بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين ام ما بعد قال النووي علينا وعليه رحمة الله التاسع عشر عنهم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مسلم يغرس غرسا الا كان ما اكل منه له صدقة وما سرق منه له صدقة تأمل ما اغفل منه له صدقة فالانسان يؤجر على هذا وما سرق منه له صدقة باعتبار لما الانسان يسرق منه شيء فيحتسب الاجر عند الله ويصبر ولا يرزقه احد الا كان له صدقة يعني لا يأخذ منه احد شيء الا كتب له ثواب قالوا في رواية له اي لمسلم فلا يغرس المسلم غرسا فيأكل منه انسان ولا دابة ولا طير الا كان له صدقة الى يوم القيامة وفي رواية له لا يغرس مسلم غرسا ولا يزرع زرعا فيأكل منه انسان ولا دابة ولا شيء الا كانت له صدقة ثم قال وروياه جميعا اي البخاري ومسلم. من رواية انس رضي الله عنه ثم قال ليرزأه اي ينقصك فاتى هنا بفائدة جديدة او هذا الحديث فيه فوائد جليلة اولا استهل البخاري كتاب المزارع بالاية والحديث الذي فيهما الدليل على مشروعية الزرع وترغيب الناس به. قائلا باب فضل الزرع والغرس اذا اكل منه وقول الله تعالى افرأيتم ما تحرثون اانتم تزرعونه ام نحن الزارعون لو نشاء لجعلناه حطاما ثانيا من النعم التي يمتن الله بها على عباده ان سخر لهم هذه الارض ليزرعوا بها فيخرج لهم منها الاطعمة المختلفة وفي هذا دعوة للعبد الى التفكر والاكثار من الحمد لله تعالى على هذه النعمة العظيمة الانسان ينظر الى نعمة التمهيد للارض وينظر الى ما يخرج منها ثالثا ان العبد مهما كان عالما في الزرع واجتهد في اصلاح زرعه فانه لا ينبت له شيء ما لم يقدره الله عز وجل رابعا الترغيب في الزرع لما فيه من الاجر العظيم فكل من اكل منه كتب به صدقة للزارع خامسا في الحديث تنبيه عن احتساب الحسنات بفعل الخير مع كل ذي كبد ومن ذلك الحيوان والطير فانها خلق الله سادسا عمارة الارض واستثمار النعم ليترقى المؤمن بذلك في درجات العبودية ويترقى في الاقبال على الله تعالى سابعا من كانت له ارض فاكل منها الانسان او الحيوان او الطير فهو صدقة يثاب عليها وينبغي على صاحب الارض ان يكون محتسبا الاجر ثامنا في الحديث الترغيب في خلق العطاء والتسامح واعانة المحتاجين لذا تكررت كلمة صدقة في الحديث مرارا تاسعا فضل الزرع والغرس وانه من افضل الاعمال الدنيوية. واكثرها اجرا لما يقوم عليه من امر ابن ادم وغيره من الطير والحيوان عاشرا الزراعة من فروض الكفاية. قال القرطبي الزراعة من فروض الكفاية فيجب على الامام ان يجبر الناس عليها. ومن كان في معناها من غرس الاشجار ولذلك الانسان لما يستحضر هذه انه يؤدي فرض الكفاية عن الناس يزداد اجره بذلك هذي عشر فضل الله على العباد واسع حيث تعددت له ابواب الخير وروافد الحسنات فتجد ابواب الخير كثيرة جدا تاني عشر كل مسلم سواء كان حرا او عبدا مطيعا او مقصرا يعمل العمل المباح ينتفع منه الحيوان والانسان يؤجر على ذلك واذا عظمت النية عظمت ثواب يعني اي عمل استحضر انه ينتفع منه الاخرون فانت لما تكون عندك دكان ولديك عشرة عمال احتسب الاجر في هؤلاء ثالث عشر الايمان يشرد لقبول الاعمال واستحقاق ثوابها رابع عشر على المؤمن ان ينوي بغرسه وعمله ووظيفته ان يتقوى المسلمون على عبادة الله خامس عشر المسبب الى الخير له اجر بما نفع به سادس عشر المصالح والمنافع اذا انتفع الناس بها كانت خيرا لصاحبها وان لم ينام. فانما زاده خيرا على خير فاتاه الله خيرا كثيرا سابع عشر شخصية المؤمن تجمع خيري الدنيا والاخرة. واذا الانسان يعمر الدنيا ويعمر الاخرة. ويجعل ما في هذه الدنيا بلاغا للدار الاخرة ثامن عشر نقلنا في الفائدة الاولى قول البخاري عند تبويبه للحديث وقد بوب الباب الذي بعده بقوله باب ما يحذر من عواقب الاشتغال بالة الزرع او مجاوزة الحد الذي امر به وهذا من دقته حتى لا ينشغل الانسان بالنعمة عن شكر المنعم هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته