بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه من مشايخه ولجميع المسلمين امين. نقل الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتاب رياض الصالحين في باب بر الوالدين وصلة الارحام. عن عبد الله بن العامري عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما. قال عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي اذا قطعت رحمه وصلها. رواه البخاري. عن عائشة الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الرحم معلقة بالعرش تقول من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله متفق عليه وعن ام المؤمنين ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها انها اعتقت والدة ولم تستأذن النبي صلى الله عليه وسلم. فلما كان يومها يومها الذي عليها فيه قالت اشعرت يا رسول الله اني اعتقت وليدتي؟ قال او فعلت؟ قال نعم. قالت نعم. قال اما انك لو اعطيتني لو اعطيتها اخوالك كان اعظم لاجرك. متفق عليه بسم الله الرحمن الرحيم قال رحمه الله تعالى وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ليس الواصل بالمكافئ. ليس الواصل المراد الواصل حقيقة. الكامل في صلته بالمكافئ والمكافئ هو الذي يعطي بقدر ما اخذ ولكن الواصل حقيقة الذي اذا قطعت رحمه وصلها. هذا هو الواصل حقيقة. ان انه اذا قطعت رحمه بمعنى انهم هجروه وقاطعوه فانه يصلهم. فها هنا ثلاثة اوصاف بالنسبة لصلة الرحم الوصف الاول الواصل وهو الذي يصل رحمه لله عز وجل ابتغاء بثوابه لا يرجو بذلك مكافأة ممن وصله. فهو الذي يعطي ففهو الذي يعطي ولا والوصف الثاني المكافئ. وهو الذي يعطي بقدر ما اخذ. بمعنى ان اقاربه اذا وصلوا وصلهم واذا قطعوه قطعهم والوصف الثالث القاطع للرحم الذي يتفضل عليه ولا يتفضل. بمعنى انه يوصل ولا يصل. ففي هذا حديث حث على صلة الرحم. وان الانسان يصل رحمه ولو ولو قطعوه. ولهذا تقدم ان رجلا اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ان لي قرابة اصلهم ويقطعونني واحسن اليهم ويسيئون الي واحلم عليهم ويجهلون علي. فقال النبي عليه الصلاة والسلام لان كنت كما قلت فكأنما تسفهم المن ولا يزال عليك من الله ظهير اما الحديث الثاني حديث عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الرحم معلقة بالعرش. وهذا حق على حقيقته. يجب امراره على ظاهره من غير تأويل. وفي رواية الرحم سجنة في رواية سجنات من الرحمن يعني ان الرحم مشتقة من اسم الرحمن لله عز وجل. تقول من وصل وصله الله. وقد قال الله تعالى اما ترضين ان اصل من وصلك وان اقطع من قطعك. تقول من وصل من وصلني بالبر والاحسان وانواع الصلة. وصله الله برحمته وعطفه ومعونته ومن قطعني بالهجر وعدم القيام بالحق الواجب للاقارب قطعه الله عز وجل عن رحمته ولطفه ومعونته وغير ذلك. ففي هذا الحديث دليل على الحث على صلة الرحم وانها سبب لوصل الله تعالى لعبد بان يعمه برحمته ولطفه واعانته واحسانه. ومنها ايضا التحذير من قطيعة الرحم. وانها من كبائر الذنوب بان الله تعالى رتب عليها عقوبة خاصة. ولهذا تقدم في قول الله عز وجل فهل عسيتم ان توليتم ان ان تفسدوا في الارض وتقطعوا ارحامكم. اما الحديث الثالث حديث ميمونة بنت الحارث ام المؤمنين رضي الله عنها انها اعتقت وليدة لها اعتقت العتق هو تحرير الرقبة وتخليصها من الرق. اعتقت وليدة يعني امة لها ولم تستأذن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك. فلما كان اليوم الذي يدور عليها فيه لما كان يعني وجد اليوم الذي يدور عليها فيه يعني يقسم لها. قالت يا رسول الله اشعرت اي اعلمت اني اعتقت وليدتي فقال عليه الصلاة والسلام او فعلت؟ يعني اعتقتيها؟ فقالت نعم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم اما انك لو اعطيتها اخوالك اي قرابتك لامك كان اعظم لاجرك. ففي هذا الحديث مسائل منها اولا جواز تصرف المرأة الرشيدة في مالها. وانه ليس لزوجها ان يمنعها من ذلك. فالمرأة اذا رشيدة فلها ان تتصرف في مالها فهي حرة في ذلك. وليس لزوجها ولا لاحد ان يمنعها. ما دام ان تصرفها بحسب الشريعة. وما دام انها رشيدة وهي التي تحسن التصرف. ومنها ايضا مشروعية القسم بين الزوجات بقوله فلما كان اليوم الذي يدور عليها فيه والقسم هو توزيع الزمان بين الزوجات. ان يوزع الزوج الزمان بين الزوجات بحيث يجعل لهذه ليلة ولهذه ليلة ولهذه ليلة والقسم واجب ولهذا قال النبي صلى الله عليه اللهم هذا قسني فيما املك فلا تلمني فيما تملك ولا املك. ومنها ايضا من فوائده مشروعية العتق لاقرار النبي صلى الله عليه وسلم والشارع قد رغب في العتق وهو يتشوف اليه. ولهذا جعل له اسبابا قدرية واسبابا شرعية اختيارية وقهرية. ومن فوائده ايضا فضيلة الصدقة على الارحام والاقارب وانها اعظم اجرا وثوابا من الصدقة على الاباعد. ومنها ايضا ان اقارب الانسان لامه يعني يعني قرابته بامه افضل في اعظم في الاجر من قرابته لابيه او غيرهم. ولهذا قال اما انك لو اعطيتها اخوالك لكان خيرا لك. لكان اعظم لاجلك. وهذا يدل على ان الصلة باقارب الام اعظم اجرا وثوابا من الصلة باقارب الاب. وان كان الكل تجب صلته. ولكن اقارب الام اعظم اولى بالصلة. وذلك لان حق الام مقدم على حق الاب. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الرجل الذي سأله من احق الناس بحسن الصحابة؟ قال امك. قال ثم من؟ قال امك. قال ثم من؟ قال امك. قال ثم من؟ قال ابوك. وفيه ايضا دليل على ان الصدقة على القرابة صدقة وصلة. كما قال كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم صدقتك على ذي القرابة صدقة وصلة. فاذا دار الامر بين ان يتصدق الانسان على محتاج من من على محتاج من اقاربهم وعلى محتاج ليس من اقاربه فصدقته على المحتاج من قرابته هي اعظم اجرا واكثر ثوابا من الغير لانها صدقة وصلة. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى. وصلى الله على نبينا محمد