الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فقد نقل النووي رحمه الله في باب بر الوالدين وصلة الارحام عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يجزي ولد والدا الا ان يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه رواه مسلم هذا الحديث الشريف بين فيه النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم عظيم حق الوالد على ولده وانه حق عظيم لا يدرك الولد مجازاة والده عليه اذ ان الوالد سبب وجود الولد ثم انه سبب امداده و تبليغهما يبلغ من القوة والقدرة والعلم والمعرفة قال الله تعالى والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا تدرج الولد في مراقي المعرفة والعلم بفضل الله عز وجل وما سخره له من والد يقوم عليه ويرعاه يدبر شؤونه ويراعي مصالحه ولذلك قال صلى الله عليه وسلم لا يجزي ولد من ذكر او انثى ابن او بنت والدا من اب او ام الا ان يجده مملوكا يعني رقيقا يباع ويشترى فيجد الولد والده يباع ويشترى فيشتريه الولد ويعتقه لله عز وجل فيخرجه من ظلمة العبودية والرق الى سعة الحرية وملك النفس والتصرف المقارنة بين الصورتين يتضح بها عظيم احسان الوالد على ولده فان الوالد اخرج الولد من الظلمة من ظلمة الجهل ومن ظلمة الاعواز والفقر ومن ظلمة الظياع الى سعة العلم والمعرفة والصلاح والقدرة والتمكن وملك المصالح وجميل التصرف كذلك فيما اذا اخرج الانسان رقيقا وهو من يملك ويباع ويشترى من العبودية الى الحرية فقد ملكه نفسه ومصالحه ومنافعه وكان مملوكا لا يملك تصرفا ولا يقدر على شيء من مصالحه لنفسه. انما هو ملك غيره فاذا اعتقه تحرر فقوله لا يجزي اي لا يقابل الولد احسان والده ومعروفه وجميل صنعه فيه الا ان يجد والده على هذه الحال من ملك بالعبودية والرق ثم يخرجه من تلك الدائرة الى دائرة الحرية والتصرف هذه الصورة من العلماء من قال انها تمثيل نبوي لصورة نادرة او محالة الغرض منها والغاية بيان عظيم قدر الوالد على ولده قد عظيم قدر الوالد عظيم قدر حق الوالد على ولده. وانه لا يبلغ مجازاة والده بشيء مهما فعل فانه لا يمكن ان تتحقق هذه الصورة لانه اذا ملك الولد والده عتق بالملك بدون ان يعتقه معنى هذا انه لا يبلغ هذه الصورة لانه لا يمكن ان يشتريه ويقر في ملكه ثم يعتق فقالوا ان هذا من ضرب بالمحال وتصوير الذي لا يقع لبيان ان الولد لا يمكن ان يبلغ مجازاة والده مهما فعل بوالده من الاحسان مهما قدم له من البر مهما قام بعمل صالح تجاه والده فانه لا يجزي والده مهما كان ويذكر في ذلك ان ابن عمر رضي الله تعالى عنه رأى رجلا يمانيا يطوف بالبيت وقد حمل امه على ظهره وهو ينشد ويقول ظهري لها ظهري لها ذلولها المذلل ان اذعر ان اذعرت ان اذعرت ركابها لم اذعر وقال لابن عمر يسأله هل جزيتها من حقها شيء؟ قال لا ولا بزفرة واحدة لا ولا بزفرة واحدة يعني لم تجزها شيئا من حقها ولا بالم من الالم الذي ادركته وقوله صلى الله عليه وسلم الوالد هنا يشمل الاب والام والام اعظم حقا على ولدها من الاب كما سيأتي في بيان قوله صلى الله عليه وسلم من ابرقل امك ثم امك ثم امك ثم قال ثم ابوك هذا الحديث يبين عظيم حق الوالد على ولده. فيه بيان عظيم حق الوالد على ولده. وفيه انه لا يجازي ولد والده هو مهما بلغ من الاحسان وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قد يضرب الصورة المحالة لتقريب المعاني فانه قد يصور الشيء الذي لا يمكن ان يكون لتقريب المعاني وتوظيحها وفيه ان الوالد يعتق بمجرد ملكه وقال اخرون بل الحديث دال على انه لا يعتق الا اعتاق اذا اشتراه فلا يعتق بمجرد الشراء وهذه من مسائل الخلاف والاقرب الذي عليه الجمهور انه يعتق بمجرد الملك لانه لا يجري ملك الولد على والده. اذ هو سبب وجوده اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك واسلك بنا سبيل الرشاد اعنا على القيام بالحقوق وبر والدينا احياء وامواتا وصلة ارحامنا على الوجه الذي ترضى به عنا وصلى الله وسلم ما على نبينا محمد