السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد الامين وعلى اله وصحبه ومن دعا بدعوته الى يوم الدين وبعد. قال الامام مسلم رحمه الله تعالى في كتاب الزكاة من صحيحه تحت تبويب النووي باب الترغيب في الصدقة. قال حدثنا يحيى ابن يحيى وابو بكر بن ابي شيبة وابن نمير وابو قريب كلهم عن ابي معاوية قال يحيى اخبرنا ابو معاوية عن الاعمش عن زيد بن وهب عن ابي ذر قال كنت امشي مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرة المدينة الحارة الارض ذات الحجارة السوداء. قال عشاء ونحن ننزر الى احد اي الى جبل احد فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ابا ذر واسمه جندب ابن جنادة وجندب ابن جنادة. قال قلت بك يا رسول الله في جواز استعمال كلمة لبيك وكذلك قال معاذ كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا معاذ بن جبل قلت لبيك يا رسول الله فكلمة لبيك جائزة ومعناها اجابة بعد اجابة وامتثال بعد امتثال قلت لبيك يا رسول الله قال ما من ما احب ان احدا ذاك عندي ذهب ما احب ان احدا ذاك عندي ذهب امسي ثالثة عندي منه دينار الا دينار ارصده لصدقة ارصده لدين يعني لو كان عندي مسل احد دنانير ما احببت ان تكون لي ان تمر علينا ليلة ان تمر ليلة الا وانفقته كله قال الا ان اقول به في عباد الله يعني وزع يمينا وشمالا هكذا حثا بين يديه. وهكذا عن يمينه وهكذا عن شماله قال ثم مشينا فقال يا ابا ذر قلت لبيك يا رسول الله. قال ان الاكثرين هم الاقلون يوم القيامة الا من قال هكذا هكذا وهكذا مثل ما صنع في المرة الاولى قال ثم مشينا فقال يا ابا ذر كما انت حتى اتيك. قال فانطلق حتى توارى عني قال سمعت لغة وسمعت صوتا اللغط جلبه الصوت غير مفهوم. قال فقلت لعل رسول الله عرض له صلى الله عليه وسلم كان احد تعرض له وقال عرض له الجن واصابه منهم مسة قال فهممت ان اتبعه. قال ثم ذكرت قوله لا تبرأ حتى يأتيك فانتزرت فلما جاء ذكرت له الذي سمعته فقال ذاك جبريل اتاني فقال من مات من امتك لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة قال قلت وان زنا وان سرق؟ قال وان زنا وان سرق اكمل ولو حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن عبدالعزيز وهو ابن رفيعة عن زيد ابن وهب عن ابي ذر قال خرجت ليلة من الليالي فاذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي وحده ليس معه انسان قال فظننت انه يكره ان يمشي معه احد فجعلت امشي في ظل القمر فالتفت فرآني. فقال من هذا؟ فقلت ابو ذر جعلني الله فداءك. قال يا ابا ذر تعال. قال فمشيت معه ساعة فقال ان المكثرين هم المقلون يوم القيامة الا من الله خيرا فنفخ فيه يمينه وشماله يعني انفقوا ذات اليمين وذات الشمال وبين يديه ووراءه وعمل فيه خيرا قال فمشيت معه ساعة فقال اجلس ها هنا قال فاجلسني في قاع حوله حجارة فقال لي اجلس هنا حتى ارجع اليك قال فانطلق في الحارة انحر الحجارة السوداء. حتى لا لا اراه فلبس لبس عني تأخر فاطال اللبس ثماني سمعته مقبل ويقول وان سرق وان زنا قال فلما جاء لم اصبر فقلت يا نبي الله جعلني الله فداءك من تكلم في جانب الحر ما سمعت احدا يرجع اليك شيئا قال ذاك جبريل عرض لي في جانب الحارة فقال بشر امتك انه من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة فقلت يا جبريل وان سرق وان زنا؟ قال نعم. قال قلت وان سرق وان زنى؟ قال نعم قال قلت وان سرق وان زنا؟ قال نعم وان شرب الخمر يعني اذا غفر له ذلك او اذا عذب وبعد زلك يدخل الجنة. المهم انه سيدخل جنة. ليس معنى زلك ان الزناة لا يحاسبون على كبائرهم انما قد يدخل دخولا اوليا اذا غفر الله له فالله قال ان الله لا يغفر ان يشرك به. وقد يؤخر يعذب في النار ومع زلك يلحقه وما لحق اهل اهل التوحيد اذ الله يقول اخرجوا من النار من قال لا اله الا الله وفي قلبه من الخير ما يزن ذرا الحديس. هنا لوقفة لان ابا ذر رحمه الله له مذهب في هذا الباب ابو زر لما فهم من هذه الاحاديث انه يجب على الشخص انفاق كل المال الذي عنده الا شيئا ليومه او شيء يرصده لدينه وقد عمل بهذا وحصلت بسبب ذلك مشكلة بينه وبين معاوية في الشام رضي الله عنهما فمعاوية رضي الله عنه كان يرى ان قول الله تعالى والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم. يرى انها في النصارى في اليهود والنصارى وابو ذر كان يرى رأيا اخر وكلاهما مضاد للاخر تماما يعني كلاهما خلاف قول الجمهور يعني ان الذين ياكلون عفوا ان كثيرا من الاحبال والرهبان لا يكونون اموال الناس بالباطل والذين يكنزون الفضة الذهب والفضة وهو يرى انها ليست في المسلمين انها في اليهود والنصارى وابو ذر يرى اخراج كل المال الزائد عن الحاجة ويستدل بقوله يسألنك ماذا ينفقون قول العفو واستدل او عفوا ويستدل له بقوله سبحانه يسألونك ماذا ينفقون؟ قل العفو اي الزائد. لكن هو استدلاله بالحديث ان المكثرين هم الاقلون الا من انفق يمينا وشمالا كما سمعتم في الحديس فهذا اختار مذهبا وهذا اختار مذهبا والتوسط بينهما حصلت بينهما مشكلة فاراد معاوية ان يختبره يعني اذا كنت ترى انفاق كل ما زاد عن حاجتك فارسل له معاوية هدية هدية كبيرة صلى فيها مال فاخذها ابو ذر وانفقها في نفس الليلة فجاء الرسول معاوية من غده فقال انا اخطأت ارسلت لك الصرة ارسلت لك السرة هات الصرة لانها لم تكن لك فطبعا ازا رد له السر وعرف انه يقول ما لا يفعل. قال انفقناها في طاعة الله فاذا جاءنا مال رددنا اليك السرين ان شاء الله. فعلموا انه صادق فيما يقول وكان كذلك ابو ذر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اقلت الخضراء ما اقلت الغبراء يعني الارض ما حملت الارض وما اظلت الخضراء يعني ما اظلت السماء رجلا اصدق لهجة من ابي ذر رضي الله تعالى عنهم الشهيد هنا ان قوله وان سرق وان زنا ايضا تفيد ان اهل التوحيد مآلهم الى الجنة. حتى وان وزبوا لكن لا يقال وان زنى وان سرق على الجنة على اطلاقه بدون بدون محاسبة على السرقة والزنا والا ضاعت الامور. وخالفنا النصوص الكثيرة الواردة في انما يقال وان سرق وان زنا ان غفر له لان الله قال ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك. او ان اخذ قسطه من العذاب مقابل السرقة والزنا فحين اذ يرجع بعد ذلك الى الجنة والله اعلم وصل اللهم على نبينا محمد واله وسلم والحمد لله رب العالمين