كقولنا كان الله رحيما واتصاف الله بالرحمة بكل الازمان في الماضي والمضارع في الماضي والحال والاستقبال وكقولنا الاسلام يحفظ الحقوق وحفظ الاسلام للحقوق في كل الازمنة فان قيل لماذا عبر هنا بالمضارع؟ عبر هنا بالماضي؟ هذه اغراض تدرس في اي سيأتي ومن ذلك قولنا انا ضارب زيدا الان او غدا. مع ان ضارب اسم لا فعل ونقول تعلمك اليوم يفيدك غدا والتعلم واقع في اليوم يعني في الحال ومع ذلك ليس بفعل بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وحياكم الله وبياكم في الدرس الرابع من دروس شرح شذى العرف في فن الصرف للشيخ احمد الحملاوي عليه رحمة الله ونحن في الرابع عشر من شهر ربيع الاخر من سنة اثنتين واربعين واربعمائة والف وهذا الدرس ابثه من بيتي في مدينة الرياض حفظها الله بالامن والايمان نحن في الدرس الماضي كنا قد انتهينا من الكلام على الميزان الصرفي وفي هذا الدرس الرابع سيكون الكلام على تقسيم من تقسيمات الفعل وهو تقسيم الفعل الى ماض ومضارع وامر وذلك ان المؤلف بعد ان انتهى من المقدمات الصرفية بدأ بالباب الاول وهو في صرف الافعال وقال رحمه الله تعالى الباب الاول بالفعل وقد عرفنا من كلام المؤلف في المقدمة انه رتب كتابه على مقدمات صرفية فيها الكلام على تعريف الصرف وبعض مبادئه ثم الكلام على الميزان الصرفي ثم ذكر ثلاثة ابواب فالباب الاول بالفعل وهذا الذي بدأنا به ويعني الاحكام الصرفية الخاصة بالافعال وسيأتي بعد ذلك الباب الثاني في الاسم اي الاحكام الصرفية الخاصة بالاسماء والباب الثالث في احكام مشتركة اي في الاحكام الصرفية المشتركة بين الافعال والاسماء قال رحمه الله تعالى وفيه عدة تقاسيم اي ان الفعل صرفيا ينقسم عدة تقاسيم باعتبارات مختلفة اي بالنسبة الى وجوه مختلفة يعني من حيثيات مختلفة باء سنقسم الفعل صرفيا الى ماض ومضارع وامر والى صحيح ومعتل والى جامد ومتصرف والى مجرد ومزيد وهكذا فبدأ المؤلف رحمه الله تعالى بالتقسيم الاول وقال التقسيم الاول الى ماض ومضارع وامر فهذا هو التقسيم الاول للفعل الى ماض ومضارع وامر وهذا التقسيم هو تقسيم للفعل بحسب الصيغة وهذا هو الصحيح ان تقسيم الفعل الى ماض ومضارع وامر هو بحسب الصيغة لا بحسب الزمان قال ابو حيان في التذليل والتكميل في شرح كتاب التسهيل وهذه القسمة بالنظر الى الصيغ لا بالنظر الى الزمان والفعل بحسب الصيغ ثلاثة اقسام الاول ما كان على صيغة فعل ونحوها ويسمى الفعل الماضي والثاني ما كان على صيغتي يفعل ونحوها ويسمى الفعل المضارع والثالث ما كان على صيغة افعل ونحوها ويسمى اعلاء الامر ولهذا يعبر سيبويه وكثير من المتقدمين بهذه التعبيرات ويعبرون عن الماضي بفعل وعن المضارع بيفعل وهكذا فيقولون هذا يجوز في يفعل ولا يجوز في فعله وهكذا قال سيبويه لاول باب من كتابه واما الفعل فامثلة اخذت من لفظ احداث الاسماء وبنيت لما مضى ولما يكون ولم يقع وما هو كائن لم ينقطع وقوله عن الفعل امثلة اي ابنية عرف الافعال بانها ابنية مختلفة ثم ذكر الازمنة الاصلية لكل نوع من انواع الافعال فجعل انواع الافعال شيئا وبيان ازمانها شيئا اخر حتى المتأخرون يعبرون بنحو ذلك كما قال ابن مالك في الفيته وان يشابه المضاف يفعل وصفا فعن تنكيره لا يعزل وهو يريد بيفعل الفعل المضارع وقد التبس هذا التقسيم عند كثيرين من المتأخرين واكثر المعاصرين وظنوا ان هذا التقسيم بحسب الزمان وابتنى على ذلك خلل واضطراب كبير في فهم مسائل متعلقة بهذا الباب لان من قسم الفعل الى ماض ومضارع وامر باعتبار الزمان بنوا على ذلك اشياء كثيرة مخالفة لواقع اللغة و بواقع كلامي اهل اللغة فمن ذلك انهم عرفوا الفعل الماضي بما دل على حدث في الماضي وعرفوا الفعل المضارع بما دل على حدث في الحال او الاستقبال وعرفوا الفعل وعرفوا فعل الامر بانه ما دل على طلب حدث في الاستقبال وفي هذا التعريف بحسب الزمان خلل واخلال من عدة امور ومن ذلك الاول لو كان التقسيم بحسب الزمان لقيل او لكان هناك فعل للماضي وفعل للحال وفعل للمستقبل بحسب تقسيم الزمان ومن هذا الخلل انه لو كان التقسيم بحسب الزمان لبقيت ازمان لا فعل لها. كالزمان المستمر وكذلك الزمان الحال المستمر الى المستقبل ومن هذا الخلل انه لو كان التقسيم بحسب الزمان لا كان لكل فعل زمان خاص به والواقع اللغوي ان الفعل الماضي قد يأتي للمستقبل و ان الفعل المضارع قد يأتي للماضي ومن هذا الخلل انه لو كان التقسيم بحسب الزمان لقالوا في اسماء هذه الافعال فعل ماض وفعل حال ومستقبل وفعل مستقبل وصارت اسماء انواع الافعال مرتبطة بالزمان ولكنهم لم يفعلوا. وقالوا ماض ثم قالوا مضارع وامر ومن هذا الخلل ان الصيغ ثابتة فتصلح لتكون ليكون التقسيم بناء عليها واما الزمان فمختلف ومتعدد والذي يدل عليه المعنى لقرائنه وسياقاته نعم يكون للصيغة زمان يكثر فيها او يغلب عليها ولكن الصيغة لا تقتضيها ولذا من قال من النحوي ان نفع للماضي ويفعل للحال او المستقبل فيعني زمانهما الاصلي يعني في الاكثر لا ان التقسيم كان بناء على الزمان ومن الخلل ايضا سادسا ان هذه التعريفات بالفعل الماضي والمضارع والامر غير حاصرة ولا مانعة ومعلوم انه من شروط التعريف ان يكون حاصرا مانعا فيكون حاصرا لافراد المعرف فلا يخرج منها شيء ويكون مانعا فلا يدخل في المعرف شيء من افراد غيره ولهذا تجدهم قد احتاجوا بعد هذه التعريفات الى ان يذكروا العلامات المميزة لكل نوع من هذه الانواع ثم تجد ان هذه العلامات المميزة افضل لبيان النوع من هذه التعريفات فتعريف الفعل الماضي بانه ما دل على حدث في الماضي يدخل فيه اشياء ليست من الفعل الماضي كقولهم لم يذهب زيد بالامس فيذهب هنا زمانه الماضي الامس مع انه مضارع وقولهم شتان ما بينكما اي افترق ما بينكما. مع ان شتان اسم لا فعل ونقول تعلمك بالامس يفيدك اليوم مع ان تعلمك اسم لافعل ونقول في الكلام كنت عند كنت عند زيد بالامس وصرت اقول له كذا ويقول لي كذا واقول ويقول هنا فعلان مضارعان مع ان زمانهما المضي فيدخلان في تعريف ما دله على حدث في الماضي وليس بفعلين ماضيين وتعريفهم لفعل المضارع بانه ما دل على حدث في حال او استقبال يدخل فيه ما ليس بفعل مضارع كقولنا ان زرتني اكرمك اي ان زرتني في المستقبل مع ان زار ماض لا مضارع ومن ذلك قوله تعالى وليخشى الذين لو تركوا من من بعدهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فترك فعل ماض ومع ذلك زمانه الاستقبال لانه يقول من بعدهم وقال تعالى اتى امر الله فلا تستعجلوه اي يوم القيامة مضارع بل هو اسم لانه مصدر ونقول اف منك اي يتظجر مع ان اف اسم لا بعلم واما تعريفهم لفعل الامر بانه ما دل على طلب حدث في المستقبل ويدخل فيه نحو قولنا صح بمعنى اسكت وهو يدل على طلب حدث في المستقبل. مع انه اسم لا فعل ونقول فهما للدرس ونطلب منك ان تفهم الدرس مع ان فهما اسم لا فعل واقول لتذهب فاطلب منك ان تفعل الذهاب في المستقبل فدخل في التعريف مع انه مضارع لا امر اذا فهذه التعريفات ليست بحاصرة ولا مانعة ويحتاجون الى تكلف الجواب عن كل ذلك بانه خروج عن الاصل ومن هذا الخلل الذي احدثه دع لهم هذا التقسيم بناء على الزمان تابعا انه خلاف ما يذكره النحويون واهل اللغة في كتبهم كثيرا من ان الفعل قد تختلف صيغته عن زمانه الماضي قد يكون ماضيا في الزمان دون الصيغة وقد يكون ماضيا في الصيغة دون الزمان اذا فلا ارتباط بين الصيغة والزمان ومن ذلك ان النحويين جوزوا عطف الفعل على الفعل بشرط الاتفاق في الزمن فجوزوا ذهبت الى زيد ورجعت فذهب ورجع فعلان متفقان صيغة ومعنى اي زمانا ويجوز ان نقول ذهبت الى زيد ولم ارجع لان ذهب وارجع هنا متفقان في الزمان وهو الماضي وان اختلفا في الصيغة ولا يجوز ان تقول ذهبت الى زيد وارجع بان ذهب فعل ماض صيغة ومعنى اي زمانا وارجع هنا فعل مضارع ليس زمانه المضي فمن الواضح ان النحويين يفرقون بين الصيغة وبين الزمان ومن هذا الخلل ثامنا انه خلاف فعل النحويين اذ يذكرون ان الفعل الماضي والفعل المضارع لهما ازمنة مختلفة وقد يكونان في الماضي قال وفي الاستقبال وفي الزمن المستمر ولهم في ذلك كلام وتفصيل طويل في كتبهم يأتي شيء من ذلك ان شاء الله وبعد ذلك كله اقول ظنا لعل سبب هذا اللبس وابتداءه كان من محاولة تيسير هذا التقسيم تيسيره على المبتدئين او الصغار او لغير المتخصصين ثم تنقل بعد ذلك وانتشر والتيسير غير المنضبط يسبب اخطاء كثيرة في العلوم ولهذا فان التيسير مطلوب وخاصة للصغار والمبتدئين وغير المتخصصين ولكن يجب ان يكون مضبوطا بضوابط علمية منها الا يؤدي الى فهم خاطئ ولذلك نقد بعض المحدثين اللغويين العرب بان تقسيمهم هذا للفعل الى ماض ومضارع وامر بحسب الزمان مخالف لواقع اللغة لاننا نجد ان الفعل الماضي قد يكون في غير الماضي والفعل المضارع قد يكون في غير الحال والاستقبال وهكذا فاذا عرفنا من كل ذلك ان تقسيم الفعل الى ماض ومضارع وامر بحسب الصيغة عرفنا التعريفات الصحيحة لاقسام الفعل وعرفنا ايضا بعد ذلك اقسام الزمان واقسامه على حسب ما يدل عليه المعنى بقرائنه ومعانيه وسياقاته والنوع الاول من الزمان هو الزمان المنقطع والمراد به هو الزمان الذي ذهب وانقضى وانتهى نحن سافرت ثم رجعت في السفر قد انقضى زمانه وانتهى وتقول ذهبت امسي فالذهاب حدث في الامس فلهذا انتهى والزمن الثاني هو الحال والمراد بالحال هو زمن التكلم عندما يكون الفعل وزمان التكلم واحدا فان الفعل واقع في الحال ومن ذلك افعال العقود الدالة على انشاء الافعال لقولك زوجتك يقول لانسان طلباء منك ابنتك او اختك او نحو ذلك وانت الولي فاذا قلت زوجتك فقد اخبرته بحدوث هذا الفعل منك في زمن نطقك بهذه الكلمة اذا فالفعل فعلك وهو التزويج حدث في نفسي وقت التكلم وزمان الفعل هو الحال او لمن اراد ان يشتري منك شيئا فقلت بعتك فالبيع قد حدث في زمن التكلم والزمن الثالث هو المستقبل او الاستقبال وهو الزمان الذي بعد التكلم كقولك ساسافر يعني بعد زمن التكلم قد يكون بعده مباشرة او بعده بمدة قليلة او كثيرة ومن المفهوم ان الفعل اذا كان في المستقبل مثلا الا يشترط فيه ولا يعني ان يكون في المستقبل كله وانما يكون في شيء من المستقبل للسفر قد يحدث في يوم او ساعات او اياما او ايام في الزمن المستقبل ولا يكون في كل المستقبل وتقول ان زرتني اكرمك الفعل زار هنا امانه الاستقبال وان كانت صغته الفعل الماضي كما سبق والزمن الرابع هو الزمن المستمر وزمن مستمر يكون على نوعين اما ان يكون مستمرا في كل الازمان يعني في الماضي والحالي والاستقبال البلاغة واما الزمان فهو الزمان المستمر وقد يكون الزمان المستمر مستمرا في الحال وقت التكلم والاستقبال فيما بعد كقولك لاناس تريد ان تسمر معهم نسمر معا الى الفجر يعني من الان الى الفجر او كقول استاذ لطلابه اشرح لكم هذا الدرس يعني ساشرحه من الان وكذلك في شيء من المستقبل اذا فالزمان اما ان يكون ماضيا منقطعا او حالا او مستقبلا او مستمرا ثم نعود بعد ذلك مع المؤلف رحمه الله اذ يقول ينقسم الفعل ينقسم الفعل الى ماض ومضارع وامر الماظي ما دل على حدوث شيء قبل زمن التكلم. نحن قام وقعد واكل وشرب فالمؤلف هنا عرف الفعل الماضي بحسب الزمان والصواب ان يعرفه بحسب الصيغة ويقول الفعل الماظي ما كان على صيغة فعل ونحوها وسبق لنا في الصرف الصغير وشرحه ان ذكرنا ابنية الفعل الماضي. وهي تسعة عشر بناء صيغة وزنا اربعة منها للمجرد وهي فعل وفعل و اه فعل وهي فعل وفعل وفعل للثلاثي وفعلنا للرباعي المجرد وخمسة عشر بناء الفعلي الماضي المزيد فكل فعل على بناء من هذه الابلية فانه فعل ماض والمؤلف هنا رحمه الله عرف مثل للفعل الماضي باربعة امثلة وكلها كما نرى ثلاثية وكان من المستحسن لو انه نوع في الامثلة بين الثلاثي والرباعي والخماسي والسداسي بين المتصرف والجامد وهكذا فيمثل بذهبه دحرج وانطلق واستغفر وهكذا لكان افضل والامر في ذلك سهل ولان التعريف الذي ذكره المؤلف غير حاصل ولا مانع احتاج الى ان يذكر العلامات التي تميز الفعل الماضي عند غيره التي تميز الفعل الماضي عن غيره فهي من ناحية ادق وايضا هي اسهل على الطالب فقال رحمه الله وعلاماته ان يقبل تاء الفاعل نحو قرأت وتاء التأنيث الساكنة نحو قرأت اندن وشرح هذه العلامات موضعه في علم النحو فلا نتوسع في ذلك فقبول تاء الفاعل وتاء التأنيث الساكنة علامة خاصة بجميع افراد الفعل الماضي بجميع صيغه ولهذا فهي احسن من تعريف المؤلف في ظبط الفعل الماضي واكتشافه والمؤلف كما نرى لم يذكر ولم يتكلم على زمان الفعل الماضي ولهذا نذكر ذلك فنقول بالفعل الماضي اربعة او ازمنة يعني يأتي في كل الازمان ويكون في الماضي المنقطع وهذا هو الاصل فيه والاكثر نحن سافرت ثم رجعت وزرته بالامس وكقوله تعالى لقد نصركم الله ببدر وانتم اذلة والزمن الثاني الحال وهذا يكون في الفعل الماضي الانشائي يعني الذي تنشئ به الفعل وهي في افعال العقود لقولك زوجتك اي اني في زمن التكلم قبلت بتزويجك من موليتي او بعتك اي في زمن تكلمي قبلت شراءك والزمن الثالث هو المستقبل ويكونوا للفعل الماضي متى ما كان زمانه الاستقبال وله مواضع فمن مواضع الفعل الماضي الواقع في الاستقبال الفعل الماضي الدال على الطلب نحن غفر الله لك ورحمك الله فهذا دعاء فمعناه ليغفر الله لك يعني ادعو واطلب من الله ان يغفر لك فانت لا تخبر عن حدوث شيء في الماضي وانما تطلب فيكون زمانه الاستقبال ومن ذلك الفعل الماضي الدال على وعد فالفعل الماضي الدال على وعد يكون زمانه الاستقبال لان الوعد يكون في الاستقبال كقوله تعالى انا اعطيناك الكوثر اي اعطيناك اياه في المستقبل. يعني سنعطيك اياه وكقوله تعالى واشرقت الارض بنور ربها اي ستشرق بنور ربها ومن ذلك ومن ذلك الماضي المعطوف على فعل مستقبل ومن ذلك الفعل الماضي المعطوف على فعل في المستقبل فانه يكون مثل المعطوف عليه لقوله سبحانه وتعالى ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات فالفعل فزع معطوف على ينفخ فيكون مثله في الزمان وهو الاستقبال والمعنى ويوم ينفخ في الصور فيفزع من في من في السماوات وكقوله تعالى يقدم قومه يوم القيامة فاوردهم النار الفعل اورد معطوف على يقدم وهو مثله في الزمان اي يقدم قومه يوم القيامة فيوردهم يوم القيامة النار ومن ذلك الفعل الماضي بعد اداة استقبال فاذا الظرفية ولهذا نقول في اذا انها ظرف لما يستقبل من الزمان لقولنا اتيك اذا طلعت الشمس يعني اتيك في زمن المستقبل وهو اذا طلعت الشمس يعني اذا تطلع الشمس ومن ذلك الفعل الماضي بعد ان الشرطية كقولنا ان زرتني اكرمك اي ان زرتني في المستقبل ومن ذلك عند الاخبار بفعل ماض ام فعل مستقبل اذا اخبرت بالفعل الماضي عن اي فعل سيقع في المستقبل قوله تعالى اتى امر الله فلا تستعجلوه يعني اتى يوم القيامة الذي فيه حسابكم وجزاؤكم يعني سيأتي فلا تستعجلوه وهذا يدرس في البلاغة ويقولون عبر بالفعل الماضي الذي يكثر استعماله في الماضي المنقطع دلالة على تحقق الفعل يعني المبالغة في تأكيده وتحقيقه ومن ذلك قوله تعالى ونادى اصحاب الجنة اصحاب النار يعني سينادي ومن ذلك قوله تعالى وسيق الذين اتقوا ربهم الى الجنة زمرا اي سيقوا يوم القيامة يعني سيساقون وقد يكون زمان الفعل الماضي والزمان المستمر بقولنا كان الله رحيما وحفظ الاسلام الحقوق وقد يحتمل الفعل الماضي اكثر من زمان بحسب المعنى وسياقاته وقرائنه قد يحتمل الماضي والاستقبال ومن مواضع ذلك اذا وقع الفعل الماضي بعد ما يدل على السواء كقولهم سواء علي اقمت ام قعدت اي قعودك وقيامك متساوين عندي في الماضي والحال والاستقبال مع ان القيام والقعود ربما وقع في الماضي فقلت ذلك او تريد ان قيامه وقعوده لو فعلهما في المستقبل فهما سواء عندك فيمكن ان تستعمل ذلك سواء كان الزمان في الماضي او كان في الاستقبال او انك اردت ان تخبر بمطلق ذلك مهما كان الزمان فلهذا يمكن ان نعبر بالاسم عن الفعل هنا فنقول سواء علي قيامك وقعودك وكذلك الفعل الماضي بعد التحضير ادوات التحظيط كهلا واذا قلت هلا اجتهدت فهذه العبارة تحتمل معنيين وان اردت بذلك الماضي فهو توبيخ يعني انك توبخه على شيء حدث في الماضي الا اجتهدت في الماضي فلم يقع ما وقع الان واما اذا اردت بذلك المستقبل فهو امر واذا قلتها لاحد هلا اجتهدت تعني افعل ذلك في المستقبل فهو امر له بالاجتهاد وكذلك الفعل الماضي بعد كلمة كلما وقد تكون للماضي وقد يكون الزمان المستقبل وفي قوله تعالى كلما جاء امة رسولها كذبوه هذا في الماضي وفي قوله تعالى كلما نضجت جلودهم بدلناهم هذا في المستقبل. اي كلما نضجت جلودهم من العذاب في النار بعد يوم القيامة يعني كلما تنضج اذن فالفعلان جاء ونضج وقع بعد كلما مرة زمانه الماضي ومرة زمانه المستقبل وكذلك الماضي في صلة الموصول قد يكون زمانه الماضي وقد يكون زمانه الاستقبال واذا قلت جاء الذي قال الحق يعني في الماضي وقوله تعالى الذين قال لهم الناس اي قال لهم الناس فيما مضى فهذا كله ماض واما في قوله تعالى الا الذين تابوا من قبل ان تقدروا عليهم فهذا استقبال يعني الا الذين يتوبون في المستقبل قبل ان تقدروا عليهم عبر بتابو واراد الزمان المستقبل ويمكن ان نقول يعجبني الذي اكتشف دواء كورونا مع انه ما اكتشف وانستعمل الفعل الماضي ونريد به زمان الاستقبال ثم ننتقل الى المؤلف ليذكر القسم الثاني من اقسام الفعل فيقول والمضارع ما دل على حدوث شيء في زمن التكلم او بعده نحن يقرأ يكتب وعرف الفعل الماضي ايضا بحسب الزمان والصحيح ان يعرفه بحسب الصيغة فيقول الفعل المضارع هو الذي يكون على صيغة يفعل ونحوها وقد درسنا في ابنية الافعال في الصرف الصغير وسيأتي ذلك بالتفصيل في كلامنا على تقسيم الفعل الى متصرف وجامد كيفية صياغة المضارع من الماضي يعني الابنية التي يأتي عليها المضارع وايجاز ذلك ان المضارع يكون بصيغة الماضي مزيدا عليها حرف مضارعة في اولها فنزيده حرف مضارعة قبل الماضي فينقلب الى مضارع وحرف المضارعة يكون مفتوحا بالثلاثي والخماسي والسداسي نحو كتب فنقول يكتب ونزل ينزل وذهب يذهب وكذلك انطلق نقول ينطلق واستخرج يستخرج بحرف المضارعة في الثلاثي والخماسي والسداسي مفتوح يعني في كل الافعال الا الا الرباعي فانحرف المضارعة يكون فيه مضموما نحو دحرج نقول يدحرج واكرم يكرم وزلزل يزلزل ونلحظ هنا انهم سموا هذا الفعل بالمضارع مع ان كلمة المضارع لا علاقة لها بزمان الفعل المضارع وهو الحال والاستقبال لان التقسيم ليس بناء على الزمان ومعنى المضارع هو المضارع للاسماء يعني المشابه ومشابهة الفعل المضارع للاسماء من وجوه مذكورة في النحو ثم ذكر المؤلف رحمه الله زمان الفعل المضارع فقال فهو صالح للحال والاستقبال وقول المؤلف للحال والاستقبال هذا بيان لزمان الاصل بالفعل المضارع فاكثر الافعال المضارعة اما ان تكون في الحال واما ان تكون في الاستقبال والا فان الفعل المضارع له ازمنة اخرى سيأتي ذكرها ان شاء الله تعالى ثم بين المؤلف ان الفعل المضارع ان الفعل المضارع قد يتخلص للحال وقد يتخلص للاستقبال وهناك ادوات تخلصه وتعينه لزمان الحال وهناك ادوات اخرى قد تخلصه وتعينه لزمان الاستقبال وبدأ بالادوات التي تعينه للحال فقال ويعينه للحال لام الابتداء ولا وماء نافيتان نحو اني ليحزنني ان تذهبوا به لا يحب الله الجهر بالسوء من القول وما تدري نفس ماذا تكسب غدا والبحث هنا كما عرفنا في الزمان الاصلي للفعل المضارع بعد هذه الادوات. يعني اذا لم يدل المعنى بقرائنه وسياقاته على زمن خاص فان زمان الفعل المضارع هنا يكون الحال هذا الاصل فيه ولا يعني ان الفعل المضارع لا يخرج بعد هذه الادوات عن الحال بل قد يخرج عن الحال الى الاستقبال او الزمن المستمر وغير ذلك مما يدل عليه المعنى بقرائنه وسياقاته والاصل في الفعل المضارع بعد لام الابتداء وبعد لا النافية وبعد ما النافية ان يكون زمانه الحال هذه الايات التي ذكرها المؤلف آآ الحزن وعدم الحب وعدم الدراية واقعات قطعا في زمن التكلم ولكن المعنى يدل على ان حزن يعقوب لم يكن مقصورا على زمني تكلمه بل هو مستمر بعد زمن التكلم ايضا فزمان المضارع هنا الحال والمستقبل وعدم الحب عدم حب الله للجهر بالسيء من القول ليس مقصورا على الحال بل هو في الماضي والمستقبل ايضا وزمان الفعل هنا هو الزمن المستمر وكذا دراية النفسي ماذا تكسب غدا و قد يكون زمان الفعل المضارع بعد لام الابتداء المستقبل للحال عندما يدل المعنى على ذلك كما في قوله تعالى وان ربك ليحكم بينهم يوم القيامة ويحكم هذا فعل مضارع دخلت عليه لام الابتداء ومع ذلك زمانه الاستقبال لقوله يوم القيامة وقد يكون زمان الفعل المضارع بعد لا النافية المستقبل ايضا لا الحال كقولنا زيد لا يسافر غدا حتى يخبرني وقد يكون زمان المضارع بعد ما المستقبل الحال لقوله تعالى قل ما يكون لي ان ابدله من تلقاء نفسي فالكل يعلم انه عليه الصلاة والسلام لم يبدل شيئا في زمان التكلم ولكن المراد هنا نفي التبديل في المستقبل ومن ذلك قول ابي دؤيب الهدلي في عينيته التي عدها كثير من العلماء كالاصمعي انها افضل ما قيل في الرثاء في رثاء اولاده الذين ماتوا معا اودى بني واودعوني حسرة عند الرقاد وعبرة ما تقلع يعني ما تقلعه في المستقبل ولما ذكر المؤلف ثلاثة اشياء تخلص المضارع للحال نضيف ايضا مما يخلص المضارع للحال اقترانه بظرف يدل على الحال الان وما في معناه كالدقيقة واللحظة بقولنا ادخلوا الاناء فالدخول في زمان التكلم لقوله تعالى الان حصحص الحق ثم بعد ذلك ذكر المؤلف ما يعين المضارع للاستقبال فقال ويعينه للاستقبال السين وسوف ولن وان نحو سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها ولسوف يعطيك ربك فترضى لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وان تصوموا خير لكم ان ينصركم الله فلا غالب لكم فذكر رحمه الله تعالى ان الاصل في زمان المضارع بعد هذه الادوات او هو السين اداتي حرفي التسويف ولن وان وان المستقبل الشواهد التي ذكرها المؤلف اما حرفا التسويف السين وسوف وكذلك لن فلا يكون المضارع بعدها الا مستقبلا فقول السفهاء واعطاء الله لنبيه ما يرضيه وعدم نيل البر الا بالانفاق مما نحب كل ذلك كل ذلك مستقبل يعني كل ذلك سيحدث في المستقبل واما ان وان فقد يكون زمانهما الزمن المستمر ومن ذلك قولنا من اخلاق المؤمنين ان يساعدوا المحتاج ومساعدة المحتاج كونها من اخلاق المؤمنين هذا مستمر فلهذا يمكن ان نعبر هنا بالاسم عن الفعل فنقول من اخلاق المؤمنين مساعدة المحتاجين في كل وقت ومن ذلك قولنا ان يجتهد الطالب ينجح وهذا يحدث في كل وقت ومن ذلك شاهدا المؤلف وقوله ان تصوموا خير لكم يعني صيامكم دائما خير لكم والاية الاخرى معناها متى ما نصركم الله في اي زمان فلا غالب لكم ونذكر ايضا ان هناك اشياء اخرى قد تخلص المضارع للاستقبال فمن ذلك اقتران المضارع بظرف استقبال لقولنا اسافر غدا وازورك في الاجازة القادمة ومن ذلك اذا كان المضارع دالا على وعد او متوقع وواضح ان الوعد والاشياء المتوقعة انما تكون في الاستقبال ومن ذلك قوله تعالى يدخل من يشاء في رحمته يعني في يوم القيامة ومن ذلك قولك ازورك ونعمة عين هذا وعد واما التوقع فكقولنا تموت على ما اعتدت عليه اي في المستقبل ومن ذلك المضارع اذا صاحبا ترجيا او تمنيا كقولنا لعلك تسافر اوليتك تسافر ومن ذلك المضارع اذا صاحب ناصبا فان نصب المضارع لا يكون الا في المستقبل وقولنا لا يكون نصب المضارع الا في المستقبل يعني سواء اكان المضارع في المستقبل المحض يعني غير المخالط الماضي او الحال او كان في المستقبل مع غيره. يعني لابد ان يكون في زمانه الاستقبال بقولنا لن اسافر غدا استقبال محض وكقولنا لن يظلم الاسلام احدا هذا استقبال ولكنه يعم. الاستقبال والحال والماضي فهو مستمر ولم يذكر المؤلف كما رأينا مجيء الفعل المضارع للماضي يعني للزمن الماظي والخلاصة ان الفعل المضارع له عدة ازمنة بحسب المعنى وهو يأتي في كل الازمنة التي ذكرناها من قبل ويأتي للحال نحن ادخل الان ويأتي للاستقبال نحن لن اسافر غدا ويأتي للزمان المستمر في جميع الازمنة نحن الله يحب المؤمنين والاسلام يحفظ الحقوق ويأتي في الزمان المستمر في الحال والاستقبال نحو انا انتظركم يعني الان وفي الاستقبال ويأتي ايظا للماظي للزمن الماظي ولذلك مواظع فمن مواضع مجيء الفعل المضارع في الزمان الماضي الفعل المضارع اذا وقع بعد لم او لم النفيتين نحن لم اسافر تستطيع ان تقول لم اسافر غد امسي لم اسافر امسي يعني في الماضي او لما اسافر وكذلك الفعل المضارع بعد لو الامتناعية في الماضي بان تقول لانسان لامك في قبوله اعتذاري احدهم لو تسمع كلامه لعذرتني. يعني لو تسمعه في الماضي يعني لو سمعته ومن ذلك المضارع بعد اذ ومعلوم ان اذ ظرف لما مضى من الزمان نحن جئت اذ تزرع الارض يعني جئتك في الماضي في ذلك الزمان وهو الزمان الذي كنت تزرع فيه الارض ومن ذلك قوله تعالى واذ تقولوا للذي انعم الله عليه وقول النبي عليه الصلاة والسلام ذلك انما كان في الماضي ومن ذلك المضارع بعد قد اذا كانت قد للتحقيق لا للتقليل كقوله تعالى قد نعلم انه ليحزنك الذي يقولون فهذا تحقيق للفعل وليس تقليلا له والمعنى قد علمنا ذلك وكقوله تعالى قد نرى تقلب وجهك في السماء يعني قد رأيناه وليس في ذلك تقليل ثم ننتقل بعد ذلك مع المؤلف اذ ذكر رحمه الله تعالى العلامة المميزة للفعل المضارع فقال وعلامته ان يصح وقوعه بعد لم لقوله تعالى لم يلد ولم يولد قلت شرح ذلك في علم النحو فلا نطيل فيه ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى احرف المضارعة فقال ولابد ان يكون مبدوءا بحرف من حروف انيت وتسمى احرف المضارعة وكون المضارع مبدوءا بحرف من احرف المضارعة ليس من علاماته المميزة له بل هذا بيان لواقعه فواقعه كذلك ولكن هذا ليس خاصا به وليس ميزة له لان الفعل الماضي وكذلك فعل الامر قد يبدأان بشيء من هذه الحروف نحن اكل ونصر ويأس وتعب فهذه افعال ماضية مبدوءة بهذه الحروف وكنام وتب فهذه من افعال الامر وقد بدأت بشيء من احرف المضارعة واحرف المضارعة اربعة باتفاق وهي الهمزة والنون والياء والتاء وقد جمعت في اكثر من عبارة يمعث في انيت وفينا ايت وفي نأتي ثم ذكر المؤلف هذه الاحرف احرف المضارعة فقال الهمزة للمتكلم وحده نحو انا اقرأ اذا فالهمزة تكون للمتكلم وحده ويريد بذلك المتكلم وحده مطلقا سواء اكان مذكرا ام كان مؤنثا المتكلم المذكر كقول رجل انا اذهب وادحرج وانطلق واستخرج والمتكلمة الانثى كقول امرأة انا اذهب وادحرج وانطلق واستخرج وحرف المضارعة الثاني هو النون قال فيه المؤلف والنون له مع غيره او للمعظم نفسه نحو نحن نقرأ وقوله دون المضارعة له مع غيره يعني للمتكلم اذا كان مع غيره دواء اكان غيره واحدا فهو والمتكلم مثنى او كان غيره اكثر من واحد فهو مع المتكلم جمع يعني بقوله له مع غيره المثنى بالتكلم والجمع في التكلم ويشمل المثنى المذكر والمثنى المؤنث وجمع المذكر وجمع المؤنث كل هذه الاربعة يجمعها قوله له مع غيره ثم قال او للمعظم نفسه يعني للواحد الذي يعظم نفسه فكأنه جماعة فالمثنى المذكر كقول رجلين انا وزيد نذهب انا وزيد اثنان ثم قال نذهب والمثنى المؤنث كقول امرأتين انا وهند نذهب وكذلك لو قال رجل انا وهند نذهب او قالت امرأة انا وزيد نذهب وجمع الذكور كقول الرجال نحن نذهب وجمع الاناث كقول النساء نحن نذهب واما المعظم نفسه وهذا يستعمل كثيرا مع الله سبحانه وتعالى لقوله سبحانه ونريد ان نمن وايضا يستعمله الملوك والامراء والرؤساء كقولهم امرنا بكذا ومنعنا كذا وقد يستعمله كبار العلماء ويقول رأينا كذا وذهبنا الى كذا فهذا ما يتعلق بنون المضارعة لننتقل مع المؤلف الى الحرف التالي من احرف المضارعة وهو الياء وبعده التاء وقال في التاء والتاء للمخاطب مطلقا ومفرد الغائبة ومثناها نحو انت تقرأ يا محمد وانت ما تقرأان وانتم تقرأون وانت يا هند تقرأين وفاطمة تقرأ والهندان تقرأن فتاؤوا المخاطبة اسف فتاؤوا المضارعة تكون للمخاطب مطلقا قوله مطلقا يعني للخطاب كله دواء للمخاطب او المخاطبين او المخاطبين او المخاطبة او المخاطبتين او المخاطبات لكل الخطاب ولهذا تقول للمخاطب انت تذهب وللمخاطبة انت تذهبين وللمخاطبين انت ما تذهبان يا زيدان وللمخاطبتين انت ما تذهبان يا هندان وللمخاطبين انتم تذهبون وللمخاطبات انتن تذهبن تذهبن واشترك مع الخطاب في التاء شيء من الغيبة شيء من الغيبة مفرد الغائبة ومثناها يعني ان الغائبة المفردة وكذلك الغائبتين ايضا يستعمل معهما التاء فيقال في الغائبة المفردة اند تذهب اسمها الظاهر وهي تذهب بظميرها ويقال للغائبتين الهندان تذهبان وهما تذهبان اذا فتاؤ المضارعة تستعمل للخطاب كله ولجزء من الغيبة وهذا الجزء هو الغائبة والغائبتان يبقى من احرف المضارعة الياء وفيها يقول المؤلف والياء للغائب المذكر وجمع الغائبة نحو محمد يقرأ والنسوة يقرأن اذا بالياء يكون للغائب المذكر يعني مطلقا بكل الغائب المذكر سواء اكان مفردا غائبا ام مؤنثا غائبين ام جمعا غائبين الغائب المذكر غائبا او غائبين او غائبين لهم الياء وتقول محمد يذهب او هو يذهب يعني باسمه الظاهر محمد يذهب او بظميره هو يذهب الحكم واحد وفي الغائبين المحمدان يذهبان وهما يذهبان وفي الغائبين المحمدون يذهبون وهم يذهبون وايضا تأتي الياء لجمع الغائبة لجمع الغائبة وتقول في جمع الغائبة الهندات يذهبن وهن يذهبن الهندات يذهبن وهن يذهبن اذا التكلم معين ومحصور فمفرده بالهمزة مذكرا كان او مؤنثا وغير المفرد من التكلم بالنون سواء كان مثنى التكلم او جمع التكلم او المعظم لنفسه التكلم محصور في هذين الحرفين ثم نأتي للخطاب الخطاب ايضا محصور في التاء فكل الخطاب مذكرا او مؤنثا او مفردا او مثنى او جمعا كله بالتاء اما الغيبة فهي التي توزعت بين التاء والياء الغيبة هي التي توزعت اين التاء والياء الغيبة مذكرها كل المذكر بالياء الغائب والغائبان والغائبين كلهم بالياء واما مؤنث الغيبة فهو الذي افترق فجمع الغائبة يعني الغائبات بالياء واما مفرد الغائبة ومثنى الغائبة فبتاء ومن ذلك قوله تعالى ووجد من دونهم امرأتين تذودان واستعمل التاء بان امرأتين مثنى للغائبتين ثم انتقل بعد ذلك المؤلف الى القسم الثالث من اقسام الفعل وهو الامر فقال والامر ما يطلب به حصول شيء بعد زمن التكلم نحن نجتهد فعل الامر عرفه المؤلف بحسب الزمان كما سمعنا والصواب ان يعرفه بحسب الصيغة فيقول فعل الامر ما كان على صيغة افعل ونحوها واما ما ذكره المؤلف في هذا التعريف فهذا هو معنى فعل الامر. هذا المعنى الاصلي لفعل الامر وهو الدلالة على طلب حدث في المستقبل ومع ذلك فان فعل الامر قد يخرج عن هذا المعنى لغرض بلاغي بالتهديد كما في قوله تعالى ذق انك انت العزيز الكريم او مجرد الاباحة دون امر بقوله واذا حللتم فاصطادوا هذا يدرس في علم البلاغة خروج الامر عن معناه وفعل الامر ليس له زمان الا المستقبل الا يكون في الماضي ولا في الحال حتى في نحو قولنا لمن يأكل قل فزمان كل عندما تقول له كل هو الزمن المستقبل وليس الحال لان معنى كل يعني استمر في الاكل يريد منه ان يستمد وان يستديم والاستمرار والاستدامة تكون في المستقبل. ولا تريد ان تخبر عنه بانه يفعل الاكل في زمن التكلم وكذلك قولنا اذهب الان او اجلس الان فهذا ليس للحال بل للمستقبل ولكنه للمبالغة في طلب الفعل في اول المستقبل يعني اذهب يعني افعل الذهاب مباشرة اجلس الان يعني اجلس مباشرة. لانه لا يمكن ان يذهب حتى يستمع منك الى هذا الامر وبعد ان يستمع الى هذا الامر يفعله فلا يمكن ان يفعل هذا الشيء الا بعد ان تنتهي من امره وانما المراد كما قلنا المبالغة في مباشرة الفعل في اول المستقبل وكذلك يقال في المضارع المسبوق بحرف تسويف. نحن ساذهب الان المراد ساذهب مباشرة بعد زمن التكلم وزمانه المستقبل لا الحال. ومن ذلك قول الشاعر فاني لست خاذلكم ولكن ساسعى الان اذ بلغت اناء ومما ينبغي التنبيه اليه في فعل الامر ان الكوفيين لا يجعلون فعل الامر قسما خاصا من الافعال بل يرون ان فعل الامر مقتطع من الفعل المضارع وقولنا مثلا اذهب عندهم هو الفعل المضارع لتذهب والذي حدث ان الفعل المضارع لتذهب حذفت اللام منه لكثرة استعماله مع المخاطب ثم حذفت التاء للفرق بين المضارع والامر فسكن اوله وهو حرف الذال لتذهب وجلبت الهمزة للبدء بالساكن ولهذا يقولون ان فعل الامر اذهب مجزوم لانه هو المضارع لتذهب ولذا يرى الكوفيون ان الافعال نوعان ماض ومضارع واما البصريون وتبعهم جماهير العلماء ويرون ان الفعل ثلاثة انواع ماض ومضارع وامر وبعض الكوفيين يضيفون نوعا ثالثا من الافعال فتكون الافعال عندهم ثلاثة وهي الماضي والمضارع ويضيفون الفعل الدائم ويريدون به اسم الفاعل لانه يقع في كل الازمان والصواب ان فعل ان اسم الفاعل اسم لا فعل ثم ان المؤلف رحمه الله تعالى ذكر علامة فعل الامر فقال وعلامته ان يقبل نون التوكيد وياء المخاطبة مع دلالته على الطلب وهذا مما يدرس في علم النحو ثم انتقل المؤلف بعد ان انتهى من الكلام على تقسيم الفعل الى ماض ومضارع وامر الى ذكر ما يسمى اسماء الافعال لكي لا تلتبس عند الطالب بالافعال وقال واما ما يدل على معاني الافعال ولا يقبل على ماتها فيقال له اسم فعل المؤلف لما رأى ان تعريفات الافعال لا تكفي في بيانها ذكر هذه العلامات ثم نبه بعد ذلك الى ان هذه العلامات هي الافضل في بيان وتمييز الافعال ولهذا نجدها تتصل بي الافعال ولكن كلمات اخرى هي بمعنى الافعال ولا تتصل بها هذه العلامات فبين انها اسماء بمعاني هذه الافعال وكل كلمة تكون بمعاني هذه الافعال ولا تقبل هذه العلامات المميزة فهي اسماء بمعاني هذه الافعال واسماء الافعال تدرس في علم النحو لانها من الاسماء المبنية فلا مدخل للصرف اليها وفي النحو لها باب كبير وايضا تدرس في عدد من المظان الاخرى فتدرس لبيان سبب بنائها بباب المعرض والمبني ولمعرفة عملها بالاسماء العاملة عمل فعلها وهكذا وقد ذكرنا في النحو ان سبب بنائها انها تشبه الحروف شبها استعماليا نيابيا فهي في الحروف في انها تعمل فيما بعدها ولا يعمل فيها ما قبلها ولهذا قال ابن مالك في باب المعرب والمبني والاسم منه معرب ومبني لشبه من الحروف مدني كالشبه الوضعي في اسمي جئتنا والمعنوي في منى في متى وفي هنا وكنيابة عن الفعل بلا تأثر وكفتقار افصل وفي النعو وفي النحو نذكر ايضا انها تعمل عمل فعلها فان كان فعلها لازما عملت مثله فرفعت الفاعلة نحو هيهات العقيق اي بعد العقيق وان كان فعله متعديا عملت مثله فرفعت فاعلا ونصبت مفعولا نحن عليك زيدا اي الزم زيدا ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى ان اسماء الافعال على ثلاثة اقسام فقال وهو على ثلاثة اقسام اسم فعل ماض نحو هيهات وشتان بمعنى بعد وافترقا واسم فعل مضارع كوي واف بمعنى اتعجب واتظجر واسم فعل امر كصح بمعنى اسكت وامينا بمعنى استجب وهذه العبارة عند المؤلف وهو على ثلاثة اقسام اسم فعل ماظ ما اعراب كلمة اسم وهذا الاسلوب كما ترونه يتكرر كثيرا وخاصة عند العلماء ومن يريد ان يعد اشياء ونقول في اعرابي هذا الاسلوب وجها يجوز ان تجعل كلمة اسم بدلا من ثلاثة اسم بدل من ماذا من ثلاثة بان المبدل منه على نية الحذف ويكون المعنى حينئذ على نية حذف المبدل منه كانك قلت وهو على اسم فعل ماض واسم فعل مضارع واسم فعل امر وهذا معنى البدلية والوجه الثاني ان تجعل كلمة اسم خبرا لمبتدأ مرفوع ولهذا ترفع لانها خبر مرفوع ويكون معنى الكلام حينئذ على الحذف يعني وهو على ثلاثة اقسام هي اسم فعل ماض واسم فعل مضارع واسم فعل امر ونحو ذلك الحديث المشهور بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله ولك في شهادة الجر على انه بذل والرفع على انه خبر لمبتدأ محذوف ونقول اريد شيئين الهدوء والعمل على البدل كأنك قلت اريد الهدوء والعمل ولك الرفع اريد شيئين الهدوء والعمل كانك قلت اريد شيئين هما الهدوء والعمل ثم قال المؤلف بعد ذلك وهو اكثرها وجودا يعني بذلك اسم فعل الامر فان اكثر اسماء الافعال هي بمعنى اسم فعل الامر لقولهم صح بمعنى اسكت ومه بمعنى انكف وهكذا فهذا هو اخر هذا الدرس الذي شرحنا فيه اول تقسيم من تقسيمات الفعل الصرفية وهي تقسيم الفعل الى ماض ومضارع وامر وبذلك نختم هذا الدرس حاملين الله عز وجل شاكرين له على امل اللقاء بكم في الدرس القادم باذن الله تعالى فالى ذلكم الحين استودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته