وعلى الانسان مهما كان اذا نصحه من اهل الخير والفضل فلابد وكان نصحهم صحيحا موافقا للشرع ان يأخذ نصيحتكم وعلى الانسان ان يقف عند حدود الله تعالى وان يتأمل ما فيها الحديث الاخير في هذا المجلس قالوا عن ابن مسعود رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انها ستكون بعدي اثرة وامور تنكرونها قالوا يا رسول الله فما تأمرنا؟ قال تؤدون الحق الذي عليكم وتسألون الله الذي لكم متفق عليه اي اتفق البخاري ومسلم على تخريجه من حديث ابن مسعود وقال النووي عقب الخبر الاثر الانفراد بالشيء عن من له فيه حق الاثر الانفراد بالشيء عن من له فيه حق وقوله قال تؤدون الحق الذي عليكم ولا تسألون الله الذي لكم اي انه يستولي على المسلمين ولاة يستأثرون باموال المسلمين يصرفونها كما شاؤوا ويمنعون المسلمين حقهم والواجب على المسلمين في ذلك النصيحة والسمع والطاعة وعدم الاثارة وعدم التشويش عليهم واسألوا الله الحق الذي لكم من الله لكن ان الانسان لا بد ان يؤدي النصيحة بالطريقة التي لا يثير فيها فتنة لان الفتن مؤذية اذا هذا الحديث وكانني قد يعني تجاوزت حديثا بالخطأ وهو الحديث الخمسون قالوا عن ابن عباس قال قدم عيينة بن حصن فنزل على ابن اخيه الحر بن قيس وكان من النفر الذين يدنيهم عمر في حر بن قيس وعمر قال وكان من القراء في هشام قارئ والقارئ للقرآن المتفهم معانيه وهذي مسألة مهمة القارئ للقرآن المتساهل بمعانيه وعمر بن الخطاب كان يدني القراء ويعظم القراء اصحاب مجلس عمر ومشاورته كهولا كانوا او شبانا. طبعا الكثير من الرجال من زاد على ثلاثين سنة الى الاربعين والشبان معروف الذي هو لم يلدغ هذا العمر. فقال عيينة لابن اخيه يا ابن اخي لك وجه عند هذا الامير فاستأذن لي عليه فاستأذن فاذن له عمر فلما دخل قال هي ابن الخطاب كلمة تهديد في يا ابن الخطاب فوالله ما تعطينا الجزم الجزم اي ما تعطينا العطاء الكثير ولا تحكم فينا بالعدل فغضب عمر حتى هم ان يوقع به وهو يستحق ان يوقع به فهو قد تجاوز حده فقال له الحر شوف هذا قارئ القرآن المتفهم لمعانيه يحث الناس على تطبيق ما في القرآن والعفو والاخذ ليس فقط بالحسب بل بالاحسن فقال له الحر يا امير المؤمنين ان الله قال لنبيه صلى الله عليه وسلم خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين وان هذا من الجاهلين انظر ماذا قال ابن عباس قال والله ما جاوزها عمر حين تلاها اي حين تلاها الحب بن قيس وكان وقافا عند كتاب الله تعالى وهذه هي الميزة العظيمة ان الانسان يكون وقافا عند حدود الله تعالى طبعا هذا الحديث فيه فوائد من فوائده منزلة اهل القرآن وحملة القرآن وهم العلماء العاملون باحكامه وليس اولئك المتكسبين في تلاوته انما هم القارئون القرآن الفاهمون لمعانيه العاملون بهم فيها على ان ولي الامر يتخذ بطانة صالحة من اهل القرآن العاملين به كما حصل لعمر ابن الخطاب وهذا من اسباب النجاح والفلاح وصياغته في باب الصبر على ان الانسان ان يكظم الغيظ ويصبر مطبقا لامر الله فاستحباب الصبر للامام على الرعية والحرص على مصالحهم امر لا بد منه فقد صبر امير المؤمنين عمر بن الخطاب في مواطن كثيرة نحو هذا وفيه على ان الانسان يبتلى من الاخرين لان الناس يتفاوتون في الفهم والعلم ومن احسن ما في هذا الخبر حرص العمر ابن الخطاب على مصلحة الرعية وانه كان ناصحا لهم مقربا اهل القراءة متلطفا مع الاخرين فهذا من اسباب النجاح والتوفيق لهذا الامام العظيم اسأل الله العظيم ان يصلحنا وان يصلح من حولنا وان يصلح حال المسلمين اجمعين هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين