بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال النووي علينا وعليه رحمة الله باب في وجوب الانقياد لحكم الله تعالى وما يقوله من دعي الى ذلك وامر بمعروف او نهي عن منكر اذا الانسان في هذه الحياة يعيش مطبقا لاوامر الله تعالى ومن دعي الى ذلك عليه ان يستجيب قال الله تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما التسليم الكامل بالقلب واللسان والجوارح وقال تعالى انما كان قول المؤمنين اذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم ان يقولوا سمعنا واطعنا واولئك هم المفلحون ولذلك الانسان لما يوعظ او يقال له اتق الله عليه ان يستجيب لشرع الله تعالى قال وفيه من الاحاديث حديث ابي هريرة المذكور. هذا تقدم برقم مئة وستة وخمسين في اول الباب قبله وغيره من الاحاديث فيها ثم قال النووي عن ابي هريرة رضي الله عنه قال لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم لله ما في السماوات وما في الارض وان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله اشتد ذلك على اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم بركوا على الركب وتأمل ان الصحابة كانوا حينما يسمعون شيئا من القرآن يحفظونه اولا ويتأملونه ثانيا ويعملون به ولذلك لما تأولوا ما في هذه الاية جاءوا الى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا اي رسول الله هذي حرف نداء القريب يعني يا رسول الله كلفنا من الاعمال ما نطيق الصلاة والصيام والجهاد والصدقة وقد انزلت عليك هذه الاية ولا نطيقها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتريدون ان تقولوا كما قال اهل الكتابين اي اليهود والنصارى اتريدون ان تقولوا كما قال اهل الكتابين من قبلكم سمعنا وعصينا بل قولوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير الانسان يستجيب للشرع ويسأل ربه المغفرة على تقصيره ولذلك في مواطن عديدة جاء الاستغفار عقب العبادة فلما اقترأها القوم اي قرأها وذلت بها السنتهم. تأمل هنا وذلت بها السنتهم. لان القرآن حينما تكرره على لسانك يسهل. واذا كنت مقلل من القراءة يشق عليك انزل الله تعالى في اثرها امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون. كل امن بالله وملائكته كتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسوله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير فلما فعلوا ذلك نسخها نسخها الله تعالى فانزل فانزل الله عز وجل لا يكلف الله نفسا الا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا قال نعم ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا؟ قال نعم ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به. قال نعم واعف عنا واغفر لنا وارحمنا انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين. قال نعم رواه مسلم اذا تأمل كيف ان الامام النووي استشهد بهذا الحديث على ان الانسان اذا دعي عليه ان يستجيب وهذا الحديث فيه فوائد جليلة. اولا دل الحديث على فضيلة الايمان بالله سبحانه وتعالى والانقياد الى اوامره وان العبد اذا رسخ الايمان في قلبه فانه لا يضره ما يخطر على باله من الخواطر ما دام لا ينقاد اليها بل يحرص على مدافعتها ما استطاع الى ذلك سبيلا ومن صدق الله في مدافعة خواطره عصمه الله في جوارحه ثانيا فيه دليل على ثبوت النسخ في الشريعة الاسلامية وهذه الايات نموذج ظاهر من نماذج النسخ في القرآن الكريم ثالثا شدة خشية الصحابة رضوان الله عليهم لربهم تبارك وتعالى وحرصهم على طلب رضوانه وسرعة انقيادهم الى اوامر الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم رابعا يظهر من الحديث شدة شفقة النبي صلى الله عليه وسلم ورحمته بامته من ان يقع عليهم ما يكون سببا في هلاكهم خامسا فضل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم على سائر الانبياء وفضل امته على سائر الامم السابقة سادسا يستحب للعبد ان يحرص على تعلم الادعية الواردة في كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. فيحرص عليها ويكثر من الدعاء بها لانها اشمل الادعية واجمعها سابعا فيه التحذير من اتباع سبيل المغضوب عليهم والظالين من اليهود والنصارى وما كانوا عليه من الاعراض عن شرع ربهم عز وجل هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته