بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين. اما يقول النووي علينا وعليه رحمة الله الثامن عنه. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرس نشاط متفق عليه. قال الجوهري الفرس من البعير كالحاثر من الدابة قال وربما استعير في الشات هذا الحديث يرويه الامام النبوي ويذكره بكتابه وسندنا الى الامام النووي متصل بحمد الله تعالى وتأمل في هذا الحديث الخطاب يا نساء المسلمات وهذا فيه التنبيه بشأن هذا الامر الذي يأمر به لا تحقرن وقد جاءت هذه مؤكدة بنون التوكيد الثقيلة. لا تحقرن جارة لجارتها. ولو فرس نشأت اولا على الانسان ان لا يحضر شيئا من المعروف ابدا لان العبد لا يفعل حسنة او معروفا الا جازاه الله به حتى ولو كان يسيرا قال تعالى فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره اذا في هذا الحديث يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم النساء ويأمرهن ان لا يحتقرن اي شيء تهديه احداهن لجارتها او يهدى لها حتى ولو كان المهدى فرسا شاة وهو ظلف الشاة كالحافرة من الفرس وقيل هو عظم قليل اللحم. والمقصود المبالغة في الحث على الاهداء حتى ولو كان شيئا قليلا ومعناه لا تمتنع جارة من الصدقة والهدية لجارتها. لاستقلالها واحتقارها الموجود عندها وكذلك التي تأتيها به حتى ولو كانت قليلة عليها ان تقبلها فعلى المهدي ان يجود بما تيسر حتى ولو كان قليلا شاة لانه خير من العدم وعلى المهدى له ان يقبل الشيء حتى ولو كان قليلا واذا تواصل القليل صار كثيرا فان التهادي ولو بالقليل جانب للمحبة والمودة. ومذهب للضغائن وايضا فان الهدية اذا كانت يسيرة فهي ادل على المودة واخف في المؤونة بالنسبة للمهدى واسهل على المهدى له فاسى على المهدي والمهدى له وخص النبي صلى الله عليه وسلم النساء بالخطاب لانهن يكثرن من الطبخ في بيوتهن وهذا امر مهم ان تهدي حتى ولو شيئا يسيرا معاني الكلمات لا تحقرن اي لا تحتقر الجار هدية جارتها. ولا تستصغرها مهما كانت قليلة وانا هكذا افسرها لاجل ان يكون الخطاب شامل للمهدي والمهدى له ترسل مظاهر الخف وهذا الشيء ليس من العادة اهداؤه ولكن جاء من باب ضرب الامثال والمبالغة في تصغير الشيء المهدى وهذا الحديث فيه فوائد اولا جاءت الادلة في الشريعة الاسلامية على مشروعية الهبة وترغيب الناس وحظهم عليها لما لها من الاثر في زيادة المحبة والالفة بين عباد الله المؤمنين ثانيا النهي عن رد الهدية مهما كان صغيرا. لان رد الهدية مما يوقع في قلوب العباد الحزن والفرقان ثالثا يشرع للعبد ان يهبل لصاحبه ما يستطيع عليه. وان كان قليلا لكن على ان لا يكلف نفسه ويحملها فوق طاقتها رابعا ان ظرب الامثال من الوسائل التي كان يكثر منها النبي صلى الله عليه وسلم لاجل تفهيم العباد وتعليمهم يأخذ من هذا في تعليم اولاده وفي تعليم الاخرين خامسا قال بعض العلماء بان النبي صلى الله عليه وسلم قد خص النساء في الحديث لانهن اكثر مباهاة في الهدايا والاستكثار منها ولهذا يجب على المرأة ان تنقي قلبها من هذا الداء وان تلين جانبها مع جاراتها وتتواضع معهم طبعا هذا رأي وانا ربما لا اميل اليه كثيرا سادسا هذا الخطاب من جوامع الكلم. فهو موجه لكلا الجارين فعلى المهدي ان يهدي شيئا حتى ولو كان قليلا لان القليل خير من العدم وعلى المهدى له ان يقبله حتى ولو كان قليلا سابعا العبد ان يقر في قلبه ويعلم لا يفعل العبد المسلم حسنة او معروفا الا جازاه الله حتى ولو كان يسيرا لقوله تعالى في الاية الفاذة كما سماها النبي صلى الله عليه وسلم فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ثامنا الترغيب في الهدايا الى الجيران وهذا يجذب المودة والمحبة والتعاون والتناصح ويجعل طيب العيش بين الجيران تاسعا صلة الجار بالجار ارساها الاسلام على قاعدة المودة فيما شرع للجوار من حقوق هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته