بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد بالاسناد الى الامام النووي علينا وعليه رحمة الله قال في باب الصبر من كتابه رياض الصالحين وهو الحديث الخامس والاربعون وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس الشديد بالصرعة انما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب. متفق عليه بين النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ان القوي الشديد ليس هو ذاك الذي يصرع الناس بدأ القوي في الحقيقة هو الذي يصرع نفسه ويصرع هواه اذا صارعت نفسه او صارعه هواه فيكون قد ملكها وتهكم فيها وهذه العبادات التي نحن نعبد الله فيها هي تعودنا ان نقود انفسنا لا ان تقودنا انفسنا حينما يدع الانسان نومه فيذهب الى الصلاة حينما يترك الدفء ويذهب الى الوضوء حينما يخرج المال حبا في الله حينما يترك الاهل والبلد ويذهب الى الحج والعمرة وهكذا فهذه هي القوة الحقيقية ففي الحديث الشريف الحث على ان يملك الانسان نفسه عند الغضب وعلى الانسان اذا غضب عليه ان يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وان كان قائما فليقم وان كان قاعدا فليضطجع وان خاف خرج من المكان الذي هو فيه حتى لا ينفذ غضبه ثم يندم على قوله او على فعله انه قال بعد الحديث قال والسرعة بضم الصاد وفي الحراء واصله عند العرب من يصرع الناس كثيرا والناس مما يلعبون به ومما يقوون به انفسهم المصارعة من اجل التقوي فالسرعة الحقيقية ان يصنع الانسان نفسه اذا نازعت بديلنا الحنيف يعلمنا المفاهيم الحقيقية للاشياء ويعلمنا مجاهدة النفس وامتلاك زمام النفس وهذه مجاهدة النفس امر شاق على النفوس لكنه ثواب عظيم ولذا اقسم ربنا بالنفس اللوامة وهي النفس التي تلوم صاحبها اذا فعل فعلا غير حسن وفي هذا الحديث الشريف فيه ان الانسان عليه ان يبتعد عن الغضب لان الغضب فيه اضرار جسمية على الانسان حينما تتسارع بدقات القلب ويسير الدم في جسم الانسان سريعا والغضب صفة بشرية انصرف بامور وهو ان الانسان ان يمسك نفسه ولا يجعلها تسير كيفما تريد وفي هذا الحديث حرمة الاعتداء على الاخرين في حالة الغضب وغيرها فاذا كان في حالة الغضب مطالب ان ينجح نفسه في حالة غيره من باب اولى