بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين. امين. نقل الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين باب فضل الحب في الله تعالى والحث عليه. واعلام الرجل من من يحبه انه يحبه. وماذا يقول له اذا اعلمه؟ قال الله تعالى محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم. الى اخر السورة. وقال تعالى والذي حين تبوأ الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر اليهم بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى باب فضل الحب في الله. اي بيان النصوص الواردة في الحب في وما جاء من الحث على ذلك والترغيب فيه. والحب في الله هو ان يحب المرء لا يحبه الا لله لا يحبه لغرض من اغراض الدنيا اما لمكانة او منزلة او جاه او مال او غير ذلك وانما يحبه لله اي لما عنده من التقوى. وما عنده من الطاعة وما عنده من الاستقامة. ونحو ذلك هذا هو الحب في الله. ان تحب الشخص بما يحمل لما عنده من تقوى الله عز وجل. ولما عنده من طاعة الله ولمنهجه واستقامته وصلاحه ثم ذكر المؤلف رحمه الله الايات في هذا الباب قال قال الله تعالى محمد رسول الله محمد اسم من اسماء النبي صلى الله عليه وسلم وسمي بذلك لكثرة خصاله الحميدة عليه الصلاة والسلام فهو حامد ومحمود. وقد ذكر هذا الاسم في القرآن في اربعة مواضع. الموضع الاول في سورة ال عمران قال الله عز وجل وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم والموضع الثاني في سورة الاحزاب قال الله تعالى ما كان محمد ابا احد من رجالكم. والموضع الثالث في سورة محمد الذين كفروا صدوا عن سبيل الله اضل اعمالهم. والذين امنوا وعملوا الصالحات وامنوا بما نزل على محمد. والموضع الرابع في سورة الفتح كما في هذه الاية محمد رسول الله. وقول محمد رسول الله اي مرسل من عند الله عز وجل حقا كما قال تعالى هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله. والذين معه يعني الصحابة رضي الله عنهم وقوله معهم المعية تقتضي المصاحبة والذين معه اشداء على الكفار. هذا خبر الجملة الاولى. اشداء على الكفار فهم على الكفار اشداء كما قال تبارك وتعالى اعزة على المؤمنين اذلة على الكافرين. وقال عز وجل يا ايها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم. وقال عز وجل يا ايها الذين امنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظا رحماء بينهم. اي ان بعضهم يرحم بعضا ويعطف على بعض. وهذا من صفات المؤمنين. قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. وقال النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن للمؤمن البنيان يشد بعضه بعضا. فمن اوصافهم ان بعضهم يرحم بعضا ويشفق على بعض ويحنوا على بعض رحماء بينهم تراهم يعني ايها المخاطب ركعا سجدا يعني حال كونهم راكعين ساجدين. والركوع هو الانحناء تعظيما لله تعالى. والسجود هو الخرور على الاعضاء السبعة. ذلا لله وخضوعا له انما خص الله عز وجل الركوع والسجود من بين سائر اركان الصلاة لان الركوع فيه تعظيم قل الرب والسجود فيه قرب منه. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم اما الركوع فعظموا فيه الرب. واما السجود فاكثروا فيه من الدعاء. وقال اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد. فالركوع يجتمع فيه ثلاثة انواع من انواع التعظيم لله. ففيه تعظيم قلبي وفيه تعظيم فعلي وفيه تعظيم قولي التعظيم على القلب هذا عام في جميع الصلاة. الانسان يركع معظما لله. وفيه تعظيم وفيه تعظيم فعلي فانه اذا ركع فان ركوعه يكون تعظيما لله عز وجل فهو يعظم الله تعالى ويعظم الله تعالى بفعله. وفيه تعظيم القول لان المصلي يقول في ركوعه سبحان ربي العظيم. والسجود اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد. تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا. يبتغون ان يطلبون فضلا من الله عز وجل وعطاء ورضوانا. يعني انه مخلصين لله تعالى في ذلك. وقوله ورضوانا يعني زيادة على الفضل والرظوان اعظم كما قال تعالى ورضوان من الله اكبر يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم الاية ففي هذه الاية الكريمة دليل على فوائد منها اولا الثناء على الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى اصحاب رضي الله عنهم بما فيهم من جميل الصفات والافعال والاخلاق. وفيه ايضا دليل على فضيلة الركوع والسجود. لان الله تعالى خصهما من بين سائر اركان الصلاة. وفيه ايضا فضيلة الصلاة لان الله تعالى ذكرها من بين سائر العبادات. ومنها ايضا من فوائده ان الركوع والسجود ركنان من اركان الصلاة لان الله تعالى عبر بهما عن الصلاة. قال اهل العلم ومتى كالن الشارع عن العبادة ببعض فان هذا يدل على ان هذا البعظ ركن فيها. فاذا عبر الشارع عن العبادة بشيء منها او بجزء منها فان هذا يدل على ان هذا الجزء ركن من اركانها وواجب من واجباتها. كما في قوله عز وجل وقوموا لله دليل على وجوب القيام. قال واركعوا مع الراكعين. يلين على وجوب الركوع. وقال عز وجل في النسك لقد صدق الله رسوله والرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام ان شاء الله امنين محلقين رؤوسكم ومقصرين. وهذا يدل على ان الحلق او التقصير من المناسك وانه واجب من الواجبات. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد