الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على البشير النذير السراج المنير نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فقد نقل النووي رحمه الله في في باب زيارة اهل الخير وصحبتهم عن عبد الله ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل ما يمنعك ان تزورنا اكثر مما تزورنا فنزلت وما نتنزل الا بامر ربك له ما بين ايدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسيا رواه البخاري. هذا الحديث الشريف يخبر فيهن آآ جبريل عن مقالة النبي صلى الله عليه وسلم وهذا فيما يظهر ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبرهم عن ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل وهو اشرف الملائكة فهو الرسول الذي بين الله عز وجل وبين رسله صلوات الله وسلامه عليهم وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحب جبريل والمؤمنون يحبونه عليه السلام وذلك لما شرفه الله تعالى به واصطفاه جل وعلا ورفع منزلته ولما يأتي به من الخير من رب العالمين بهذا الوحي الذي يخرج الناس من الظلمات الى النور فكان النبي صلى الله عليه وسلم يحب مجيء جبريل محبة له لعظيم منزلته ومكانته عند رب العالمين ولما يأتي به من الخير بما يتنزل من الوحي والقرآن العظيم فكان صلى الله عليه وسلم يرغب في زيارة جبريل فيقول ما يمنعك ان تزورنا اكثر مما تزورنا ما يمنعك ان تزورنا اي تأتي الينا اكثر مما تزورنا يعني اكثر من عدد المرات التي يكون بها مجيئك فنزلت وما نتنزل الا بامر ربك اي نزل قول الله تعالى في جواب النبي صلى الله عليه وسلم على ما رغب ومن نزول جبريل وزيارته قال وما نتنزل الا بامر ربك يعني باذنه جل في علاه وتدبيره وقضائه فهم عباد مكرمون لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون ولذلك لم يكن النزول والمجيء والذهاب وما يأتي به من قبل نفسه بل هو بامر ربه جل وعلا وما نتنزه الا بامر ربك هذا الحديث فيه جملة من الفوائد من فوائده اخبار النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه بما يكون بينه وبين الملائكة وفيه الايمان بالملائكة وهو اصل من اصول الايمان التي لا ايمان احد الا بها وفيه سرور النبي صلى الله عليه وسلم ورغبته بكثرة زيارة جبريل لما في زيارته من الخير وهذا مما استدل به العلماء على استحباب كثرة زيارة الصالحين الذين ينتفع الانسان بزيارتهم زكاء لدينه وصلاحا لنفسه واستقامة لحاله وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم رغب في زيارة جبريل مع علو منزلته صلى الله عليه وسلم فعلو منزلة الانسان لا تحول بينه وبين صحبة الاخيار وانتقائه فانه ينبغي ان يكون الانسان حريصا على صحبة الاخيار مهما كان فان الانسان مدني بطبعه لا غنى به عن مخالطة بني جنسه وفيه من الفوائد ان الملائكة على نحو من الامتثال لامر الله عز وجل فلا يكون منهم الا ما شاء. ولا يكون منهم الا ما يأمر به جل في علاه كما قال تعالى لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد