بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال النووي علينا وعليه رحمة الله الثاني اي الحديث الثاني في هذا الباب اللي هو باب في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر عن ابن مسعود رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من نبي بعثه الله في امة قبلي الا كان له من اميته حواري الحواريون خلصاؤه وانصاره واصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بامره ولذلك تأمل من هذا الحديث حواريون واصحاب فثمة الاصحاب من صحبه خصيصة في الملازمة والمتابعة والقيام بالامر اذا يقول ما من نبي بعثه الله في امة قبلي الا كان له من امته حواريون واصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بامره ثم انها تخلف من بعدهم خلوف وهذه الخلوف قد يكون خلف خير وقد يكون خلف شر خلف بفتح اللام هو الخلف الخير وخلف اللي هو خالف الشرع اذا هو كل من يجيء من بعدي من نضع يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من الايمان حبة خردل. الحديث اخرجه الامام مسلم في صحيحه. اذا الحواري هم فرساء الخلاصاء والانصار الذين يؤدون الامر والخلف كل من يجيء بعد من مضى وهنا ابن مسعود يروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من نبي بعثه الله تعالى في امة قبلي الا كان له من اميته الا كان له من امته حواريون واصحاب اذا الحواريون جمع حواري وهم خلصاء الانسان الذين اخلصوا في حب انبيائهم وخلصوا ونقوا من كل عيب قال ابن الانباري هم المختصون المفضلون وسمي خبز الحوارى لانه اشرف الخبز وقيل هم الناصرون للانبياء والاصحاب جمع صاحب والصحبة هي الخلطة والملامسة على جهة المحبة يأخذون بسنته اي يعملون بهدي نبيهم ويقتدون بامره وهو بنفس المعنى السابق اي انهم يتمسكون في السير على هذه السنة فلا يحيدون عنها ثم انها تخلف من بعدهم خلوف. اي يأتي من بعد هؤلاء الاصحاب الذين لا يعصون نبيهم خلوف بضم الخاء قال النبوي في شرحه في صحيح مسلم الخلوف بضم الخاوة وجمعه خلف باسكان اللام وهو الخالف بشرط. واما بالفتح فهو الخالف بخير يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون اي يتركون السنة ويعملون بالبدعة وبكل ما لم يأمرهم به الانبياء على خلاف ما كان عليه الاولون من التمسك بالسنة والبعد عن البدعة فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن اي ازال المنكر الذي يأتون به من البدع ونحوها فهو مؤمن ايمانا اكمل من ايمان غيره ممن ينكر التاني او القلب ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن. اي انكر عليهم مخالفتهم باللسان. فهو مؤمن ايضا لكنه في مرتبة اقل من مرتبة المؤمن الذي انكر بلسانه ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن. اي فلم ينكر عليهم بيده ولا لسانه لضعفه او نحو ذلك. فانكر في قلبه بان كره مخالفة لفتهم لنبيهم واتمنى ان لو استطاع على انكار هذا المنكر باليد او اللسان وتأمل الذي يخوض بالمعاصي ويقلب المعاصي نظرا واستماعا ونهب وخلطة هذا ليس بمنكر للمنكر. فليحذر الانسان ليحذر الانسان مجالسة المحرمات مجالسة حقيقية او مجالسة عن بعد وليس وراء ذلك من الايمان حبة خردل اي بذلك لانه لا ينبغي لمن وقر الايمان في قلبه ان يستحسن المعاصي فلا يكرهها. فمن كان هذا وصفه فانه يخشى عليه ان يكون قد استحل محارم الله من فوائد الحديث اولا وجه الدلالة في الحديث هو ما جاء فيه من الحث على الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وان انكار المنكر من شعب الايمان وانه يكون على مراتب فاي مرتبة استطاع الانسان على الاتيان بها فهي دليل على ايمانه ومن لم ينكر المنكر ولن يتغير قلبه له فهذا يخشى عليه ان يكون قد استحل محارم الله ومن فعل هذا الذي يستحل محارم الله فقد اتى شيئا كبيرا ثانيا فيه التحذير من الحيود عن نهج النبي صلى الله عليه وسلم وسنته والتحذير من الابتداع في الدين. لهذا فقد امر النبي صلى الله عليه وسلم بجهاد من كان هذا دابة وسبيله ثالثا من خصال الخير التي دل عليها الحديث والتي يحرص عليها اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عيادة الرجل لاخيه ان مرض او عاد من سفر او نحو ذلك وهي من دلائل المحبة في الله رابعا فيه دليل على تأييد الله تعالى لانبيائه ورسله بان يصطفي الله تعالى لهم اصحابا يعينوهم على نشر هذه الدعوة وتبليغها الى الناس اجمعين ويستفاد من هذا ان على الداعي ان يستعين باخوان له في هذا الطريق المبارك لتحقيق النتائج التي ترضي الله هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته