الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد نقل النووي رحمه الله في باب تعجيل الفطر عن ابي عطية قال دخلت انا ومسروق على عائشة رضي الله تعالى عنها فقال لها مسروق رجلان من اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كلاهما لا يألو عن الخير يعني لا يقصر عنه احدهما يعجل المغرب والافطار ويؤخر والاخر يؤخر المغرب والافطار فقالت من يعجل المغرب والافطار قال عبد الله يعني عبد الله ابن مسعود رضي الله تعالى عنه. قالت هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع وهو مسلم وعن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم احب يقول الله تعالى احب عبادي هي اعجلهم فطرا رواه الترمذي وقال حديث حسن هذان الحديثان الاول في قصة آآ ابي عطية ومسروق مع عائشة حيث سأل مسروق عائشة عن حال اثنين الصحابة رضي الله تعالى عنهما وصف حالهما بقوله لا يألو كلاهما لا لا يألو عن الخير يعني لا يقصر عنه بل يبادر اليه ويسعى اليه ويحرص عليه. لكن اختلف فعلهما في امر الفطر وصلاة المغرب احدهما يعجل المغرب يعني يصليها في اول وقتها و الافطار اي ويبادر الى الافطار والاخر يؤخر المغرب اي لا يبادر الى فعلها في اول وقتها بل يمهل والافطار ليتحقق غروب الشمس فقالت من يعجل المغرب والافطار؟ قال عبد الله يعني عبد الله بن مسعود فسمى الذي يعجل الفطر يعجل المغرب ويعجل الافطار. فقالت هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع. فشهدت للذي كان يبادر الى تعجيل الفطر بانه وافق صنيع النبي صلى الله عليه وسلم وفي هذا الحديث من فوائد السؤال عما اشكى الانسان من العلم فان مسروقا من اجلة التابعين سأل عائشة وفيه بيان اه اه السؤال على وجه يحصل به افهام افهام المفتي وفيه الكنائة التكنية عن من لا يحتاج الى ذكره في السؤال فانه لم يسمي الصحابيين بل قال كلاهما آآ لا يألو الخير وفيه ايضا ذكرهما بما يعرف من الخير وفيه حكمة عائشة رضي الله تعالى عنها فانها اجابته اولا بسؤاله عن الذي يعجل المغرب والافطار فقال عبد الله بن مسعود فقالت هكذا كان يصنع هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع وفي سؤالها من الادب ترك السؤال عن الذي خالف هدي النبي صلى الله عليه وسلم باجتهاد منه وفي السؤال عن من فعل الصواب ذكره بصواب فعله وفيه تثبيت العلم اسناده الى مصدره فانها لما شهدت لاحدهما الصواب قالت هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع فهو الاسوة والقدوة. وكل ما كان على هديه صلى الله عليه وسلم كان خيرا وبرا هدى وهذا يوافق ما ندب اليه صلى الله عليه وسلم في حديث سهل حيث قال لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر. وفيه ان الصحابة قد مجتهدون وقد تختلف اجتهاداتهم كل وكل منهم يدخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم اذا حكم الحاكم فاصاب اذا اجتهد الحاكم فاصاب فله اجران. واذا اجتهد الحاكم فاخطأ فله اجر اي اجر اجتهاده اه دون اجر صوابه. وفي الحديث الاخر حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال الله تعالى احب عبادي الي اعجلهم فطرا. هذا الحديث في اسناده مقال ظعفه بعظ اهل العلم. وعلى القول بثبوته فهو دال على استحباب تعجيل الفطر وان تعجيل الفطر من اسباب تحصيل وادراك محبة الله عز وجل. لكن هذا في حق من فعل ذلك مبادرة الى ما احل الله تعالى ورغبة في الثواب والاجر على العمل بهذه السنة وآآ تعجيل الفطر انما يكون بالاكل في اول وقته فان ذلك هو اوان تعجيل الفطر وسيأتي بيان ذلك ان شاء الله تعالى. وصلى الله وسلم على نبينا محمد