بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه من مشايخه ولجميع المسلمين. امين. نقل الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين في باب فضل الحب في الله تعالى. عن ابي ادريس الخولاني رحمه الله قال دخلت مسجد دمشق فاذا فتى براق الثنايا. واذا الناس معك فاذا اختلفوا في شيء اسندوه اليه وصدروا عن رأيه. فسألت عنه فقيل هذا معاذ بن جبل. فلما كان من الغد هجرت فوجدت قد سبقني بالتهجير ووجدته يصلي فانتظرته حتى قضى صلاته ثم جئته من قبل وجهه فسلمت عليه ثم قلت والله اني لاحبك لله. فقال الله؟ فقلت الله؟ فقال الله فقلت الله فاخذ بحبوة ردائي فجذبني اليه قال ابشر فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تعالى وجبت محبتي للمتحابين في والمتجالسين في والمتزاورين في والمتبادلين في. حديث صحيح رواه مالك في الموطأ باسناده باسناده الصحيح. عن ابي كريمة المقدام المهدي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا احب الرجل اخاه فليخبره انه انه يحبه. رواه ابو داوود والترمذي وقال حديث حسن صحيح. بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى وعن ابيه الخولاني رحمه الله وهو من كبار التابعين انه دخل مسجد دمشق فوجد قال فاذا بفتى براق الثنايا والفتى من البلوغ الى الثلاثين وقوله براق الثنايا اي ان ثناياه تلمع وتبرق. لحسنها وبهائها. كانها برق وقيل لكثرة تبسمه فاذا الناس معه يعني مع هذا الفتى فاذا اختلفوا في شيء اسندوه اليه وصدروا عن رأيه وذلك لعلمه وكمال عقله وفقهه. ولكونه من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فسأل عنه قال من هذا؟ فقيل له هذا معاذ بن جبل رضي الله عنه. قال فلما كان من الغد هجرت من الهجير وهو نصف النهار. يعني تقدم وبكر في الذهاب لصلاة الظهر. فاذا بمعاذ رضي الله عنه قد سبقه. وهو يصلي فلما قضى صلاته اتاه فقال له ابو فقال له والله اني لاحبك في الله فقال له معاذ االله يعني اتحلف على ذلك؟ قال الله يعني احلف فكررها مرتين. ثم ان معاذا رضي الله عنه اخذ بحبوة ردائه للاحتباء يعني ما يستر به الانسان نفسه عند الاحتباء من ظهر وساقين. فقال له حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم عن الله عز وجل ان الله تعالى قال وجبت محبتي يعني ثبتت ولزمت وهي كائن لا محالة للمتحابين في الذين احب بعضهم بعضا لله وفي الله. والمتجالسين في يعني الذين يجلسون لله كحلق الذكر ونحوها. والمتزاورين في يعني الذي الذين يزور بعضهم بعضا لله وفي الله. والباذلين في يعني الذين يبذلون انفسهم واموالهم في ففي هذا الحديث دليل على مسائل منها اولا حرص السلف رحمهم الله على العلم والتلقي عن الصحابة رضي الله عنهم وفيه ايضا دليل على فضيلة معاذ ابن جبل رضي الله عنه وامامته لان الناس اجتمعوا عليه وصدروا عن رأيه ومتى اختلفوا في شيء رجعوا اليه. وفيه ايضا من الفوائد مشروعية اخبار من يحبه انه يحبه كما يأتي في حديث المقداد المقدام ابن معدي كريم. وفيه فضيلة التقدم الى المسجد وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم تقدموا واتموا بي. فقوله تقدموا هذا يشمل التقدم زمانا تقدم مكانا وفيه فضيلة هذه الصفات التي ذكرها معاذ ابن جبل رضي الله عنه وهي المحبة في الله في الله والبذل في الله. الجلوس لله عز وجل ذكرا واقراء للعلم ونحو ذلك اما الحديث الثاني حديث مقدام ابن معد كذب عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اذا احب الرجل اخاه يعني اخاه المؤمن احبه في الله ولله. ومثل ذلك المرأة اذا احبت المرأة فان الحكم واحد. اذا احب الرجل اخاه فليخلق اخبره اي ليعلم وليقل له اني احبك في الله وفي ذلك فائدتان اعني في اخبار من تحبه انك تحبه لله فائدتان. الفائدة الاولى انك اذا اخبرته وبمحبتك له ازداد محبة لك ومودة وقربا. والفائدة الثانية انه يقبل منك ما يصدر من نصيحة والتذكير والمشورة والموعظة لانك تحبه فهو يعلم انك ناصح لك. فهذا الحديث يدل على مشروعية اخبار الانسان من يحبه في الله ولله انه يحبه لهاتين الفائدتين الاولى انه يزداد محبة الثانية انه يقبل ما يصدر منك من نصيحة ومشورة وموعظة وتذكير. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى صلى الله على نبينا محمد