بسم الله الرحمن الرحيم. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه به اجمعين. قال المؤلف رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد المرسلين. في باب فضل بر اصدقاء الاب والام والاقارب والزوجة. وسائر من يندب الى اكرام وعن انس ابن مالك رضي الله عنه قال خرجت مع جرير ابن عبد الله خرجت مع جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه في سفر فكان يخدمني فقلت له لا تفعل. فقال اني رأيت الانصار تصنع برسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا اليت اليت الا اصحب احدا منهم الا خدمته متفق عليه بسم الله الرحمن الرحيم قال رحمه الله تعالى وعن انس ابن مالك رضي الله عنه قال خرجت مع جرير ابن عبد الله البجلي رضي الله عنه في سفر فكان يخدمني يعني وهو اسن مني فهو اكبر من انس ابن مالك رضي الله عنه فقال له انس رضي الله عنه لا تفعل اي لا تخدمني وانت اكبر مني سنا. فقال رضي الله عنه لقد رأيت الانصار يصنعون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا اي شيئا عظيما. فالابهام هنا للتعظيم. ايصنعون اي اي معه شيئا عظيما من خدمته والتودد اليه والاحسان اليه. وقد اليت يعني حلفت على نفسي لا اصحب احدا منهم الا خدمته والانصار رضي الله عنهم الانصار علم بالغلبة على الذين ناصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم واووه وهم قبائل الاوس والخزرج وانس ابن مالك رضي الله عنه منهم. ففي هذا الحديث دليل على فوائد منها اولا فضيلة ومنقدة لجرير بن عبدالله البجلي وذلك من تواضعه وخدمته لانس ابن مالك رضي الله عنه مع انه اصغر منه سنا. ومنها ايضا مشروعية خدمة اهل العلم والفضل. والاحسان اليهم. وان فهذا من اكرام العلم واكرام الفضل. ومنها ايضا فضيلة الانصار رضي الله عنهم بما به من ايواء رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومناصرته باموالهم وانفسهم. وقد اثنى الله تعالى عليهم في كتابه ورسوله صلى الله عليه وسلم في خطابه قال الله تعالى والذين تبوأوا الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر اليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما اوتوا. ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة. ومن اشح نفسه فاولئك هم المفلحون. وقال عز وجل والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه. وقال تعالى لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والانصار الذين اتبعوه في ساعة بشرى وقال النبي صلى الله عليه وسلم اية الايمان حب الانصار واية النفاق بغضهم. وقال عليه الصلاة والسلام لا يحب الانصار الا مؤمن. ولا يبغضهم الا منافق. فمن احبهم احبه الله. ومن ابغضهم ابغضه الله رواه البخاري فالمشروع لنا ان نكرم هؤلاء الانصار الذين نصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم وان نحبهم بقلوبهم وان نترضى عليهم بالسنتنا. ومن فوائد هذا الحديث ايضا مشروعية ان المشروع لمن سافر مع جماعة ان يحرص على خدمتهم والقيام بما يلزمهم من الحقوق لان هذا من تواضع وهو من الادب ايضا ومن الادب ان يصبر ايضا على ما يحصل له من رفقائه في السفر من اذى او او نحوها فيصبر على ذلك. ويداريهم ليكون معظما محترما بينهم. ومن الادب ايضا ان هنا طلق الوجه رضي النفس والبال. وان يحاول ادخال السرور على اخوانه الذين معه في السفر لاجل ان يكون اليفا مألوفا بينهم. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى. وصلى الله على نبينا محمد