جل وعلا كلما خبت زدناهم سعيرا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب والمعروف ان كلمة كلما تدل على التكرار بتكرار الفعل الذي بعدها اذا خبت وكلما قدر ان النار ولهبها وسعيرها يخبو ماذا يحصل يزيدها الله سعيرا فاذا خبت ماذا زادها الله سعيرا وهلم جرة كلما خبت زدناهم سعيرا ومن خالف هذا فقد كذب الله عز وجل في قوله من الادلة على ذلك خامسا قول الله او الادلة التي تدل على مكث اهل النار فيها. قال جل وعلا ونادوا يا ما لك ليقضي علينا ربك قال انكم ماكثون فهذا دليل على ان اهل النار ماكثون فيها وهل يعقل ان يمكثوا في شيء فاهمين هذا لا يقال به البتة. فدل هذا على ان النار باقية. وعلى ان اهلها باقون فيها ايضا ومن ذلك ايضا الحديث الذي مر بنا قبل قليل وهو حديث ذبح الموت. ويا اهل النار خلود ولا موت هذا دليل على بقائها وبقاء اهلها فيها قد سلك الشيخ الامين الشنقيطي رحمه الله في كتابه النافع المفيد دفع ايهام الاضطراب عن ايات الكتاب سلك مسلك الصبر والتقسيم في بيان القول الصواب في هذه المسألة فبين رحمه الله ان الاحتمالات الواردة في هذا المقام لا تخرجوا عن خمسة احتمالات وان قدر احتمال غيرها فانه راجع اليها ولابد كم احتمال خمسة بالتقسيم الصحيح اولا ان النار تفنى وان اهلها يستريحون من العذاب هذا رقم واحد الاحتمال الثاني ان اهلها يموتون وهي باقية تبقى لكن اهلها ماذا يموتون هذا احتمال ثاني الاحتمال الثالث ان يخرجوا منها وهي باقية الاكتمال الثاني قلنا تبقى اهلها يموتون. الاحتمال الثالث تبقى واهلها يخرجون الاحتمال الرابع ان تبقى ويبقى اهلها فيها ولكن يخف عليهم العذاب يخف عنهم العذاب هذا الاحتمال الرابع الاحتمال الخامس ان تبقى وان يبقى اهلها يعذبون فيها بلا انقطاع كم احتمال خمسة الان لما حصرت الاحتمالات في هذه الاحتمالات دعونا ننظر فيها و نبطل الذي لا يصح فالذي يبقى هو الصواب اما كون النار تفنى ويستريح اهلها من العذاب فيرده ما مر بنا من الدليل على استمرار عذابها قال سبحانه وتعالى كلما خبت زدناهم سعيرا كلما خبث زدناهم سعيرا الذي يقول ان اهل النار يستريحون من العذاب بسبب فنائها نقول ان هذه الاية ترد قولك. اذا هذا الاحتمال غير وارد الاحتمال الثاني ان ان تبقى ولكن اهلها يموتون وبالتالي يستريحون من العذاب وهذا لا شك انه مردود بادلة عدة من ذلك قوله جل وعلا ها لا يقضى عليهم فيموت قال صلى الله عليه وسلم تم في حديث ابي سعيد رضي الله عنه في الصحيح قال اما اهل النار الذين هم اهلها فلا يموتون فيها ولا يحيون لا يموتون فيها فيستريحون ولا يحيون حياة يستقرون فيها ويسعدون اذا هذا الاحتمال مردود اسقطناه نأتي للاحتمال الثالث وهو ها ان يخرجوا منها وتبقى وهذا لا شك انه غير صحيح قال جل وعلا ها وما هم بخارجين من النار كلما ارادوا ولاحظ ايضا كلما التي تفيد التكرار قال كلما ارادوا ان يخرجوا منها اعيدوا فيها. اذا هذا الاحتمال ساقط ننظر في الاحتمال الرابع وهي وهو ان تبقى ويبقى اهلها فيها لكن يخفف عنهم من عذابها وهذا لا شك انه مردود. قال جل وعلا فلا يخفف عنهم فلا يخفف عنهم العذاب. فلا يخفف عنهم العذاب بل النار ليس فيها الا زيادة والعياذ بالله فذوقوا فلن نزيدكم الا عذابه العذاب يزداد وليس يخف الان سقطت ماذا الاحتمالات الاربعة فما بقي الا الاحتمال الخامس بقاؤه دليل بقاؤه بعد اسقاط بقية الاحتمالات دليل كاف على على صحة هذا القول وهي انها باقية واهلها فيها باقون ابدا بلا انقطاع نعوذ بالله منها ومن حال اهلها وآآ اشير ها هنا الى مسألتين الاولى انه قد تشبث القائلون بفناء النار ببعض الاثار بان بعض اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والنظر الصحيح يقتضي ان هذه الاثار منقسمة الى قسمين اما ان تكون اثارا غير صحيحة وهذا هو الغالب عليها واما ان تكون اثارا صحيحة لكنها غير صريحة اذا عندنا اثار صريحة لكنها غير صحيحة ضعيفة وعندنا اثار صحيحة لكنها غير صريحة ثابتة من جهة الاسناد لكن هذه الاثار ومن امثلها ما جاء عن ابي هريرة رضي الله عنه وان النار لا يبقى فيها احد لا يبقى فيها احد فان هذا محمول من رواة هذا الاثر عن ابي هريرة رضي الله عنه فضلا عن من بعدهم ان لا في شأن الموحدين ان هذا في شأن الموحدين اضف الى هذا ان هذا الاثر لا يدل على فناء النار البحث في ماذا في فناء النار. الاثر فيه انه ايش لا يبقى فيها احد. اذا هي باقية البحث في باهلها وانه لا يبقى فيها احد وهذا قد علمنا انه مردود. وعلى كل حال هذا محمول على اهل التوحيد و النبي صلى الله عليه وسلم بين حالهم كما في حديث ابي سعيد السابق اما اهل النار الذين هم اهلها فاولئك لا يموتون فيها ولا يحيون ولا لكن اناس اصابتهم النار بذنوبهم او قال بخطاياهم فيموتون فيها اماطة ثم يخرجون ضمائر ضبائر فيلقون على نهر في الجنة. يقال له نهر الحياة. اذا هذا الذي اراده ابو هريرة رضي الله عنه من جاء عنه هذا الاثر او معناه ايضا من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اذا لا يصح في هذا الباب شيء عن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم يدل على ان النار تفنى لا يثبت في هذا الباب شيء المسألة الثانية هي ما يشاع ويذكر عن شيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم ولهما المكانة الكبيرة في نفوس اهل السنة كما تعلمون. يقولون انهما يقولان ها بفناء النار وعلى كل حال قال هؤلاء او قال هذان الامامان بهذا او لم يقولا فهذا لا يؤثر شيئا في ماذا في الاعتقاد الصحيح الاعتقاد لا يؤخذ من فلان او فلان انما يؤخذ من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. فاذا قدر انهما اخطا وزل فقالا بفناء النار نقول فكان ماذا هذا لا يؤثر في العقيدة الصحيحة شيئا وليس سببا وليس منفذا للطعن فيهما فان مثل ذلك اه يقال فيه انه خطأ ولا يؤخذ عنهما هذا ولا يعابان بهذا نظرا لمكانتهما العظيمة وسبقهما الى نصرة السنة والتوحيد رحمة الله تعالى عليهما شأنهما في ذلك. شأن كثير من علماء اهل السنة قبلهما وبعدهما ممن اخطأوا فالسني سني وان اخطأ في مسألة كما ان المبتدع مبتدع وان اصاب في مسألة على ان هذا كله انما كان على سبيل التنزل واما عند التحقيق فلا شك ان من الظلم بمكان ان يضاف القول بفناء النار الى شيخ الاسلام ابن تيمية كيف وهو الذي ينقل اتفاق المسلمين على ان الجنة والنار لا تفنيان كما نص علي في اه المجلد الثامن عشر من مجموع فتاوى ونقل ايضا في المجموع في درء التعارض في الجزء الثاني عن ابي الحسن الاشعري مقرا له هذا النقل ان الجنة والنار لا تفنيان ابدا ولما نقل ابن حزم في مراتب الاجماع الاجماع على ان الجنة والنار لا تفنيان اقره على ذلك وما وما تعقبه ونص في مواضع في كتبه على ان الجنة والنار لا تفنيان فان من الظلم البين ان يضاف اليه بعد هذا انه يقول بفناء النار واما بالنسبة لابن القيم رحمه الله الامر فيه يختلف بعض الشيء وذلك انه رحمه الله في ثلاثة كتب وهي الشفاء العليل وحادي الارواح ومختصرين يعني مختصر الصواعق لان هذا الجزء من الصواعق غير موجود بهذه الكتب لما ناقش هذه المسألة كان منه اذا نظر الناظر نظر انصاف يجد ان فيه ميلا الى القول بفناء النار يميل ولم يصرح لكنه كان اذا وصل الى نهاية البحث توقف في هذه الكتب تجد انه اذا انتهى من البحث ومقارنة الاقوال وسوق حجة كل تجد انه يصل الى الوقف ويقول اذا قيل ماذا تقول في هذه المسألة التي هي اكبر من الدنيا وما فيها قال انتهي الى قول الله عز وجل ان ربك فعال لما يريد وانتهى ها هنا الى الوقف لكن ليس هذا هو الموقف الوحيد له هذا موطن فيه ها وقف وبالتالي لا يصح ان ينسب اليه فيه انه يقول بفناء النار لكن له موقف اخر وصريح بغاية الصلاح وهو في كتابه الوابل الصيب حيث انه في اواي للكتاب يعني في بعد الصفحة الاربعين تقريبا قسم الدور الى ثلاثة قسم الدورة الى ثلاثة الى دار الخير المحض ودار الخبث المحض هاتان الداران قال انهما لا تفنيان يعني الجنة ونار الكفار ثم ذكر الدار الثالثة وهي التي فيها خير وشر. يعني ليست شرا محضا قال وهذه نار العصاة. وهذه هي التي تفنى وهذه هي التي تفنى. اما نار الكفار عنده بالتنصيص والتصريح لا تفنى بغض النظر ان ان ظاهر كلامه ان للعصاة دارا تختص بهم هذا غير صحيح قطعا النار دار واحدة ولكنها دركات والعصاة يعذبون في ماذا بهذه النار الواحدة لكنه ماذا يخرجون منها ولكنهم يخرجون منها كما مر بنا لكن المقصود التنبيه على هذه المسألة وهي ان ابن القيم يرى ان النار التي هي النار التي هي دار الكفار لا تفنى بالتصريح اضف الى هذا انه في كتابي اجتماع الجيوش الاسلامية نقل عن ابن ابي زيد مذهب اهل السنة والجماعة تنصيصه على مذهب اهل السنة والجماعة ومن ذلك ان الجنة والنار لا تفنيان ولم يتعقبه بشيء فظاهر هذا انه يقر بهذا طاهر هذا انه يقر بهذا. فمن الظلم ايضا ان يضاف او ان يجزم بالقول بفناء النار لابن القيم رحمه الله تعالى لئلا هذا القدر فيه كفاية واسأل الله عز وجل لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح والاخلاص في القول والعمل وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين