بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد الحديث الثالث والتسعون بعد المئة وهو الحديث العاشر من ابواب هذا الباب عن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده يقسم النبي صلى الله عليه وسلم وفي هذا القسم تذكير بالمبدأ والميعاد ربنا خلقنا وربنا يميتنا ثم يحيينا وهذا من القسم على الاشياء التي لاجل التأكيد والذي نفسي بيده. لتأمرن بالمعروف ولا تنهون عن المنكر او ليوشكن الله ان يبعث عليكم عقابا منهم. ثم تدعونه فلا يستجاب لكم في هذا الحديث ضرورة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وان ترك هذه الفريضة امر وخيم جدا من فوائد هذا الحديث اولا سوء عاقبة اهمال الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو شامل لكلا الامتين. امة الدعوة وامة الاجابة يعني الانسان يدعو هذه الامة التي استجابت يدعوه الانسان الى كتاب الله والى سنة النبي والى التقوى لان كل احد به حاجة الى تذكير فالمسلمون بهم حاجة الى دعوة الى الله لاجل الثبات على الدين ولاجل الزيادة منه ولاجل الحذر من الذنوب والمعاصي ونحو ذلك ولذلك شرعت صلاة الجمعة التي فيها الموعظة ولو ان المؤمن في كل خطبة ينتفع مسألة طفل السنة ينتفع خمسين مسألة وهكذا يزداد الانسان علما وامة الاجابة امة الدعوة لابد ان تدعى الى هذا الدين والى هذا القرآن الكريم والى التعريف بالنبي صلى الله عليه وسلم ربنا يقول ام لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون. فعلينا ان نعرف بهذا النبي وبمعجزاته وبشمائله وبدلائل لنبوته اذا سوء عاقبة اهمال الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو شامل لكلا الامتين امة الدعوة وامة الاجابة ولنتأمل هذا مع الاية الخامسة من سورة الممتحنة. ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا بمعنى لا تسلطهم علينا بسبب ذنوبنا فيفتنوننا ويفتنون انفسهم فانهم اذا رأوا لهم الغلبة ظنوا انهم على الحق فازدادوا كفرا وطغيانا ثانيا اشار الحديث الى امر عظيم وهو اما قيام الامر بالمعروف والنهي عن المنكر واما انزال العذاب وثمة لا ينفع الدعاء في كشف العذاب بسبب عظيم الجناية بترك شعيرة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ثالثا بيان جزاء مخالفة امر الله. وان من جحد حق الله عاقبه الله باعز ما يملك وتعرفون قصة اصحاب البستان الذين اقسموا ليصرمنها مصبحين ولا يستثنون فاهلكها ربنا جل جلاله ولذلك هذه النعم التي انعم الله بها علينا علينا ان نطالعها وعلينا ان نؤدي حق الله فيها حتى لا نعاقب فيها رابعا في هذا الحديث انه اذا لم ينكر المنكر عم شؤمه وبلاؤه بجور الولاة او تسليط الاعداء نسأل الله ان يرحم امة الاسلام اجمعين في كل زمان ومكان. هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته