بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه من مشايخه ولجميع المسلمين امين. نقل الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين في باب فضل احب في الله تعالى عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ان رجلا زار اخا له في قرية اخرى فارشد الله على مدرجته في ملكا وذكر الحديث الى قوله ان الله قد احبك كما احببته فيه. رواه مسلم وقد سبق في الباب قبله. عن البراء بن عازب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال في الانصار لا يحبهم الا مؤمن ولا يبغضهم الا منافق. من احبهم احبه الله ومن اللهم ابغضه الله. متفق عليه وعن معاذ رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تعالى المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء. رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح. بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى وعن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ان رجلا زار اخا له في قرية الحديث وقد سبق الكلام عليه في الباب السابق وان فيه فضيلة زيارة الاخوة في الله عز وجل ومحبتهم. اه اما الحديث الثاني حديث البراء بن عازب رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في الانصار والانصار جمع نصير كاشراف جمع شريف. وهم الاوس والخزرج رجل الذين هاجر اليهم النبي صلى الله عليه وسلم وناصروا الاسلام واهله. واووا المهاجرين وبذلوا اموالهم وانفسهم في سبيل الله. قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم لا يحبهم الا مؤمن. وذلك ما قاموا به من الافعال الجميلة والايادي الفاضلة من نصرة الاسلام ونصرة الرسول صلى الله عليه وسلم وغير ذلك من الاعمال الجليلة. ولا يبغضهم الا منافق. وهذا اعني قوله ولا يبغضهم الا منافق هذا فيما اذا ابغضهم لما قاموا به من الاعمال الجليلة في نصرة الاسلام والمسلمين. واما اذا ابغض واحدا منهم لخصومة فيما بينه وبين او لكراهة شخصية لا تتعلق بما سبق فانه لا يدخل في هذا الحديث وقوله لا يبغضهم الا منافق. المنافق هو من يظهر الاسلام ويبطن الكفر من احبهم احبه الله. من احبهم في الله ولله ولما قاموا به من اعمال جليلة احبه الله. ومن ابغضهم ابغضه الله فكما تدين تدان. ففي هذا الحديث دليل على فضيلة الانصار لان النبي صلى الله عليه وسلم اثنى عليهم في هذا الحديث وفيه ايضا دليل على فضيلة حبهم وان حبهم سبب لنيل محبة الله تعالى اما الحديث الثاني حديث معاذ ابن جبل رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله تعالى ومثله وهذا يسمى حديثا قدسيا وحديثا ربانيا وحديثا الاهيا وهو ما نسب الى الله عز وجل اعني ما رواه الحديث القدسي ما رواه النبي صلى الله الله عليه وسلم عن ربه عز وجل وهو في مرتبة بين مرتبتين بين القرآن الكريم والحديث النبوي فالقرآن ينسب الى الله تعالى لفظا ومعنى. والحديث النبوي ينسب الى الرسول صلى الله عليه وسلم لفظا ومعنى الا ما كان من امور الغيب مما اخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم من الامور الغيبية في الماضي والمستقبل فانه ينسب الى الرسول صلى الله عليه وسلم لفظا والى الله معنى. واما الحديث القدسي فينسب الى الرسول صلى الله عليه وسلم لفظا والى الله معنى. ولهذا لم ينقل بالتواتر ولم يحصل التحدي به ولا الاعجاز. ولا تصح القراءة به في الصلاة وفيه الصحيح والظعيف والموضوع يقول قال الله تعالى المتحابون في جلالي قول المتحابون اي الذين احب بعضهم بعضا لله عز وجل وقول في جلال الجلال العظمة. في جلال اي لاجل جلالي. ففي هنا للتعليم اي ان بعضهم احب بعضا لعظمة الله تعالى. ولما قام به الاخر من طاعة الله. المتحابون في جاري على منابر من نور والمنابر جمع منبر من النبر وهو المكان المرتفع. اي ان مكانهم ورتبتهم يوم القيامة عالية بما قاموا به من التحاب في الله تعالى. يغبطهم النبيون والشهداء. يغبطهم الغبطة هي مثل ما للغير من الخير من غير تمني زواله. اي ان الانسان يتمنى مثل ما انعم الله تعالى به على غيره من غير ان يتمنى زوال هذه النعمة عن الغيب. والنبيون جمع نبي والنبي هو من اوحي اليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه. وعم الرسول فهو الذي اوحي اليه بشرع وامر بتبليغه. فالنبي يتعبد بشريعة من؟ سبق من الرسل وقوله والشهداء جمع شهيد. والشهداء قيل هم العلماء بانهم يشهدون للخلق وعلى الخلق فيشهدون بشريعة الله ويبلغون شريعة الله ويشهدون على الخلق يوم القيامة. ولهذا قال الله تعالى وما يعلم تأويله الا الله. ولهذا قال الله تعالى شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائم بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم. وقيل ان الشهداء هم الذين قتلوا في سبيل الله. اي قاتلوا لتكونوا هنا كلمة الله هي العليا وقتلوا في سبيل الله. ولا مانع من حمل اللفظ على المعنيين جميعا في هذا الحديث وفي الاية الكريمة ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين المراد بالشهداء في الموضعين هم العلماء وهم الذين قتلوا في سبيل الله. فهذا الحديث يدل على فوائد منها فضيلة المحبة في الله عز وجل ولله. وهي ان يحب المرء لا يحبه الا لله. وان ذلك سبب لعلو المرتبة والمكانة يوم القيامة. وفيه ايضا دليل على جواز الغبطة. والغبطة كما تقدم تمني مثل ما للغير من الخير من غير تمني زواله عن الغير. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا يا محمد