الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فقد نقل النووي رحمه الله في باب توقير العلماء والكبار واهل الفضل عن انس رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ما اكرم فشاب شيخا لسنه الا قيض الله له من يكرمه عند سنه رواه الترمذي وقال حديث غريب والترمذي اذا قال عن حديث انه غريب فهو يشير الى ضعفه وقول انس رضي الله تعالى عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اكرم شاب شيخا لسنه اي ما حصل من فعل شاب في معاملته شيخا اي كبيرا على وجه الاحسان والاكرام في القول او العمل لاجل تقدم سنه الا قيض الله له اي قدر جل وعلا وقضى ويسر من يكرمه عند سنه اي من يعامله بالاكرام عند تقدم عمره فماء هنا شرطية وجواب الشرط في قوله الا قيد ما اكرم شاب شيخا لسنه اي لاجل تقدم عمره وكبر سنه الا قيض الله له من يكرمه لسنه فيكون الجزاء من جنس العمل. هذا الحديث فيه جملة من الفوائد من فوائده الندب الى اكرام الانسان لكبر سنه وقد تقدم في حديث عامر بن شعيب ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس منا من لم يعرف شرف كبيرنا وفي رواية ابي داود لم يعرف حق كبيرنا فاكرام ذي الشيبة المسلم هو من اجلال الله كما تقدم في حديث ابي موسى فاكرام الانسان لتقدم سنه مما تظافرت الادلة على الندب اليه وبيان فظيلته وانه مما يجني به الانسان خيرا عظيما في العاجل والاجل وفي الدنيا والاخرة وهنا ذكر لثواب دنيوي وهو ان يكرم اذا تقدمت سنه يقيض الله من يكرمه اذا تقدمت سنه وفيه من الفوائد ان الجزاء من جنس العمل كما قال تعالى هل جزاء الاحسان الا الاحسان فان الله تعالى يجازي العبد من جنس عمله ولهذا يعفى الله تعالى عمن يحب العفو ويتجاوز عن من يحب التجاوز. ويحسن الى من يحب الاحسان ويكون من الاحسان. ويكرم من يكرم الناس ويحسن معاملتهم وفيه من الفوائد ان ثواب العمل الصالح ان ثواب العمل الصالح منه وما هو معجل ومنه ما هو مؤجل ومن المعجل ما يكون في الدنيا. ومنه هذا الذي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث انه اذا اكرم شيخا لسنه قيد الله له من يكرمه اذا تقدم به العمر عند سنه اي عند كبره وتقدم سنه ولذلك ينبغي للانسان ان يعامل الناس بما يحب ان يعاملوه به وسيلقى ذلك ولذلك قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم من احب ان يدخل الجنة ويزحزح عن النار فلتأتيه منيته وهو يؤمن بالله واليوم الاخر وليأتي الى الناس الذي يحب ان يؤتى يعني يعاملهم بما يحب ان يعاملهم به اعاننا الله تعالى واياكم على البر والتقوى ويسر لنا واياكم الصالح في القول والعمل وجعلنا على احسن من احسن الناس خلقا ومعاملة وجعلنا واياكم هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد