بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعنا بعلمه يا رب العالمين قال الشيخ محمد ابن عثيمين رحمه الله تعالى في عقيدة اهل السنة والجماعة فصل ونؤمن بان الله تعالى انزل على رسله كتبا حجة على العالمين ومحجة للعاملين يعلمونهم بها الحكمة ويزكونهم ونؤمن بان الله تعالى انزل مع كل رسول كتابا لقوله تعالى لقد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فيبين المؤلف رحمه الله تعالى ان الله تعالى انزل مع كل رسول كتابا. وهذا هو احد قولي اهل العلم في هذه المسألة وهذا هو ظاهر القرآن ان الله سبحانه وتعالى انزل على كل رسول كتابا كما هو ظاهر قول الله عز وجل لقد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط. وقل مثل ذلك في قوله تعالى كان ناس امة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وانزل معهم الكتاب بالحق المناسبة ظاهرة بين الجمع في قوله فبعث الله النبيين وبين قوله الكتاب وذلك ان الكتاب مفرد محلا بال فيفيد العموم. والمتقرر عند اهل العلم انه لا فرق في مقام الاستغراق بين لفظ الجمع ولفظ الافراد فهما على السواء وانزل معه الكتاب يعني وانزل معهم الكتب قل مثل ذلك ايضا في قول الله عز وجل وان يكذبوك فقد كذب الذين من قبلهم مع بعض الاحكام والمواعظ وهي كتب فاقدة الاسناد والصلة بمن نسبت اليه واشتملت على كثير من التناقضات فيما بين اضافة الى كثير من الاخطاء وسنتكلم عن هذا ان شاء الله بعد قليل فيما يتعلق جاءتهم رسلهم بالبينات وبالزبر وبالكتاب المنير فدل هذا على ان الرسل عليهم الصلاة والسلام ارسل الله مع كل واحد منهم كتابة ومما يفيد هذا ايضا من جهة المعنى ان الله سبحانه وتعالى جعل وحيه الذي ينزله على رسله فاصلا وحاكما بين الناس فيما هم فيه يختلفون والاختلاف حاصل في جميع الامم وكل امة بعث الله اليها رسولا وان من امة الا خلى فيها نذير اذا كان الذي يفصل بين الناس بما يختلفون فيه كتاب منزل من الله سبحانه وتعالى هذا مما يقوي ان مع كل رسول كتاب والله سبحانه وتعالى اعلم ولهذا كان الصحيح في مسألة عدد الكتب ان نقول ان مع كل رسول كتابا واما القول بان عدد كتب الله التي انزلها على رسله اربعة ومئة كتاب فان هذا غير صحيح والسبب في ذلك انه مبني على دليل غير صحيح فان هذا القول مبني على حديث ابي ذر رضي الله عنه الطويل الذي اخرجه ابن حبان في صحيحه وغيره وفيه ان الله عز وجل انزل اربعة ومائة كتاب لكن الحديث ضعيف بل هو شديد الضعف لا يصح بحال عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. لذلك نقول ان مع كل رسول كتابا والله عز وجل اعلم نعم قال رحمه الله ونعلم من هذه الكتب التوراة التي انزلها الله تعالى على موسى صلى الله عليه وسلم وهي اعظم كتب بني اسرائيل قال تعالى فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين اسلموا للذين هادوا والربانيون والاحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء. ثم بدأ المؤلف رحمه الله بالكلام عن الكتب التي عرفناها واعلمنا بها وهي التوراة والانجيل والزبور وصحف ابراهيم وصحف موسى و طبعا بالاضافة الى كتاب الله عز وجل القرآن الذي له بحث خاص سيأتي في اخر هذا المبحث اذا الكتب التي علمناها بين كونها ستة وسبعة بين كونها ستة وخمسة وذلك راجع الى البحث في صحف موسى هل هي التوراة ام لا بدأ رحمه الله بقوله التوراة والتوراة كتاب الله عز وجل ووحيه الذي اوحى الى نبيه وكليمه موسى عليه الصلاة والسلام. والتوراة الاقرب والله اعلم انها كلمة اعجمية لا عربية. وهي بالعبرانية يقال ان اصل هذه الكلمة طورى بالطاء وطورى بالعبرانية تعني الهدى ولا شك ان الله عز وجل قد وصف التوراة بان فيها هدى ونور كما سمعت قبل قليل والتوراة ثبت في صحيح مسلم ان الله عز وجل كتبها بيده كما في حديث ابي هريرة رضي الله عنه المشهور الذي هو حديث محاجة ادم وموسى عليهما الصلاة والسلام والحديث مخرج في الصحيحين في رواية الصحيحين خط لك بيده خط لك بيده وفي رواية لمسلم كتب التوراة بيده. كتب لك التوراة بيده فهذا مما ينبغي علينا ان نؤمن به وكان هذا اعني هذه الكتابة قبل ان يخلق موسى باربعين عاما كما ثبت ايضا في رواية اخرى في صحيح مسلم من هذا الحديث من حديث المحاجة هي بين ادم وموسى عليهما السلام ثبت في رواية عند مسلم ايضا ان الله عز وجل كتب التوراة قبل خلق موسى باربعين عاما وهذا الكتاب كتاب عظيم فيه هدى ونور وهو اعظم كتب بني اسرائيل دون شك وهو الاصل حتى ان الانجيل ذاك الكتاب العظيم انما هو متمم وتابع للتوراة هذا الكتاب العظيم جاءنا بكتابنا بعض ما جاء فيه من ذلك صفة النبي صلى الله عليه وسلم الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر الى اخره كذلك صفة اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كما بين الله عز وجل ذلك محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم الى من قال سبحانه وتعالى ذلك مثلهم بالتوراة كذلك جاء في كتاب الله عز وجل بيان بعض ما جاء في التوراة من احكام القصاص مما بين الله عز وجل ذلك في كتابه سبحانه وتعالى وكتبنا عليهم فيها ان النفس بالنفس والعين بالعين الى اخر ما بين الله سبحانه وتعالى وعندنا آآ ها هنا مسألة يذكرها بعض الناس وقد قال بها بعض التابعين وهي من المعروف عند اهل الكتاب ان الله كتب التوراة وناولها موسى من يده الى يده ولكن هذا ليس فيه شيء صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما بين هذا شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله المجلد الثاني عشر من مجموع الفتاوى وعندنا ايضا بحثان يتعلقان بالتوراة ما الفرق او العلاقة بين التوراة والالواح؟ والله عز وجل قد بين انه كتب لنبيه موسى عليه السلام في الالواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء وهل الالواح شيء اخر خلاف التوراة جاء في اه حديث ابي ذر الذي ذكرته لك وهو ضعيف ان موسى عليه السلام اتاه الله عز وجل الالواح قبل التوراة. والعلماء مختلفون. منهم من قال انا في الالواح شيء اخر من وحي الله عز وجل خلافه التوراة والقول الثاني ان ما في الالواح انما هو التوراة ولا شيء غير ذلك لعل هذا القول اقرب اقول لعل هذا القول اقرب وذلك لقرينة في الحديث وهو حديث محاجتي ادم وموسى الذي اسلفته قبل قليل فان في بعض رواياته وكتب لك التوراة بيده وفي بعضها واتاك الالواح فيها تفصيل كل شيء هكذا قال ادم عليه السلام لموسى عليه السلام فمرة ذكرت ماذا ها التوراة ومرة ذكرت الالواح فكان احدى الروايتين تفسير للاخرى لاسيما وان الله عز وجل قد بين انه قد كتب له في الالواح موعظة وتفصيلا لكل شيء. اذا الغالب والله تعالى اعلم ان هذا هو التوراة ولا شيء خلاف ذلك لا سيما وان المشهور عند اهل العلم ان التوراة كتاب كبير وفيه كثير من الايات و اه اجزاء هذه الكتب تسمى ايات كما هو القرآن ولذلك في حديث اه اية الرجم في الصحيح فقرأ فوضع يده على اية الرجم فاذا القطعة من هذا الكتاب تسمى ماذا ها هي كما هو الحال في كتاب الله عز وجل القرآن البحث الثاني في صحف في صحف موسى التي اه سيتكلم عنها المؤلف رحمه الله بعد قليل انه قال اه في فقرة دال صحف ابراهيم وموسى كأن المؤلف رحمه الله يعني اه جعلها مستقلة وليست هي التوراة وفي شرحه على هذا الكتاب كأنه توقف لم يترجح له الصحف موسى هي التوراة او هي كتاب آآ اخر وهذه مسألة ايضا اختلف فيها العلماء اختلافا طويلا لعل الاقرب والله تعالى اعلم ان صحف ان صحف موسى هي التوراة وليست شيئا زائدا عليها يجعل الانسان يميل الى هذا القول حديث عند احمد في المسند وحسنه الشيخ الالباني رحمه الله من حديث واثلة بن الاسقى رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انزلت صحف ابراهيم اول ليلة من رمضان وانزلت التوراة لست من رمضان وما ذكر في هذا الحديث ماذا؟ يعني ذكر صحف إبراهيم وما ذكر صحف موسى وانما ذكر التوراة فهذا مما يقرب ان صحف موسى هي التوراة لا سيما على القول بان الالواح مشتملة على التوراة فاذا كان فيها كل شيء فماذا عسى ان يكون في هذه الصحف فالذي يظهر والله اعلم ان صحف موسى هي التوراة لا شيء زائد عليها والعلم عند الله عز وجل. نعم. قال رحمه الله الانجيل الذي انزله الله تعالى على عيسى صلى الله عليه وسلم وهو مصدق للتوراة ومتمم لها قال تعالى واتيناه الانجيل فيه هدى ونور ومصدقا لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين وقال تعالى ولاحل لكم بعض الذي حرم عليكم نعم الكتاب الثاني الذي اورده المؤلف رحمه الله الانجيل وهو الكتاب الذي انزله الله عز وجل على نبيه عيسى عليه السلام العلماء وايظا مختلفون في كلمة الانجيل اهي كلمة عربية ام اعجمية قل اقرب والله اعلم انها كلمة اعجمية واختلفوا ايضا هل هي سريانية او رومية او يونانية؟ او عبرانية اختلاف طويل في اصل هذه الكلمة المقصود ان هذا كتاب عيسى عليه الصلاة والسلام وهو كتاب تابع ومتمم لي التوراة كما بين المؤلف رحمه الله وهو مصدق للتوراة ومتمم لها كما قال جل وعلا واتيناه الانجيل فيه هدى ونور ومصدقا لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين كذلك في قوله سبحانه وتعالى وليحل لكم بعض الذي حرم عليكم اذا في الانجيل بعض اه في الانجيل نسخ بعض ما جاء في التوراة آآ بين الله سبحانه وتعالى ايضا في كتابه شيئا مما جاء في الانجيل كما سبق هي ما يتعلق آآ ما يتعلق بالقصاص ما يتعلق بصفة اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الى اخر ما هنالك هو الذي بين ايدي النصارى اليوم هذه الاناجيل الاربعة التي جمعت فيما سموه العهد الجديد انجيل متى ولوقا ومرقص ويوحنا وهذه من قرأ آآ فيها يجد انها كتب فيها تاريخ عيسى عليه الصلاة والسلام وحمل المصحف لا يصلح انك ترمي المصحف هكذا كما نرى بعض الناس يفعل او اه لا يحسن اخذه يأخذه كما يأخذ اي شيء وربما اشار به يا فلان هكذا يفعل بالتحريف الذي حصل بهذه الكتب القديمة كذلك الشأن في التوراة فان ما بين ايدي اهل الكتاب اليوم وهو كما عند آآ او لا مما يسمونه الكتاب المقدس الذي يشتمل على العهد القديم هو التوراة والعهد الجديد ما يزعمون انه الانجيل هذا ايضا قد بدل وحرف وغير كثيرا كما سنتكلم عن هذا ان شاء الله بعد قليل والله تعالى اعلم نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الزبور الذي اتاه الله تعالى داود صلى الله عليه وسلم. نعم كما قال جل وعلا واتينا زبورا ذكر اهل العلم ومنهم قتادة رحمه الله ان الزبور فيه تسابيح وثناء على الله عز وجل وتمجيد ومواعظ كان هذا هو الاغلب على هذا الكتاب انه فيه ثناء على الله عز وجل وتسبيح وتمجيد مواعظ من اه ما بين الله سبحانه وتعالى في هذا الكتاب والعلم عند الله عز وجل نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله صحف ابراهيم وموسى عليهما الصلاة والسلام صحف ابراهيم وموسى مضى الكلام عن صحفه موسى اما صحف ابراهيم عليه الصلاة والسلام فانه قد جاء الدليل عليها وعلى صحف ابراهيم جاء الدليل عليها وعلى صحف موسى في موضعين في كتاب الله عز وجل في سورة النجم قال الله سبحانه وتعالى ام لم ينبأ بما في صحف موسى وابراهيم الذي وفى الا تزر وازرة وزر اخرى وكذلك في سورة الاعلى ان هذا لفي الصحف الاولى صحف ابراهيم وموسى آآ ما يتعلق بصحف إبراهيم عليه السلام هي شيء لا يعرف اليوم في ايدي الناس شيء منها بخلاف التوراة والانجيل ذلك الزبور هناك اشياء موجودة عند بعض الناس تنسب الى انها الزبور لكن صحف ابراهيم هذه لا تعرف بايدي الناس والعلم عند الله عز وجل ومنا اسمج السخافات التي سمع بها في هذا الزمان زعم بعض الناس العلاقة بين ابراهيم عليه الصلاة والسلام والبراهمة الهندوس عباد البقر بل عباد كل شيء الذين هم اعظم الناس شركا بالله عز وجل. يزعمون ان هناك علاقة بين ما ما في ايديهم من كتاب يسمى الفيدة كتاب المقدس عندهم يسمى الفيدا وبين صحف ابراهيم وهذا من السماجة ومن التلاعب بمحل اين ابراهيم عليه الصلاة والسلام وملته من ملة الشرك ومن كتاب هذه الملة حتى يقرن او يزعم العلاقة بين هذا وهذا ملة ابراهيم ملة التوحيد اعظم الناس توحيدا بعد نبينا صلى الله عليه وسلم هو ابراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام فكيف يزعم ان هناك شيئا من العلاقة بين هذه الملة الحنيفية التي كان عليها ابراهيم عليه السلام وتلك الملة الكافرة التي هي اعظم الملل كفرا وشركا الهندوس يعبدون كل شيء المعبودات عندهم لا تحصر. نسأل الله السلامة والعافية البقر والشجر والحجر والقرود والفروج وكل شيء يعبد اعوذ بالله من هذه الحال كيف يقارن هذا دعوة إبراهيم عليه الصلاة والسلام وصحفه الجليلة العظيمة التي فيها الهدى والنور التي هي وحي من الله عز وجل فعلى كل حال الزمان يحوي شيئا عجيبا لا سيما هذا الزمان المتأخر والله المستعان نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله القرآن العظيم الذي انزله الذي انزله الله على نبيه محمد خاتم النبيين قال تعالى هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فكان مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فنسخ الله به جميع الكتب السابقة وتكفل بحفظه عن عبث العابثين وزيغ المحرفين. قال تعالى انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون لانه سيبقى حجة على الناس اجمعين الى يوم القيامة على الناس اجمعين الى يوم القيامة. الى يوم القيامة نعم اخيرا تكلم المؤلف رحمه الله عن الكتاب العظيم الذي هو اعظم كتب الله عز وجل الذي يهدي للتي هي اقوم القرآن الكريم المعجزة العظيمة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم الكتاب الباقي الذي تكفل الله عز وجل بحفظه وهو باق غضا لم يشب محضا ما دخله اي شيء من التبديل والتحريف بحمد الله سبحانه هذا هو القرآن العظيم وقد مضى كلام مفصل في اه مقدمتي او في اوائل هذه الرسالة عندما تكلمنا عن صفة الكلام وذكرنا دلائل كثيرة تدل على ان هذا القرآن كلام الله عز وجل حقا. والقرآن يختلف عن تلك الكتب الاخرى من جهتين اولا ان تلك الكتب ما تكفل الله عز وجل بحفظها بخلاف القرآن انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون فالله عز وجل قد تكفل بحفظه اليوم اكثر من الف واربع مئة عام وكتاب الله عز وجل لم يشب محض كأنما انزل اليوم واما الكتب السابقة فالله عز وجل قد اوكل حفظها الى اهلها كما قال عز وجل عن اهل الكتاب بما استحفظوا من كتاب الله فكان منهم من كان من النسيان والتبديل الى اخره. فهذا هو الفرق الاول والفرق الثاني ان القرآن ناسخ وتلك منسوخة وهذا من العلم المعلوم من الدين بالضرورة ان كتاب الله عز وجل ناسخ لكل ما قبله من الكتب كما قال سبحانه وتعالى فيما سمعت من قوله جل وعلا مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه هيمنة القرآن على الكتب التي تقدمته تظهر من اربع جهات اولا ان القرآن مصدق لتلك الكتب. كما بين الله سبحانه وتعالى ذلك فيما سمعت مصدقا لما بين يديه الامر الثاني ان هذا القرآن شاهد بتحريف ما حرف من تلك الكتب فاذا ما عرض ما في تلك الكتب على كتاب الله عز وجل تبين تحريف كثير من ذلك وصدق الله ان هذا القرآن يقص على بني اسرائيل اكثر الذي هم فيه يختلفون الامر الثالث من هيمنة القرآن انه شاهد باقرار حكم الله الذي هو فيها ومن ذلك اية الرجم كما ثبت هذا في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم الامر الرابع من هيمنة القرآن انه ناسخ لكل ما سبقه. ولذلك لا يمكن ان ينجو عبد يزعم الاسلام وهو يتبع غير القرآن الله عز وجل يقول مخاطبا المؤمنين المسلمين امة محمد صلى الله عليه وسلم اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه اولياء هذا القرآن هو الذي امرنا بتلاوته وهو الذي امرنا باعتقاد ما فيه وهو الذي امرنا بالعمل بما جاء فيه واما ما عداها فالقرآن مهيمن عليها ولذلك نلخص هيمنة القرآن بكلمة جميلة لشيخ الاسلام رحمه الله قال فيها عن هذا القرآن العظيم وهيمنته على الكتب الاخرى انه شاهد في الخبريات شاهد لها لتلك الكتب السابقة في الخبريات وحاكم عليها في العمليات شاهد لتلك الكتب في الخبريات وحاكم عليها بالعمليات كتاب الله عز وجل القرآن الواجب فيه على اهل الايمان النصح قال صلى الله عليه وسلم كما اخرج الامام مسلم رحمه الله في صحيحه قال الدين النصيحة جعل النبي صلى الله عليه وسلم الدين في كلمة واحدة وهي النصيحة قال الصحابة قلنا لمن يا رسول الله قال لله ولكتابه ولرسولي ولائمة المسلمين وعامتي. ما معنى النصح لكتاب الله عز وجل الجواب انه القيام بحق القرآن قياما خالصا من القوادح القيام بحق القرآن قياما خالصا من القوادح النصيحة من النصح والنصح هو الاخلاص يقال لبن النصيح يعني لبن خالص. اذا اذا قمت بحق كتاب الله عز وجل عليك قياما سالما خالصا من كل قادح هنا تكون ناصحا لكتاب الله عز وجل وذلك الحق يتضمن ثلاثة امور. اولا الاعتقاد والتصديق بكل ما جاء فيه وهذا ايضا من المعلوم من الدين بالضرورة فمن كذب اية بل كلمة بل حرفا من كتاب الله عز وجل فانه كافر باتفاق المسلمين اذا اعتقاد وتصديق كل ما جاء فيه الامر الثاني العمل بما جاء فيه امتثال اوامره واجتناب نواهيه الامر الثالث تعظيمه واجلاله هذا الكتاب محل التعظيم محل الاجلال محل التقدير محل الاحترام ولذا اجمع المسلمون على ان من اهان المصحف اهانة واضحة لا لبس فيها كأن يدوسه بقدمه وهو يعلم انه كتاب الله او يرميه في الخلاء او دورة المياه او يكتبه بالدم او يبول عليه انه كافر بالله سبحانه وتعالى و دون ذلك مراتب تصل الى درجة التحريم وتصل الى درجة الكراهة يعني منها ما يصل الى درجة التحريم ومن ذلك ما يصل الى درجة الكراهة والناظر في كلام والناظر في كلام العلماء في هذا المقام يجد ما يعجب له الانسان منا عظيم اجلاله واحترامهم لكتاب الله عز وجل ومن الصور التي ينبغي التنبيه عليها ما نص عليه جمع من الفقهاء من فعل مكروه لا يليق وهو ان بعض الناس اذا كان يمسك بالمصحف ويقرأ فيه انه يقلب صفحاته بعد بل ريقه وهذا فعل لا يليق فيه منا تعريض صفحات المصحف للاهتراء كما ان فيه شيئا لا يليق ولا ينبغي يعني هذا شيء لا يحسن بك ان تفعله ايضا وضع المصحف وربما ضرب على ظهر احد المصلين بالمصحف يناديه القرآن ما نزل لكي يستعمل ويستخدم ايضا في هذا المسجد المبارك نجد بعض الناس اذا صلى خلف بعض السواري التي فيها تكييف يجدوا ان التكييف قد اذاه يأخذ المصحف و يرصه على فتحات التكييف حتى لا يصيبه القرآن ما نزل لكي يستخدم ويستعمل القرآن نزل ليعظم ويجل ويعتقد ما فيه ويهتدى بنوره ويعمل بما جاء فيه اما استخدامه واستعماله او يتكئ عليه بعض الناس رأيتهم اذا اراد ان يكتب شيئا ما عنده شيء يتكئ عليه وضع الورقة على المصحف وبدأ يكتب فلا يليق يا اخوة هذا ليس من الادب معنى كتاب الله عز وجل. لابد من التأدب مع كتاب الله وهذا من النصح لكتاب الله عز وجل فهذا اه ما يتعلق بالقرآن والكلام في القرآن كلام كثير وعظيم وينبغي ان يعتني الانسان بذلك هذا كتاب ما اجله وما اعظمه فوالله انه لفرقان انظر الى هذه الكلمة العظيمة هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان يفرق بين الحق والباطل بين الهدى والنور بين الهدى والضلال بين النور والظلمة. وكثير من الناس مع الاسف الشديد لما اعرضوا عن كتاب الله عز وجل ما جعلوه محل تدبر وتأمل. ليسوا من الذين اذا مروا على اية من كتاب الله تمهلوا قرأوا بهدوء ماذا يريد الله عز وجل بهذا فيهتدون يجدون شفاء قلوبهم وصلاح عقولهم بهذا القرآن لا اقرأ القرآن لاجل يحسن صوته. اقرأ يدك لاجل الاجر والبركة هذا خير لكن هناك ما هو اعظم واهم وهو التدبر كتاب انزلناه اليك مبارك لما ليدبروا اياته التدبر. التأمل ولذا من جعل حظه من هذا الكتاب العظيم التدبر والله انه سيكون له فرقانا ستزول عنه كثير من الاشكالات. ستزول عنه كثير من الاشكالات. لان عنده بصيرة وفرقان اصبح الحق جليا بين ناظريه واصبح الباطل جليا بين ناظريه اما الاعراض عن كتاب الله عز وجل وتأمله وتدبره. هذا والله من الامر المؤسف عجيب ان يقرأ مسلم كتاب الله لكن لا يتحرك في قلبه شيء يدعوه الى ان يتأمل ويعرف ماذا اراد الله بهذا يعني ربما يقرأ انسان خمسين سنة قل اعوذ برب الفلق من شر ما خلق ما يدري ايش فلق غاسق وقب. ما يعرف طيب لا تعرف لماذا ما فكرت ولا يوما ان تفهم والضحى والليل اذا سجى ما معنى سجى؟ اذا هذا كله من التقصير من عدم القيام بحق هذا القرآن اذا كتاب الله عز وجل شأنه شأن عظيم من اوجب الواجبات انت خلقت ووجدت في هذه الحياة لاجل ان تعتني بالقرآن والسنة وتفهم ما فيهما ثم تعتقد وتعمل هذا من اهدافك الرئيسة في هذه الحياة كيف تغفل عن ذلك؟ كيف تهمل ذلك هذا خذلان وحرمان فنعوذ بالله من الخذلان ونعوذ بالله من الحرمان. لعلنا نقف عند هذا الحد ولنا تتم غدا للكلام ان شاء الله عن التبديل والتحريف اسأل الله جل وعلا لي ولكم التوفيق والسداد والهداية والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين