خامس عشر ان الصدقة قد تكون الكلمة حكمة فيتصدق بها على الجهاد وفي هدايتك الطريق لمن لا يعرفها صدقة وفسحك لهم في المجلس والطريق صدقة وهكذا فابواب هذا كثيرة سادس عشر بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال النووي علينا وعليه رحمة الله الثامن عشر عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل معروف صدقة رواه البخاري ورواه مسلم من رواية حذيفة رضي الله عنه هذا الحديث حديث جليل وهو من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم فان مما اشتبى به ربنا نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم ان اتاه جوامع الكلم وهي الكلمات القليلة التي تدر معاني كثيرة. وفي الحديث فوائد عدة المعروف ما يفعل من اعمال البر والخير. وهو ضد المنكر والمعروف وما جاء في الشرع انه معروف فافعال المعروف كثيرة جدا وابواب الخير واسعة والسعيد من استثمر اوقاته وشغل نفسه بطاعة الله تعالى وعمر عمره بالعمل الصالح والعلم النافع والانسان يصل الى العمل الصالح بالعلم النافع العلم النافع هو طريق للعمل الصالح ثانيا المعروف يتضمن الطاعات الباطنة كالايمان والاخلاص والحب في الله والطاعات الظاهرة في الانفاق فيما يحبه الله والوفاء بالعهد وغير ذلك من الاعمال الكثيرة جدا ثالثا الصدقة ما انفقته لوجه الله وصاحب الصدقة يغمره الثواب والجزاء وكذا صاحب العمل المعروف لانه احسن العمل وقدم المعروف الذي عرف بالشرع حسنه رابعا في الحديث تذكير وتحفيز للهمم في العمل الصالح وعدم التفريط به خامسا ابواب الخير كثيرة متعددة مفتوحة لذوي اليسار وغيرهم ومن لم يجد ما يتصدق به فليكثر من اعمال الخير الكثيرة سادسا في الحديث حث لذوي اليسار على الصدقة اذ ان من لم يجد الصدقة يفعل من الخير بابوابه الواسعة ثم انه قد جعل الصدقة اصلا تقاس عليها الاعمال وفي ذلك ملمح الى وجوب شكر المنعم بالصدقات وغيرها وملمح مهم ان فاعل الخير كالمتصدق على نفسه لان فاعل الخير يؤول نفع فعله على نفسه سابعا الحرص على نفع الاخرين فالصدقة ينتفع منها المحتاج وكاد الاحسان اليه بالفعل او الجاه وان تلقاه بوجه طليق وان تدين له القول وان تدخل عليه السرور ثامنا على المؤمن ان لا يحتقر شيئا من المعروف وان لا يفرط بشيء من العمل الصالح فان الله لا يظلم مثقال ذرة تاسعا في الحديث تذكير ان يستخدم المؤمن النعم في مرضات مفضيها والصدقة قد تكون من المال. وقد تكون من العرض فاذا بذل الرجل جاهه في حاجة اخيه المسلم كان ذلك صدقة عرضه كما اذا اعانه بماله كان ذلك صدقة ماله عاشرا ممن عرف الصدقة تعريفا علميا الطبري في تفسيره فقال الصدقة في المتعارف انما هي اعطاء الرجل ذا الحاجة بعض املاكه ابتغاء ثواب الله عليه حادي عشر قال ابن رجب مبينا لاحد الحديثين فهذا الحديث قد اشار اليه الامام مسلم الى انه من رواية جابر واشار الى رواية حذيفة قال ومعنى هذا ان الفقراء ظنوا ان لا صدقة الا بالمال وهم عاجزون عن ذلك فاخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم ان جميع انواع فعل المعروف والاحسان صدقة ثاني عشر سميت الصدقة صدقة لانها من تصديق الوعد بنفع الطاعة عاجلا وثوابها اجلا. وهي تدل على صدق ايمان العبد ثالث عشر من المعروف ان يتصدق الرجل على زوجته باعفافها كما في الحديث في بضع احدكم صدقة يعني على اهله لانه قد تشتد حاجتها ويعظم فقرها من ذلك الى ما لا يمكنها الظعف ان تذكره. ولا تبدي ما بها من الحاجة اليه رابع عشر من هذا الباب تصل الصدقات الى من لا يقبل صدقة الاموال فان الانسان قد يؤثر الرجل بمجلسه او يرفعه عليه او يقدم سؤاله او حاجته قبل حاجته ويكون المحسن ويكون المحسن اليه في ذلك غنيا لا يقبل صدقات الاموال فهذا الفقه في الاحتساب يجعل الصدقة مكتوبة حتى على الغني في هذا الحديث حثا للعباد على الحرص على اعمال الخير والبر وذلك لما يترتب عليها من الاجر والثواب الجزيل عند الله فكل عمل صالح يعمله الانسان. وكل خلق حسن يتخلق به فانه يكتب له به اجر صدقة اذا اخلص نيته لله لذا ينبغي على المؤمن ان يروض نفسه على طيب الخصال وان يحتسب في ذلك الاجر عند ربه تبارك وتعالى سابع عشر من الاداب والشيم التي حث عليها الحديث وهي من علامات مروءة العبد وشهامته اعانة للحاجة الملهوف الذي يحتاج الى معاونة غيره له ومن كان حريصا على هذا العمل فان الله تعالى سيرفع قدره عنده كما انه سيرفع قدره بين العباد كرامة له ومثوبة على فعله هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته