العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قد نقل النووي رحمه الله في رياض الصالحين في باب الوصية بالنساء عن اياس بن عبدالله رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تضربوا اماء الله لا تضربوا اماء الله يعني النساء بما جمع امة وهي بمعنى العبد في الرجل فالمرأة امة والرجل والذكر عبد وكلاهما عباد لله عز وجل فقول لا تضربوا اماء الله يعني لا لا لا تضربوا النساء ويشمل هذا كل هذا الجنس من زوجة اخت بنت وغير ذلك فجاء عمر رضي الله تعالى عنه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ذئن النساء على ازواجهن وهذا جنس من المنهي عن ضربه في قول لا تضربوا اماء الله وهن الزوجات اخبر عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بما حصل من استطالة بعض النساء على ازواجهن فقال النبي يوسف فرخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في ضربهن رخص يعني اذن والرخصة ضد العزيمة وهي ما جاء على خلاف دليل عذر ما جعل خلاف الاصل لعذر ترخيص النبي صلى الله عليه وسلم هو اذنه في ذلك على وجه يحصل به الاصلاح لما اذن النبي صلى الله عليه وسلم حصل ان استعمل بعض الناس هذه الرخصة فطاف برسول الله فطاف بال رسول الله صلى الله عليه وسلم بازواجه واهل بيته نساء كثير يشتكون ازواجهم يشتكون ازواجهن في كونهم يضربون على غير الوجه المأذون فيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد اطاف بال محمد نساء كثير يشكون ازواجهن اي في ما يتعلق بالظرب فقال ثم قال صلى الله عليه وسلم ليس اولئك بخياركم ليس اولئك اي من حصل منهم الاعتداء في الظرب والتجاوز في هذه الرخصة ليس اولئك بخياركم يعني بافاضلكم واهل الخير فيكم واهل السبق في الخيرية رواه ابو داوود باسناد صحيح هذا الحديث الشريف فيه بيان نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ضرب النساء وانه الاصل الذي ينبغي ان يستصحب ولا ينقل عنه الا في حدود ضيقة لا لا يحصل بها مفسدة و يدل لذلك انه رخص والرخصة ظد العزيمة وهي خلاف الاصل ولا تكون الرخصة الا في موطن يحتاج اليه وعذر وعذر يمنح الاذن في ذلك ثم لما حصل الاذن حصل التجاوز من بعض الناس في هذه الرخصة فشكونا النساء للنبي صلى الله عليه وسلم لاهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم فكان منه ما كان من قوله صلى الله عليه وسلم ليس ليسوا اولئك بخياركم. يعني ليسوا باهل الفضل والسبق. وفيهم لا الفوائد ان شكوى المرأة زوجها في اعتدائه وتجاوزه للحد وعدم قيامه بالحقوق ليس ذلك من المحرمة لا سيما اذا كان ذلك لمن يمكن ان ينصفها او يمكن ان يرد عنها ما يكون من الظلم والاعتداء وفيه ايضا من الفوائد ان الخيرية في حسن التعامل مع النساء بالاحسان اليهن فان ذلك هو الخير الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم وخيركم خيركم لاهله وخيركم خيركم لنسائهم في الحديث الاخر فينبغي ان يعلم ان استعمال الضرب ليس من دلائل الخيرية بل هو من علامات عدم ذلك لا سيما اذا كان في ذلك تجاوز بان يضرب ما لا يجوز ضربه او يضرب على وجه المحرم بعنف وشدة او انه يستعمل الضرب في غير موضعه وقد تقدم انه ينبغي ان يستصحب الاصل وهو عدم الضرب. لا سيما وان في هذا الزمان يحصل من الظرب من يحصل بالظرب من المفاسد اكبر ما مما يؤمل من المصالح فلذلك ينبغي ان يعدل عن هذا ويكتفي الانسان بالوعظ والهجر والتذكير الصبر على ما لا يمكن تعديله مما لا تستقيم الحياة الا بالصبر عليه فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يفرك مؤمن مؤمنة ان كره منها خلقا رضي منها اخر اللهم الهمنا رشدنا وقنا شر انفسنا وارزقنا حسن الخلق وصلاح العمل وصلى الله وسلم على نبينا محمد