الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذا الحديث الشريف حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه الذي نقله النووي في رياض الصالحين قال فيه النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لخلوف فم الصائم اطيب عند الله من ريح المسك تضمن هذا الحديث بيان فضل الصوم ورفيع منزلته عند الله عز وجل فان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر عن فضيلة ما يعقبه الصوم على الصائم فقال لخلوف فم الصائم وما يخلف ويعقب الشيء والمقصود به ما يكون من تغير رائحة فم الصائم بسبب خلو جوفه من الطعام والشراب هذا التغير عند الله عز وجل بمنزلة رفيعة اي في الاثابة عليه والمجازاة على ما كان سببا له وهو الصوم فيكون ثوابه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في المنزلة اطيب عند الله من ريح المسك اي ارفع وازكى عند الله عز وجل من ريح المسك بهذا يتبين عظيم فضل الصوم فان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ذكر في تشبيه بعظ ما يكون من عاملين بالصالحات مراتب فقال في دم الشهيد يأتي يوم القيامة وجرحه يثعب دما اللون لون الدم والريح ريح المسك وفي الصوم قال اطيب عند الله من ريح المسك فدل ذلك على عظيم منزلته ورفيع درجته. وانه من العمل الذي يكون فيه الانسان يبلغ من الاجر والجزاء من رب كريم مبلغا عظيما يفوق وصف دم الشهيد الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم اللون لون الدم والريح ريح المسك. اذ ان خلوف فم الصائم اطيب عند الله من ريح المسك والظاهر فيما يبدو والله تعالى اعلم ان سبب التفضيل في الصوم بهذه المنزلة وهذه المرتبة هو ما في الصوم من الخفاء كونه من عبادات السر التي لا يطلع فيها على العبد الا ربه. جل في علاه. فلا يعلم حقيقة صوم الانسان الا الله عز وجل اذ الصوم مبناه على امرين امساك بنية. امساك عن المفطرات بنية والنية لا يطلع عليها الا الله عز وجل. وقد قال الله عز وجل وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى وقد استدل بعض اهل العلم بهذا الحديث على كراهية السواك للصائم فيما بعد زوال الشمس لكون ان لكون هذه الرائحة غالبا ما تكون الا في اخر النهار فكره جماعة من اهل العلم التسوق للصائم بعد زوال الشمس لانه ازالة لما اثنى الله تعالى عليه وبين النبي صلى الله عليه وسلم رفيع منزلته عند الله والصواب ان هذا حديث لا يدل على كراهية السواك للصائم بل هو دال على فضيلة الصوم وما يعقبه من الاثار. واما هذه الرائحة فهي لا تكون بسبب بسبب يعود الى الفم بل هي بسبب فراغ الجوف. فمهما استاك الصائم فانها لا تذهب لانها رائحة منبعثة من جوفه لا من فمه ثمان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ندب الى السواك ندبا مطلقا فقال لولا ان اشق على امتي لامرتهم بالسواك عند كل صلاة وفي رواية عند كل وضوء وهذا يشمل الصائم وغيره وفي حديث عامر بن ربيعة انه قال لا احصي ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يستاك وهو صائم فكل هذه مع هذه النصوص وهذا المعنى يدل على انه لا حرج على الصائم ان يستاك اول النهار واخره هو مذهب الامام ابي حنيفة ومالك ورواية في مذهب الامام احمد فيستأك الصائم اول النهار واخره وقد كره جماعة من اهل العلم استعمال السواك الرطب لما قد يفضي من نفوذ شيء الى الجوف فاذا كان الانسان يحتاط من ان ينفذ الى جوفه شيء من رطوبة السواك الرطب فلا بأس باستعماله ولا كراهة فيه وان تلقاه للسواك اليابس كان ابعد عنان يتطرق الى جوفه شيء من السواك اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك واستعملنا فيما تحب وترضى. اعنا على الصالح في السر والعلن وصلى الله وسلم على نبينا محمد