فاسلمت قالت عائشة فكان لها خباء في المسجد او حفش قالت فكانت تأتيني فتحدثوا عندي. قالت فلا تجلس عندي مجلسا الا قالت ويوم الوشاح من تعاجيب ربنا الا انه من بلدة الكفر انجاني بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين صحيح البخاري الباب السابع والخمسون باب نوم المرأة في المسجد الحديث التاسع والثلاثون بعد الاربع مئة قال الامام البخاري حدثنا عبيد بن اسماعيل قال حدثنا ابو اسامة عن هشام عن ابيه عن عائشة ان وليدة كانت السوداء لحي من العرب. فاعتقوها فكانت معهم قالت فخرجت صبية لهم عليها وشاح احمر من سيور قالت فوضعتهم او وقع منها فمرت به حديات وهو ملقى فحسبته لحما فخطفتهم فالتمسوه فلم يجدوه قالت فاتهموني به. قالت فطفقوا يفتشون حتى فتشوا قبلها قالت والله اني لقائمة معهم اذ مرت الحديات فالقتهم قالت فوقع بينهم قالت فقلت هذا الذي اتهمتموني به زعمتم وانا منه بريئة وهو ذاه قالت فجاءت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت عائشة فقلت لها ما شأنك لا تقعدين معي مقعدا الا قلت هذا. قالت فحدثتني بهذا الحديث الامام البخاري يقول حدثنا عبيد بن اسماعيل وهو عبيد بن اسماعيل القرشي الهباري ابو محمد الكوفي وهو من الطبقة العاشرة وهم الاخذون عن تبع الاتباع توفي عام خمسين ومئتين وهو ثقة من الثقات وفي سؤالات الحاكم للدارقطني برقم ثمان وعشرين واربعمئة قلت للدارقطني وابيد لابن اسماعيل الكوفي قال ثقة علما ان المجزي في تهذيب الكمال في الجزء التاسع عشر صحيفة ست وثمانين ومئة. نقل توثيقه عن محمد بن عبدالله اضرني وذكره ابن حبان في الثقات الجزء الثامن صحيفة ثلاث وثلاثين واربع مئة قال حدثنا ابو اسامة وهو حماد ابن اسامة الكوفي المتوفى عام احدى ومئتين وقد مر قريبا الكلام عنه عن هشام وهو هشام ابن عروة ابن الزبير مكثر عن ابيه ثقة من الثقات توفي ففي العراق وصلى عليه ابو جعفر المنصور وهو مثال للولد البار الذي نقل علم ابيه ونقل عن ابيه علما كثيرا طيبا مباركا عن ابيه وهو التابعي الجليل عروة ابن الزبير وهو تلميذ عائشة رضي الله عنها وخريجها انتفع منها نفعا عظيما. وكان عروة ابن الزبير ممن اخلص نفسه لله تعالى وقام على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم معلما ومحفظا واثا ومقعدا لقواعد هذا العلم وله اقوال عظيمة وله صفات جليلة وهو من الذين كانوا لا يسيرون في معصية الله. ولما قطعت ساقه لمرظ من الامراض قال يشهد الله اني لم ازر بها على معصية وهو القائل ما بر اباه من شد الطرف اليه فليسمع الان اهل العقوق وليتدبروا قصص الصحابة والتابعين حتى يسيروا سيرا حثيثا الى ربهم بطاعته عن عائشة وهي ام المؤمنين هشام توفي عام خمس واربعين ومئة وعروة في عام ثلاث وتسعين وام المؤمنين عائشة توفيت عام سبع وخمسين. وصلى عليها ابو هريرة. وهي فقيهة صحابية جليلة علما غزيرا ونقلت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا كثيرا. وهي كانت من المحسنات وكان النساء ينزلن عندها مستفيدات من علمها وفضلها بل ان الكثير من الصحابة كانوا يرجعون الى ام المؤمنين عائشة. يأخذون من علمها وفضلها ومعرفتها ان وليدة وهذه الوليدة قال ابن حجر في هدي الساري في الصفحة التاسعة والخمسين بعد المائتين لم تسمى اي لم يعرف اسمها ان وليدة والوليدة اي امة مملوكة اذا كانت ولدت عندهم ان وليدة كانت سوداء لحي من العرب فاعتقوها فكانت معهم. قالت فخرجت صبية فخرجت صبيا وهذه الصبية يعني من بيت اسيادها اسياد هذه المملوكة وسيأتي برقم ثلاثة الاف وثمان مئة وخمس وثلاثين خرجت جويرية لبعض اهل وهنا الجارية العبد المملوك التي كانت مملوكة يسمي اسيادها ببعض اهله وعليها وشاح من ادم والادم هو الجلد المدبوغ وفي صحيح ابن خزيمة ورقم الف وثلاث مئة واثنتين وثلاثين فخرج الصبية لهم يوما وعليها وشاح من سيور حمر. وفي صحيح ابن حبان برقم الف وست مئة وخمسة وخمسين فخرج الصبي لهم عليها وشاح احمر من سيور اذا نعود الى قراءة الحديث في صحيح الامام البخاري تقول فخرجت صبية لهم عليها وشاح احمر من سيور قالت فوظعته او وقع منها هذا شك من الراوي فمرت بها حديات وهو ملقى فحسبته لحما. الحدية حسبت الوشاح. حسبته رحمة فخطفته فالتمسوه خطفته هذه الحديات وذهبت به فالتمسوها ان اهل الصبي التمسوا البشاحة وبحثوا عنه فلم يجدوه. قالت تتهموني به قالت فطفقوا يفتشون حتى فتشوا قبلها قالت والله اني لقائمة معهم اذ مرت الحديات فالقتهم قالت فوقع بينهم. قالت فقلت هذا الذي اتهمتموني به. زعمتم وانا منه بريئة وهو ذا هو قالت فجاءت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاسلمت قالت عائشة فكان لها خباء في المسجد او حفش قالت فكانت تأتيني فتحدثوا عندي قالت فلا تجلس عندي مجلسا الا قالت ويوم الوشاح من تعاجيب ربنا. الا انه من بلدة الكفر انجان. قالت عائشة قلت لها ما شأنك لا تقعدين معي مقعدا الا قلت هذا. قالت فحدثتني بهذا الحديث الحديث ذكره الامام البخاري في صحيحه برقم ثلاثة الاف وثمانمائة وخمس وثلاثين بكتاب مناقب الانصار باب باب ايام الجاهلية اشارة الى ان ادخال اليد في قبولها فانه من امر الجاهلية وهذا الحديث حينما قالت هنا ويوم الوشاح من تعاجيب ربنا اي من افعال الله تعالى التي اعجبت الناس وذلك ان اتيان الحدأة بالوشاح والقاؤها عليهم في تلك الحالة وهم يعذبونها من الامور الغريبة غاية الغرابة الشرح والبيان شرح المعاني ولذا اي امة مملوكة اذا كانت ولدت عندهم وشاح الوشاح شيء ينسج من اليم اي جلد ويرفع بالجواهر حذيات اي حدأة وهي طائر معروف حفش اي خيمة من صوف التعاجيب العجائب لا واحدة لها وهي الشيء العجيب وقلنا معناه ان اتيان الحدأة بالوشاح والقاء الحدأ عليهم في تلك الحالة وهم يعذبونها من الامور الغريبة غاية الغرابة اما فوائد هذا الحديث اولا لا بأس ان يبيت في المسجد من ليس له مكان يأويه. رجلا كان او امرأة شريطة الامن من الفتنة ثانيا مشروعية اتخاذ الخيمة مسجنا والسكنى نعمة من نعم الله تعالى سواء اكنت تملك البيت او كنت تؤجر البيت ايجارا وجوب الخروج ثالثا وجوب الخروج من البلاد التي لا يتمكن المسلم ان يؤدي فيها حقوق الله تعالى. رابع عن اجابة دعوة المظلوم فاحذر الظلم بكل صوره واعلم ان الفرج بعد الشدة لمن اناب الى الله تعالى خامسا الدعاء يفتح للانسان فواتح الخير كما نجى الله هذه المرأة بدعوة صادقة دعتها فربنا جل جلاله رحمته تشمل حتى الكافر. ودعوة المظلوم تشمل حتى الكافر. سادسا المرأة اذا حاضت وهي في المسجد خرجت منه حالا. ولا تمكث فيه الا عند الضرورة سابعا لا بأس بجعل خباء للمرأة المحتاجة حتى يوجد لها مكان اذا كان المكان امنا كما اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم لسعد ابن معاذ خباء. وكذا الاعتكاف في خباء ما تقدم عن السيدة عائشة وغيرها من النساء ثامنا الله ينصر اولياءه ويبرئ ساحتهم. فعلى المرء ان يحسن ظنه بربه وان الله يدافع عن الذين امنوا وان الله لا يحب كل خوان جبور تاسعا قال ابن الملقن وفيه ان السنة الخروج عن بلد جرت على الخارج منه فتنة او ذلة اذا ما اتسع من ارض الله فان له في ذلك خيرة كما جرى لهذه السوداء. اخرجتها فتنة الوشاح الى بلاد الاسلام ورؤية محمد صلى الله عليه وسلم سيد الانام قال تعالى الم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيها وقد تمثلت بهذا المعنى في البيت من الشعر الذي انشدته فجعلت المحنة والذل في يوم يشاح هما اللذان انجيان من الكفر اذ كان سبب ذلك واختم مجلسي هذا بوصيتين اثنتين الوصية الاولى اذا ظلمك احد فلا تلجأ الا الى الله. وتأمل قصة الجارية التي في صحيح البخاري بخاري برقم اربع مئة وتسعة وثلاثين اذ اتهمت وهي بريئة. فدعت فدعت ربها ان يبرأها فجاءت الحديات ببراءتها فصدق الله وهو يجيب المضطر اذا دعاه. قال تعالى امن يجيب المضطر اذا دعاه الوصية الثانية اذا ظلمك ظالم فلا بأس ان تخرج من البلد الذي ظلمت فيه ووقعت لك فيه المحنة فلعلك تتحول الى ما هو خير. قال تعالى ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الارض مراغما كثيرا وسعى ارغاما لانوف الذين اضطهدوه وسعة في الرزق. هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته