بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال النووي علينا وعليه رحمة الله الخامس عشر عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا ادلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات معرفة فضائل الاعمال الصالحة تؤدي الانسان الى العمل الصالح ولذا لما سمع ابن عمر من ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم من صلى على جنازة ثم تبعها حتى تدفن ان كتب له من الاجر قيراطان فلما سمع ابن عمر هذا قال لقد ظيعنا قراريط كثيرة وصار حريصا على ان لا يفوتنا صلاة الجنازة ولا المشي مع الجماعة والصحابة كانوا اصحاب همم عالية في التعلم من النبي صلى الله عليه وسلم. فقال الا ادلكم وهذي الا اداة استفتاح وتنبيه يتنبه المقابل على ما بعده الا ادلكم على ما يمحو الله به الخطايا والانسان به حاجة الى الاعمال الصالحة لاجل ان تكفر عنه السيئات ويرفع به الدرجات اي ترتفع منزلة الانسان عند ربه قالوا بلى يا رسول الله قال اسباغ الوضوء على المكاره هاي اتمام الوضوء لما الانسان يكون في برد او نحو ذلك في الاشياء التي هي فيها مكلفة على النفس وكثرة الخطى الى المساجد يعني ان الانسان يواظب على صلاة الجماعة وانتظار الصلاة بعد الصلاة مثلا يجلس الانسان يصلي المغرب ثم يجلس ينتظر صلاة العشاء ويجعل ما بين هذين الوقتين دعاء وعبادة وقراءة ومراجعة للحفظ قال فذلكم الرباط اي كالرباط في سبيل الله تعالى. قال رواه مسلم هذا الحديث فيه فوائد عظيمة. اولا التكاليف الشرعية فيها كلفاء ويؤجر الانسان على مشقة الطاعات والعبادات فالاسباغ مع كراهية النفس سبب لمحو الخطايا ورفع الدرجات ثانيا على الانسان ان يسعى في تحصيل الاجر والصبر على اكراه النفس على الطاعة وليس بتحري ادخال الكراهة عليها. فالانسان يؤدي الطاعة على هدي النبي صلى الله عليه وسلم وقد يوجد في النفس كراهة لذلك. مثل الاستيقاظ لصلاة الفجر النفس قد تتوق الى النوم ولكن ينبغي على الانسان ان يقدم طاعة الله على هوى نفسه وانت حينما تنظر في الاحكام الشرعية قد جاءت لاجل ان يقود الانسان نفسه. لا ان تقوده نفسه ثالثا الرباط هو الملازم في سبيل الله. اصلها من ربط الخيل ثم سمي كل ملازم لتغرب من ثغور الاسلام مرابطا فارسا كان او راجلا واللفظة مأخوذة من الربط فقوله فذلكم الرباط تشبيه بالرباط في سبيل الله وفيه البشارة استمرار الحسنات لان المرابط عمله مستمر رابعا هذه الاعمال هي المرابطة الحقيقية لانها تسد طرق الشيطان الى النفس وتقهر الهوى وتمنعها عن وقوع الوساوس واتباع الشهوات وهذه نفس اذا لم يشغلها الانسان بطاعة الله اشغلته بمعصية الله تعالى خامسا الا اداة تنبيه يدل على اهمية الكلام وهو تقدمة ينبه الفهم ويوقظ الفكر ويستدعي حسن الانتباه سادسا المكاره هي الاسباب يعني الشاقة هي الاسباب الشاقة البرد ونحوه مما فيه مصاعب على الانسان سابعا قال ابن عبد البر هذا الحديث من افضل الاحاديث التي تروى في فضائل الاعمال ومعرفة فظائل الاعمال باب مهم كي لا يفرط المؤمن في الصالحات ثامنا فضل من انتظار الصلاة بعد الصلاة. فان المنتظر كانه في الصلاة والمؤمن لا يزال بخير ما دام ينوي الخير ولا يزال بخير ما دام ان الخير يحبسه هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته