الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فقد جاء في الصحيحين من من حديث حارثة ابن وهب الخزاعي رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الا اخبركم باهل الجنة اي باوصافهم الا اخبركم باهل الجنة يعني اوصافهم التي يتصفون بها. قال قالوا بلى يا رسول الله قال كل ضعيف متضعف لو اقسم على الله لابره ثم قال صلى الله عليه وسلم الاخبركم باهل النار يعني باوصافهم التي يتصفون بها وخصالهم التي يكونون عليها فذكر ايضا ثلاث خصال فقال صلى الله عليه وسلم كل عتل كل عتل جواض مستكبر هذا الحديث فيه بيان ووصف اغلبي لاهل الجنة ووصف اغلب لاهل النار اي وصف يغلب على اهل الجنة واوصاف تغلب على اهل النار الاوصاف التي ذكرها لاهل الجنة جعلنا الله واياكم من منهم ثلاثة وكذلك التي ذكرها لاهل النار ثلاثة اما الجنة فهي دار النعيم الكامل الذي اعد الله تعالى فيها لعباده الصالحين ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر واما النار فهي الدار التي يعذب الله تعالى بها من عصاه وخلف امره كفرا او نفاقا او معصيته و لكل دار اهل واهلها هم الذين عملوا بالطريق الموصل اليها بالاعمال الموصلة اليها النبي صلى الله عليه وسلم ذكر في اوصاف اهل الجنة ثلاثة ظعيف والمقصود بالظعيف هنا التواضع وعدم العلو في الارض وليس المقصود بالظعف هنا ضعف البدن او ظعف الانسان في شأنه وامره. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن القوي خير من المؤمن الظعيف فالضعيف هنا في وصف اهل الجنة اي الذي يتواضع ولا يعلو على الخلق ولا يترفع عليهم وقوله صلى الله عليه وسلم متضعف اي تأكيد لهذا الوصف بهذه الرواية بكسر العين متضعف اي انه يبالغ في التواضع ويخفض جناحه للناس ويبعد عن كل ما يكون فيه مظاهر علو وارتفاع على الخلق تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا. والعاقبة للمتقين جعلنا الله واياكم منها اما الوصف واما على الوجه الثاني متضعف يعني يستضعفه الناس بفتح العين يستضعفه الناس ويحتقرونه لما يرون من تواضعه فيظنون ان هذا التواظع سببه عدم المكانة او عدم الرفعة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم رب اشعث اغبر ذي طمرين يعني لباس خفيف لا كبر فيه ولا علو لو اقسم على الله لابره اي لو دعا الله لاجابه ولو قال يا الله والله لتفعلن كذا لفعل الله تعالى ما ما حالف عليه فمتظعف ان يستضعفها الناس ويحتقرونه لا لكونه اهلا للاحتقار لكن لان الناس تعميهم المظاهر آآ يقيمون الناس وينظرون اليهم بمراكبهم وملابسهم وانسابهم ونحو ذلك من امور الدنيا فهي التي تخفظ وترفع عند الناس والذي يخفض ويرفع عند الناس هو مدى القرب من الله جل في علاه. هو مدى تحقيق التقوى هذا الذي يرفع ان اكرمكم عند الله اتقاكم ولما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن خير الناس اجاب الصحابة قالوا اتقاهم لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم من خير الناس اجاب الصحابة اتقاهم خير ما يتصف به الانسان ويعلو به على غيره من الناس هو التقوى فالتفاضل بها اما الوصف الثالث قال لو اقسم على الله لابره. وهذا يدل على صدقه وتمام يقينه وجميل ظنه بربه لو اقسم على الله يعني لو حلف على الله لنفذ الله جل في علاه ما اقسم عليه. مثل ان يقول والله لا انجون منه هذه الكربة والله لا ادركن كذا والله لاحصلن كذا يحصل لهما يريد يبر الله قسمه اي يمضي الله تعالى ما حلف عليه وهذا لا يكون الا مع حسن الظن به انا عند ظن عبدي بي فكلما عظم علم العبد بربه وكلما عظم حسن ظنه بالله وحسن الظن فرع عن العلم بالله ادرك الانسان من الله ما يؤمن لو اقسم على الله لابره. يعني لامضى ما يريد وما حلف عليه وقيل لاجابه في دعائه هذه ثلاثة اوصاف وهي دائرة على التواضع في النفس وعدم العلو على الخلق والبعد عن كل ما يكون سببا العلو على الخلق وحسن الصلة بالله عز وجل وجميل الخبيئة والسريرة فان ذلك هو الذي يسبق به الانسان الى رحمة الله في الدنيا والاخرة. يقابله اوصاف اهل النار اعاذنا الله تعالى واياكم من من منها ومن صفات اهلها. الا اخبركم باهل النار؟ كل عتل العتل قيل عظيم الجرم وقيل القوي وقيل غير ذلك في اوصاف العتل والذي يظهر والله تعالى اعلم ان العتل هو الجموع المنوع المشفق على الدنيا الذي يقبل عليها بنهم في جمع منها كلما تيسر له من حل او حرمة. ومنوع لا يعطي الحقوق ويبخل بما معه. هذا العتل كل عتول عتل في اقباله على الدنيا وقوة طلبه لها ورغبته فيها وجواظ قيل في الجواب انه كبير الجرم ايضا وقيل في وصفه غير ذلك المقصود بالجواظ هو صاحب النهم في امر الدنيا فهو تأكيد لمعنى عتل وقيل صاحب اللسان البذيء والكلام القبيح وعلى كل حال المعنى متقارب في ان الجواظ هو المقبل على الدنيا الغليظ الجافي قبيح المعاملة فهو يجمع الدنيا بكونه عتلا ويسيء التعامل مع الخلق بكونه جواظ فالجواد هو صاحب اللفظ السيء القاسي الجافي الغليظ اما الوصف الثالث فهو الباعث على ما تقدم مستكبر اي طالب للعلو على الخلق وكل من طلب على الخلق فهو في سفان لن ينجوا احد ولن يدرك احد بطلب العلو الا النزول لان الله تعالى يعاقب الناس بنقيض مقصودهم لذلك يوم القيامة يحشر المتكبرون مثل الذر يطأهم الناس باقدامهم عقوبة لهم بنقيض عملهم. لما عالوا على الخلق واستكبروا حشرهم الله تعالى كالذر يوطؤون بالاقدام يوم البعث والنشور فالمستكبر هو كل من طلب العلو على الخلق. اما بماله او بنسبه او بجاهه او ولده. او ببلده او باي سبب من اسباب العلو على الخلق. حتى من علا على الخلق بالطاعة يخيب لان الطاعة لا لا تحمل الانسان على العلو الذي يستكبر على الناس بانه يقرأ القرآن ويقيم الصلاة يؤتي الزكاة هذا ما عمل لله لو عمل الله لما وجد في نفسه هذا العجب والعلو على الخلق بل لا تزيد الطاعة العبد الا انخفاضا وذلا لاهل الايمان وتواضعا كما قال الله تعالى في وصفهم محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم فهذه هي الصفات التي تكون لاهل النار والصفات التي تكون لاهل الجنة. ملخص صفات اهل النار الاقبال الشديد على الدنيا اساءة المعاملة مع الخلق العلو عليهم نسأل الله ان يسلمنا واياكم من كل افة وان يجعلنا من اهل التواظع والذل له لاوليائه واهل الايمان. وان يحسن اخلاقنا وان يزيننا بزينة الايمان وان يصرف عنا كل سوء وشر. وصلى الله وسلم على نبينا محمد