بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد التاسع عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الايمان بضع وسبعون او بضع وستون شعبة فافضلها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان قال النووي علينا وعليه رحمة الله متفق عليه ثم قال البضع من ثلاثة الى تسعة بكسر الباء وقد تفتح والشعبة القطعة هذا الحديث متفق عليه واللفظ الذي اختاره الامام النووي هو لفظ الامام مسلم ابن الحجاج في صحيحه وقد ساقه من رواية ابي صالح عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الايمان بضع وسبعون شعبة والحياء شعبة من الايمان ثم ساقه من رواية سهيل عن عبدالله بن دينار عن ابي صالح عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الايمان بضع وسبعون او بضع وستون شعبة فافضلها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان يقصد بالايمان في هذا الموضع الاعمال التي ينبغي ان يتصف بها العبد المؤمن ودليل ذلك هو انه قد ذكر اعلى الاعمال وادناها اي اقربها كما ذكر ذلك القرطبي علينا وعليه رحمة الله والبضع كما قال النووي هو القطعة من الشيء وتستعمله العرب فيما بين الثلاث الى العشر والشعبة هي الخصلة واصل الشعبة القطعة من الشيب ومعناه ان الايمان ذو اعمال وخصال متعددة والحياء شعبة من الايمان اي خصلة من خصاله والحياء في اللغة تغير وانكسار يأثر الانسان من خوف ما يعاب به والترك من لوازم الحياء وفي الشرع خلق يبعث على اجتناب القبيح. ويمنع من التقصير في حق ذي الحق من اجل ذلك فقد عد من اجل ذلك فقد عد خصلة من خصال الايمان وجاء في الرواية الثانية من طريق سهيل بن ابي صالح قوله عليه الصلاة والسلام الايمان بضع وسبعون او بضع وستون كما جاء في رواية سهيل بالشك في العدد وقد جاء في صحيح البخاري بدون شك قوله بضع وست وهي ايضا من حديث ابي عامر العقدي قال حدثنا سليمان ابن بلال عن عبد الله ابن دينار عن ابي صالح عن ابي هريرة وقد رجح البيهقي وغيره رواية البخاري رحمه الله تعالى قال فافضلها قول لا اله الا الله اي اعلى اعمال الايمان واسماها مرتبة وادناها اماطة الاذى عن الطريق اي ادنى هذه المراتب البضع اماطة الاذى عن الطريق واماطة الاذى اي ازالته والحياء شعبة من الايمان وهذا الحديث فيه فوائد. اولا فيه الحث على التمسك بخصال الايمان واعلى هذه الخصال هو اكثرها اهمية شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله لذا ينبغي على المؤمن ان يعتني بهذه الكلمة فيوقن بها ويحقق ما تتضمنه من الدلائل والمعاني. وما تستوجبه من الاعمال ثانيا فيه دليل على ما تقدم تقريره من ان لفظ الايمان اذا اطلق فانه يندرج تحته اعمال جوارح بالاضافة الى اعمال القلوب ثالثا فيه ان من اعظم الخصال التي ينبغي على المؤمن ان يربي نفسه عليها. وان ينميها في قلبه خصة الحياء لما لها من الاثر الحثيث على مواقعة اعمال الخير والبر ومجانبة اعمال السوء التي يساء بها من يعملها رابعا ان الله تعالى قد ندب عباده الى الرفق باخوانهم والحرص على تقديم العون لهم لذا فقد جعل من اعمال الايمان ازالة الاذى ورفعه من طريق المسلمين وبالمقابل فقد حذرت نصوص الشريعة من التعرض بالاذى لعباد الله تبارك وتعالى لما في ذلك من الظلم والجور والتي يترتب عليها سوء العاقبة والعياذ بالله هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته