فهذا النص نص صريح واضح على ان ما دون الشرك بالله عز وجل فانه يجوز ان يغفر فالله عز وجل ان شاء ان يعفو عنه فانه يعفو عنه سبحانه وتعالى بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين يا رب العالمين قال ابو عثمان الصابوني رحمه الله تعالى في كتابه عقيدة السلف واصحاب الحديث وسمعت الحاكم يقول سمعت ابا جعفر محمد بن صالح بن هاني يقول سمعت ابا بكر محمد بن شعيب يقول سمعت اسحاق ابن ابراهيم الحنظلي قول قدم ابن مبارك الري فقام اليه رجل من العباد الظن به اي انه يذهب مذهب الخوارج فقال له يا ابا عبد الرحمن تقول في من يزني ويسرق ويشرب الخمر ويشرب الخمر؟ قال لا اخرجه من الايمان. فقال يا ابا عبد الرحمن على كبر السن صرت مرجيا فقال لا تقبلني المرجئة المرجئة تقول حسناتنا مقبولة وسيئاتنا مغفورة. ولو علمت اني قبلت مني حسنة لشهدت اني في الجنة ثم ذكر عن ابن كهيل عن زيد ابن شرحبيل انه قال قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لوزن ايمان ابي بكر بايمان اهل الارض لرجح الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد فهذا الاثر عن ابني المبارك رحمه الله مر الكلام عنه في درس البارحة بقي عندنا الجزء الاخير منه وهو انه ساق باسناده الى عمر رضي الله عنه انه قال وزن ايمان ابي بكر بايمان اهل الارض لرجح يعني رجح ايمان ابي بكر رضي الله عنه وهذا الاثر عن عمر رضي الله عنه اثر صحيح صححه العراقي كتابه المغني وغيره من اهل العلم وفيه فائدتان الاولى التأكيد على قاعدة اهل السنة والجماعة وهي ان ايمان المؤمنين متفاوت وان المؤمنين ليسوا على درجة واحدة في ايمانهم بل هم متفاوتون تفاوتا عظيما بين الواحد منهم واخيه في الايمان ربما كما بين السماء والارض فهذا عمر رضي الله عنه يخبر وصدق فيما اخبر عن عظيم ايمان ابي بكر رضي الله عنه وان ايمانه يفوق ايمان اهل الارض وهذه هي الفائدة الثانية وهي القدر العظيم لابي بكر رضي الله عنه حيث انه ذو ايمان قوي ليس يخفى قدر ابي بكر رضي الله عنه في نفوس اهل الاسلام نظرا لما دلت عليه الادلة العظيمة والكثيرة بفضائله رضي الله عنه فان فضله لا يوازى وما طلعت الشمس ولا غربت على احد بعد الانبياء افضل من ابي بكر رضي الله تعالى عنه وارضاه فالمقصود ان هذا الاثر يؤكد هذه القاعدة عند اهل السنة وهي ان الناس متفاوتون في ايمانهم لا في اصله ولا في فرعه يعني لا في اصله ولا في كماله حتى التصديق الناس يتفاوتون فيه فليس تصديق ابي بكر رضي الله عنه كتصديق الواحد منا بل تصديق ابي بكر رضي الله عنه الذي هو قول القلب لا شك انه اعظم من تصديق غيره وكذلك عمر وكذلك اخوانهما من الصحابة رضي الله عنهم ثم كملوا المؤمنين ما كان منهم من قول القلب وما كان منهم من عمل القلب وما كان منهم ايضا من اعمال الجوارح او عمل اللسان كل ذلك لا شك انهم يتفاوتون ويتفاضلون فيه تفاضلا عظيما وفي الجملة الناس على ثلاث درجات مسلمون ومؤمنون ومحسنون هذه هي الثلاث درجات التي يرجع اليها الناس في الجملة من الناس من هو مسلم لا مؤمن ومن الناس من هو مسلم ومؤمن ومن الناس من هو مسلم ومؤمن ومحسن والبحث في هذا يطول ويحتاج الى مقام اوسع والعلم عند الله عز وجل نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله سمعت ابا بكر محمد بن عبدالله بن محمد بن زكريا الشيباني يقول سمعت يحيى بن منصور القاضي يقول سمعت محمد بن اسحاق بن خزيمة يقول سمعت الحسين بن حرب اخا احمد بن حرب الزاهد يقول اشهد ان دين احمد بن حرب الذي يدين الله به ان الايمان قول وعمل يزيد وينقص هكذا كان ائمتنا ائمة اهل السنة والجماعة يصنعون ويعلنون ويصرحون باعتقادهم هذا حسين بن حرب الذي اه كان فقيها محدثا معروفة في ميسابور وهو اخ لاحمد ابن حرب معروف بالفضل والعلم والزهد رحمة الله تعالى عليهما يقول اشهد ان دين احمد ابن حرب يحدث عن اخيه ان اعتقاده وما كان ينطوي عليه ان الايمان قول وعمل يزيد وينقص وهذه المسألة كانت من شعائر السنة من المسائل التي يفرق فيها بين السني والبدعي وقد ذكرت لكم قول شيخ الاسلام رحمه الله في كتاب الايمان القول بان الايمان قول وعمل عند اهل السنة من شعائر السنة فهذه المسألة من المسائل الكبيرة التي اعتنى بها اهل السنة بينوها وصنفوا فيها وردوا على المخالفين فيها فاصبحت من المسائل المشتهرة التي يفرقون فيها او بها بين السني وغيره ومن هذا هذه المقالة من حسين بن حرب التي يذكر فيها ان اعتقاد اخيه احمد ابن حرب هو ان الايمان قول وعمل وانه يزيد وينقص. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ويعتقد اهل السنة ان المؤمن ان المؤمن وان اذنب ذنوبا كثيرا صغائر وكبائر فانه لا يكفر بها وان خرج عن الدنيا غيرة تائب منها ومات على التوحيد والاخلاص فان امره الى الله عز وجل ان شاء عفا عنه وادخله الجنة يوم القيامة سالما غانما غير مبتلى بالنار ولا معاقب على ما ارتكبه واكتسبه ثم استصحبه الى يوم القيامة من الاثام والاوزار وان شاء عاقبه وعذبه مدة بعذاب النار. واذا عذبه لم يخلده فيها بل اعتقه واخرجه منها الى نعيم دار قرار عطف المؤلف رحمه الله بعد بيانه معتقد اهل السنة في باب الايمان ببيان معتقد اهل السنة والجماعة في شأن مرتكبي الكبيرة معتقد اهل السنة والجماعة في هذا الباب يتلخص في نقاط اربع النقطة الاولى يعتقد اهل السنة والجماعة ان الذنوب والمعاصي شأنها عظيم وانها منقصة للايمان وان صاحبها على خطر عظيم وهذا ما مرت الاشارة اليه سابقا لما قلنا ان الايمان يزيد وينقص وان نقصانه يكون باجتراح ما حرم الله عز وجل او ترك ما اوجب ان هذا النقصان قد يسترسل يزداد حتى لا يبقى من الايمان شيء فالذنوب من اعظم خطرها انها قد تؤدي الى الانسلاخ من دين الله سبحانه وتعالى هذا الامر اوضح من ان يطال فيه فالذنوب شأنها عظيم ولا يستهين بشأنها الا مريض القلب الا معتل في نفسه وعليه ان يبادر بعلاج نفسه والا فانه على قطر المسألة الثانية ان مرتكب الكبيرة لا يكفر في الدنيا ارتكابه الكبيرة ليس سببا لكفره ليس سببا لخروجه من الاسلام والبحث ها هنا في الكبائر التي هي دون الكفر كما هو واضح المسألة الثالثة انه في الاخرة تحت المشيئة ان شاء الله عذبه وان شاء عفا عنه مع ملاحظة اصل مهم عند اهل السنة في باب الوعيد وهو انه لابد من نفوذ الوعيد في طائفة من العصاة هذه مسألة متفق عليها عند اهل السنة والنص قد جاء بها وهي انه لابد من ان يعذب طائفة من العصاة ثمة عصاة يعفى عنهم وثمة عصاة لا بد ان يعذبوا حتى يصدق ما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي احاديث عديدة وكثيرة ومتواترة فيها اثبات ان طائفة من العصاة يعذبون في النار ثم يخرجون منها فهذا الكلام وحي والنبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى فوالله لابد ان يكون ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم وان كنت تشهد ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا بد ان توقن بهذا اذا هذا هو مذهب اهل السنة والجماعة في هذه المسألة بخلاف مذهب المرجئة الواقفين في الوعيد الاخروي واعني بكونهم واقفين وهذا مذهب كثير من المرجئة او هو مذهب اكثرهم انهم يقفون في عذاب الاخرة بالنسبة للعصاة فيقولون يجوز ان يعذب كل العصاة ويجوز ان يعفى عن جميع العصاة ويجوز ان يعذب بعض وان يعفى عن بعض كل ذلك محتمل اه او كل ذلك محتمل والحق الذي لا شك فيه ان تعذيب طائفة من العصاة شيء لابد منه. ثمة من يعفى عنه وثمة من يعذب اذا نحن اذا قلنا ان العاصي تحت المشيئة او ان العصاة تحت المشيئة فالمراد حين النظر الى كل فرد فرد كل عاص بالنظر اليه في ذاته هو ماذا تحت المشيئة قد يعفو قد يعفو الله عنه وقد يعذبه بحسب ما يشاء الله عز وجل اما بالنظر الى مجموع العصاة قلنا ماذا لابد ان طائفة منهم تعذب اذا هذا هو او هذه هي المسألة الثالثة ان العاصي في الاخرة تحت المشيئة بالتفصيل الذي ذكرت لك المسألة الرابعة انه ان عذب في النار فانه يعذب عذابا مؤقتا ولا يخلد فيها نعوذ بالله منها هذا هو الذي يتلخص فيه او به مذهب اهل السنة والجماعة في مرتكبي الكبيرة والادلة على هذه الاصول كثيرة جدا اما كون الايمان منقصا كونه عفوا المعاصي منقصة للايمان فهذه الادلة عليها كثيرة واثار الذنوب اثار عظيمة وكل شر في الدنيا والاخرة فانه ثمرة لعصيان الله عز وجل اما المسألة الثانية وهي كون العاصي غير كافر بعصيانه فالادلة على هذا ايضا كثيرة بالكتاب والسنة ناهيك عن اجماع اهل الحق اهل السنة والجماعة من تلك الادلة قول الله سبحانه وتعالى وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فان بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء الى امر الله لاحظ يا رعاك الله ان الله عز وجل وصف الطائفتين بالايمان مع حصول او مع احتمال حصول بغي من احدى الطائفتين ثم بعد ذلك يقول جل وعلا انما المؤمنون اخوة فاصلحوا بين اخويكم مع ان احدى الطائفتين ماذا باغية والبغي عصيان ولا شك اذا هذا يدل على ان العاصي لا يزال في الدائرة الاسلامية ولا يزال موصوفا بالايمان والمقصود بوصفه بالايمان كونه موصوفا باصله لا بكماله ايضا من الادلة على هذا قول الله جل وعلا يا ايها الذين امنوا كتب عليكم القصاص في القتلى ثم قال الله عز وجل بعد ذلك فمن عفي له من اخيه شيء اتباع بالمعروف واداء اليه باحسان. لاحظ يا رعاك الله ان الله سبحانه وتعالى جعل ولي القتيل اخا للقاتل مع ان القتل اعظم الذنوب على الاطلاق بعد الكفر بالله سبحانه وتعالى ما جاء في المعاصي والذنوب وعيد كالوعيد الذي جاء في حق القاتل فمع ذلك الله سبحانه وتعالى ما جعل القتلى سببا للكفر بل جعل وليا قتيلي اخا للقاتل وليس يخفاك انه لا اخوة بين مسلم وكافر فدل هذا على ان الاخوة انما تكون بين المسلمين انما المؤمنون اخوة فالانسان بالقتل ما خرج من الدائرة الاسلامية ومن ذلك ايضا ما ثبت في الصحيحين من حديث الصحابي الجليل عبدالله رضي الله عنه الذي كان يلقب بحمار اتي به الى النبي صلى الله عليه وسلم وقد شرب الخمر قال رجل لعنه الله ما اكثر ما يؤتى به شاربا فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تلعنه فان الذي علمت انه يحب الله ورسوله فاثبت له النبي صلى الله عليه وسلم كونه كونه يحب الله ورسوله والكافر لا يحب الله ورسوله دل هذا على انه لا يزال مسلما ومن الادلة القطعية على هذا ايضا ثبوت الحدود في الشريعة كون الحدود ثابتة في الشريعة هذا دليل على ان المعاصي والكبائر ليست من نواقض الاسلام وذلك اننا وجدنا ان الادلة قد دلت على ثبوت حدود تترتب على بعض الذنوب والمعاصي وجدنا ان هناك قطعا وجدنا ان هناك جلدا وجدنا ان هناك تغريبا الى اخره ولو كان مرتكب الكبيرة كافرا لوجب قتله بكل حال لقوله عليه الصلاة والسلام كما في الصحيح من بدل دينه فاقتلوه لكن كونه تثبت الحدود في بعض هذه الكبائر هذا دليل على ان مرتكبها لم يكفر في ادلة كثيرة اه يطول المقام بذكرها اما المسألة الثالثة وهي كون العاصي في الاخرة تحت مشيئة الله ان شاء عذبه وان شاء عفا عنه فيدل على ذلك قول الله عز وجل ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وهذه الاية لا شك انها في غير التائب لا شك انها في غير التائب والا فان التائب لو تاب من الشرك والكفر الاكبر فان الله تتوب عليه ناهيك عن الذنوب والمعاصي التي هي دون ذلك قل للذين كفروا ان ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف فالكافر ان تاب الى الله سبحانه وتعالى فالله يتوب عليه. اذا هذه الاية في من يلقى الله عز وجل بذنوبه فالله عز وجل ذو الرحمة الواسعة و ذو المغفرة الكبيرة سبحانه وتعالى وان ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم وان ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم على ظلمهم ومعاصيهم واجتراحهم الكبائر فان الله سبحانه وتعالى يتوب على من يشاء التوبة عليه ومما يدل على هذا ايضا ما ثبت في الصحيحين من حديث عبادة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم اخذ عليهم البيعة فقال تبايعوني على الا تشركوا بالله شيئا ولا تزنوا ولا تسرقوا ولا تقتلوا النفس التي ما الله الا بالحق لاحظ ان هذه من اعظم الكبائر اليس كذلك ثم قال عليه الصلاة والسلام فمن وفى منكم بذلك فاجره على الله ومن وقع في شيء من ذلك فعوقب به فهو كفارة له ومن وقع في شيء من ذلك فستره الله عليه فامره الى الله ان شاء عذبه وان شاء عفا عنه اذا من اقترف شيئا من هذه الكبائر ولم يعاقب عليها في الدنيا فانه في الاخرة تحت مشيئة الله سبحانه وتعالى وامره اليه. ان شاء عفا عنه وان شاء عذبه المسألة الرابعة ان الله عز وجل ان شاء تعذيبه ولم يشأ العفو عنه فان دخوله الى النار دخول مؤقت وليس دخولا وليس دخولا مؤبدا دخوله الى النار وبقاؤه فيها بقاء موقت يعني انه يبقى فيها المدة التي يشاءها الله سبحانه وتعالى ثم انه يخرج بعد ذلك اما شفاعة يقبلها الله تبارك وتعالى فيه او انه يخرج بمحض رحمته جل وعلا بلا شفاعة ولا يبقى في النار و يؤبد خلوده فيها الا الكفار نسأل الله السلامة والعافية والادلة على هذا كثيرة ومنها عشرات عشرات الاحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم التي فيها اثبات الشفاعة الاخروية رويت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالروايات كثير من الصحابة رضي الله عنهم وفيها ان الله عز وجل يخرج او يأمر باخراج من كان في قلبه مثقال دينار من ايمان او نصف دينار من ايمان او شعيرة او برة او حبة او مثقال ذرة او ادنى ادنى ادنى مثقال ذرة من خير او ايمان فهذا دليل على انه لا يبقى في النار احد من العصاة وانه يخرج منها ولا شك من كان عنده توحيد ليس من الكفار فانه لا بد من خروجه من النار ان عذب فيها. يقول الله عز وجل في الحديث القدسي وهو في الصحيحين اين؟ وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لاخرجن من النار من قال لا اله الا الله هذا قسم عظيم من الله سبحانه وتعالى اقسم به جل جلاله بان يخرج من النار كل من كان عنده توحيد ولا يبقى فيها الا اهلها الذين هم اهلها قال صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم من حديث ابي سعيد رضي الله عنه قال اما اهل النار الذين هم اهلها الذين خلقت النار لهم فاولئك لا يموتون فيها ولا يحيون ولكن اناس اصابتهم النار بذنوبهم او قال بخطاياهم هؤلاء العصاة ما دخلوها الا لانهم عصاة وقعوا في عون في معاص وفي خطايا فاصابتهم النار آآ اه قال فاصابتهم النار ثم يميتهم الله فيها اماتة ثم يخرجون ضبائر ضبائر مجموعات مجموعات يعني فيلقون على انهار الجنة ويفيض عليهم اهل الجنة المقصود ان العصاة لابد من خروجهم من النار ولا يبقى في النار احد من العصاة البتة انما لابد من خروجهم بما يشاء الله سبحانه وتعالى اما بشفاعة يقبلها من احد من الشافعين او بمحض رحمة ارحم الراحمين سبحانه وتعالى قال المؤلف رحمه الله ويعتقد اهل السنة ان المؤمن وان اذنب ذنوبا كثيرة صغائر وكبائر الكبائر جمع كبيرة والصغائر جمع صغيرة والكبيرة بحث اهل العلم في ضبطها بحثا طويلا ان تضبط بالحد او تضبط بالعد والصواب انها تضبط بالحد واختلفوا بعد ذلك في هذا الحد ارجح ما يقال ان الكبيرة هي الذنب الذي توعد عليه بوعيد خاص هذا احسن ما يضبط لك الكبيرة انها الذنب الذي توعد عليه بوعيد خاص المراد بقولنا اه وعيد خاص يعني انه زائد على النهي العام عن المعاصي والذنوب انما هناك وعيد خاص بهذا الذنب وفي الجملة الوعيد يرجع الى شيئين اما ان يكون حدا دنيويا واما ان يكون عقوبة اخروية اما ان يكون حدا دنيويا واما ان يكون عقوبة اخروية وبالتتبع لا يوجد ما ثبت فيه حد دنيوي الا وقد ثبت فيه وعيد اخروي اقول بالتتبع لا يوجد ما فيه وعيد ما فيه حد في الدنيا الا وقد ثبت فيه وعيد في الاخرة واذا عرف ما هي الكبيرة؟ فقد عرف ما هي الصغيرة فالصغيرة ما كانت دون ذلك الصغيرة ما كانت دون ذلك قال فانه لا يكفر بها هذا هو الامر الاول بعد اه ما ذكرنا من خطر الذنوب والمعاصي وانقاصها للايمان وان خرج عن الدنيا غير تائب منها ومات على التوحيد والاخلاص فان امره الى الله عز وجل ان شاء عفا عنه وادخله الجنة يوم القيامة سالما غانما غير مبتلى بالنار ولا معاقبا اه غير مبتلى بالنار ولا معاقب على ما ارتكبه واكتسبه ثم استصحبه الى يوم القيامة من الاثام والاوزار. هذا هو الامر الثاني كونه في الاخرة ماذا تحت المشيئة قوله ثم استصحبه الى يوم القيامة من الاثام والاوزار يعني يريد انه لم يتب الى الله منه مات هو غير تائب من هذه الذنوب انما كان مصرا عليها واما اذا تاب الانسان من ذنوبه ومعاصيه رزقه الله عز وجل التوبة النصوح قبيل وفاته فلا شك انه ناج عند الله عز وجل وانه يكون من اهل الجنة من اول وهلة مهما اقترف من ذنوب ومعاصي ومهما اشترح من سيئات اذا تاب الى الله عز وجل مات الى الله وهو صادق التوبة فانه ناج عند الله سبحانه وتعالى والتائب من الذنب فمن لا ذنب له كما اخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم وهذا محل اتفاق حتى مع الوعيدية الوعيدية لا يخالفون في ان التائب ان الله سبحانه وتعالى يعفو عنه انما بحثنا كله في ماذا في من مات مذنبا مصرا هذا هو محل البحث والخلاف بين اهل السنة والوعيدية قال وان شاء عاقبه وعذبه مدة بعذاب النار وان عذبه هذا هو الامر الثالث والاخير وعلى التقسيم الكامل هذا هو الامر الرابع وان عذبه لم يخلده فيها يعني في النار اعوذ بالله منها بل اعتقه واخرجه منها الى نعيم دار القرار. سيبقى مدة الله اعلم كم هي ليس لاحد من العباد ان يخوض في هذا المقام يبقى مدة يشاءها الله تبارك وتعالى ثم بعد ذلك يخرج منها فالماء قالوا ولا شك الى اهل الجنة ولذا ثبت في الصحيحين من حديث ابي ذر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اتاني جبريل فبشرني ان من مات من امتك لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة قال صلى الله عليه وسلم قلت وان زنا وان سرق قال وان زنا وان سرق قال قلت وان زنا وان سرق؟ قال وان زنا وان سرق اذا هذا الحديث فيه ان مع ان مآل العاصي الى الجنة ولابد دخل الجنة هذا وعد والله لا يخلف الميعاد ولكن ما المراد بقوله صلى الله عليه وسلم دخل الجنة المراد انه دخل الجنة اما ابتداء واما مآلا لا بد ان تفهم نصوص الوعد والوعيد فهما صحيحا تجمع فيه اطراف النصوص تفهم في ضوء فهم السلف الصالح وهذا يكون بما ذكرت لك دخول العاصي وان من لقي الله عز وجل بما وقع منه ولو كان قد وقع منه مثل ثقل هذه الارض ذنوبا ومعاصي فانه سيدخل الجنة قطعا لكن هذا الدخول ما وجهه؟ نقول ماذا اما ان يكون دخولا اوليا ابتدائيا من اول وهلة لا يدخل النار يعافيه الله من موقف الحساب الى الجنة لا يدخل النار وهذا هو الذي يشاء الله المغفرة لها له والعفو عنه او انه يعذب في النار مدة يشاؤها الله ثم مآله الى الجنة فهو سيدخلها بكل حال اما دخولا اوليا واما دخولا مآليا نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وكان شيخنا سهل بن محمد رحمه الله يقول المؤمن المذنب وان عذب بالنار فانه لا يلقى فيها القاء الكفار ولا يبقى فيها بقاء الكفار ولا يشقى فيها شقاء الكفار معنى ذلك ان الكافر يسحب على وجهه الى النار ويلقى فيها منكوسا ويلقى فيها منكوسا في السلاسل والاغلال والانكال الثقال. والمؤمن المذنب اذا ابتلي بالنار فانه يدخل النار كما يدخل كما يدخل المجرم في السجن على على الرجل من غير القاء وتنكيس ومعنى قوله لا يلقى في النار القاء الكفار ان الكافر يحرق بدنه كله كلما نضج جلده بدل جلدا غيره ليذوق العذاب كما بينه الله في كتابه في قوله تعالى ان الذين انك هروب اياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب واما المؤمنون فلا تلفحوا وجوههم النار ولا تحرقوا اعضاء السجود منهم اذ حرم اذ حرم الله على النار اعضاء سجوده ومعنى قوله لا يبقى في النار بقاء الكفار ان الكافر يخرج فيها ولا يخرج منها ابدا. ولا يخلد الله من مذنب المؤمنين في النار احدا ومعنى قوله ولا يشقى بالنار شقاء الكفار ان الكفار يؤيسون فيها من رحمة الله ولا يرجون راحة بحال واما المؤمنون فلا ينقطع طمعهم من رحمة الله في كل حال وعاقبة المؤمنين كلهم الجنة لانهم خلقوا لها وخلقت لهم فضلا من الله ومنا احسنت ثم ساق المؤلف رحمه الله هذه الجملة عن شيخه سهل ابن ابي سهل الصعلوكي و كان من العلماء الصلحاء المشهورين المعروفين رحمه الله رحمة واسعة يقول المؤلف كان شيخنا سهل بن محمد رحمه الله يقول المؤمن المذنب المذنب وان عذب بالنار فانه لا يلقى فيها القاء الكفار ولا يبقى فيها بقاء الكفار ولا يشقى فيها شقاء الكفار القاعدة عند اهل السنة ان عذاب العاصي في النار دون عذاب الكفار وذلك ان حكمة الله عز وجل تأبى ان يعذب العاصي عذاب الكفار قال الله عز وجل افنجعل المسلمين المجرمين فالله عز وجل لا يسوي بين المختلفات هؤلاء الكفار الذين اه جعلوا معه الها غيرها او جحدوا وجوده بالكلية وكفروا برسله وكتبه واليوم الاخر فهؤلاء لا شك انهم يعذبون عذابا اعظم بكثير مما يعذبه من كان مسلما موحدا ولكنه وقع في المعاصي والذنوب المؤلف رحمه الله تعالى بعد ذلك شرح هذه المقالة فقال ومعنى ذلك ان الكافر يسحب على وجهه في النار لا شك نعوذ بالله يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس صقر كل من لم يكن من اهل الاسلام كل من لم يكن من اتباع محمد صلى الله عليه وسلم بعد بعثته آآ انه داخل في هذه النصوص وهذا الوعيد المتعلق بالكفار على اي ديانة كانوا على اي ملة مات يهوديا نصرانيا ملحدا وثنيا لا فرق بين هؤلاء في هذا الوعيد في الجملة وان كان عذاب الكفار في النار لا شك انه متفاوت اذابوا الكفار في النار فيه قدر مشترك وفيه قدر فارق اما القدر المشترك فكونه عذابا شديدا عظيما وكونه عذابا مؤبدا ليس له نهاية مهما كان هذا الكافر اذا كان كافرا بالله وبرسله فلا شك انه يعذب عذابا شديدا عظيما ويعذب عذابا مؤبدا لا نهاية له واما القدر الفارق فلا شك انهم متفاوتون بحسب بعض الاعتبارات من ذلك غلظ الكفر في نفسه فليس كفر الملحد الجاحد لوجود الله اصلا ككفر الكتاب فهذا كفره اهون من هذا وذاك كفره اعظم من هذا كذلك يتفاوت الكفر بحسب الصد عن سبيل الله الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب الذين اه يصدون عن سبيل الله ويحاربون دين الله ويعذبون اولياء الله اضافة الى كفرهم هؤلاء ليس عذابهم كعذاب الواحد من اهل الكتاب الذي يتعبد في رأسه جبل ولا يؤذي الناس ولا يؤذي اهل الايمان لا شك ان عذاب هذا ليس كعذابي هذا الامر الثالث ان هذا العذاب يتفاوت بحسب ما صاحب الكفر من الذنوب والمعاصي بحسب ما صاحب الكفر من الذنوب والمعاصي ليس كل الكفار على درجة واحدة في فعل المعاصي منهم من هو متهتك في الذنوب والمعاصي والوقوع في الظلم مر بنا غير مرة ان الكافرة مخاطب بماذا بفروع الاسلام قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين. وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين. اذا هو يعذب على كل واجب تركه وعلى كل معصية فعلها من الكفار اه من هو مقتصد في فعل المعاصي وليس المتهتك في فعلها فالعذاب ماذا يختلف بحسب حال كل واحد من هؤلاء وما قارن كفره وما صاحب كفره من الذنوب والمعاصي فهذه من الاعتبارات التي يتفاوت عذاب الكفار بالنظر اليها اذا المقصود ان ثمة قدرا متفقا عليه لا اشكال فيه وهو ان عذاب الكفار في الجملة اعظم من عذاب العصاة ثم عذاب الكفار فيما بينهم متفاوت عذاب الكفار فيما بينهم متفاوت قال ان الكافر يسحب على وجهه الى النار ويلقى فيها منكوسا يعني يلقى معكوسا يعني على رأسه وليس على قدميه و هذا ما ثبت في مسند احمد و في سنن ابن ماجة وغيرهما باسناد صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر ان الصراط يضرب على ظهري جهنم ذكر احوال الناس في مرورهم عليه فجاء في آآ هذا اللفظ الذي عند احمد او ابن ماجة قال فناج مسلم ومخدوج به ناج ومنكوس في نار جهنم يعني يكون سقوطه ماذا معكوسا على رأسه نسأل الله السلامة والعافية قال فانه اه في السلاسل والاغلال والانكال الثقال لا شك في ذلك ولا ريب الذين كذبوا بالكتاب وبما ارسلنا به رسلنا فسوف يعلمون اذ الاغلال في اعناقهم والسلاسل يسحبون في الحميم ثم في النار يسجرون. نعوذ بالله من هذه الحال قال والمؤمن المذنب اذا ابتلي بالنار يعني شاء الله عز وجل تعذيبه فيها بسبب ذنوبه فانه يدخل النار كما يدخل المجرم في الدنيا السجن على الرجل من غير القاء وتنكيس هكذا ذكر المؤلف رحمه الله واقول الله اعلم لكن هذا الجزم فيه نظر فان السنة قد ثبتت في بعض العصاة بخلاف هذا فان النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر هي حديث ابي هريرة رضي الله عنه الثلاثة الذين هم اول من تسعر بهم النار. نعوذ بالله من النار قال طبعا وهم العالم القارئ والمجاهد والمنفق كل واحد منهم كان يقول النبي صلى الله عليه وسلم في شأنه عن ربه قال ثم نعم يقول النبي صلى الله عليه وسلم ثم امر به فسحب على وجهه حتى القي في النار او حتى يلقى في النار تلاحظ انه جاء فيه ماذا انه يسحب ويلقى جاء فيه انه يسحب ويلقى المؤلف رحمه الله يقول من غير القاء وتنكيس ذلك التنكيس الذين يمرون على الصراط هم المنتسبون الى هذه الملة سواء كانوا مؤمنين في الباطن او كفارا في الباطن يعني المسلمون المنافقون والنبي صلى الله عليه وسلم اجمل في حال هؤلاء الذين يسقطون منكوسين فليس عندنا دليل على ان هذا التنكيس خاص بالمنافقين ليس عندنا دليل على هذا المقصود ان هذا القول ولهذا الجزم فيه نظر وانه يدخل دخول اه المجرم في الدنيا السجن على الرجل هذا الجزم يحتاج الى دليل ايضا ان كنتم تذكرون في حديث المفلس قيام بمسلم لما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فقال فان فنيت حسناته اخذ من سيئات المظلوم فطرحت عليه يعني على الظالم ثم طرح في النار ثم طرح في النار ثمة طرحا وثمة القاء وهؤلاء عصاة هؤلاء ماذا هؤلاء عصاة ايضا ما ثبت في الصحيحين من قوله صلى الله عليه وسلم يلقى الرجل في النار فتندلق امعاؤه او قال اقتابه فيدور في النار كما يدور الحمار في الرحى وهذا هو الذي كان اه يأمر الناس بالخير ولا يأتيه وينهاهم عن المنكر ويأتيه فالشاهد ان فيه ان هذا ماذا قال يلقى في النار فثمة ماذا تلقاء وطرحا فليس بصواب الجزم ان كل عاص لا يلقى ولا ينكس وانما يدخل على قدميه فنقول الله اعلم المقام مقام عظيم يا اخوتاه الامر ليس امرا هينا هذه النار خوفنا الله سبحانه وتعالى منها لهم من فوقهم ضلل من النار ومن تحتهم ظلل ذلك يخوف الله به عباده يا عبادي فاتقوه ليس الامر هينا المسألة فيها عذاب فيها نار فيها احتراق النبي صلى الله عليه وسلم اخبر عن هؤلاء العصاة في حالهم انهم ان جلودهم انتحشت يعني احترقت هناك احتراق تريد ان تعرف ما هو الاحتراق اذهب الى اقسام الحروق في المستشفيات وانظر الى الالم العظيم الذي يجده هؤلاء المحترقون هذا وهذه النار التي احترقوا فيها والله انها لشيء هين امام نار الاخرة في حديث ابي هريرة في الصحيحين يقول صلى الله عليه وسلم ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من نار جهنم جزء من سبعين جزءا من نار جهنم قالوا ان كانت كافية يا رسول الله قال فانها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا كلها مثل حرها لو قدر قياس حرارة هذه النار الدنيوية فانها تضاعف في الاخرة كم كم ضعفا تسعة وتسعين وتسعة وستين ضعفا المسألة ليست مسألة هينة قل اني اخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم والعظيم من العظيم عظيم اذا عظم العظيم فاعلم انه والله عظيم اذا المقام ليس مقاما هينا وليس امرا سهلا الامر شديد والخوف لابد ان يكون عظيما ما ذكر لنا شأن النار في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يا اخوتاه ما ذكر لنا هذا عبثا انما ذكر لكي نخاف ونوجر ونتعظ ونرتدع ونحذر ليس لاحد منا صك براءة اياك ان تقول انا من اهل الاسلام وانا من اهل التوحيد ثم بعد ذلك تغتر وتسترح وتسبح في بحار الذنوب والمعاصي متكلا على هذا انتبه يا عبد الله في حديث ابي سعيد رضي الله عنه في الصحيحين لما يشفع المؤمنون الناجون عند ربهم في اخوانهم الذين في النار يقولون يا ربنا اخواننا كانوا يصلون معنا ويصومون معنا ويحجون معنا مع ذلك هم في النار يعذبون اهل طاعة يصلون ويصومون ويحجون ومع ذلك يعذبون اذا احذر يا عبد الله النبي صلى الله عليه وسلم انذرنا النار فقال انذرتكم النار انذرتكم النار ينبغي ان نخاف ينبغي ان نحذر ينبغي ان نجعل بيننا وبين عذاب الله وقاية لطاعته واجتناب معاصيه امامنا اهوال امامنا امور عظام يا اخوتاه نحن نعيش في غفلة تظن الظان انه مخلد في هذه الدنيا وهي والله سراب عن قريب سنترحل عنها ويلقى الانسان ما قدمت يده ما جاء في النار وشأنها وعذابها لا ينبغي ان تمر عليه مرور الكرام قف واجعل قلبك يتفكر ويتذكر تأمل في هذا الوعيد واعلم انه حق والله ليس هزلا والله انه لحق و ان النار عذابها شديد واليم وعظيم فان كنت ترجو نجاة نفسك فخذ الحذر واعمل وجد وحاذر لعلك تنجو بفضل الله عز وجل ورحمته اما هذا الاغترار الذي نعيشه وما احرى المتكلم ان يكون اول من يتعظ هذا والله علامة خذلان الفرار والغفلة و عدم التنبه الى هذا الامر العظيم مضت الاموات قبلنا كثيرا يتخطف يتخطفون من بين ايماننا وشمائلنا نراهم بام اعيننا كل يوم كم نصلي بهذا المسجد على الموتى ومع ذلك لا عظة ولا عبرة ولا اخذ نخبة ولا تزودا هذه الرحلة الطويلة التي سنلقاها هذا كله من قسوة القلب ومن غفلته اما الصادقون الذين يسعون في نجاة نفسهم فشأنهم شأن اخر نسأل الله ان يجعلني ان يجعلنا جميعا منهم قال رحمه الله ومعنى قوله لا يلقى في النار القاء الكفار ان الكافر يحرق بدنه كله كلما نضج جلده بدل جلدا غيره ليذوق العذاب كما بينه الله في كتابه في قوله تعالى ان الذين كفروا باياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب واما المؤمنون فلا تلفحوا وجوههم النار ولا تحرق ولا تحرق اعضاء السجود منهم اذ حرم الله على النار اعضاء سجوده نعم قد ثبت في الصحيحين قول النبي صلى الله عليه وسلم حرم الله على النار ان تأكل اثر السجود ومعنى اثر السجود اعضاء السجود فالنار لا تنال ولا تأكل اعضاء السجود و ثبت ايضا عن النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم قوله ان اقواما يخرجون من النار اه يحترقون فيها الا دارات وجوههم الا دارات وجوههم دارات يعني حدود وجوههم المقصودة ان وجوههم لا تحرق قال حتى يدخلون الجنة والحديث في صحيح مسلم فهذا فيه ان الوجوه ايضا ماذا لا تحرق وهذا المعنى ايضا ثابت في الصحيحين في حديث اه ابي سعيد الذي ذكرته لك قبل قليل انه لما يشفعون يشفع المؤمنون الناجون عند ربهم فيقول الله عز وجل اخرجوا من عرفتم قال صلى الله عليه وسلم فتحرم وجوههم على النار ولاجل ذلك اذا اتوا فانهم ماذا يعرفونهم لان وجوههم ما احترقت هذا يدل على ان اعضاء السجود والوجوه لا تحرق في النار ولكن ها هنا بحث اشار اليه القاضي عياض في شرحه على صحيح مسلم حيث انه رجح ان تحريم اه اه اعضاء السجود على النار المراد به الوجوه خاصة اراد به ماذا الوجوه خاصة لماذا يقول لانه قد ثبت في حديث ابي سعيد انهم اذا اتوا الناجون لكي يخرجوا اخوانهم فانهم يجدون ان النار قد اخذت بعضهم الى قدميه وبعضهم الى انصاف ساقيه وبعضهم الى ركبتيه يقول هذا يدل على ماذا يدل على ان من اعضاء السجود ما قد ناله ما قد نالته هذه النار لاجل هذا يقول نحمل اه آآ الحديث الذي فيه اثر السجود على الوجه خاصة وتعقبه في هذا النووي رحمه الله و ذكر ان اعضاء السجود لا تنالها النار ويبقى هذه الاحاديث التي فيها انه قد نالتهم الى اقدامهم انصاف ساقيهم آآ انصاف سوقهم الى ركبهم يقول هذه خاصة يقول هذه ماذا خاصة وهذا هو الذي يبدو والله اعلم ان المقام فيه تفصيل من العصاة من آآ لا تأكلوا النار اعضاء سجوده جميعا ومنهم من تأكل منها لكن يبقى ان الوجه ها لا تأكله النار هذا حاصل لماذا للجميع هذا القدر حاصل للجميع لكن بعض اولئك ربما ماذا يكون الامر في حقهم اكثر كما جاء في حديث ابي سعيد والعلم عند الله عز وجل قال رحمه الله ومعنى قوله لا يبقى في النار بقاء الكفار ان الكافر يخلد فيها ولا يخرج منها ابدا ولا يخلد الله من مذنب المؤمنين في النار احدا وهذا المعنى حق والادلة عليه متواترة ومعنى قوله ولا يشقى بالنار شقاء الكفار ان الكفار يؤيسون فيها من رحمة الله ولا يرجون راحة بحال لا شك في ذلك ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون يبلس المجرمون يعني ييأسون كما قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما كذلك في قوله عز وجل الذين والذين كفروا بايات الله ولقائه اولئك يائسوا من رحمتي واولئك لهم عذاب اليم اما المؤمنون فلا ينقطع طمعهم من رحمة الله في كل حال حتى وهم يعذبون التوا النار تنال منهم ما تنال فانه لا يزال في قلوبهم رجاء برحمة الله ما قطعوا رجائهم ولا يئسوا من رحمة الله عز وجل وعاقبة المؤمنين كلهم الجنة لا شك في ذلك ولا ريب لانهم خلقوا لها وخلقت لهم فضلا من الله ومنة. نسأل الله ان يجعلنا من اهل الجنة بغير حساب ولا عذاب. ان ربنا لسميع الدعاء وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين