بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فهذا هو المجلس الثاني من سلسلة مجالس شرح عقيدة اهل السنة والجماعة لشيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين ما مضى كان الحديث ولا يزال ايضا في الركن الاول من اركان الايمان وهو الايمان بالله عز وجل وقد ذكر الشيخ رحمه الله طائفة صالحة من الايات والنصوص الدالة على اثبات الصفات الربانية لله تعالى سواء منها ما كان من الصفات الذاتية او الصفات الفعلية للحديثة تتمة نستأنف ما بدأنا فيه. تفضل. احسن الله اليك الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فاللهم اغفر اغفر لنا ولشيخنا وللمؤلف وللمؤمنين اجمعين. واورثنا جميعا فردوسك الاعلى برحمتك يا ارحم الراحمين قال المؤلف رحمه الله تعالى ونؤمن بانه تعالى فعال لما يريد. ونؤمن بان تعالى نوعان كونية يقع بها مراده. ولا يلزم ان يكون محبوبا له. وهي التي بمعنى المشي كقوله تعالى ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد كان الله يريد ان يغويكم هو ربكم وشرعية لا يلزم بها وقوع المراد. ولا يكون المراد فيها الا محبوبا له. كقوله تعالى والله يريد ان يتوب عليكم ونؤمن بان مراده الكوني والشرعية تابع لحكمته. فكل ما قضاه كونا او تعبد به خلقه شرعا فانه لحكمة وعلى وفق الحكمة سواء علمنا منها ما نعلم. او تقاصرت عقولنا عن ذلك. اليس الله محكم الحاكمين ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون. نعم حسبك قال رحمه الله تعالى ونؤمن بانه تعالى فعال لما يريد كما اخبر عن نفسه في سورة وكما قال ايضا عن نفسه في سورة البروج فعال لما يريد فهو سبحانه وتعالى يفعل بل هو فعال اي كثير الفعل سبحانه وبحمده وهذا دليل على اتصافه سبحانه بالصفات الفعلية خلافا لما ذهب اليه اهل البدع من المتكلمين الذين نفوا ان يفعل الله تعالى شيئا من الاشياء لانهم استصحبوا شبهة حالت بينهم وبين اثبات صفات الله الفعلية قالوا ان الله تعالى اذا فعل شيئا بعد ان لم يكن فعله فمعنى ذلك انه صار صار محلا للحواجز بزعمهم وهذا من شؤم اعمال العقول مقابلتها بالنصوص. مقابلة العقول بالنقود. والا من قرأ كتاب الله وسمع حديث رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم. واعمل العقل الصحيح رأى ان الكمال يقتضي ان يكون سبحانه فعالا لما يريد يفعل ما شاء متى شاء كيف شاء. لكن نشأت عندهم هذه الشبهة وهو انه اذا فعل شيئا فمعنى ذلك انه حدث له شيء بعد ان لم يكن فصار محلا للحوادث. فصاروا يعمدون الى كل صفة فعلية فيؤولونه بالارادة سيؤولون الرحمة والغضب وسائر الصفات الفعلية بانها ارادة وكذا ارادة كذا ولا شيء ريب ان هذا من الباطل الذي تسلل اليهم بسبب المقدمات الفاسدة ونحن نقول لم يحدث على الله تعالى شيء لم يكن من شأنه ولم يكن من صفته فان نوع الفعل قديم. فالله تعالى لم يزل فعالا سبحانه وبحمده. لكن فعله هذا تارة يكون نزولا وتارة يكون استواء وتارة يكون مجيئا وتارة يكون كذا وكذا حسب ما تقتضيه حكمته ومشيئته فلا يكون ذلك بمنزلة الوصف الذي حدث بعد ان لم يكن نعم نحن ننزه الله تعالى عنان يحدث له شيء لم يكن من قبل لانه لم يزل سبحانه وتعالى كامل باسمائه وصفاته اما هذا الذي يسمونه حدوثا فليس هو الحدوث الذي بمعنى النقص وانما اصله ونوعه قائم فيه سبحانه متصف به نوعه قديم واحاده وافراده متجددة فاذا عرف الانسان هذا زال عنه هذا الاشكال ومما يقرب ذلك صفة الكلام. فان صفة الكلام لله عز وجل قديمة النوع حادثة الاحاد الله سبحانه وتعالى من صفاته الكلام بمعنى انه سبحانه يتكلم والكلام من وصفه لكنه تكلم بالتوراة قديما ثم تكلم بالزبور ثم تكلم بالانجيل ثم تكلم بالقرآن ويكلم عيسى يوم القيامة كما انه كلم الابوين في الجنة وهكذا فهذا التنوع والتجدد في الاحادي والافراد لا لا يدل على نقص. ثم اين يذهبون من قول الله تعالى ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث هكذا عبر القرآن فكيف يضيقون ذرعا بهذا اللفظ ويعدونه من دلائل آآ النقص هذا كله ناشئ عن مقدماتهم الفاسدة خلاصة ما يتعلق بهذا الامر ان نقول جميع افعال الله سبحانه وتعالى التي اثبتها لنفسه من المجيء والاستواء واثبتها له نبيه كالنزول او ما اثبت لنفسه من الرضا والسخط والغضب والرحمة ذلك هي صفات فعلية قديمة النوع متجددة الاحاد وليس في اثبات حدوثها لله حسب ما تقتضيه حكمته ومشيئته ليس في نقص باي وجه من الوجوه. بل ان نفي ذلك هو النقص بعينه لانه يفضي الى تعطيل الرب سبحانه وتعالى عن فعله. وقد قال عن نفسه فعال لما يريد آآ ثم ان آآ المؤلف رحمه الله دخل في مسألة الارادة وميز بين نوعين من انواع الارادة من لم يميز بينهما وقع عنده اشكال في باب القدر وذلك ان الله تعالى وصف نفسه بالارادة في مواضع متعددة في كتابه والمتأمل في هذه الايات يجد ان الارادة نوعان ارادة كونية وارادة شرعية ارادة كونية وارادة شرعية والارادة الارادة الكونية تسمى احيانا ارادة قدرية والارادة الشرعية تسمى احيانا الارادة الدينية كل هذا من باب آآ يعني آآ البيع الارادة الكونية والارادة الشرعية بينهما فروق متعددة اولا نقول الارادة الكونية معناها المشيئة والارادة الشرعية معناها المحبة الارادة الكونية معناها المشيئة والارادة الكونية معناها المحبة الارادة الكونية لابد من وقوعها انما امرنا لشيء اذا اردناه ان نقول له كن فيكون والارادة الشرعية قد تقع وقد لا تقع فاذا اراد الله كونا نزول المطر نزل واذا اراد الله كونا اه ان يقع في الارض زلزال او فيضان او غير ذلك وقع. واذا اراد الله ان يمرض فلان او يصح فلان او يهتدي فلان او الا فلان وقع اما الارادة الشرعية فهي ما يتعلق بالاوامر والنواحي الله تعالى قال اقيموا الصلاة هذه ارادة شرعية وهل كل الناس تصلي؟ الزكاة هل كل الموسرين يزكون اموالهم؟ لا. ولله على الناس حج البيت. اكل الناس يمتثل؟ لا فقد يريد الله شيئا شرعا لكن قد يقع وقد لا يقع الفرق الثالث ان نقول ان الارادة الكونية قد تكون مقصودة لذاتها وقد تكون مقصودة لغيرها اما الارادة الشرعية فهي دوما مقصودة لذاتها كيف ذلك ما اراده الله كونا ربما كان مقصودا لذاته خلق محمد صلى الله عليه وسلم فان الله اراد خلق محمد صلى الله عليه وسلم لذاته يكون فيه من اقامة الحجة واستنقاب الخلق وغير ذلك مما لا يخفى وقد يكون مرادا لمآلاته قد يكون مرادا لمآلاته مثل ماذا؟ كخلق ابليس الله تعالى لم يرد خلق ابليس لذاته ولكن لمآلاته اي لما يترتب عليه من المصالح قد يعجب احد ويقول كيف اراد الله تعالى كون كونا خلق ابليس يقال انه اراده كونا لما يترتب عليه من مصالح فلولا خلق ابليس ما تميز المؤمنون من الكفار ولا الابرار من الفجار ولا قام سوق الجنة والنار ولا وجدت التوبة والاستغفار بل ولا عرف الله بمعنى بمعاني اسمائه وكماله وجلاله حكمته في ذلك بالغة كذلك لو قال قائل لما اراد الله تعالى خلق العقارب والحيات والسموم والامراض وغير ذلك فيقال قد يريد الله تعالى الشيء لا لذاته لكن لمآلاته وجود هذه الاشياء يترتب عليها مصالح معينة وبفواتها يفوت مصالح معينة. فاراد الله تعالى ان تكون الحياة على هذا النمط وان يوجد الخير والشر والصحة والمرض والعز والذل ليبلو عباده بهذا اما ما اراده سبحانه وتعالى شرعا فانه قطعا مراد لذاته الله تعالى اراد الصلاة لذات الصلاة والزكاة والحج والصوم وسائر العبادات والمرادات الشرعية لذاتها وهكذا نقول ان الارادة الكونية ولعله الفرق الرابع او او الخامس الرابع ان نقول ان الارادة الكونية قد تكون محبوبة لله وقد تكون غير محبوبة لله والارادة الشرعية دوما محبوبة لله ليس كل ما اراده الله كونا يكون محبوبا له اراد الله كونا خلق محمد صلى الله عليه وسلم وهو محبوب له. واراد الله كونا خلق ابليس ووجود الكفر والعصيان الشر والمرض وغير ذلك وهو غير محبوب له فالله سبحانه وتعالى لا لا يلزم من مراده ان يكون محبوبا له. الم تروا انه قال ولا يرضى لعباده الكفر وان يرضه لكم اما ما اراده شرعا فقطعا هو محبوب له المؤلف رحمه الله فرق بين هاتين الارادتين فقال الارادة الكونية يقع بها مراده ولا يلزم ان يكون محبوبا فيريد الله تعالى كثيرا من المرادات الكونية ومنها وجود هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن ومع ذلك الكفر ليس محبوبا له وهي التي بمعنى المشيئة ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد. اذا اراد الله ان يقتتلوا بحكمة بالغة ولو شاء ما اقتتلوا. مع ان القتال ليس محبوبا له قال ان كان الله يريد ان يغويكم هو ربكم ولا ريب ان الله تعالى اراد اغواء قوم قوم نوح ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون. لا احد في هذا اخواني واخواتي يعني من مقتضى الايمان بالله تعالى وحسن الظن به ان ينطوي القلب على اعتقادي حكمته سبحانه في شرعه وقدره اغواهم ووقع مراده قطعا مع انه سبحانه لا يحب ذلك لكنه اراده كونا لما يترتب عليه من ظهور معاني اسمائه الحسنى وتمايز المؤمنين من الكفار وحصول سنة في الكون اما الارادة الشرعية فانه لا يلزم وقوع المراد ولا يكون المراد فيها الا محبوبا واستدل بقوله والله يريد ان يتوب عليكم ومع ذلك مع انه اراد ان يتوب علينا لكن هناك من لا يفعل اسباب التوبة لا يتوب فلا يتوب الله عليه يقول الله تعالى يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر. ومع ذلك يوجد من الناس من يتكلف العسر ويقع في العنت والمشقة مع ان الله لم يرد ذلك شرعا فلابد من التمييز بين هذا وهذا حتى تنجلي للانسان الامور ولا تلتبس عليه في باب القدر وللحديث عن القدر مقام قادم ان شاء الله ولما ذكر الشيخ رحمه الله اه هاتين الارادتين اه اتباعهما بالتأكيد على الحكمة وان الله في جميع مراداته حكيم في قضائه وقدره وشرعه لا يمكن ان يخلو شيء من مراداة الله من الحكمة ولا يمكن ان يستر من الله عبث وسفه تعالى سبحانه عن ذلك قال ونؤمن بان مراده الكوني والشرعي تابع لحكمته. فكل ما قضاه كونا او تعبد به خلقه شرعا فانه حكمة فانه لحكمة. فمذهب اهل السنة والجماعة اثبات الحكمة والتعليل. والقرآن العظيم مليء الادلة التي تدل على التعليل والحكمة كقوله الاتيان بباء السببية والاتيان بكي ولا واللام وغير ذلك من الشواهد وقد ذكر ابن القيم في شفاء القضاء والقدر والحكمة والتعليل آآ ذكر فصلا كاملا حشد فيه نحو بضعة وعشرين دليلا على اثبات الحكمة والتعليم ومن اهل الاهواء والبدع من ينفي عن الله الحكمة والتعليل ويقول انه يفعل لا لحكمة بل لمحض المشيئة اين هم من تسمية الرب نفسه بالحكيم ووصفه لنفسه بالحكمة وتنزيهه لنفسه عن العبث واللعب. وما خلقنا السماوات والارض وما بينهما باطلا لو اردنا ان نتخذ له ولاتخذناه من لدنا ما خلقنا ما خلقناهما الا بالحق وما خلقنا السماوات والارض وما بينهما لاعبين ينزه الرب نفسه عن ان يصدر منه شيء عبثا ولهوا ولعبا بل يجعل كل شيء لحكمة. افحسبتم انما خلقناكم عبثا وانكم الينا لا ترجعون. ايحسب الانسان ان يترك سدى كل هذه الادلة تدل على ان الله كما هو حكيم في شرعه فهو حكيم في قدره لكن هذه الحكمة معشر طلبة العلم وطلابه تارة تكون ظاهرة يدركها العقل. وتارة تقصر العقول عن ادراكها فمثلا حينما يقول الله عز وجل ولكم في القصاص حياة يا اولي الالباب تبدو لنا الحكمة وان القصاص سبب لحسم مادة العدوان القاتل اذا هم بالقتل وعلم انه سيلحقه القصاص تقاصر عن نيته والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله. فاذا هم ان يمد يده الى حرام وان يختلس وان وذكر ان ان هذه اليد ستقطع امسك يده عن ذلك هذه حكم ظاهرة وقل مثل ذلك في تحريم الخمر والربا وغيره. لكن احيانا قد تكون الحكمة ليست ظاهرة لنا حينئذ لا يجوز لنا ان نرد خبر الله او حكم الله لاننا لم نتعقله بعقولنا فاولئك الذين يقول لا انا لا اؤمن الا بالمعقول هذا ما عبد الله ولا امن بالله امن بعقله لانه علق القبول بعقله سمة اهل الايمان انهم يؤمنون بالغيب الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين. من؟ الذين يؤمنون بالغيب فيجب ان ان يحل الايمان بالله في القلب المحل الاول وان يعتقد المرء بربه المثل الاعلى والا يجعل ذلك موقوتا او موقوفا على قناعته العقلية ما هذا بايمان الذي لا يؤمن الا بالمحسوسات او بالمعقولات ما امن بالله وانما امن بعقله اهل الايمان يؤمنون بالله اولا ثم يعملون عقولهم ثانيا التبصر والنظر في الحكم والغايات والمآلات. فانهم ادركوها فحي هلن وان قصرت عقولهم عن ذلك اتهموا عقولهم تم امور لا نتمكن من ادراك عللها. ولهذا يقول العلماء عنها تعبدية. الحكمة تعبدية. فمثلا لو لم كانت الظهر اربعا والعصر اربعا المغرب ثلاث والفجر اثنتين والعشاء اربعا لا تملك لذلك تعليلا منصوصا لو قيل لم كانت السماوات سبع والاراضين سبع ونطوف حول البيت سبع ونرمي بسبع حصيات ونسعى سبعة اشواط لا ليس عندنا حكمة منصوصة على التسبيح لا يجوز ان يقال على الله بغير علم هنا ينبغي كما قال الشيخ رحمه الله اه سواء علمنا منها ما نعلم او تقاصرت عقولنا عن ذلك. اليس الله باحكم الحاكمين؟ بلى ثم قال ونؤمن بان الله تعالى يحب اولياءه وهم يحبونه قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله. فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه. والله واقسطوا ان الله يحب المقسطين. واحسنوا الله يحب المحسنين. ما شاء الله. هذه الصفة ايضا من الصفات التي اه يطرب لها المؤمن ويفرح وهو ان الله سبحانه وتعالى يحب اولياءه ويحبونه والمحبة لا تحتاج الى تعريف المحبة بالنسبة للمخلوق شعور يقوم في القلب ينجذب بسببه الى المحبوب المحبة البشرية مدركة وهي تتنوع. تارة تكون محبة اجلال. كمحبة الابل لابي وتارة تكون محبة شفقة كمحبة الاب لابنه. وتارة تكون محبة غريزية. كمحبة الرجل لزوجته او محبة الانسان للطعام والشراب المحبة لها انواع ويجمعها جامع عام والله تعالى له محبة تليق به. فهو يحب اولياءه كما استدل بهذه الايات قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله. هذه الاية تسمى اية المحنة يعني ما اكثر من يدعي محبة الله لكن ما هو المحك الحقيقي لاثبات هذه الدعوة الاتباع من كان يحب الله حقا فليتبع ما جاء به نبيه ورسوله اما ادعاء محبة الله والتظاهر بهذا والتزيي به وعند الاوامر والنواهي ينحسر وينقمع ويعرض عن عن امتثال امر الله. هذا يكشف زيفها وانها ليست محبة مجرد دعوة قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله. ودلت الاية على ان المحبة تقع من الطرفين العبد يحب الرب. والرب يحب العبد واصلح منها قوله فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه. ما شاء الله لله درهم اولئك الذين يحبهم ويحبونه. وهم الذين يجاهدون في سبيله من خلص المؤمنين. فقام في قلوبهم من التجرد لله تعالى والانجذاب اليه والتأله له وصف لا ينبغي الا لله وهو التألم. هكذا تكون العبادة. مدار العبادة ايها المؤمنون على المحبة اصل العبادة مبناها على المحبة. ثم انظم اليها الخوف والرجاء فهي محبة لا تنصرف الا لله تعالى لانها محبة السر. محبة العبودية من اين جاء لفظ اله اله بمعنى مألوه اي من تألهه القلوب من تألهه القلوب من الوله محبة وتعظيما هكذا هذا اصل العبادة والخوف والرجاء هما من اركان العبادة لكن الخوف ينقطع والرجاء ينقطع وتبقى المحبة الم يقل الله عز وجل لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. اذا بلغ الانسان الجنة انقطع خوفه وانقطع رجاؤه لانه تحقق له رجاؤه وزال خوفه ما الذي بقي المحبة المحبة هي اصل العبادة. اصل العبادة هي المحبة ولهذا قال الله عز وجل ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله يعني كالمحبة التي لا تنبغي الا لله والذين امنوا اشد حبا لله ما الذي يحملهم على ان يريقوا دماءهم في سبيل الله وان يمتنعوا عن الطعام والشراب في شدة الحر في رمضان وان ينصبوا اقدامهم فجأة الليل والناس نيام الا شيء قام في قلوبهم. لا ريب ما الذي جعله تخرج جباههم وتستدر دموعهم الا شيء قام في قلوبهم. ان الذين اوتوا العلم من قبله اذا يتلى عليهم يخرون للابقان سجدا. ويقولون سبحان ربنا ان كان وعد ربنا لمفعولا. ويخرون للاتقان يبكون. ويزيدهم خشوعا هذه المادة التي تضطرب في قلوبهم هي هي حقيقة التعبد لله سبحانه وتعالى آآ ايضا الرب يحبهم سبحانه محبة لائقة بجلاله وعظمته جاء في الحديث القدسي من عادى لي وليا فقد اذنته بالحرب وما تقرب الي عبدي احب الي مما افترضته عليه. ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه حتى احبه. فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به. وبصره الذي يبصر به. ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي عليها. ولا سألني لاعطينه ولئن استعاذني لاعيذنه هذي هكذا تثمر محبة الله سبحانه وتعالى لعبده والله يحب طوائف من المؤمنين يحب الصابرين المقسطين يحب المحسنين يحب المتقين يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كانهم بنيان مرصوص هذا امر بحمد الله محل قبول لدى المؤمنين في اصل الفطرة والعقل وآآ النص والدليل. الا ان اهل البدع شركوا في اثبات هذه الصفة لله. وانكروا ان يكون الله تعالى يحب او يحب عجبا لهم كيف يصنعون بهذه الايات فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه هذا من شؤم المقدمات الفاسدة وسلوك المناهج الباطلة وقالوا لا لا يمكن ان ان تقع المحبة الا بين متجانسين والله ليس كخلقه فبالتالي لا يمكن ان يقع محبة بين بين غير متجانسين عجبا لهم حتى هذه الدعوة باطلة اليس احدنا يحب امورا احيانا من الجمادات وربما من الحيوانات اليس كذلك؟ الم يقل النبي صلى الله عليه وسلم عن احد احد جبل يحبنا ونحبه. مع انه من جنس وهم من جنس كثير من الناس يحب مثلا سيارته من كانوا يمتطون الرواحل تجده يحب ناقته. ويحب كذا. هذا امر موجود. فعجبا لهم حينما يقولون لا يقع الحب الا بين بين متجانسين. هذا غير صحيح وغير مسلم ولا يجوز ان ترد النصوص الصريحة بمثل هذه الدعارة والله يقول يحبهم ويحبونه له محبة تليق به وللعبد محبة تليق به يفسرون المحبة محبة الله للعبد لانها اه ارادة انعامه عليهم وان محبة العبد لربه هي التقرب اليه. يعني يفسرون شيء بلازمة نحن نقول لهم سبحان الله هذا امر وجدي هؤلاء المؤمنين الصادقين يجدون في قلوبهم شوقا وانسا الجذاب لربهم عز وجل وهي حلاوة الايمان ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما رأيتم اثبت محبة للرسول ومحبة لله ومحبة الرسول تليق به ومحبة الله تليق به ضاق افقهم وضاق عطنهم عن استيعاب النصوص وضعوا هذه القوالب الضيقة الخانقة اخرجوا النصوص عن مراد الله تعالى اذن اه نثبت لله تعالى صفة المحبة على الوجه اللائق به سبحانه وتعالى ونرد ما ادعاه هؤلاء المتكلمون من من انكار صفة المحبة. لا ادري يعني كيف يفعلون بالنصوص الصريحة التي فيها آآ اثبات هذه المحبة وغيرها من الصفات كما سيأتي ايضا ونؤمن ونؤمن بان الله تعالى يرضى ما شرعه من الاعمال والاقوال. ويكره ما نهى عنه منها ولا يرضى لعباده الكفر. وان ولكن كره الله انبعاثهم فثبتهم وقيل اقعدوا مع القاعدين نعم ليس من اللازم اه ايماننا بارادة الله تعالى ان نعتقد بان ثمة تلازم بين الارادة والمحبة قد يريد ما لا يحب وقد يحب ما لا يريد. سبحانه. تأملوا ان تكفروا فان الله غني عنكم. اي والله الله تعالى يا اخواني لا يستكثر بنا من قلة ولا يستعز بنا من ذلة. هو الغني هو الغني الحميد ان تكفروا فان الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر اذا الكفر ليس مرضيا الله مع ان الله قدره. وان تشكروا يرضه لكم وفي الاية الاخرى لما ذكر المنافقين قال ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم. وقيل اقعدوا مع القاعدين. مع ان القعود عن الخروج للجهاد اه مذموم ولكن الله سبحانه وتعالى اجراه عليهم وقدره. فليس هناك تلازم بين المحبة والمشيئة وقد يحب ما لا يشاء وقد يشاء ما لا يحب لحكمة بالغة ونؤمن بان الله تعالى يرضى عن الذين امنوا وعملوا الصالحات. رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه. واهل البدع اول الرضا من الله عز وجل بانه ارادة الانعام. لم يثبتوا لله تعالى رضا ونحن نقول بل هو سبحانه قد وصف نفسه بالرضا فله رضا يليق به عز وجل. لا ليس كرضا المخلوقين. فلا يحل لاحد ان يحرف الكلم عن مواضعه وان يحمل اه معاني ما اخبر الله تعالى به عن نفسه الى معان مجازية لشبهة قامت في قلبه. نعم ونؤمن بان الله تعالى يغضب على من يستحق الغضب من الكافرين وغيرهم عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم. نعم هذا ايضا مثال يكشف لكم الفرق بين منهج اهل السنة والجماعة وما منهج اهل اهل الاهواء والبدع اهل السنة والجماعة يثبتون صفة الغضب لله تعالى. لم؟ لان الله اخبر بها عن نفسه. فالله تعالى قال وغضب الله عليهم اذا اسند الله الغضب الى نفسه وقال تعالى فعليهم غضب من الله اذا هذا الغضب من الله فهي صفته. غضب الله عليهم. وقال تعالى ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه والايات والاحاديث في هذا كثيرة جدا في اثبات ان الله تعالى يغضب وانه متصل بصفة الغضب اما اهل الاهواء والبدع فقالوا لا لا لا يمكن وصف الله بالغضب المقصود بالغضب في هذه الايات اه ارادة العقوبة وارادة الانتقام وليس غضبا حقيقيا وقلنا لهم ما الذي يحملكم على هذا التكلف وانت تحرف الكلمة عن مواضعه؟ قالوا لان الغضب هو غليان دم القلب لطلب الانتقام قلنا لهم هذا غضب المخلوق هذا غضب المخلوق. والله ليس كمثله شيء الستم تثبتون لله تعالى ارادة وتقولون الغضب هو ارادة الانتقام او ارادة العقوبة؟ قالوا بلى. قلنا ايضا الارادة هي ميل النفس للتخصيص لتخصيص فعل معين وهذا قالوا لا هذه ارادة المخلوق. قلنا ايضا ذاك غضب المخلوق فكما انكم اثبتم لله تعالى ارادة تليق به فلتثبتوا لله غضبا يليق به سواء بسواء لا فرق بين ما نفيتموه وما اثبتتموه دوما سمة مذهب اهل الاهواء والبدع التناقض. فتجدهم يكلون بمكيالين يزنون بميزانين يقولون في موضع ما قولهم في موضع اخر. اما اهل السنة والجماعة فقولهم مضطرد يصدق بعضه بعضا لا فرق فيه كله على منهج واحد كل ما وصف الرب به نفسه او وصفه به نبيه صلى الله عليه وسلم وهو حق على حقيقته يجب اثباته لله تعالى من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل وكل ما نزه الرب عنه نفسه ونفاه عن نفسه او نفاه عنه نبيه صلى الله عليه وسلم فاننا ننزه الله تعالى عنه وننفيه عنه ونصفه بما يليق آآ به. هذا هو المنهج الذي لا ينخرم ابدا عند اهل السنة والجماعة ثم قال احسن الله اليك ونؤمن بان لله تعالى وجها موصوفا بالجلال والاكرام. ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام ونؤمن بان لله يعني لما ذكر الشيخ رحمه الله جملة من الصفات الذاتية كالعلم والقدرة والسمع والبصر وذكر جملة من الصفات الفعلية الاستواء والنزول والمجيء والاتيان غيرها والرضا والغضب المحبة جاء الى ذكر الصفات الخبرية ما هي الصفات الخبرية؟ الصفات الخبرية هي التي سبيل اثباتها الخبر فقط بمعنى انه مهما امعن الانسان عقله في محاولة اثباتها لا يتمكن من اثباتها حتى يأتي خبر بذلك واذا جاء الخبر بذلك فان العقل لا يأبه. ولا يقول هذا ممتنع تسمى الصفات الخبرية مثل ماذا؟ مثل ما وصف الله به نفسه من صفة الوجه واليدين والعينين وغير فهذه تسمى عند العلماء الصفات الخبرية وابتدأ اه اولها واشرفها وهي صفة الوجه نجد ان الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم اثبت لنفسه صفة الوجه فقال ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام تأملوا كلمة ذو من الاسماء الخمسة صارت وصفا لوجه للذات ويبقى وجه ربك لو كان المراد بالوجه هو الذات لقال ويبقى وجه ربك ذي الجلال والاكرام. كما قال في اخر السورة تبارك اسم ربك الجلال والاكرام. فلما قال ها هنا ذو الجلال والاكرام دل على انه اراد الوجه حقيقة وان الله سبحانه وتعالى له وجه كريم يليق بجلاله وعظمته كما قال في اية اخرى الا ابتغاء وجه ربه الاعلى وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم واسألك لذة النظر الى وجهك الشوق الى لقائك وقال في الحديث الاخر حجابه النور لو كشف لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه فيعتقد اهل السنة والجماعة ان الله سبحانه وبحمده له وجه كريم لا يمثل وجوه المخلوقين واما اهل الاهواء والبدع فانهم ابوا ذلك. وقالوا لا الوجه من صفات المخلوق والمراد بالوجه الذات ويبقى وجه ربك يعني ويبقى ربك يقال لهم سبحان الله لو كان كذلك لقال ويبقى وجه ربك ذي الجلال والاكرام. لكنه قال ذو دل على انه اراد الوجه لم يرد الذات والاضافة تقتضي انه انها صفة مستقلة فلو كان يريد الذات كما قال وجه ربك فقال ويبقى ربك وايضا النصوص الاخرى تأبى ان يكون المراد بذلك بعضهم قال ان المراد به الثواب فكيف يقال لو كشفه لاحرقت سبحات ثوابه ما انتهى اليه بصره من خلقه كيف يقال واسألك لذة النظر الى ثوابك هذا لا يستقيم لكن آآ هؤلاء لما سلكوا هذا المسلك الباطل شقوا بالنصوص تأملوا هذا المعنى لا يشقى بالنصوص الا من ضل السبيل. لان الله امتن على نبيه فقال ما انزلنا عليك القرآن لتشقى فاذا وجدت من يشقى بالقرآن ويقول المراد كذا والمراد كذا ويؤول الكلم عن مواضعه فاعلم انه لم يحصل على هذه المنة اهل السنة والجماعة بحمد الله لم يضطروا الى تحريف الكلم عن مواضعه والبحث عن تأويلات متكلفة متعسفة لم يشقوا القرآن ما انزلنا عليك القرآن لتشقى في ماذا؟ الظلم. وما كان ربك نسيا. ننفي النسيان. وما كان الله ليعجزه من شيء. اذا في العجز لا تأخذه سنة ولا نوم هل يكفي؟ لا لابد ان نضم اليه اثبات كمال ضده انما يشقى بالقرآن اهل الاهواء والبدع. لانه لا يوافق معقولاتهم اذا هذا هو القول في مسألة الوجه. ثم انتقل الى صفة اخرى من الصفات الخبرية فقال ونؤمن بان لله تعالى يدين كريمتين عظيمتين. بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويا سبحانه وتعالى عما يشركون. ايضا مما يجب اعتقاده ان الله الله سبحانه وبحمده له يدان كريمتان مبسوطتان بالعطاء والنعم لا تماثلان ايدي المخلوقين وهذا انما علمناه بنص كتابه لا بمحظ العقول فقد قال الله تعالى مخاطبا ابليس ما منعك ان تسجد لما خلقت بصيغة التثنية وقال رادا على اليهود حينما قالوا يد الله مغلولة. ماذا قال؟ قال بل يداه مبسوطتان. غلت ايديهم بل يداه مبسوطتان بصيغة التثنية وقال في الاية الاخرى وما قدروا الله حق قدره. والارض جميعا قبضته يوم القيامة يعني قبضة يده والسماوات مطويات بيمينه فعبر بالقبوة وباليمين وفي احاديثه عبر بالكف فكل هذا يدل على ان الله تعالى له يدان حقيقيتان مبسوطتان بالعطاء والنعم. يقول نبينا صلى الله عليه يد الله ملأى لا تغيظها نفقة ارأيتم ما انفق منذ خلق السماوات والارض فانه لم يغض ما في يمينه الله ملأى لا تغيظها نفقة. سحاء الليل والنهار يعني انها تصح الخير سحت. سحا الليل والنهار. ارأيتم ما انفق منذ خلق السماوات والارض؟ فانه لم يغض ما في يمينه. هكذا يرحم كل مؤمن اثبات ما اثبت الرب لنفسه. اما اهل الاهواء والبدع فزعموا ان المراد باليد النعمة او القدرة من اين لكم ذلك؟ اعندكم اثارة من علم؟ لا. ما عندهم الا الشبهات الفاسدة بان يقولوا اليد من صفات المخلوق واثبات اليد لله تشبيه لله بخلقه. سبحان الله لو قال هذا الكلام عالم او غير ذلك لقلنا لكم ان تردوا عليه. لكن الله هو لكن الله هو الذي ذكره في كتابه. فاين تذهبون؟ الله تعالى بصفة اليد في القرآن بالافراد والتثنية والجمع تبارك الذي بيده الملك. بل يداه مبسوطتان اه مما عملت ايدينا. اراد يدا حقيقية سبحانه وبحمده ثم انتم حينما تقولون ان المراد باليد القدرة عجبا لكم لو كان كذلك لقال ابليس لربه حينما قال له ربه ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي لو كانت اليد هي القدرة لقال ابليس وانا يا ربي خلقتني بقدرتك صح لو كان المراد باليد القدرة لاحتج ابليس حين قال له ربه ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي؟ لكان لابليسا يقول وانا يا ربي بقدرتك يعني اذا كانت اليد هي القدرة لكن ابليس افقه منهم ابليس افقه من هؤلاء المتكلمين. لانه يدرك ويعلم ان الله خلق ادم بيديه الكريمتين. ثم اي ميزة لادم لو كان الله تعالى خلقه بمجرد القدرة قد خلق الله جميع الخلق بمجرد القدرة لكنه خص ادم واكرمه بان خلقه بيديه الكريمتين. فلو كانت اليد بمعنى القدرة لما كان لادم مزية على بقية اليس كذلك وهكذا عند اولئك الذين قالوا ان المقصود باليد النعمة يقال لهم سبحان الله وهل الله تعالى له نعمتان اثنتان فقط؟ حينما قال بل يداه مبسوطة نعمتان نعم الله ان تعد لا تحصى واسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة. وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها. فكيف تحصرونها؟ باثنتين دوما مقالات اهل البدع يكتنفها من كل صوب ما يدل على بطلانها وزيفها ونقظها وفسادها ها هنا يرد سؤال لكن نرجئه بعد الحديث عن اثبات صفة العينين نعم ونؤمن بان لله عينين اثنتين حقيقيتين. لقوله تعالى واصنع الفلك باعيننا ووحينا وقال النبي صلى الله عليه وسلم حجابه النور لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه واجمع اهل السنة على ان العينين اثنتان ويؤيده قول النبي صلى الله عليه وسلم في الدجال انه اعور وان ربكم ليس باعور. ايضا مما يجب اعتقاده ان يعتقد المؤمن بان بان الله تعالى له عينان اثنتان كريمتان يبصر بهما حقيقة ودليل كل مؤمن في هذا ما في كتاب الله وما في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ لا سبيل للعلم بهذه الامور الغيبية الا عن طريق الخبر الصادق ففي كتاب الله تعالى واصنع الفلك باعيننا ووحينا باعيننا ووحينا معنى باعيننا اي بمرأ منا نراه باعيننا وكذا قول الله تعالى في شأن موسى ولتصنع على عيني اي بمرء مني آآ اراك بعيني وقول النبي صلى الله عليه وسلم حجابه النور لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه والبصر يكون بالعين دل ذلك على اثبات صفة العينين لله تعالى وقد ورد حديث لكن فيه ضعف اذا قام العبد يصلي قام بين عيني الرحمن اه السؤال الذي كنت اريد ان اه اريده في هذا المقام لو قال القائل ان صفة اليدين والعينين وردت في النصوص بالافراد والتثنية والجمع فلما اخترتم التثنية دون الافراد والجمع وانتم تقولون اننا نقول بما جاء به ناطق الكتاب وصحيح السنة فما الجواب عن ذلك ازيد السؤال ايضاحا مثلا صفة اليد لله تعالى وردت على سبيل الافراد في قول الله تعالى تبارك الذي بيده الملك وبصيغة التثنية في قول الله تعالى بل يداه مبسوطتان. ما منعك ان تسجد لما خلقت بيديه. وبصيغة الجمع في قوله مما عملت ايدينا وكذا صفة العينين وردت بصيغة الافراد كما في قوله تعالى ولتصنع على عيني ووردت بصيغة الجمع في قوله تعالى تجري باعيننا ولن ترد في القرآن بصيغة التثنية لكن قد ورد كما سمعتم آآ حديثا حديث فيه مقال اذا قام العبد يصلي قام بين عيني الرحمن فما الجمع بين يعني هذه النصوص حتى نقول يدان وعينان الجمع بينه بينها ان يقال اولا ان صيغة الافراد لا تنافي التثنية ولا الجمع بان المفرد المضاف يعم مثلا حينما تقول رأيت الحادث بعيني هل يقل قائل انك اعور اذا قلت مشيت الى فلان برجلي هل يقال آآ انك مقطوع الرجل الاخرى؟ ابدا. لان المفرد لا ينافي التثنية والجمع مفرد مضاعف لا ينافي التثنية ولا الجمع. اذا انتهينا من هذا. وبقي الجمع بين التثنية والجمع فيقال ان التعبير بصيغة الجمع في قوله تجري باعيننا او في قوله مما عملت ايدينا لا يراد به التكثير وانما يراد به المناسبة بين المضاف والمضاف اليه فلما كان المضاف اليه ن جاءت على صيغة ناء الفاعلين التي تدل في اصل وضعها على الكثرة مناسبة ان يكون المضاف من جنسها ليكون ابلغ في التعظيم لان ناء هنا يراد بها التعظيم لا الكثرة. مثل ما يقول السلطان والحاكم نحن فلان ابن فلان امرنا بما هو ات. رسمنا بما هو ات مع انه شخص واحد النون هنا هي نون التعظيم. لكن لما كانت في اصل وضعها في تدل على التكفير ناسب ان يكون المضاف من جنس المضاف اليه ليكن ابلغ في التعظيم هذا هو الجمع بين الصيغ الثلاث. صيغة الافراد والتثنية والجمع فلهذا انعقد اجماع اهل السنة والجماعة على ان الله سبحانه وتعالى له يدان اثنتان وله عينان اثنتان ويدل لذلك ايضا بالنسبة للعينين قول النبي صلى الله عليه وسلم في شأن الدجال انه اعور وان ربكم ليس باعور لان الدجال ياتي بامور ومخاريق وعجائب يعني ثم يقول للناس اني انا الله. يأمر السماء فتمطر ويأمر الارض فتنبت تبي عجائب كما سيأتي في اخر الرسالة فحين اذ يقول يقول عن نفسه انه الله فيفتتن الناس به ذكر النبي صلى الله عليه وسلم علامة فارقة يتبين بها بطلان قوله وهو انه اعور والله تعالى ليس باعور. اذا لله تعالى عينان اثنتان خلافا للدجال ونؤمن بان الله تعالى لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير ونؤمن بان المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة وجوه يومئذ ناضرة الى ربها هذه مسألة شريفة حبيبة الى النفس. وهي اثبات رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة ما من مؤمن الا وهو يتمنى هذه المناسبة السعيدة. ان يرى ربه من احب لقاء الله احب الله لقاءه في قلب كل مؤمن شوق دفين. شوق دفين ان يرى ربه الذي خلقه واعده وامده. ان يراه حقيقة فاهل السنة والجماعة يثبتون هذا ويستدلون باي الكتاب على اثبات رؤية المؤمنين لربهم بلغنا الله واياكم ذلك فمن ادلة اهل السنة والجماعة على ان المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة قول الله تعالى وجوه يومئذ نار الى ربها ناظرة الاولى مأخوذة من النظرة وهي البهاء والجمال والرونق من اين اكتسبت هذا البهاء والجمال والرونق؟ الى ربها ناظرة فناظرها الثانية من النظر لهذا يقول ابن القيم في هذا ابياتا حسنة جميلة. يقول فيا نظرة اهدت الى الوجه نظرة فيا نظرة اهدت الى الوجه نظرة امن بعدها يسلو المحب المتيم ولكننا سبي العدو من العدو الذي سبأنا الشيطان اخرجنا من من الجنة ولكننا سبي العدو فهل ترى نرد الى اوطاننا ونسلم وقد زعموا ان الغريب اذا وشطت به اوطانه فهو مغرم. واي اغتراب فوق غربتنا التي لها اضحت الاعداء فينا. تحكموا على جنات عدن فانها منازلك الاولى وفيها المخيم وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة ونظر ايها الكرام تأتي في اللغة اما مطلقة غير متعدية بحرف حرف جر او تأتي متعدية بفي او تأتي متعدية بالى ولكل معنى فاذا جاءت مطلقة فانها تدل على التريث والانتظار واذا جاءت متعدية بفي فانها تدل على التفكر والاعتبار واذا جاءت متعدية بالى فانها تدل على النظر بالابصار. هكذا هكذا ضبطها اهل اللغة اذا جاءت نظرا مطلقة غير مقيدة بحرف جر فانها تدل على الترقب والانتظار تقول انظرتك نظرة الى ميسرة انظرتك من الانظار فهي تدل على التريث والانتظار اذا جاءت متعدية كقولك نظرت في الامر نظرت في القضية فهي تدل على التفكر والاعتبار واذا جاءت متعدية نظرت الى فلا تحتمل الا النظر بالابصار وقد قال الله الى ربها ناظرة ومن ادلة اهل السنة على اثبات رؤية المؤمنين لربهم قوله تعالى للذين احسنوا الحسنى وزيادة فسر النبي صلى الله عليه وسلم الزيادة بانها النظر الى وجه الله الكريم ومثله قوله تعالى لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد واستنبط الامام الشافعي رحمه الله وغيره من قول الله تعالى على الارائك ينظرون انه النظر الى وجه الله الكريم. اتدرون من اين استنبط ذلك من قوله تعالى كلا كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون قال لما حجب اولئك في السخط نظر هؤلاء في الرضا وهو استنباط عميق دقيق لما قال الله عن الفجار كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون قال عن عن الابرار على الارائك ينظرون فقال لما حجب اولئك في السخط نظر هؤلاء في الرضا فهذه ادلة ومن السنة احاديث كثيرة بلغت مبلغ التواتر التواتر هو اقوى انواع الثبوت واشهرها حديث اه قول النبي صلى الله عليه وسلم انكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر. لا تضامون في رؤيته او لا تضامون في رؤيته انكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر هذا من تشبيه الرؤيا بالرؤية للمرء بالمرء لا تضامون يعني ما تتزاحمون ليلة خمسطعش وليلة اربعطعشر هل نتزاحم لنرى القمر؟ لا القمر في كبد السمع او لا تضامون يعني لا يلحقكم ضيم في رؤيته هذا من تشويه الرؤية بالرؤية للمرء بالمرء هكذا يعتقد اهل السنة والجماعة ان المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة في موضعين في عرصات القيامة وبعد دخولهم الجنة في عرصات القيامة يعني في مواقف الحساب. كما دل عليه حديث ابي هريرة وابي سعيد في صحيح البخاري يأتيهم ربهم في الصورة التي يعرفونها وبعد دخول الجنة وهذا فيه ايضا اثار واحاديث والايات التي تلون سابقا اما اهل الاهواء والبدع من المعتزلة والزيدية والرافضة غيرهم فانهم ابوا ذلك وقالوا لا يمكن رؤية البالي النظر الى وجه الله الكريم. واستدلوا بايتين قول الله تعالى لا تدركه الابصار. وهو يدرك الابصار والثانية قول الله تعالى لموسى حينما قال ربي ارني انظر اليك قال لن تراني اما الجواب عن الاية الاولى لا تدركه الابصار عنها جوابات لاهل السنة احداهما جواب عائشة رضي الله عنها ان معنى لا تدركه الابصار يعني في الدنيا والجواب الثاني ان المنفي هنا هو الادراك وليس الرؤية وقد تحصل الرؤية من دون ادراك. انت تنظر الى القمر او تنظر الى الجبل لكنك لا تدركه. يعني لا تحيط علما بتفاصيله وتضاعيفه فقد يقع نظر ولا يقع تقع رؤية ولا يقع ادراك. الم يقل اصحاب موسى انا لمدركون لما رأوا فرعون خلفهم والبحر امامهم. ماذا قال موسى؟ قال كلا ان معي ربي سيهدين. فوقعت رؤياه ولم يقع ادراك دليلهم الثاني لن تراني اي لن تراني في الدنيا لان موسى عليه السلام لما كلمه ربه ازداد شوقا الى رؤيته. فقال ربي ارني انظر اليك. فقال له ربه لن تراني يعني في الدنيا ولكن انظر الى الجبل فان استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا يعني بين الله له السبب الذي لا لم يجب قلبته وهو انه لا يطيق في الدنيا ان يراه. فهذا الجبل الاصم الجلمد لم يتحمل تجلي الله له فكيف بموسى الذي من لحم ودم ولو كان الامر غير ممكن من اصله ولو كان السؤال فاسدا من اصله لعاتب الله على موسى على موسى كما عتب على نوح لما قال ان ابني من اهلي. قال انه ليس من اهلك. انه عمل غير صالح. فعتب الله عليه هذا هذا السؤال. اما موسى فلم يعتب الله عليه لقوله ربي ارني انظر اليك لكن بين له انه لا يطيق ذلك وبهذا تسقط ادلة آآ او شبهات هؤلاء ويثبت المؤمنين المؤمنون لربهم آآ النظر الى وجهه الكريم في عرس القيامة وبعد دخولهم الجنة ونؤمن بان الله تعالى لا مثل له لكمال صفاته. ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ونؤمن بانه لا تأخذه سنة ولا نوم لكمال حياتي لكمال حياته وقيوميته ونؤمن بانه لا يظلم احدا لكمال عدله. وبانه ليس بغافل عن اعمال عباده لكمال رقابتي واحاطتك ونؤمن بانه لا يعجزه شيء في السماوات ولا في الارض. لكمال علمه وقدرته. انما عمره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون. وبانه لا يلحقه تعب ولا اعياء ولقد خلقنا السماوات والارض وما بينهما في ستة ايام وما مسنا اي من تعب ولا اعياء. هذه القطعة معشر طلبة العلم تتعلق بالصفات المنفية يعني لما ان الله سبحانه وتعالى آآ لما ان المؤلف رحمه الله ذكر لله تعالى الصفات الثبوتية سواء كانت صفات ذاتية او فعلية او خبرية وانه يجب اثبات ما اثبت الله لنفسه في كتابه او اثبته له نبيه صلى الله عليه وسلم اتبع ذلك بذكر الصفات المنفية لانه لا يتم المعرفة الا بالنفي والاثبات الله سبحانه وتعالى حينما تعرف الى عباده عرفهم بنفسه بالنفي والاثبات تأملوا معي سورة الاخلاص قل هو الله احد الله الصمد اثبات لم يلد نفي ولم يولد نفي ولم يكن له كفوا احد اليس كذلك؟ اذا جمع بين النفي والاثبات تأملوا معي اية الكرسي الله لا اله الا هو نفي واثبات كل اله سواه واثبات الالوهية له. لا تأخذه الحي القيوم اثبات لا تأخذه سنة ولا نوم نفي من ذا الذي يشفع عنده؟ نفي الا باذنه اثبات يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم اثبات ولا يحيطون بشيء من علمه نفي الا بما شاء اثبات وسع كرسيه السماوات والارض ولا يؤده حفظهما نفي وهو العلي العظيم اثبات. ارأيتم ان الله يتعرف الى عباده بالنفي والاثبات قال تعالى وتوكل على الحي الذي لا يموت الحي اثبات. الذي لا يموت نفي فمن كمال معرفة الله ان تعرف النفي والاثبات. فقد عرفنا الاثبات وانه يثبت لله جميع انواع الصفات الذاتية الفعلية الخبرية وعرفنا الفرق بين آآ كل نوع ونوع الان يجب علينا ان نعلم ان الله تعالى ينزه عن ثلاثة امور عن النقص والعيب ومماثلة المخلوقين ينزه الله تعالى عن النقص والعيب ومماثلة المخلوقين. تأمل معي قال الله تعالى ونؤمن لان الله تعالى لا مثل له بكمال صفاته ليس كمثله شيء. هذه اية محكمة جملة محكمة. ليس كمثله شيء رد على اهل التمثيل الذين يتبادر الى اذهانهم لوثة التمثيل فيظنون ان صفات الله كصفات خلقه يعتقد ان سمع الله كسمع خلقه وبصر الله كبصر خلقه. ووجه الله كوجه كوجوه خلقه. هذا باطل قل له ليس كمثله شيء. ولم يكن له كفوا احد. فلا تضربوا لله الامثال. لان التمثيل محرم شرعا ممتنع عقلا محرم شرعا بالادلة التي سمعتم ممتنع عقلا لا يمكن ان يكون الخالق الكامل الرب المخلوق الناقص المربوب لا يمكن عقلا اه اذا قوله ليس كمثله شيء. تنزيه مطلق لله. لكن لما خشي ان يغالي احد في هذا التنزيه الى حد نفي ما اثبته الله لنفسه قال وهو السميع البصير وهو السميع البصير. يعني الممنوع هو التمثيل وليس ان تثبت لله ما يليق به ولهذا كانت هاتان الجملتان دستور دستورا لاهل السنة والجماعة في هذا الباب. فاهل السنة والجماعة يثبتون اثباتا بلا تمثيل. وينزهون الله تنزيها بلا تعطيل يثبتون اثباتا بلا تمثيل. يعني لا يغنون في الاثبات الى درجة التمثيل. ولا يغلون في التنزيه الى درجة التعطيل ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ايضا مما ينزه الله عنه النقص والعيب لا تأخذه سنة ولا نوم ان الله لا ينام ولا ينبغي له ان ينام وهو من يدبر الامر النوم والسنة التي هي النعاس ضعف ضعف يعتري الانسان. احدنا مهما قاوم النوم مآله الى ان يخفق رأسه. رأسه الله منزه عن ذلك ان الله لا ينام كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله لا ينام ولا ينبغي له ان ينام يرفع القسط ويخفضه وقال ايضا يقول لا تأخذه سنة ولا نوم لكمال حياته وقيوميته. لانه قال الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم. فلكمال حياته وقيوميته على عباده لا تأخذه سنة ولا نوم ونؤمن بانه لا يظلم احدا. لان الظلم عيب قال في الحديث القدسي يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ولهذا نؤمن بان الله لا يظلم احدا لكمال عدله. ما الدليل؟ وما ربك بظلام للعبيد؟ ان الله لا يظلم مثقال ذرة وان تك حسنة يضاعتها اطمئن. ثق تماما ان الله حكم عد مقسط. وبانه ليس بغافل عن اعمال عباده. ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون لكمال رقابته واحاطته. ونؤمن بانه لا يعجزه شيء في السماوات ولا في الارض. لكمال علمه وقدرته. انما امره اذا اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون. والقدرة هي التمكن من الفعل من غير عجز والقوة هي التمكن من الفعل من غير ضعف هذا الفرق بين القدرة والقوة. القدرة هي التمكن من الفعل من غير عجز والقوة هي التمكن من الفعل من غير ضعف والله منزه عن العجز وعن الضعف وبانه لا يلحقه تعب ولا اعياء لكمال قوته سبحانه قال ولقد خلقنا السماوات والارض وما بينهما في ستة ايام وما مسنا من لغوب. يعني من تعب ولا اعياء. ذلك ان يهود وهذا مذكور في كتبهم. فيما يسمونه العهد القديم وتحديدا في سفر التكوين. يزعمون ان الله لما خلق السماوات والارض في ايام استراحة في اليوم السابع تعالى الله عما يقولون. فرد الله مقالتهم تلك قال وما مسنا من لغوب. اذا كما رأيتم قد نزه الرب نفسه عن العيب والنقص ومماثلة المخلوقين. ثم قال ونؤمن بثبوت كل ما اثبته الله لنفسه او اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الاسماء والصفات لكننا نتبرأ من محظورين عظيمين هما التمثيل والتكييف. فالتمثيل ان يقول بقلبي او لساني صفات الله تعالى كصفات المخلوقين. والتكييف ان يقول بقلبه او لسانه كيفية صفات الله على كذا وكذا. نعم تم ثلاثة ابواب الاثبات والنفي وما لم يرد فيه نفي ولا اثبات تخرج القسمة عن هذه الاشياء كل وصف يخطر ببالك اما ان يكون وصفا اثبته الله لنفسه او وصفا نفاه الله عن نفسه او وصفا لم يرد فيه لا نفي ولا اثبات فما هو الواجب علينا في كل مقام؟ بين الشيخ الواجب علينا في مقام الاثبات فقال نؤمن بثبوت كل ما اثبته الله لنفسه او اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم. اذا رقم واحد في باب الاثبات ان نثبت كل ما اثبته الله لنفسه. او اثبته له نبيه صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح دعك من الاحاديث الضعيفة والموضوعة. ما ثبت بالاحاديث الصحيحة. فالواجب علينا اثبات ما اثبت الله او اثبته له نبيه وعدم رد شيء من ذلك لشناعة يستشنعها الانسان او ظن فاسد او غير ذلك لكن وهذا رقم اثنين نبرأ الى الله تعالى من محذورين عظيمين في مقام الاثبات. ما هما؟ التكييف والتمثيل. يعني في مقام الاثبات عليك الحذر من الوقوع في هذين المحذورين ان تغالي في اثبات الصفات حتى تقع في التمثيل او تقع في التكييف. ما هو التمثيل؟ التمثيل هو اثبات مماثل للشيء بان يقول بقلبه يعتقد بقلبه او ينطق بلسانه فيقول صفات الله كصفات المخلوقين. كائن يقول سمع الله كسمعنا وبصر الله كبصر ويد الله كيدنا ووجه الله كوجوهنا هذا هو التمثيل طيب التكييف التكييف هو حكاية كيفية الصفة بان يقول بقلبها او لسانه كيفية صفات الله تعالى وكذا وكذا. كأن يقول كيفية نزول الله الى سماء الدنيا كيت وكيت وكيت كيفية استواء الله على عرشك كيتو كيتو كيت. هذا كلاهما لا يجوز ففي مقام الاثبات عليك الحذر من هذين المحذورين التمثيل والتكييف لماذا؟ لانه محرم شرعا ممتنع عقلا لا يمكن للعقل ان يحيط به طيب ننتقل الى المقام الثاني وهو النفي. ما الواجب علينا في النفي ونؤمن بانتفاء كل ما نفاه الله تعالى عن نفسه. او نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم وان ذلك النفي يتضمن اثباتا لكمال ضده. ونسكت عما سكت الله عنه ورسوله. في مقام معشر طلاب العلم وطالباته ومن بلغ يجب علينا امران الامر الاول ان ننفي ما نفاه الله عن نفسه او نفاه عنه نبيه صلى الله عليه وسلم. اذا قال الله وما ربك بظلام للعبيد لا يكون النفي دالا على الكمال الا بان تعتقد ثبوت كمال ضده حينما مثلا تقرأ قول الله تعالى وما ربك بظلام للعبيد عن الله الظلم وتعتقد له كمال العدل. لان ضد الظلم العدل حينما تنفي عن الله اه الجهل تثبت له كمال العلم حينما تنفي عن الله السنا والنوم تثبت له كمال الحياة والقيومية حينما تنفي عن الله العجز كم تثبت له كمال القدرة لان النفي المجرد لا يدل على الكمال يعني انت مثلا حينما تقول تمتدح صاحبك. تقول والله انت يا فلان حاشاك لست بخيلا وش تقصد؟ يعني لست بخيلا ولا كريما لا تقصد بقولك لست بخيلا يعني انك كريم وحينما تقول عن فلان لا لا حاشاك انت لست جبانا. تقصد بذلك انه شجاع. ولو فهم انك تقصد بقولك لست بخيلا يعني لست بخيلا ولا كريما عليك ولا ما عدا ذلك مدحة ولان النفي احيانا يكون سببه العجز الذي قال يهجو قبيلة يقول قبيلة لا يغدرون بذمة ولا يظلمون الناس حبة خردل وقد يبدو للانسان انه يمدحهم. يقول لا يغدرون ولا يظلمون. ومراده بذلك ماذا؟ انهم عاجزين ما يستطيعون يغدرون ولا يقدرون لضعفهم وهوانهم قبيلة لا يغدرون بذمة ولا يظلمون الناس حبة خردل واخر يهجو قبيلته الذين خذلوه فقال لو كنت من مازن لم تستبح ابل بنو اللقيط من ذهل بن شيبان فان قومي وان كانوا ذوي عدد ليسوا من الشر في شيء وان هذا فقد يخيل للانسان انه يمدحهم لانه يقول جماعتي ما بهم شر. لكن ماذا يقصد بقوله ليسوا من الشر في شيء وانهانا؟ يعني ما عنده قوة ولا حول ولا طول هذا مراده لهذا قلنا ان النفي لا يكون دالا على الكمال حتى يتضمن كمال ضده آآ بقي المقابر الثالث وهو اذا ادعى مدع وصفا لم يرد في الكتاب ولا في السنة لا بنفي ولا اثبات قد عرفنا كيف نتعامل مع الصفة المثبتة وكيف نتعامل مع الصفة المنفية لكن ارأيت لو اتى بلفظ لم يرد بنفي ولا الواجب فيه امران ايضا اولا التوقف في اللفظ. فنسكت عما سكت الله عنه ورسوله. ولا نعبر بهذا التعبير. ونقول يا اخي اتق الله. هذا المقام مقام خطير ليس آآ مزادا علنيا. هذا مقام يجب ان الزم في جانب الحيطة والحذر ولا تعبر الا بالتعبيرات الشرعية. فلا تفتق كلمات ومصطلحات من تلقاء نفسك المقام الثاني ان نقول ماذا قصدت انت؟ بقولك كذا وكذا فان قصد معنا صحيحا قبلناه واقررناه وانكرنا اللفظ وان قصد معنا باطلا رددنا اللفظ والمعنى يتبين ذلك بالمثال لو قال قائل آآ هل يوصف الله بالجسمية قلنا نعم اخطأنا وان قلنا لا اخطأنا لاننا لا دليل عندنا لا بنفي ولا اثبات فهذا اللفظ لفظ محدث لم ينطق به الكتاب ولم تأتي به السنة سنقول هذا اللفظ لا يجوز التعبير به عن الله عز وجل لا نفيا ولا اثباتا. لكن ماذا اردت بقولك هل يوصف الله بالجسمية ان كنت تريد ان لله ذات لا تشبه الذوات تقوم بها صفات كالحياة والسمع والبصر والوجه واليدين والعينين فنعم هذا المعنى الصحيح لكنك اخطأت بالله قلت ان المراد انه آآ مركب من ابعاض واجزاء يفتقر بعضها الى بعض فهذا جسم المخلوق ينزه الله تعالى عنه فهذا هو الماء المطلوب في كل مقام من هذه المقامات. نختم هذا الفصل. تفضل ونرى ان السير على هذا الطريق فرض لابد منه. وذلك لان ما اثبته الله لنفسه او نفاه عنه سبحانه هو خبر اخبر الله به عن نفسه وهو سبحانه اعلم بنفسه واصدق قيلا واحسن حديثا العباد لا يحيطون به علما. هذه هي مسوغات قبول الخبر العلم الصدق البيان فهي متوفرة في كلام الله وفي كلام نبيه صلى الله عليه وسلم فلا وجه لرد كلام الله او كلام نبيه صلى الله عليه وسلم والله اعلم بنفسه والله اصدق قيل والله احسن حديثا فكيف يجرؤ احد ان يقول ليس مراد الله كذا؟ مراده كذا وكذا الله اانت اعلم اعلم بالله من الله؟ اانت اصدق من الله قيلا؟ اانت احسن من الله حديثا؟ وكذا بالنسبة لنبيه؟ فقال وما اثبته له رسوله او نفاه عنه فهو خبر اخبر به عنه. وهو اعلم الناس بربه الخلق واصدقهم وافصحهم. ايضا هذه مسوغات قبول الخبر بالنسبة للنبي صلى الله عليه وسلم. فاعلم الناس بربه نبيه صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى وهو اصدق الناس قيلا لا يأتيه كلامه كما قال الله عز وجل وما ينطق عن الهوى وهو ايضا بابي هو وامي صلى الله عليه وسلم. آآ افصح الناس بيانا واحسنهم لسانا وهو ايضا انصح الامة للامة فاي وجه لهؤلاء المعترضين ان يدعوا الدعاوى ويقول ليس مراد النبي صلى الله عليه وسلم كذا مراده كذا وكذا هذا افتيات عليه نعم ففي كلام الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم كمال العلم. كمال العلم والصدق والبيان فلا عذر في رده او التردد في قبوله صدق رحمه الله صلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين