بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين. اما بعد قال النبوي علينا وعليه رحمة الله وعن ابن مسعود رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال هلك المتنطعون قالها ثلاثا رواه مسلم اي قال هلك المتنطعون هلك المتنطعون هلك المتنطعون والنبي صلى الله عليه وسلم كان احيانا يعني يعيد الكلمة ثلاث مرات لاجل ان تعقل عنه قال النووي رواه مسلم ثم قال المتنطعون المتعمقون المشددون في غير موضع التجديد. هكذا عرفنا وهذا الحديث يرويه مسلم والبغوي رواه بسنده من طريق مسلم فقال المتنطع المتعمق في الكلام الغالي ويكون الذي يتكلم باقصى حلقه مأخوذ من النطق. طبعا هو النطق اللي هو اعلى الحنك وفي هذا الحديث يحذر النبي صلى الله عليه وسلم من التنطع والتنطع هو التقعر في الكلام والذي يتنطع بكلامه او بقوله او بفعله او برأيه او بغير ذلك مما يعده الناس خروجا عن المألوف وهذا من التنطع التنطع في الكلام وايضا من التنطع التشدد في الامور الدينية والدنيوية. فتجده يشدد في امر الدين ويشدد في امر الدنيا ويبالغ في الامر فيما لا يوجبه الشرع وذلك يعني كل ذلك من شدد على نفسه في امر قد وسع الله له فيه فانه يدخل في هذا الحديث وترك كل مظاهر التنطع من الاداب الحسنة التي جاء بها الاسلام. لان كل صفة مذمومة نحن مطالبون بما يقابلها من الصفات الجيدة وقد كرر النبي صلى الله عليه وسلم قوله هلك المتنطعون ثلاثا تهويلا وتنبيها على ما فيه من الغائلة وتحريصا على التيقظ والتبصر دونه. لان الانسان مطالب ان يمتثل احسن الامور وجاء في كتاب التيسير في شرح الجامع الصغير تفسيرا لهذه الكلمة. يقول اي المتعمقون المتقعرون في الكلام الذين يرمون بجودة سبيكه سبي قلوب الناس او اراد الغاليين في عبادتهم بحيث تخرج عن قوانين الشرع قال الغزالي اولئك قوم شددوا على انفسهم فشدد الله عليهم قال ومن ذلك حال الموسوس هذا الموسوس الذي يبالغ في الامر ويبالغ هل بقيت نجاسة ام لم تبقى نجاسة والانسان يسيل النجاسة اذا كانت موجودة. واذا علمها واستطاعها. اما اذا لم يعلمها ولم يستطع فهو غير مكلف. فلماذا يشدد الانسان على ما لم يشدد عليه يقول وانت ما امرت ان تصلي وانت متطهر وثوبك طاهر بل تصلي وتعتقد انك متطهر وثوبك طاهر قد توضأ المصطفى صلى الله عليه وسلم من مزادة مشرك. طبعا من مزاجه مشرك الرواية وعمر من جرة نصرانية ولو عطشوا لشربوا منه وشرب النجس حرام وكذا كل ما صادفته في يد رجل مجهول لك الاكل منه تحسينا للظن لان الاصل في الاشياء الطهارة وهذا الحديث فيه فوائد جديدة اولا كل من ابتدع في الدين شيئا او دقق على عباد الله وعمق ما لم يأذن به الله ولم يشرعه النبي صلى الله عليه وسلم فهو الهالك المحتقد وزر كل من اهلكه بتنطعه ثانيا المتنطعون هلكوا في الدين كما هلك الرهبانية ونحوهم ثالثا ذم التعمق في الدين بحيث يتجاوز الحد المطوفي فان الشريعة سمحة ولن يشاد دين احد الا غلبه رابعا كراهة التقعر في الكلام بالتشدق. وتكلف الفصاحة واستعمال وحشي اللغة ودقائق الاعراب في مخاطبة العوام ونحوهم خامسا دم التعمق في البحث والمبالغة فيما لا فائدة به ولا سيما فيما لا نستطيع اذا كان مما لا حاجة اليه في الدين سادسا الاقتصاد في العبادة والاعتدال فيها والتوازن في حياة المسلم هو الامر المطلوب هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته