الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد فاعلم يا ايها الحاج القاصد بيت الله انك مقبل على عبادة عظيمة تباشر مناسك شريفة الفائز والموفق من حاز تلك الثمرات العظيمة والمكاسب الجمة التي رتبت على هذه العبادة الجليلة والامر كما قال شريح رحمه الله الحاج قليل والركب كثير وكما اخرج عبد الرزاق عن ابن عمر رضي الله عنهما انه قيل له ما اكثر الحاج؟ فقال بل ما اقلهم وجه ذلك ان من الناس من يلبس لباس الاحرام ويقصد الى بيت الله لكن الذي حج بدنه لا قلبه وشأن كل الشأن ان يحج القلب كما يحج كما يحج البدن حج القلوب وما ادراك ما حج القلوب من الناس من يحج ببدنه فحسب وهذا يعود ان عاد بفائدة قليلة لكن الموفق السعيد هو الذي يجمع بين حج البدن وحج القلب فيقصد بدنه بيت الله ويقصد قلبه وجه الله هذا الموفق وهذا السعيد وهذا الذي يرجى ان يفوز بحج مبرور فيعود من ذنوبه كيوم ولدته امه يحج القلب ويقصد الله عز وجل رب البيت حينما يتوجه الى الميقات لاجل ان يحرم فيستحضر تعظيم الله سبحانه وتعالى الاحرام من الميقات تعظيم للبيت الحرام وتعظيم البيت الحرام تعظيم لربه سبحانه وتعالى. فاذا تجرد من ملابسه تجرد القلب من كل تعلق بغير الله سبحانه وتعالى الحج يا اخوتاه شعار الموحدين والعلاقة بين التوحيد والحج علاقة وثيقة والرباط بينهما مؤكد انها علاقة اساس ببناء واصل بثمرة ولذا قال الله عز وجل في سورة الحج حنفاء لله غير مشركين به. قال ابن عباس رضي الله عنهما منهما حجاجا لله غير مشركين به فان الحج شعار الحنفاء يتجرد القلب من التعلق بغير الله عز وجل. لا يقصد الا الله لا رياء ولا سمعة يعج بلبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لك لبيك ينطق بها قلبه قبل ان ينطق بها لسانه. لما لبى صلى الله عليه وسلم بالحج قال لبيك حجا لا رياء فيه ولا سمعة قصد للواحد الاحد سبحانه وتعالى. يحقق التوحيد قبل ان يضع الخطوة الاولى في الحج اخرج النسائي من حديث ابي هريرة رضي الله عنه انه كان من تلبية النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يقول لبيك اله الحق لبيك لبيك اله الحق اجيبك واسارع اجابتك يا الهنا الحق. فالله عز وجل هو الاله الحق. وكل ما سواه مما يعبد من دونه فاله باطل. ذلك بان الله هو الحق. وان ما يدعون من دونه هو الباطل الله عز وجل هو الذي يجب ان يعبد فالصلاة له. والركوع والسجود له والحج له والدعاء له والنذر له والذبح له والمحبة له والخوف له والرجاء فيه سبحانه لبيك لا شريك لك اذا لبس البياض تذكر ان على ان عليه ان يسعى في ان يكون قلبه ابيضا كالصفا فيصبح متصفا بالبياض ظاهرا وباطنا فان القلوب يا اخوة تتفاوت وتختلف بين قلب اسود وقلب ابيض في صحيح مسلم لما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم عرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا اخبر بانفصال القلوب الى قلبين. الى قلب ابيض كالصفا هنيئا لصاحب هذا القلب والى قلب اسود مربادا كالكوز مجخيا كالكأس المنكوس لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا ينبغي على الانسان ان يستحضر هذا الامر يعتبر بهذا البياض فينعكس الى قلبه بحيث يعبد الله سبحانه وتعالى لا شريك له ويجتهد في طاعته وطاعة رسوله عليه الصلاة والسلام ويجتنب كل شرك وبدعة ومعصية فانها نكات سوداء ربما علت على القلب حتى اظلم واسود فاذا حرك راحلته متجها الى بيت الله عز وجل يستحضر التوحيد هذا الذي حج قلبه يتذكر قول الله عز وجل ولا من البيت الحرام يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا يبتغون فضلا من ربهم لا من غير فالقصد الى الله والتعلق بالله والرجاء فيه والطلب منه وان الى ربك المنتهى يبتغون فضلا من ربهم لا من نبي ولا من ولي ولا من شجر ولا من حجر انما من ربهم الذي هو الاله الحق والسيد الصدق سبحانه وتعالى فاذا وصل الى بيت الله عاين تلك الكعبة الشريفة والبيت الحرام جدد عهده بالتوحيد قال الله عز وجل واذ بوأنا لابراهيم مكان البيت الا تشرك بي شيئا. هذا يا اخوتاه بناء مؤسس على اساس التوحيد فلا يليق ان يقصده ويحل بفنائه الا اهل التوحيد. الا تشرك بي كان هذا هو العهد على ابينا ابراهيم عليه الصلاة والسلام وهو العهد على المسلمين من بعده الا يشركوا بالله شيئا. فاذا اقبل على المناسك فان ذاك الذي حج قلبه يتقلب بين اوامر الله سبحانه وتعالى يعلم انه ليس منه شيء ولا اليه شيء الامر كله لله حينما يصدح قلبه ولسانه بدعاء الله عز وجل الذي دعاه ابراهيم واسماعيل عليهما السلام وارنا اسكنا يا رب نحن لا نعلم شيئا حتى تعلمنا سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا. انت تعلمنا فنتعلم. وانت تأمرنا فنطيع قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين. يقول العبد بقلبه قبل لسانه يا رب انا عبدك وانت ربي. افعل افعالك كما تأمرني فاذا امره الله ان يمشي في موضع مشى واذا امره ان يهرول في مكان هرول. واذا امره ان يقف بمكان وقف واذا امره ان يدعو بموطن دعاه. واذا امره الا يمس من شعره شيئا توقف واذا امره في وقت اخر ان يحلق شعره فعل واذا امره ان يطوف بمكان طاف واذا امره ان يسعى بموطن سعى وهكذا يتقلب بين اوامر الله يستحضر عبوديته لله. الامر كله لله وان الى ربك المنتهى يستحضر طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم. كما انه يسعى في تحقيق اشهد ان لا اله الا الله يسعى في تحقيق اشهد ان محمدا رسول الله فيحقق الطاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال خذوا عني مناسككم يلهج ويجد في البحث عن السنة في كل منسك وفي كل فعل في عبادة الحج ليس له هم الا ان يعرف كيف فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يفعل لا يخطو خطوة حتى يتأكد ان عليها طابعا من طابع النبوة هكذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم فافعل لاني تابع لرسول الله صلى الله عليه وسلم مطيع له لا اجتهد من عندي نفسي ولا اتتبع الرخص انما افعل كما فعل محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم هذا يا اخوتاه هو الذي حج قلبه وبدنه وهذا الذي يرجى ان يفوز بالحج المبرور فالله الله يا اخوة بالحرص على هذا الامر ضع نصب عينيك ان يجتمع في حجك حج البدن وحج القلب تقبل الله من الحجاج والعمار عبادتهم واعادهم سالمين غانمين مأجورين ان ربنا لسميع الدعاء والله عز وجل اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. نعم تفضل. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين قال الشيخ العلام محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى في رسالة عقيدة اهل السنة والجماعة ونؤمن بصحائف الاعمال تعطى باليمين او من وراء الظهور بالشمال قال تعالى فاما من اوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب الى اهله مسرورا من اوتي كتابه وراء ظهره فسوف يدعو ثبورا ويصلى سعيرا. فقال تعالى وكل انسان الزمناه طائره وفي عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا. اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا الحمد لله وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين اما بعد يذكر المؤلف رحمه الله من جملة عقيدة اهل السنة والجماعة ايمانهم بايتاء الصحف يوم القيامة. وهذا موقف من مواقف القيامة التي دلت عليها الادلة وامن بها المؤمنون قال ونؤمن بصحائف الاعمال. قال العلماء صحائف الاعمال تلك التي كتبت فيها اعمال ابن ادم وقد مر بنا ان كنتم تذكرون عندما تكلمنا عن وظائف الملائكة عليهم الصلاة والسلام ان الله عز وجل اوكل بملكين حفظ وكتابة اعمال الانسان. هذه الصحف التي كتبت فيها الاعمال يعطاها ابن ادم في ذلك الموقف العظيم قال الله سبحانه وتعالى وكل انسان الزمناه طائره في عنقه طائره قيل انه ما طار عنه ولا لزمه مما كتب الله عز وجل من سعادة او شقاوة فما كتبه الله عز وجل على ابن ادم فانه حاصل ولا بد ولا يمكن ان يغالب الله عز وجل في قدره وقيل ان طائره يعني عمله ما صدر عنه وطار عنه من عمل فان هذا سوف يلقاه في ذلك الموقف العظيم وكل انسان الزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا. يلقاه منشورا مفتوحا لا يكلف نفسه بفتحه. سوف يجده امامه مفتوحا ويقال له اقرأ كتابك حتى ولو كان غير قارئ في الدنيا سيجعله الله قارئا في ذلك الموقف اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا وهذا من عدل الله سبحانه وتعالى الذي جعلك حسيبا وشهيدا على نفسك ويقول الله عز وجل ايضا ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها فوجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك احدا هو العدل سبحانه وتعالى لا يظلم احدا ومن ذلك ايضا قوله تعالى هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون. فكل ما عمله الانسان في هذه الحياة سيشاهده مكتوبا بين عينيه وسيقرأه ليكون حسيبا وشهيدا على نفسه قال رحمه الله نؤمن بصحائف الاعمال تعطى باليمين او من وراء الظهور بالشمال حال الناس في تلقفي وتلقي هذه الصحف يرجع الى حالتين من الناس من يأخذ كتابه بيمينه من امامه وهؤلاء هم السعداء فهنيئا لهم هم الذين قال الله عز وجل فيهم اما من اوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب الى اهله مسرورا. وهم الذين قال الله عز وجل في حقهم فاما من اوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرؤوا كتابيه اني ظننت اني ملاق حسابي فهو في عيشة راضية في جنة عالية نسأل الله من فضله يقابلهم اهل الصفة الثانية وهم الذين يجمعون بين اخذهم الكتاب بالشمال ومن وراء الظهر ايضا نعوذ بالله من هذه الحال وهذا ما يقتضيه الجمع بين ايتي الانشقاق والحاقة كما قال الله سبحانه وتعالى واما من اوتي كتابه وراء ظهره فسوف يدعو ثبورا ويصلى سعيرا وكما قال سبحانه وتعالى في الحاقة واما من اوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم اوت كتابية ولم ادري ما حسابي يا ليتها كانت القاضية فهؤلاء يجمعون بين كونهم اخذين كتبهم كتبهم بشمالهم ومن وراء ظهورهم وكيف يكون ذلك من اهل العلم من قال انها تلوى يده الشمال فيأخذ الكتاب من وراء الظهر وقيل انها تخلع وتركب من خلف الظهر فيكون اخذا كتابه بشماله من وراء ظهره وقيل انه يخرق صدره يدخل يده فيخرق صدره فيأخذ كتابه بشماله من وراء ظهره والاسلم في هذا ان نقول الله تعالى اعلم والله على كل شيء قدير هو قادر على ان يجعلهم اخذين كتبهم بشمالهم ومن وراء ظهورهم ويبقى بعد ذلك الحال في العصاة الذين شاء الله عز وجل تعذيبهم على معاصيهم هل يأخذون كتبهم بايمانهم او يأخذون كتبهم بشمالهم او كيف يكون الحل ظاهر ما جاء في الذين يأخذون كتبهم بايمانهم في ايتي الانشقاق والحاقة انهم من اهل الجنة من اول وهلة لكن هؤلاء عصاة يعذبون في النار ما شاء الله ان يعذبوا. لم يعفوا الله سبحانه وتعالى عنهم ولابد من طائفة من العصاة ان يعذبوا في النار كما دلت بها على هذا جملة من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم اقول اختلف العلماء في هؤلاء العصاة من العلماء من قال ان هؤلاء ايضا يأخذون كتبهم بايمانهم ثم اختلفوا قيل انهم يأخذون كتبهم بايمانهم قبل دخولهم النار ليكون ذلك علامة على عدم خلودهم في النار. وقيل انهم يأخذون وكتبهم بايمانهم ولكن بعد خروجهم من النار نعوذ بالله من النار وقال بعض اهل العلم انهم يأخذون كتبهم بشمالهم من امامهم فلا حالهم حال السعداء الذين هم من اهل الجنة من اول وهلة يأخذون كتبهم بشمالهم لا بايمانهم ولا حالهم حال الكفار الذين يأخذون كتبهم ماذا؟ من وراء ظهورهم فهم بين بين والاسلم في هذا ان يقال الله تعالى اعلم لا ندري كيف سيكون الحال؟ وانت يا رعاك الله اذا تأملت في ادلة آآ ما جاء في اليوم الاخر تجد انه كثيرا ما يسكت عن بيان حال هذه الفئة تجد انه يبين حال ماذا المتقين ويبين حال الكافرين واما هؤلاء الذين هم اهل الكبائر الذين لم يشأ الله مغفرة ذنوبهم وشاء تعذيبهم فهؤلاء تجد انه كثيرا ما يسكت عن بيان حالهم ولعل في هذا ما فيه من التخويف والتحذير والانذار والعلم عند الله عز وجل قال رحمه الله ونؤمن بصحائف الاعمال تعطى باليمين او من وراء الظهور بالشمال فاما من اوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا المؤلف رحمه الله ما تعرض لمسألة الحساب ولعله اكتفى ب ذكر الحساب في هذه الاية فان الذي عليه جماعة من اهل العلم ان موقف الحساب يلي موقف ايتاء الصحف فهم يعطون صحفهم ثم بعد ذلك يحاسبون وموقف الحساب من اكثر المواقف ورودا في النصوص من اكثر مواقف القيامة ورودا في النصوص والمراد بالحساب سؤال الله عز وجل العبادة عن اعمالهم واقافهم عليها وتذكيرهم ما نسوا منها. اللهم سلم سلم. موقف عظيم. لو لم يكن الا موقف الحياء من الله عز وجل. والحساب ينقسم الى قسمين ينقسم الى عرض والى مناقشة العرض هو الحساب اليسير هو الذي جاء ذكره في هذه الاية فسوف تحاسب احتسابا يسيرا هذا هو العرض والنبي صلى الله عليه وسلم قال كما ثبت عنه في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها ليس احد يحاسب الا هلك ليس احد يحاسب الا هلك فقالت عائشة رضي الله عنها فقد قال الله سبحانه فسوف يحاسب حسابا يسيرا استشكلت النبي صلى الله عليه وسلم حكم بحكم يفيد العموم ليس احد يحاسب الا هلك مع ان الاية تدل على ان من الناس من سوف يحاسب حسابا يسيرا ويتبع هذا ان ينقلب الى اهله مسرورة فاجاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال انما ذلك العرض وليس احد يحاسب الا هلك العرض بمعنى ان تعرض على ابن ادم اعماله ثم يعفى عنه. اللهم حاسبنا حسابا يسيرا. ثبت في مسند يا احمد من حديث عائشة رضي الله عنها انها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في صلاته اللهم حاسبني حسابا يسيرا هذا من ادعية الصلاة فاحرص عليها اللهم حاسبني حسابا يسيرا فلما قضى عليه الصلاة والسلام صلاته سألته يا رسول الله ما الحساب اليسير فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان ينظر في كتابه ثم يعفى عنه ان ينظر في كتابه ثم يعفى عنه هذا هو الحساب اليسير هذا حال اهل الرحمة والسعادة الذين رحمهم الله عز وجل وشملهم بعفوه اما القسم الثاني فانه المناقشة وهذا الذي اراده النبي صلى الله عليه وسلم بقوله ليس احد يحاسب الا هلك والمراد بالمناقشة التدقيق مع عدم المسامحة مناقشة فيها تدقيق واحصاء ثم لا مسامحة ولا عفو ومن الذي ينجو اذا حوسب محاسبة كهذه من الذي يقول؟ انني اديت كل ما اوجب الله علي كما يحبه الله ومن الذي يقول انني اجتنبت كلما نهى الله عنه ومن الذي يقول انني شكرت الله عز وجل على كل نعمه. اذا الذي يحاسب ويدقق عليه فانه الك لا محالة اذا هذا الموقف العظيم ينقسم كما علمنا الى عرض ومناقشة وليس احد يحاسب حساب المناقشة الا هلك وعذب ومما يتعلق بموقف الحساب ان نعلم ان امة محمد صلى الله عليه وسلم اول الامم محاسبة كما صح هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهم الاخرون الاولون يوم القيامة ايضا مما يتعلق بموقف الحساب ان نعلم ان ثمة طائفة من المؤمنين مستثنون من الحساب نسأل الله من فضله هناك اناس من المؤمنين سوف يدخلون الجنة دون ان يحاسبوا ووصف هؤلاء جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم فانه متصفون باربع صفات ان كنت جادا في الحرص على ان تكون منهم فاجتهد على ان تحقق هذه الاوصاف الاربعة وابشر فان فضل الله واسع اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بالسواد العظيم جدا الذي يفوق عدد امة موسى عليه الصلاة والسلام قال كما في الصحيحين ومعهم سبعون الفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ثم اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك بوصفهم فقال هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون اربع صفات لا يسترقون لا يطلبون من احد ان يرقيهم يرقون انفسهم اذا احتاجوا الى الرقية وان رقاهم احد بغير طلب لا بأس لا يمنعوهم لان هذا ليس استرقاء الامر الثاني انهم لا يكتوون والاكتواء معروف نوع من العلاج والامر الثالث انهم لا يتطيرون لا يتشائمون لا بالوان ولا بطيور ولا بحوادث ولا برؤية ذي عاهة ولا بارقام ولا باسماء ولا بشيء اطلاقا قلوبهم معلقة بالله عز وجل يعلمون ان الذي يجلب الخير ويدفع الضر هو الله سبحانه وتعالى وان كل شيء مقدر لماذا تشمئز قلوبهم وتتطير من اشياء لا حقيقة لها لذلك لا يتطيرون يعلمون قول النبي صلى الله عليه وسلم الطيرة شرك والوصف الجامع هو الوصف الاخير وعلى ربهم يتوكلون اعتمادهم وتفويضهم وحسن ظنهم بالله عظيم توكلون على الله لا يتوكلون على غيره هؤلاء سبعون الفا من هذه الامة تفوزون بهذه الرتبة المنيفة الشريفة مستثنون من الحساب وقد انعم الله عز وجل وتفضل على هذه الامة فزادهم على هذا العدد و خلاصة ما في هذا الباب ما اخرج الامام احمد رحمه الله في مسنده باسناد جيد كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله لما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم هؤلاء السبعين الفا قال ومعهم قال ومع كل الف سبعون الفا مع كل الف سبعون الفا وثلاث حثيات من حثيات ربي بكفه. فهذا يدل على ان الله سبحانه وتعالى تفضل ب هذا الفضل على عدد اكبر من العدد الاول وهو عدد السبعين الفا فنسأل الله ان يجعلنا من جملتهم ومما يتعلق ايضا بموضوع الحساب ان نؤمن بان اول عمل يحاسب عليه ابن ادم بذلك الموقف العظيم هو الصلاة كما اخبر بهذا النبي صلى الله عليه وسلم اول شيء تحاسب عليه يا ابن ادم هو الصلاة ان كان ذلك كذلك فالحرص الحرص على اداء الصلاة واقامتها كما يحب الله عز وجل وعلى ان تتمم ما قد يقع من خلل في فريضتك بالنوافل كما ان اول ما يحصل فيه محاسبة العبد بينه وبين الناس هو في الدماء اول ما يقضى بين الناس في الدماء بين الناس تقع مظالم في اشياء كثيرة لكن اول اول شيء يقضى فيه بين العباد هو فيما يتعلق بماذا بالدماء التي تسفك حراما فيما بينهم هذه اول ما يقع القضاء فيه بذلك الموقف العظيم هذه بعض المسائل المتعلقة بموقف الحساب و جرنا الى الكلام فيه ايراد المؤلف رحمه الله هذه الاية العظيمة من سورة الانشقاق فاما من اوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا الله عز وجل اعلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ونؤمن بالموازين توضع يوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا. قال تعالى فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره. ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره وقال تعالى فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون. ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون تلفحوا وجوههم النار وهم فيها كالحون. وقال تعالى من جاء بالحسنة فله عشر امثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الا مثلها وهم لا يظلمون احسنت انتقل المؤلف رحمه الله الى موقف اخر من مواقف القيامة وهو موقف الوزن الذي يظهر والله تعالى اعلم ان موقف الوزن بعد موقف الحساب هذا الموقف من اعظم المواقف التي ينفصل فيها الناس الى اهل سعادة والى اهل شقاوة فاما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية واما من خفت موازينه فامه هاوية نعوذ بالله من النار وهذا الموقف قد دلت عليه ادلة كثيرة تدل على الوزن وتدل على الميزان وتدل على ما بهذا من مسائل اخر اولا نذكر ما ذكر المؤلف رحمه الله فانه قال ونؤمن بالموازين توضع يوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا كأن المؤلف رحمه الله يميل الى ان الذي يوضع يوم القيامة موازين متعددة وليس ميزانا واحدا وهذا الذي ذهبت اليه طائفة من اهل العلم قالوا ان الذي يوضع موازين ونضع الموازين القسطة. قالوا ويدل على ان الموازين متعددة في ذلك اليوم انه لم يرد ذكر الميزان الاخروي في القرآن الا مجموعة. فدل هذا على انها ايش موازين وليس ميزانا واختلفوا هل هي موازين متعددة بحسب الاشخاص فكل انسان له ميزان يخصه او هي موازين متعددة بحسب الامم كل امة لها ميزانها او هي متعددة بحسب الاعمال. كل عمل من الاعمال فله ميزان اختلفوا والقول الاخر ان الذي يوضع يوم القيامة ميزان واحد قالوا لان هذا هو الذي دلت عليه السنة قال صلى الله عليه وسلم كلمتان حبيبتان الى الرحمن ثقيلتان في الميزان خفيفتان على اللسان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم اكثر الاحاديث في السنة جاء فيها ذكر الميزان مفردا. ومن اصلح تلك الاحاديث ما اخرج الحاكم في صحيحه باسناد صحيح من حديث سلمان رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يوضع الميزان يوم القيامة فلو وزنت فيه السماوات والارض لوزنته. يعني ميزان عظيم جدا السماوات والارض على سعتهما يمكن ان يوزن في الميزان فتقول الملائكة يا رب لمن يزن هذا فيقول سبحانه لمن شئت من خلقه فيقولون سبحانك ما عبدناك حق عبادتك هذا القول هو ان الميزان مفرد كل الامم وكل الاشخاص وكل الاعمال توزن فيه. واما ما جاء في جمعه في الايات فهؤلاء يقولون انه مجموع لكثرة ما يوزن فيه او لكثرة من يوزن فيه او ان الجمع انما كان للتعظيم وهذا القول هو الاقرب. والله سبحانه وتعالى اعلم. مهما يكن من شيء فان اهل السنة والجماعة يعتقدون ان الميزان الوارد في هذا المقام ميزان حقيقي له كفتان توضع في احدهما في احداهما اعمال هي الحسنات وفي الاخرى السيئات فتثقل احداهما او تخف مما يدل على هذا حديث البطاقة عند الترمذي في جامعه وهو حديث مشهور واظن اننا ذكرناه غير مرة مما يتعلق بهذا المقام ايضا ان نؤمن بان الميزان ميزان دقيق عادل دقيق يزن مثاقيل الذر كما ان الانسان لا يظلم شيئا مما يوضع فيه ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلموا نفس شيئا. شيئا تفيد العمومة تفيد العموم هذه الكلمة اي شيء ولو كان مثقال ذرة فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يرى ومن يعمل مثقال ذرة شرا يرى كما يتعلق بموضوع الوزن مسألة تبحث كثيرا عند اهل العلم اذا جاءوا الى ذكر هذا الموضوع وهي ما الذي يوزن ما الذي يوضع في هذا الميزان قيل ان الذي يوضع هو الاعمال اعمالك صلاتك صيامك حجك معاصيك كل ذلك يجعله الله عز وجل في هيئة توزن. والله على كل شيء قدير. الله لا يعجزه شيء وقيل ان الذي يوزن صحف الاعمال تلك التي كتب فيها عملك تلقاها منشورة يوم القيامة هي التي توضع في الميزان والثقل والخفة بحسب ما كتب فيها وقيل ان الذي يوزن هم العاملون. ويثقلون او يخفون بحسب اعمالهم ولذلك اخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن الرجل العظيم السمين الذي لا يزن عند الله عز وجل جناح بعوضة. ليس العبرة بثقل الانسان وحجمه ووزنه كلا. انما بحسب اعماله. ولذلك لما ضحك بعض اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من دقة ساقي ابن مسعود رضي الله عنه فقال النبي صلى الله عليه وسلم لهما في الميزان اثقل من احد لهما في الميزان اثقل من احد وهذا حديث اخرجه احمد رحمه الله في المسند باسناد جيد. فدل هذا على ان العامل قد يوزن والقول الرابع هو الاقرب والعلم عند الله عز وجل ان الوزن حاصل لهذه الامور الثلاثة اما ان هذا يوزن تارة وهذا يوزن تارة وهذا يوزن تارة او ان ذلك يجمع فيوزن وهذا قلت انه اقرب لان فيه جمع بين اطراف الادلة في هذا الباب والعلم عند الله عز وجل لكن مهما قيل فيما يوزن فاعلم ان الذي يوزن يرجع الى ثلاثة اشياء اعمالك التي عملتها سواء انقطعت بموتك او استمرت بعد موتك فان من الاعمال ما يستمر بعد الموت ان اوقفت اوقفت وقفا او سبلت شيئا صدقة اول رثت علما فان هذا يستمر لك بعد موتك ولا ينقطع بموتك كما ان من السيئات والمعاصي ما يستمر هذا الذي تسبب في معصية ادخل على بيته منكرا اتى باجهزة يعصى الله سبحانه وتعالى من خلالها فيشاهد فيها ما لا يحل ويسمع فيها ما لا يحل ثم يموت ويتركها فيعصي الله عز وجل بسببها اهل البيت هذا وهو في قبره تكتب عليه السيئات قاعدة الشريعة قد استقرت على ان المتسبب كالفاعل. ما هي قاعدة الشريعة المتسبب كالفاعل. المتسبب في الخير او المتسبب في الشر. الثواب والاثم يتعلق به كما يتعلق بالفاعل. اذا هناك اعمال تستمر. الصنف الثاني ما يهدى الى الانسان من حسنات غيره اهداء شرعيا. فلو تصدق احد عن ميت بصدقة انها تكون مع حسناته مع هذا الميت او حج عن ميت او اعتمر او قضى عنه صوما واجبا هذه حسنات تهدى الى الميت ويناله ثوابها وتكون مع جملة حسناته ان تقبلها الله عز وجل الصنف الثالث نتيجة المقاصة بين الظالم والمظلوم فان القصاص يوم القيامة ليس بالدينار والدرهم انما هو وبالحسنات والسيئات فان المظلوم يأخذ ها من حسنات ظالمه فتكون ماذا؟ مع حسناته التي توزن فان فنيت حسنات الظالم اخذ من سيئات المظلوم فوضعت مع سيئات الظالم فوزنت. اذا هذه الاصناف الثلاثة التي توزن يوم القيامة مهما قيل فيما يوزن لكنني انبهك يا رعاك الله الى ان ثمة اعمالا لها مزيد اختصاص بثقل الميزان تثقل اكثر من غيرها والحصيف من تتبعها وحرص عليها ما يدريك لعل حسنة من تلك الحسنات تكون سبب نجاتك من تلك الحسنات التي اخبر النبي صلى الله عليه وسلم انها تثقل في الميزان وهي اعظم حسنة كلمة التوحيد لا اله الا الله بصدق ويقين واخلاص لا التي يقولها الانسان وكأنه يهذي كانه نائم يتكلم ليس لقلبه منها حظ. هذا ليس المقصود انما المقصود ان تقال لا اله الا الله باللسان والقلب يصدق ويخلص ويحب ايضا ما سمعت قبل قليل سبحان الله وبحمده قال النبي صلى الله عليه وسلم عنهما ثقيلتان في الميزان ايضا قول الحمد لله في صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم والحمد لله تملأ الميزان ومن ذلك حسن الخلق ما من شيء اثقل في ميزان العبد يوم القيامة من خلق حسن ومن ذلك ايضا خمس اخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم بما خرج الامام احمد باسناد صحيح قال صلى الله عليه وسلم بخن بخن لخمس ما اثقلهن في الميزان سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر والولد الصالح يموت فيحتسبه والده هذه ثقيلة في الميزان بل ما اثقلها في الميزان بل ما اثقلها في الميزان كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم اخيرا ما هي نتيجة الوزن هذه اهم مسألة ينبغي ان يعرفها الانسان ما هي نتيجة الوزن الناس في الوزن ينقسمون الى ثلاث احوال الحال الاولى ان تثقل الحسنات وتخف السيئات وهذه حال اهل الرحمة والتوفيق والسعادة اللهم اجعلنا منهم يا الله فاما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون والاصل في هذا ان من ثقلت حسناته على سيئاته ولو بواحدة فانه الى الجنة مباشرة لا يمر بالنار لان الله وعد وهو الذي لا يخلف الميعاد ان الذي تثقل حسناته فانه سعيد مرحوم في جنة عالية. ولذلك استكثر من الحسنات ما يدريك؟ رب حسنة تكون سببا في نجاتك. والناس اصحاب هذه الحال متفاوتون. منهم من ليس عنده الا حسنات محضة. وليس في الكفة الاخرى سيئات. الانبياء والرسل الكرام الصلاة والسلام كذلك الذي كان من اهل الايمان قد رزق توبة نصوحا قبل الموت. هذا يموت وقد غفرت سيئاته. قال صلى الله عليه وسلم التائب من الذنب كمن لا ذنب له. ما معنى ذنب مغفور ذنب غفره الله ذنب تجاوز الله عنه ما معنى ذلك يعني انه لا يوزن في الميزان. يعفى عن الانسان فلا يكون مع سيئاته التي توزن. فان لهذا الوزن اثر واي اثر السعادة والشقاء مرتبطة بنتيجة الوزن ومنهم من هو دون ذلك الى ان يكون اخرهم من عنده حسنات كثيرة وسيئات كثيرة الا ان حسناته ارجح ولو بشيء قليل فهذا نجا الصنف الثاني من ترجحت سيئاته على حسناته. وهذا الذي اراده الله عز وجل بقوله واما من خفت موازينه يعني خفت كفة الحسنات وثقلت كفة السيئات فهؤلاء اهل المحنة والبلية ظاهر النصوص يدل على ان من ترجحت سيئاته على حسناته فانه يكون من اهل النار المعذبين فيها ما شاء الله ان يعذبوا ان كان عنده اصل التوحيد اللهم الا ان يتداركه الله عز وجل برحمته فيقبل فيه شفاعة الصنف الثالث هم الذين تساوت حسناتهم وسيئاتهم عنده حسنات في كفة تقابلها سيئات تساويها الصحيح في هؤلاء انهم يكونون على الاعراف. هؤلاء هم اهل الاعراف وعلى الاعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم الاعراف مرتفع بين الجنة والنار. يكون عليه هؤلاء الذين ما عندهم حسنات راجحة تكون سببا في دخولهم الجنة ولا سيئات راجحة تكون سببا في دخولهم النار فيوقفون على على الاعراف مدة يشاؤها الله عز وجل ثم يكون اخر اخر امرهم ان يكونوا من اهل الجنة كما قال الله عز وجل في سورة الاعراف عنهم ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا انتم تحزنون. الله عز وجل غلبت رحمته غضبه جل وعلا هذه الاحوال التي ينقسم اليها الناس في ذلك المقام العظيم ولعل هذا القدر فيه كفاية والله عز وجل اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين