بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال الترمذي علينا وعليه رحمة الله باب ما جاء في فضل الصلاة على الجنازة حدثنا ابو تريب قال حدثنا عبدة بن سليمان عن محمد بن عمرو قال حدثنا ابو سلمة عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى على جنازة فله قيراط ومن تبعها حتى يقضى دفنها فله قيراطان احدهما او اصغرهما مثل احد فذكرت ذلك لابن عمر فارسل الى عائشة فسألها عن ذلك فقالت صدق ابو هريرة فقال ابن عمر لقد فرطنا في قراريط كثيرة قال وفي الباب عن البراء وعبدالله بن مغفل وعبدالله بن مسعود وابي سعيد وابي ابن سعد وابن عمر وثوبان. قال ابو عيسى حديث ابي هريرة حديث حسن صحيح وقد روي عنه من غير وجه قوله باب ما جاء في فضل الصلاة على الجنازة يسوق لك هنا ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من الترغيب في العمل ونحن نعلم بان الانسان اذا لم يعمل اجر الثواب ربما فرط في العمل ولما يعرف الانسان فضيلة هذا العمل سيجد فيه كما ورد في هذا الحديث فيما يتعلق بان عبد الله ابن عمر قد سعى لاجل ان لا يفرط في شيء من ذلك وندم عما فاته لما علم الثواب الكبير قوله حدثنا ابو تريبة محمد ابن علاء ابو تريب المتوفى عن سبع واربعين ومئتين وهو من الثقات الاجلة قال حدثنا عبد ابن سليمان وهو ثقل وهو من تلاميذ عبد الله ابن المبارك عن محمد ابن عامر اللي هو محمد ابن عمرو ابن علقة وابن وقاص الليثي وهو صدوق حسن الحديث وقد تبع في هذا الخبر فارتقى حديثه من الحسن الى الصحة قال حدثنا ابو سلمة وهو ابو سلمة ابن ابن عبد الرحمن ابن عوفة وثيقة جليلة توفي عام اربع وتسعين وقد انتفع نفعا كبيرا من ابي هريرة ومن عائشة رضي الله عنها عن ابي هريرة الصحابي الجليل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى على جنازة فله قيراط ومن تبعها حتى يقضى دفنها فله قيراطان احدهما او اصغرهما مثل احد. اذا الانسان يحصل على اجر عظيم بالصلاة عند الجنازة يقول فذكرت ذلك لابن عمر اي ذكره له عن النبي صلى الله عليه وسلم فارسل الى عائشة فسألها عن ذلك فقال صدق ابو هريرة وهذا يسمى شاهد. حديث حديث صحابي يشهد بحاديث صحابي اخر فقالت صدق ابو هريرة فقال ابن عمر لقد فرطنا في قراريط كثيرة قال الحافظ ابن حجر في الفتح وفي هذه القصة دلالة على تميز ابي هريرة في الحفظ وفيه ما كان الصحابة عليه من التثبت في الحديث النبوي والتحرز والتثبت الحديث طبعا صحيح وسيأتينا ان البخاري قد خرج البخاري ومسلم قد خرج هذا الحديث من طريق اخر الى ابي هريرة قال وفي الباب عن البراء وعبدالله ابن المغفل وعبدالله ابن مسعود وابي سعيد هو ابي بن كعبل وابن عمر وثوبان قال ابو عيسى حديث ابي هريرة حديث حسن صحيح هذا السند حسن والحديث صحيح بسبب المتابعات قالوا وقد روي عنه من غير وجه. هذا مما يرفع شأنه ومما يشرح لنا انه حسن طبعا هذا الحديث اخرجه البخاري في صحيحه وساقه من حديث يعني من حديث ابي هريرة تقوى من رواية نافع يقول حدث ابن عمران ابا هريرة رضي الله عنه يقول من تبع جنازة فله قيراط فقال اكثر ابو هريرة علينا يقول فصدقت يعني عائشة ابا هريرة وقالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فقال ابن عمر رضي الله عنهما لقد فرطن في قراريط كثيرة هذا في صحيح البخاري هكذا نعم والحديث فيه فوائد اولا الترغيب بشهود الجنازة والصلاة عليها ودفنها لما في ذلك من الاجر العظيم والثواب عند الله تعالى ثانيا من تكريم الله تعالى لعباده المؤمنين ان كرم من قام على امرهم بعد موتهم. وهذا من عظيم الفضل والرحمة بالعباد يتسابق الناس الى هذا الفعل. الله خلق الانسان وكرمه هيأ له قبل ان يوجد هيا له هذه الارض المبسوطة والسماء المرفوعة والشمس والقمر يجريان من مصالح العباد فيخرج الانسان الى هذه الدنيا وفيها كل ما يحتاجه الانسان وبعد ان يموت الانسان ربنا قال ثم اماته فاقبره. وقال الم نجعل الارض كفات احياء وامواتا. فربنا قد جعل الارض وعاء للانسان حيا وميتا. فهذا من رحمة الله تعالى. اذا من تكريم الله تعالى لعباده المؤمنين اتنين ان كرم من قام على امرهم. شف الميت يكرم بالغسل والدفن والصلاة والدعاء. وكذلك من قام عليه يكرم بهذا الثواب العظيم الاجر الجليل ثالثا حرص الصحابة رضوان الله عليهم ورغبتهم في القيام بالاعمال الصالحة وتأسسهم على ما يفوتهم من الاعمال التي يترتب عليها الثواب عند الله تعالى رابعا ان العبد الصالح الموفق لا يتأسف على هذه الحياة الدنيا وما فيها من المتاع الزائل وان الذي يستحق يستحق ان يتأسف عليه هو ما يفوته من العمل الصالح الذي يقربه من ربه جل جلاله هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته