بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما ابعد الحديث الرابع والتسعون بعد المئة وهو الحديث الحادي عشر في هذا الباب عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه وتأملوا بان هذا الحديث يرويه ابو سعيد الخدري وهو ممن بايع النبي صلى الله عليه وسلم على ان لا تأخذه في الله لومة لائم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال افضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر رواه ابو داوود والترمذي وقال حديث حسن هذا الحديث ينتظم مع الاحاديث السابقة التي مرت وتأمل اننا لما مر بنا الحديث الثاني والتسعين بعد المئة من رواية ابي سعيد الحسن البصري ان عائد بن عمرو دخل على عبيد الله بن زياد فقال اي بني اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان شر الرعاء الحطم فاياك ان تكون منهم فقال له اجلس فانما انت من نخالة اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم تأمل كيف ان هذا الصحابي قد نصح هذا الامير نصحه لشدته بقول النبي صلى الله عليه وسلم وترفق معه اي بني يعني يا بني اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم والخبر قد سمعه مباشرة من النبي صلى الله عليه وسلم ان شر الرعاء الحطناء الذي يحطم الناس ويعنف عليهم فاياك ان تكون منهم. يعني احذرك ان تكون منهم. فقال له اجلس فانما انت من نخالة اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وهذه الكلمة فيها شدة وانتقاص من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولكن ماذا صنع عائد ابن عمرو انجر عليك قال له وهل كانت له النخالة؟ انما كانت النخالة بعدهم وفي غيرهم فهذا الترتيب بدتوا الاحاديث له مزية وتأمل ان عائد ابن عمر هو عائد ابن عمر ابن هلال ابن عبيد ابن يزيد المزني صحب النبي صلى الله عليه وسلم وهنا في كلامي هذا هو يجاهد بلسانه وقد كان يجاهد ببنانه وسيفه يقول اصابتني رمية وانا اقاتل بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر في وجهي فسالت الدماء على وجهي ولحيتي وصدري القصة معروفة وهذا الصحابي كان من الاسخياء وتأملوا ان الانسان لا يكون كريما بالمال حتى يكون شجاعا كان رضي الله عنه من صالحي الصحابة بالغ الكرم والعطاء ولذلك ذكر في ترجمته انه زوج في غداة واحدة اربعين رجلا من مزينب وهم قومه كل امرأة على الف كما كان بعيدا كل البعد عن ايذاء غيره فالقصص في هذا في شجاعته في المال في شجاعته في عدم اذية اخرين في شجاعته في صبره وايضا في شجاعته في مقولة الحق فحديثنا لهذا اليوم يدل اولا ان الجهاد في سبيل الله له صور عديدة فكل ما يعدي عقيدة الاسلام ويرفع راية الدين ويحفظ للمسلمين قوتهم وعزتهم ومكانتهم هو من الجهاد في سبيل الله ومن الجهاد مجاهدة النفس على مقولة الحق احتسابا عند الله تعالى لان النفس تمنع الانسان من مقولة الحق وربنا قال فلا اقتحم العقبة تمنعه نفسه من مقولة الحق مخافة الظرر ومخافة الذهاب شيء دنيوي ولكن الانسان يجاهد نفسه على مقولة الحق فيقولها ويتحمل فيها احتسابا لله تعالى. ورجاء ان تفيد هذه الكلمة المقابل ثانيا كلمة العدل تنبه السلطان الجائر وتردع الولي الظالم وهم المذكورون في الحديث ان شر الرعاء الحطماء ولذلك ينبغي على الانسان يعني ان يكون دقيقا في في نصحه لطيفا في ذلك قاصدا وجه الله تعالى. لان الانسان اذا قصد وجه الله واختار الكلمات والطريقة فان كلماته ستؤدي ثمرتها ثالثا الكلمة المرابهة هنا النصيحة الصادقة لائمة المسلمين وعامتهم بحيث يكون الموقف موقف صدق وارشاد وتوجيه ونصح لان الدين النصيحة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم الدين نصيحة الدين النصيحة الدين النصيحة قلنا لمن قال لله ولرسوله لله وللكتاب ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم. اذا ينبغي على الانسان ان يختار الكلمات الصادقة وان يختار النصيحة وهذه النصيحة لا تسقط عن احد فينبغي على كل احد ان يختار ولا سيما من كان ذا مقربة او ذا قرابة او اهل البيت او الابن فهؤلاء كلهم مطالبون بالنصيحة والتوجيه والارشاد وهذا ديدن المؤمن انه يكون مباركا داعيا الى الخير امرا بالمعروف ناهيا عن المنكر اسأل الله سبحانه وتعالى ان يصلح الجميع وان يبارك للجميع وان يحفظ امة الاسلام وان يرحم امة محمد صلى الله عليه وسلم في كل زمان ومكان