بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال النووي علينا وعليه رحمة الله وعن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال الخازن المسلم الامين الذي ينفذ ما امر به فيعطيه كاملا موفرا طيبة به نفسه فيدفعه الى الذي امر له به احد المتصدقين متفق عليه وفي رواية الذي يعطي ما امر به وظبطوا المتصدقين بفتح القاف المتصدقين مع كسر النون على التثنية باعتبار متصدق وهذا الذي هو مو كل بليصال قال وعكسه على الجمع يعني احد المتصدقين وكلاهما صحيح اي هذا صحيح وهذا صحيح. اذا المسلم جاء في الحديث المسلم لان الكافر لا نية له. وحتى لو نوى لا ينتفع. لان شرط قبل الاعمال الاسلام اما الامين في الحديث فقد اخرج الخائن لان الخائن اثم على فعله ولا يؤجر عليه ينفذ اي يعني يمضي ويجري ما امر به احد المتصدقين او المتصدقين وكلاهما صحيح. اي يشارك صاحب المال بالاجر. اذا الدال على الخير والمشارك فيه ينال اجرا وثوابا كبيرا مثل فاعله والصدقة من افضل انواع الخير والطاعات وسميت الصدقة صدقة لانها تدل على صدق ايمان صاحب الصدقة ولكل من شارك في اخراج الصدقات اجر كالمتصدق نفسه اذا حقق الشروط المرعية في ذلك كما في هذا الحديث فالنبي صلى الله عليه وسلم يذكر ان الخازن المسلم المسؤول عند مخدوميه عن خزائنهم او الموكل بامانة والذي يحفظ الطعام والمال وغيره الامين مع سيده ومع من وكله يعني الامين مع سيده ومع كل من وكله بحفظ ماله لو امر باخراج الصدقة فاخرجها كاملة وبنفس طيبة بنفس طيبة ليس فيها من ولا فيها اذى ولا فيها ان الانسان يتظاهر بالشيء وهو ليس صاحب الشيء ويحب ان يحمد بما لم يفهم فاخرجها كاملة وبنفس طيبة الى من يستحقها كان له مثل اجر المتصدق كما لو اخرجها لنفسه وقد رتب الاجر على اعطائه ما يؤمر به غير ناقص يعني الانسان يؤدي الامانة كما هي وبكون نفسه بذلك طيبا غير حاسدة لمن اعطاه اياه لان لا يعدم النية فيفقد الاجر وهي قيود لا بد منها وينافي هذا ان يكون الخازن متسلطا على ما سمح به صاحب المال في الصدقات فيمنع الخير عن بعض المسلمين باهوائه او انه اعطاه صدقة ليوصلها الى فلان فاوصلها لغيره. لا يحق له ذلك وان اعطاهم فيكون يعني قد انسان يوصلها لهم ولكن بغير طيب نفس وربما من عليهم او وبخهم او اذاهم او تظاهر بشيء وهو ليس اهله فليحذر الانسان هذا لانه لا يوافق المقصد الشرعي من الصدقات وعمل الخير الذي وكل اليهم مع ضياع اجرهم وثوابهم عند الله الحديث هذا فيه فوائد جليلة على الانسان ان يرعاها لاجل ان لا يفرط. اولا في هذا الحديث بيان اثبات الاجر للخادم الذي تصدق باذن صاحب المال وكذلك الموكل ولكن بشرط ان يكون مسلما وان يكون امينا ونجري الصدقة على ما امره به سيده وموكله وان تطيب نفسه بهذه الصدقة ثانيا من الامور التي تدل على عظيم فضل الصدقة هو ان ثوابها لا يعود على صاحب المال فقط بل انه ينال كل من تسبب بها او دعا اليها ثالثا من الاداب العظيمة التي حثت عليها الشريعة الاسلامية الامانة والكرم وطيب النفس وذلك لما فيها من الاثار على المجتمعات الاسلامية فقد تكون سببا في دخول غير المسلمين الى الاسلام رابعا يستحب لمن اراد يستحب لمن اراد ان يفعل فعله من افعال الخير والبر وكان من الامكان ان يجعل غيره يشترك معه في هذا الفعل ان يفعل ذلك ليتحقق له الاجر والثواب على ذلك يعني من يفعل هذا ويجعل وكيل عليه ان يتفكر بانه يشرك المقابل في هذا الاجر لان المؤمن من صفاته انه يحب لاخيه مثل ما يحب لنفسه خامسا فضل الامانة والتنفيذ فيما وكل فيه. وعدم التفريط في ذلك سادسا الحديث دليل على ان التعاون على البر والتقوى يكتب لمن اعان مثل ما يكتب لمن فعل وهذا باب من الخير كبير هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته