الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فقد جاء في باب وجوب الصيام في باب وجوب الصوم وبيان فضله في كتاب رياض الصالحين ما نقله النووي رحمه الله الله عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال صلى الله عليه وسلم والصوم والصيام جنة والصيام جنة هذا الحديث الشريف الذي بين فيه النبي صلى الله عليه وسلم ثمرة من ثمار الصيام ومنفعة من منافعه وفائدة من فوائده كفى بها فظلا. قال ابن عبد البر حسبك من الصوم. قوله صلى الله عليه وسلم والصيام جنة. يعني يكفيك في فضل الصيام لو لم يرد الا هذا لكان كافيا في بيان عظيم نفعه وكبير فظله وجميل على الانسان في دنياه واخراه والصيام جنة. ما معنى قول النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم؟ والصيام جنة. الصيام هو الامساك عن المفطرات من طلوع الفجر الى غروب الشمس. وهو عبادة وقربة يتقرب بها المؤمنون الى الله عز وجل ضربها عليهم وقوله صلى الله عليه وسلم والصيام يشمل كل صوم سواء كان فرضا او نفلا فان قوله والصيام ام في كل امساك مأمور به او مشروع. سواء امر استحباب او امر وجوب فالصوم ينتج هذه الثمرة لكن اذا كان واجبا كان اثره اعظم وكان فظله اكبر وكانت اثاره على الانسان في معاشه ومعاده اجل اظهر يقول صلى الله عليه وسلم والصيام جنة. جنة اي وقاية فوقاية من ماذا؟ جاء في النسائي جنة من النار وهذا بيان ان الصيام مما يتوقى به الانسان النار وقد جاء ما يشهد لهذا المعنى في الصحيحين من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من صام يوما في سبيل الله باعد الله بينه وبين النار سبعين خريفا وهذا يبين عظيم الوقاية التي تحصل للصائم بهذه المباعدة. ولا شك ان الصوم جنة من النار اذا كان على هذا النحو الذي ذكر صلى الله عليه وعلى اله وسلم يباعد الله بين الانسان وبين النار سبعين خريفا هذا في صيام يوم واحد اذا كان في لله يعني اخلاصا وابتغاء واحتسابا للاجر منه جل وعلا. فكيف اذا صام اياما متتابعة فكيف اذا كان الصوم واجبا؟ فان الحديث في فضل الصوم مطلقا من صام يوما سواء صيام فرض او صيام نفل لكن ما ما لا شك فيه ان صيام الفرظ اعلى اجرا واكبر ثوابا واعظم عواقب جميلة على الانسان في دنياه وفي اخراه. وهذا لا خلاف فيه بين اهل العلم. اذا قوله صلى الله عليه وسلم وصيام جنة اي وقاية من النار لكن ينبغي ان يحرص على المعنى الذي جاء في بعض روايات في بعض روايات النسائي حيث قال والصوم جنة من النار ما لم يخرقها يعني ما لم يقع فيما يفضي الى ضعف هذه الوقاية. فان الصوم جنة ستر ووقاية كما يتقي المقاتل بدرعه ما يكره من اذى الناس. اذا كان الدرع واهي او مخرق فانه سيصيبه من الاذى بقدر ما في جنته ودرعه من الخلل فينبغي ان يكون الصوم على نحو ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ايمانا واحتسابا حتى يحقق هذا المعنى الذي ذكر صلى الله عليه وسلم في قوله والصيام جنة. اذا المعنى الاول في قوله صلى الله عليه وسلم وصيام جنة اي انه ستر ووقاية من النار وذلك بما يكون من توفيق الانسان للعمل الصالح في معاشه ووقايته السيء من العمل في معاشه الذي يثمر الوقاية اية في الاخرة واما المعنى الثاني فقوله صلى الله عليه وسلم والصوم جنة اي يقيه سيء العمل فهو ستر له من الرذائل والقبائح يشهد لهذا المعنى الجملة التي تلي هذه الجملة في قول النبي صلى الله عليه وسلم فاذا كان صوم يوم احدكم فلا يرفث ولا يصخب ولا يجهل فان امرؤ قاتله فان احد قاتله فليقل اني امرؤ صائم. وهذا يدل على ان الصوم يقي الانسان سيء الاخلاق. يقيه اهل يقيه الهيشات ورفع الصوت. يقيه الغضب. يقيه مقابلة الاساءة بمثلها بل يمتنع عن ذلك حفاظا على صومه. وهذا هو المعنى الثاني انه ستر له من الاثام. وستر له من قبائح اعمال ولا شك ان هذين المعنيين صحيحة ان هذين المعنيين صحيح ان وهما متلازمان فانه من توقى سيء العمل وقاه الله وقاه النار. وقاه الله تعالى النار فهما متلازمان. ولهذا اما كان الصوم كافا للانسان عن الشهوات وقبائح الاعمال والخبائث كان وقاية له من النار لماذا لان النار حفت بالشهوات. هكذا قال النبي صلى الله عليه وسلم حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات. فاذا كف الانسان نفسه وبالصوم عن الشهوات كف الله عنه النار ثمرة هذا العمل وجزاء هذا الصنيع. فنسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يعيننا واياكم على الصيام ايمانا واحتسابا. وان يوفقنا الى صالح العمل وان يغفر لنا الخطأ والزلل وان يصون صومنا مما وينقصه وصلى الله وسلم على نبينا محمد