بسم الله الرحمن الرحيم. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال المؤلف رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدا المرسلين في باب فضل في باب فضل بر اصدقاء الاب والام والاقارب والزوجة وسائر من يندب الى اكرامه وعن عائشة رضي الله عنها قالت ما غبت على احد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة رضي الله عنها وما رأيتها قط ولكن كان يكثر ذكرها. وربما ذبح الشاة ثم يقطعها اعضاء. اعضاء ثم ما يبعثها في صدائق خديجة فربما قلت له كأن لم يكن في الدنيا امرأة الا خديجة فيقول انها كانت وكانت وكان لي منها الولد وكان لي منها ولد. متفق عليه. وفي رواية وان كان ليذبح الشاة فيهدي في خلقه منها ما يسعهن. وفي رواية كان اذا ذبح الشاة يقول ارسلوا بها الى اصدقاء خديجة. وفي رواية رواية قالت استأذنت هالة بنت خويلد اخت خديجة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرف استئذان خديجة ترتاح لذلك فقال اللهم هالة بنت خويلد قوله فارتاح هو بالحاء وفي الجمع بين الصحيحين ترتاع بالعين ومعناه اهتم به بسم الله الرحمن الرحيم قال رحمه الله تعالى وعن عائشة رضي الله عنها قالت ما غرت على احد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة بنت خويلد. قولها ما غرت من الغيرة. وهي انبعاث نفسي وخلق النفسي يبعث الانسان على الحمية والانفة واعلم ان المعاني النفسية كالمحبة والغيرة والبغض ونحوها لا يمكن ان تقصر باكثر من وكل ما يقال في تفسيرها فهو اثر من اثارها. وليس حدا او تعريفا لها. فمثلا يعرفون المحبة بانها ميل الانسان الى ما يلائمه. هذا في الواقع ليس تعريفا للمحبة هو اثر من اثار المحبة فالانسان اذا احب مال الى الشيء قول وما غرت على احد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة بنت خويلد. وذلك من كثرة ما يكثر النبي صلى الله عليه وسلم من ذكرها. تقول وما رأيتها قط لانها رضي الله عنها اعني خديجة توفيت قبل ان يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله عنها. قالت وكان يكثر من ذكرها هذا من اسباب غيرتها رضي الله عنها ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يكثر من ذكر خديجة يكثر من ذكر افعالها وفعالها ومناقبها ومآثرها ومحاسنها. فكانت تغار من ذلك فقالت له رضي الله عنها كأن لم يكن في الدنيا الا هذه المرأة يعني خديجة فيجيب النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك انها كانت وكانت فيذكر من المحاسن والمآثر والمناقب. وكان لي منها ولد لان اولاد النبي صلى الله عليه وسلم سبعة كلهم من خديجة سوى ابراهيم فانه من ماريا القبطية. اما بقيتهم وهم ستة ابنان اربع بنات فانهن فانهن من خديجة. ولبنان هما القاسم وبه كان يكنى وعبدالله. واما البنات فهن اربع ام كلثوم ورقية وزينب وفاطمة. ولهذا قال عليه الصلاة والسلام وكان لي منها ولد. وفي رواية ان انه كان يذبح الشاة فيبعثها في صدائق خديجة رضي الله عنها. وهذا هو الشاهد من الحديث للباب وهو اكرام صدائق الزوجة وخلائلها ومن بينها وبينهم مودة. وفي رواية النهالة بنت خويلد وهي اخت خديجة رضي الله عنها استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم اي طلبت الاذن بالدخول. وكان صوتها يشبه صوت اختها خديجة. فذكر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك او تذكر ذلك. وكان يحب ان تأتي اليهم بما في اتيانها من تذكره لها. وفي رواية انه قال اللهم هالة يعني اللهم اجعلها هالة ففي هذا الحديث برواياته دليل على مسائل منها اولا فضيلة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وهذه الفظيلة من وجوه اولا ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يكثر من ذكرها. والانسان اذا احب شيئا اكثر من ذكره. وثانيا من من محبته عليه الصلاة والسلام انه كان له منها ولد. وثالثا انه كان عليه الصلاة والسلام يذبح الشاة ويبعث بها الى خلائلها وصدائقها. ورابعا ان الله تعالى امره ان ابشرها ببيت في الجنة من قصب. وكل هذا دليل على فضيلتها رضي الله عنها. ومنها ايضا بيان شدة محبة الرسول صلى الله عليه وسلم لزوجته خديجة رضي الله عنها وذلك انه كان يكثر من ذكرها بل ان هالة وهي اختها اذا استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم ارتاح لذلك. يعني رأوا فيه رأوا حالة نفسية تعتريه بسبب تذكره لخديجة بنت خويلد رضي الله عنها. ومن فوائده ايضا ان الغيرة امر قد جبر الله تعالى عليه بني ادم وانه مما لا يلام الانسان عليه ما لم يكن سببا في اثم ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم لم ينكر على على عائشة رضي الله عنها حينما قالت كأن لم يكن في الدنيا الا هذه المرأة وحينما قالت انك تكثر من ذكرها لم ينكر عليها ذلك لان هذا مما تقتضيه الطبيعة والجبلة. وكل امر تقتضيه الطبيعة والجبلة فان الانسان لا يلام عليه ما لم يكن فيه ضرر او تعد على الاخرين وفي ايضا من الفوائد ان من الاحسان الى الزوجة بعد موتها ان يكرم الانسان صديقاتها. فكان النبي صلى الله عليه وسلم يذبح الشاة ويبعث بها الى خلائلها والى اصدقائها ويستدل به ايضا يستدل بهذا الحديث على ان ثواب الاعمال الصالحة يصل الى الاموات. وان الانسان اذا عمل عملا صالحا للميت او اهدى ثوابه للميت فان ثوابه يصل الى ذلك. ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يضحي عن نفسه وعن ال محمد وعن امة محمد. ولولا ان ثواب هذا العمل يصل الى من نواه لم يكن لنيته ولنطقه بذلك فائدة. ولهذا قال فقهاؤنا رحمهم الله ان اي قربة فعلها الانسان وجعل ثوابها حي او ميت نفعه ذلك. فكل قربة يعني كل عبادة وطاعة. فعلها الانسان وجعل ثوابها لمسلم حي او ميت نفعه ذلك. وسواء نوى العمل الصالح للغير قبل ابتدائه به. او في او بعد انقضائه. فصور ذلك ثلاث. الصورة الاولى ان ينوي العمل الصالح للغير من الاحياء والاموات. قبل ان يبدأ به والسورة الثانية ان ينويه في اثنائه والسورة الثالثة ان ينويه بعد فراغه وانتهائه منه وكل هذا مما يصل الى ثوابه لكن كما سبق افضل ما يقدم للغير من الاحياء والاموات هو الدعاء كما قال الله عز وجل والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم. وقال النبي صلى الله عليه وسلم اذا مات ابن ادم انقطع عمله الا من ثلاث صدقة جارية او علم ينتفع به او ولد صالح يدعو له. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد