بها وان الولد الذي في بطنها منه فلما ولدت جرى هذا الاكرام من الله عز وجل ان جاء لهذا العبد وبيانا لصدقه وانه بريء من تلك التهمة فتكلم لما قال من ابوك قال ابي الراعي الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فقد روى الامام مسلم في صحيحه من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال لم يتكلم في المهد الا ثلاثة ثم ذكرهم النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وهم عيسى ابن مريم ما جاء في قصة جريج من الولد الذي اتهم به وانه ابوه من الزنا الرضيع الذي راجع امه وحاورها قوله صلى الله عليه وسلم لم يتكلم في المهد الا ثلاثة هذا الحصر هو في من تكلم من بني اسرائيل والا فقد دلت الادلة على ان الذين تكلموا في المهد اكثر من ذلك منهم شاهد يوسف ومنهم صاحب المرأة التي الرظيع الذي كان مع المرأة من اصحاب الاخدود ومنهم ماشطة فرعون الربيع الذي كان مع ماشطة ولد فرعون و غير ذلك وعدهم بعضهم سبعة. وقيل ان النبي صلى الله عليه وسلم وهذا الجواب اسد ان قيل ان النبي صلى الله عليه وسلم انما حصرهم في هذا الحديث لانه اخبر بهم ثم اخبر بغيرهم. لان ممن ذكر ممن لم يأتي ذكره في هذا الحديث هم من بني هم من بني اسرائيل فيوسف عليه السلام من بني اسرائيل والشاهد ليس من بني اسرائيل وكذلك فيما يتعلق آآ البقية يحتمل انهم ان بعضهم من بني اسرائيل لكن الجواب على كل حال بهذا اجاب العلماء فمنهم من قال ان الحصر لمن تكلم من بني اسرائيل وله وجه وقيل من تكلم ممن اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك الوقت ثم زيدا فاخبر فزادوا الحديث فيه بيان هذه الاية العظيمة التي اجراها الله تعالى لهؤلاء اكراما لهم فكل هذا من الكرامات التي اكرم الله تعالى بها عباده. ومن الايات الدالة على عظيم قدره فهو جل وعلا الذي انطق كل شيء. انطق هؤلاء في المهد يعني وهم صغار لا يحسنون حديثا ولا يردون خطابا ولا يفهمون جوابا هذا هو الاصل في حال من كان رضيعا في المهد عيسى ابن مريم جرى منه ذلك عندما جاءت به مريم فقالوا انى لك هذا؟ فاشارت اليه قالوا انى لك هذا؟ فاشارت اليه ثم قال اني عبد الله اتاني الكتاب وجعلني نبيا صاحب جريج دعته امه فلم يجبها ثم كان ما كان من ان دعت عليه ان يريه الله وجوه المومسات فابتلي بان اتهمته واحدة منهن بانه زنى واما القصة الثالثة وهي سبب ايراد هذا الحديث في هذا الباب في رياض الصالحين فهي فهي قصة امرأة قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم وبين صبي يرظع من امه فمر رجل راكب على دابة فارهة يعني حسنة وشعرة جميلة يعني وشعرة حسب على دابة فارهة وشارة حسنة يعني جميلة فقالت اللهم اجعل ابني مثل هذا يعني في هذا العلو والجمال السعة في المال ترك الصبي الثدي ونظر الى هذا الرجل الذي دعت امه اقبل اليه فنظر اليه فقال اللهم لا تجعلني مثله اللهم لا تجعلني مثله ثم اقبل على ثديه يرظع على ثدي امه يرظع ثم مرت امرأة ثم مرت هذه المرأة معها صبيها بامرأة جارية يضربونها وهم يقولون زنيت سرقتي وكانت تقول حسبي الله ونعم الوكيل فترك الثدي وقال اللهم لا تجعل اللهم اللهم اجعلني مثلها فلما انقضت هاتان الحادثتان تراجعت الام مع صبيها الذي يرظع فقالت له اني مررت اني رأيت انه مر بنا هذا الرجل حسن الهيئة فقلت اللهم اجعل ابني مثله فقلت اللهم لا تجعلني مثله مررت بهذه الامة وهم يضربونها ويقولون سرقتي وزنيتي فقلت اللهم لا تجعل ابني مثلها فقلت اللهم اجعل اللهم اجعلني مثلها يعني تسأله وتستخبره ما الذي جعله يقول هذا؟ فقال اما هذا فهو رجل جبار اي مستكبر عال على الخلق واما هذه فانهم يقولون زنيت سرقتي ولم تزني ولم تسرق فقلت اللهم اجعلني مثلها الشاهد من هذه الحال او من هذه القصة هو ان الانسان لا يغتر بالظواهر مهما ادهشته واعمت بصيرته فان العبرة ليست بالمظاهر والصور انما العبرة بالحقائق والمخابر وما اكنته الظمائر فهذا هو الذي يكون به السبق عند رب العالمين وهذا يفيد فائدتين الفائدة الاولى ان يعتني الانسان بقلبه اصلاحا وعناية وتطهيرا وتطييبا من كل افة فان صلاح القلوب هو الذي يحصل به السبق عند علام الغيوب والفائدة الثانية انه لا ينبغي للانسان ان يكتفي فيما يكون من حال الناس بالظاهر الذي قد يكون مخالفا للمخابر وهذا لا يعني ان ينقب عن قلوب الناس ولا عن ان ولا ان يشق عن بواطنهم لكن لا يغتر والا فالانسان يجري الاحكام على الظواهر. ولهذا لما قال خالد بن الوليد للنبي صلى الله عليه وسلم في الرجل الذي قال دعني اقتل قال اني نهيت ان اقطع عن قتل المصلين قال خالد كم من مصل يقول في بلسانه ما ليس في قلبه فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم قال لم اومر بان انقب عن قلوب الناس ولا ان اشق عن بطونهم فنبه الى ان الحكم يجري على الظاهر. لكن هذا فيما يتعلق بالاحكام التي تتعلق بالتعامل واما فيما يتعلق بالسبق فلا تغتر بمظهر والمنازل عند الله لا تقاس بالمظاهر انما تعلم بالمخابر ومعك النت بالصدور وما حوته الظمائر وهذا لا يعلمه الا الله عز وجل قد يبدو من الانسان ما يبين باطنه ويكشف سره لكن نحن مأمورون في الدنيا ان نجري الامور على ظاهرها والحكم على الناس ليس بظواهرهم عند الله عز وجل بل بمخابرهم ان الله لا ينظر الى صوركم ولا الى اجسامكم ولكن ينظر الى قلوبكم اعمالكم هذا الحديث فيه هذه الاية العظيمة وهي كرامة من الله عز وجل الذي اكرم هؤلاء بان انطق بين ايديهم الصبيان في المهد الربيع في المهد ليبقى يعني حق او لنصرة مظلوم او اقامة شاهد على صدق دعوة وهذا شأن الكرامات فان الكرامات انما يجريها الله تعالى لعباده اما انقاذا لهم من كرب وشدائد واما نصرة للحق فهي في كل احوالها لاحقاق حق واظهاره وازهاق باطل و دحضه بخلاف ما يجريه اصحاب الشعوذة من خوارق العادات فانها لا تكون الا على نقيض ذلك. اما لباطل اقرارا او ترويجا ودعوة الى شر اللهم الهمنا رشدنا واصلح بواطننا واكرمنا بصلاح قلوبنا واستقامة اعمالنا وصلى الله وسلم على نبينا محمد