قالوا وما جائزته يا رسول الله؟ قال يوم وليلة. وفي رواية يومه وليلته وهذا يدل على ان حق الضيف النازل من غير البلد ان يكرم بهذا الوجه الذي ذكره صلى الله عليه وسلم الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد انا قال النووي عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه وعن ابي شريح رضي الله تعالى عنه في صحيح الامام مسلم قال صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه هذا الحديث او هذان الحديث ان اتفقا في اللفظ ببيان حق الضيف من الاكرام قال صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الاخر اي من كان مقرا مصدقا مذعنا منقادا لله عز وجل ومقرا باليوم الاخر الذي هو يوم الجزاء والحساب والاثابة والعقاب فليكرم ضيفه اي يوصل الى ضيفه كل احسان وليكف عنه كل اساءة فالاكرام دائر على هذين المعنيين فعل ما يحسن ويسر وكف ما يؤذي ويسوء فاذا تحقق الانسان من ذلك في قلبه وفي قوله وفي عمله لضيفه فانه دليل ايمانه بالله واليوم الاخر وان قصر في ذلك فانه بقدر تقصيره يفوته نصيبه من الايمان بالله واليوم الاخر وقد ذكر الاوزاعي رحمه الله انه من نزل به ضيف فاطعمه خبز شعير وعنده خبز بر او اطعمه زيتا وخلا وعنده لحم فانه لا يؤمن بالله واليوم الاخر ومقصوده رحمه الله اي لم يحقق الايمان باليوم الاخر على الوجه الذي نودب اليه في قوله صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه والضعيف هو كل من نزل بالانسان ممن يزوره او ينزل به سواء كان من اهل البلد او من غير اهل البلد ودليل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عمرو بن العاص وان لزورك عليك حقا. لزورك اي زائرك ومن نزل بك فالزور هو الزائر سواء كان واحدا او اثنان او او كان واحدا او كان اثنان اثنين او كان ثلاثة وكان من اهل البلد او لم يكن وقوله صلى الله عليه وسلم فليكرم ضيفه الضيف هو من نزل بالانسان في هذا الحديث قال بعض اهل العلم من غير اهل البلد في غير حواضر والمقصود بذلك اكرامه على الوجه الذي ورد في بعض روايات الحديث فليكرم ضيفه جائزته بمنحه وعطيته يوما وليلة من الاكرام الخاص ويمتد ذلك كما في بعض الاحاديث ثلاثة ايام ثم قال صلى الله عليه وسلم ولا يحل لرجل مسلم ان يؤثم اخيه ان يعثم اخيه قالوا وكيف يأثم اخيه؟ قال يضيفه وليس عنده ما يقرئه. يعني ما عنده ضيافته والمقصود الا ينزل الانسان بمن يلحق بهم ظررا او يشق عليهم او يطيل المدة التي تكلفهم فقوله فليكرم ضيفه اي يبدأ بالاكرام تقييد ذلك باليوم والليلة هو على وجه الظيافة الخاصة في حق من ليس من اهل البلد اذا لم يكن هناك مكان يؤويه اما اذا كان هناك مكان يؤيه من فنادق ونزل واماكن فانه لا يلزمه ذلك ولا وليس من الحق الذي يتحقق به الاكرام لكنه من كماله لكن ان كان في مكانا ليس فيه نزل ولا فنادق فان الحق في هذه الحال مؤكد ان يضيفه ويؤويه يوما وليلة ويمتد ذلك الى ثلاثة ايام فما زاد فهو صدقة وقد اختلف العلماء رحمهم الله في حكم اكرام الضيف هل هو واجب او مستحب فذهب الامام احمد رحمه الله الى الى انه واجب للضيف المسلم في غير الحواضر على النحو الذي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم والذي يظهر ان حق الظيافة لكل زائر سواء كان من اهل البلد ولغير اهل البلد في الحواضر وغير لكن فيما فيما نزع فيما كان من الاماكن التي يحتاج فيها الى ضيافة خاصة بعدم وجود مأوى او منزل فان الظيافة تتأكد في هذه الحال ويكون ذلك من اولى ما يدخل في قوله صلى الله عليه وسلم فليكرم ضيفه واكرام الضيف بذل كل احسان اليه حسي ومعنوي. وقد قيل التبسم خير من القراء. يعني كونك تقتسم استقبل ضيفك ببشر وترحيب ووجه طلق خير من ان تقدم له طعاما وانت مستثقل له مكفهر الوجه في وجهه مقطب لا تبحث عما يدخل السرور عليه. فينبغي الانسان ان يعتني بكل اوجه الاكرام لضيفه سواء كان ذلك قوليا او كان ذلك فعليا او كان ذلك حسيا او كان ذلك معنويا. وقد وقد قص الله تعالى خبر خليله في ضيافته اضيافه قال هل وهل اتاك حديث ضيف ابراهيم المكرمين ووصفهم بالمكرمين والمكرم لهم ابراهيم. اذ دخلوا عليه فقالوا سلاما. قال سلام قوم منكرون ما يعرفهم ماذا صنع؟ فراغ الى اهله فجاء بعجل سمين وهذا غاية الاكرام فقربه اليهم. كل هذه من اوجه الاكرام التي قصها الله في كتابه. ليبين حق الضيف وان ذلك من الاخلاق وطيب الشيم ومن خصائل النبيين بل اولي العزم من المرسلين فنسأل الله ان يعيننا واياكم على القيام بحقه وان يعيننا على اكرام ضيوفنا والقيام بما يحسن به حالنا وتستقيم به امورنا وصلى الله وسلم على نبينا محمد