الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فهذا هو المجلس الثالث من مجالس هذا اليوم الاول نختم فيه بهذا الفصل المتعلق بالايمان بالله تعالى الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما فاللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمؤلف وللمؤمنين اجمعين قال المؤلف رحمه الله تعالى فصل وكل ما ذكرناه من صفات الله تعالى تفصيلا او اجمالا اثباتا او نفيا. فاننا في ذلك على كتاب ربنا وسنة نبينا معتمدون. وعلى ما سار عليه سلف الامة وائمة الهدى من بعدهم سائرون. نعم الحمد لله رب العالمين. هذه القطعة في منهج الاستدلال وهو ان المعول في هذا الباب وفي غيره من ابواب الدين على الكتاب والسنة وفهم السلف الصالح وهذا امر مهم فلا ريب بان الله تعالى تعبدنا باتباع ما انزل على نبيه من الكتاب والحكمة. والكتاب هو القرآن والحكمة هي السنة ايضا لابد ان يكون ذلك وفق فهم السلف الصالح وعلى رأسهم الصحابة فانهم شاهد التنزيل عالم التأويل واعني به التأويل الصحيح. فيجب ان يكون فهم الانسان مراعيا لذلك لو ادعى مدع فهما يخالف فهم السلف فان فهمه مردود عليه. وهو ما وقع فيه اهل الاهواء والبدع من التحريف التعطيل والتكييف والتمثيل فبين المؤلف رحمه الله بان كل ما تقدم من اه ذكر اسماء الله وصفاته تفصيلا او اجمالا نفيا او اثباتا فان المعول فيه على الكتاب والسنة فهم السلف الصالح ثم قال ونرى وجوب اجراء نصوص الكتاب والسنة في ذلك على ظاهرها. وحملها على حقيقتها اللائقة الله عز وجل. نعم هذه قضية منهجية يعني ضل فيها اهل الاهواء والبدع. وهو انهم يزعمون ان ظواهر الكتاب والسنة تدل على معنى فاسد وحاشا الكتاب والسنة ان يكون موهما او ملغزا او سببا للضلالة زعموا بان ظواهر الكتاب وهي السنة تدل على التمثيل وانما وقع لهم ذلك بفساد تفكيرهم والا فالصحابة الكرام يتابعون لهم باحسان لم يقع لهم مثل هذه اللوثات لكن حقيقة الامر ان هؤلاء القوم مثلوا اولا وعطلوا ثانيا هذه حقيقة امرهم انهم لما سمعوا ما اثبت الله لنفسه واثبته له نبيه صلى الله عليه وسلم من صفات الكمال ونعوت جلال كوصفه سبحانه بالصفات الخبرية من الوجه واليدين والعينين او من الصفات الفعلية كالمجيء والاستواء والنزول والغضب والرحمة والفرح والضحك وغير ذلك. تبادر الى اذهانهم تمثيل الله بخلقه وما كان ينبغي لهم ذلك. وما كانت النصوص تحتمل ذلك. ولا فهم الصحابة رضوان الله عليهم ما فهموا. لكن لما سبق الى لما سبق الى اذهانهم لوثة التمثيل فروا من التمثيل ليقعوا في التعطيل ثمن يعني فر من الوقوع في حفرة فوقع في حفرة اخرى اما اهل السنة والجماعة فانهم بمجرد ان قرع اسماعهم كلام الله وكلام نبيه صلى الله عليه وسلم اعتقدوه على اللائق بالله ابتداء واجرؤوا النصوص على ظاهرها واضربوا لكم لكم مثالا هذا لقيط ابن عامر ابن المنتفق وفد الى النبي صلى الله عليه وسلم فاقبل والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب على على الصحابة قبل طلوع الشمس وقال كلاما فمن ضمن ما قال انه قال ينظر اليكم اي ان ربكم ينظر اليكم ازلين قنطين يعني من القحط وآآ انقطاع المطر سيظل يضحك يعلم ان فرجكم قريب فجثا رحمه الله رضي الله عنه على ركبتيه. وقال يا رسول الله اويضحك ربنا؟ قال نعم قال لن نعدم خيرا من رب يضحك ارأيتم؟ هل قال هذا الصحابي؟ كيف يضحك؟ اليس الضحك؟ من صفات المخلوقين؟ اليس الضحك يستلزم وجود اسنان وشفتين ولا هوان كل هذا لم يخطر بباله ولم يدر بخلده وانما اعتقد لله تعالى وصفا حميدا كريما يليق بجلاله وعظمته اما هؤلاء اهل الاهواء والبدع فانهم اذا سمعوا مثل هذه النصوص رأسا يكيفون ويمثلون ثم يفرون من ذلك الى التعطيل فينفون ما اثبت الله تعالى لنفسه لهذا قال المؤلف نرى وجوب اجراء نصوص الكتاب والسنة في ذلك على ظاهرها وظاهرها لا يدل على التمثيل ابدا وحملها وحملها على حقيقتها اللائقة بالله تعالى نعتقد ثبوت اصل المعنى اه الكيفية نكلها الى الله اعلموا يرعاكم الله ان كل صفة من صفات الله يتعلق بها لفظ ومعنى وكيفية من صفات الله يتعلق بها لفظ هو الوضع العربي الذي يتكلم به العرب بلسانهم ومعنى وهو ما ينقدح في الذهن من المعاني العامة المطلقة ذلك اللفظ وكيفية وهي ما هي عليه في الواقع فما الواجب علينا؟ الواجب علينا اثبات اللفظ والمعنى وتفويظ الكيفية الواجب علينا اثبات اللفظ فلا نزيد فيه ولا ننقص. واثبات المعنى اصل المعنى فمثلا اذا علمنا بان الله سميع فان سمع معناه في الذهن ادراك الاصوات واذا علمنا باسم باسم الله البصير فان البصر في الذهن يعني ادراك المرئيات اذا علمنا بان من اسمائه القوي القدير فان معنى القدرة في الدهن التمكن من الفعل بدون عجز من اسمائه القوي معنى القوة في الذهن التمكن من الفعل من غير ضعف فهذه معاني عامة مشتركة اما الكيفية فلا سبيل لادراكها لان الكيفيات لا يعلمها الا الله سبحانه وتعالى. فنفوض الكيفية الى الله وعلى هذا جواب الامام مالك بن انس رحمه الله لما دخل عليه رجل المسجد وقال له يا ابا عبدالله الرحمن على العرش استوى كيف استوى اطرق رحمه الله برأسه وارتض عرقا وعلته الرحباء صار يتصبب من العرق يعني لشدة وقع السؤال عليه وتعظيمه لجناب الرب كيف يجرؤ احد ان يسأل عن كيفية صفة من صفات الله واطرق اصحابه كانما على رؤوسهم الطير. ثم رفع رأسه وقال اربع كلمات ظل الدستور لاهل السنة والجماعة الى يومنا هذا قال الاستواء معلوم والكيف مجهول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة والسؤال عنه بدعة الاستواء معلوم. يعني معلوم معناه في لغة العرب ولهذا جاء في رواية الاستواء غير مجهول. الاستواء معناه العلو. والكيف مجهول يعني لا سبيل لنا للعلم به. وقد جاء في رواية او الاستواء غير معقول يعني ان عقولنا لا تتمكن من الاحاطة به والسؤال والايمان به واجب. لما؟ لان الله اخبر عنهم في كتابه واخبر عنه نبيه. فكان الايمان بالاستواء واجب. والسؤال عنه بدعة يعني السؤال عن الكيفية بدعة. اذ لم يكن الصحابة رضوان الله عليهم يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عن كيفيات صفات الرب. ولهذا قال وما اظنك الا صاحب بدعة. ثم امر به فاخرج من المسجد وهكذا يا كرام فالواجب علينا ان نلزم جانب الحيطة والسلامة في هذا المقام الخطير. وان نعصم السنتنا وقلوبنا من ان تزل فيه ان تظل فهو منا او تزل آآ اقدامنا فنثبت ما اثبت الرب لنفسه او اثبته له نبيه ونجري النصوص على ظاهرها ولا نتجنى عليها بتحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل. بل نعطيها حقها كما نزلت بلسان عربي مبين. وننزه الله تعالى عن صفات النقص والعيب ومماثلة المخلوقين. ونمسك ونسكت نسكت عما لم يصف الله به نفسه ولا نعبر باي لفظ دخيل وان وجدنا من يعبر به زجرناه استفصلنا منه عن مراده. فان ذكر معنى صحيحا اقبضناه وين ذكر معنى باطلا رددناه هذا هو منهج السلامة في هذا الباب. ثم قال ونتبرأ من طريق المحرفين لها. الذين صرفوها الى غير ما اراد الله بها ورسوله. نعم هو تحريف في الواقع لان التحريف معناه التغيير يحرفون الكلمة عن مواضعه يعني يغيرونه. وهذا ينطبق على المتكلمين الذين عمدوا الى كل وصف لا تروق لهم ولا يتفقوا مع قواعدهم فسلطوا عليه معاول التأويل كما يسمونه. وهو في الواقع تحريف يقولون مثلا الاستواء الاستيلاء. الوجه الثواب اليد النعمة او القدرة الغضب ارادة العقوبة اه الرضا بارادة الانعام او الرحمة ارادة الانعام هكذا يحرفون الكلمة عن مواضعه ولا يثبتون حقائق ما وصف الله وسمى به نفسه ايضا نتبرع من طريق المعطرين لها الذين عطلوها عن مدلولها. يعني هناك من عطلها تماما ولم يأتي بمعنى بديل اهل التحريف يقولون ليس المراد كذا لكن المراد كذا فيخترعون ويبتكرون من عند انفسهم معاني بديلة لكن هناك قوم معطلة تماما يعني ينفون المعنى المراد ولا يأتون بمعنى بديل. وهذا ينطبق على من يسمون انفسهم اهل التفويض. وهم في الواقع اهل التجهيل. يؤمنون باوصاف لا معنى لها في في في اذهانهم ويقولون لله صفة اسمها الاستواء لكن لا نثبت لها معنى لا نقول استوى بمعنى على كما يقول اهل السنة ولا نقول استوى بمعنى كما يقول آآ اهل الكلام. ولكن لا نقول شيئا ولا لا يعلمها الا الله. هذا تجهيل والله تعالى خاطب الناس بلسان عربي مبين وانما نفوض الكيفية. اما المعنى فاننا نثبته لان الله تعالى امرنا بتدبر كتابه كاملا ولم يستثني شيئا فقط قال كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته هل قال ليدبروا اياته الا ايات الصفات قال انا انزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون. اطلق. هل قال لعلكم تعقلون الا ايات الصفات؟ ابدا. بل ان المحكمة المحكم هي ايات الصفات واشرف ما في القرآن وكله شريف ايات الصفات لتعلقها بالرب سبحانه وتعالى. فهذا اولى ما تذكره الانسان وتدبره. مع تفويض الكيفية الى الله تعالى نعم ومن طريق الغاليين فيها الذين حملوها على التمثيل او تكلفوا لمدلولها التكييف. هذا بالطرف المقابل وهم الذين غلوا في الاثبات بالغوا في الاثبات حتى وقعوا في التمثيل وبهذا يتبين لكم معشر طلبة العلم وطالباته ومن بلغ ان طريقة اهل السنة والجماعة وسط بين طرفين هدى بين ضلالتين واستقامة بين عوجين تجدهم دائما وسط بين اهل الغلو واهل التفريط بين اهل الافراط واهل التفريط. بين اهل الغلو واهل الجفاء. في جميع ابواب الدين. هذا امر واضح. ولهذا قال الله عن آآ المسلمين وكذلك جعلناكم امة وسطا فكما ان اهل الاسلام وسط بين الملل فاهل السنة والجماعة وسط بين فرق الامة اشار الشيخ الى عدة اتجاهات اه في باب الاسماء والصفات اشار الى اتجاه التحريف الذي يمثله المتكلمون اه كالاشاعرة والمعتزلة اه الماتوريدية وغيرهم الذين يحرفون الصفات الفعلية والخبرية الى معاني مجازية واشار الى طريقة اهل التجهيل الذين يسمون انفسهم اهل التفويض ويسدون باب العلم بالله تعالى. واشار الى مناقضيهم وهم اهل التمثيل والتكييف الذين غلوا في التمثيل والتكييف حتى وصفوا الله بصفات المخلوقين وهذا كان موجودا عند غلاة عند اوائل الرافضة فقد ذكر ابو الحسن الاشعري ان اول من قال بالتمثيل في هذه الامة هشام ابن حكم الرافضي وهشام بن سالم الجواليقي الرافضي وداوود الجواربي الرافضي وذكر مقالات عنهم تقشعر لها الابدان واوائلهم كانوا من اهل التمثيل واواخرهم صاروا من اهل التعطيل. عجبا لهم فلا هؤلاء ولا الى هؤلاء فاهل السنة يثبتون اثباتا بلا تمثيل وينزهون الله تعالى تنزيها بلا تعطيل. لان يعبد صنما والمعطل يعبد عدمه الممثل يعبد صنما لانه اه هيأ صورة ذهنية لمعبوده فصار يعني يتصور هذه الصورة اه ويتقرب اليها فهو في الواقع اصطنعه وان لم يبحثوا بالمطرقة والسندان لكنه اخترقه بذهنه والمعطل الذي ينفي عن الله ما وصف الله به نفسه مآل قوله الى انكار الله تعالى اذا كان يقول ليس بكذا وليس بكذا وليس بكذا وليس كذا ال الامر الى العدم فالواجب ان نثبت ما اثبت الله وان ننفي ما نفع ثم قال ونعلم علم اليقين ان ما جاء في كتاب الله تعالى او سنة نبيه صلى الله عليه وسلم فهو حق لا يناقض بعضه بعضا. لقوله تعالى افلا يتدبرون القرآن فلو كان من عند غيره ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ولان التناقض في الاخبار يستلزم تكذيب بعضها بعضا. وهذا محال في خبر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه ومن ادعى ان في كتاب الله تعالى او في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم او بينهما تناقضا. فذلك لسوء قصده قلبه فليتب الى الله تعالى ولينزع عن غيه ومن توهم التناقض في كتاب الله تعالى او في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم او بينهما فذلك اما لقلة علمه او قصور فهمه او تقصيره في التدبر فليبحث عن العلم وليجتهد في التدبر حتى يتبين له الحق فان لم يتبين له فليكل الامر الى عالمه. وليكف عن توهمه وليقل كما يقول الراسخون في العلم امنا به كل من عند ربك امنا به وليقل كما يقول الراسخون في العلم امنا به كل من عند ربنا. وليعلم ان الكتاب والسنة لا تناقض فيهما. ولا بينهما ولا اختلاف. نعم. هذا امر قطعي وهو انه لا يمكن ان يقع تناقض في كلام الله تعالى او في كلام نبيه صلى الله عليه وسلم. لان ادعاء التناقض في النصوص يعني ان بعضها يكذب بعضا لا يجوز ان يعتقد الانسان هذا التناقض كما قال الله عز وجل ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا. لكن لما كان من عند الله لم يقع فيه فكما ان الله تعالى لا يقع خلل في خلقه فانه لا يقع خلل في خبره قال الله سبحانه وتعالى الذي خلق سبع سماوات طباقا. ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر. هل ترى من فطور ثم البصر كرتين ينقلب اليك البصر خاسئا وهو حسير فكما ان خلق الله لا تفاوت فيه ولا اضطراب فكذلك خبره من باب اولى لا تناقض فيه ولا اضطراب فارجع البصر. هل ترى من تناقض ثم ارجع البصر كرتين. ارجع العقل كرتين ينقلب اليك خاسئا وهو حسين. لا يمكن ان يقع تناقض في كلام الله وكلام رسوله ولهذا من من ادعى هذه الدعوة في كلام الله او كلام رسوله فهذا دليل على اه سوء قصده وزيغ قلبه لانه كأنما هو ملحد يريء وزنديق يريد التشكيك في كلام الله وكلام رسوله واساءة الظن بالله وبرسوله سواء في خبره او في شرعه ارأيتم ذاك الذي قال يد خمس مئين عسجد وديت ما بالها قطعت في ربع دينار! انظروا كيف يثير الشبهة! يقول هذه اليد التي تمثل نصف الدية خمس مئة دينار ذهب لماذا تقطع اذا سرقت شيء بربع دينار؟ يبث شبهة فرد عليه اهل العلم وقالوا عز الامانة اغلاها وارخصها ذل الخيانة فافهم حكمة الباري على نسق قوله ما بالها قطعت في ربع دينار. يعني لما آآ لما آآ امنت او لما كانت امينة كانت ولما خانت هانت هذه حقيقة العمر. فكما انه اه ذاك في شرعه كذلك من شكك في خبره. لا يمكن ان يقع تناقض في كلام الله ورسوله فلو قال قائل كيف يمكن ان يكون الله في السماء فوق سماوات مستوا على عرشه وهو يقول وهو معكم اينما كنتم هذا يريد اثارة الشبهة. نقول نعم معنا بعلمه. والمعية تتسع لهذا وليست المعية تقتضي امتزاجا واختلاطا بل كما بينا لكم سابقا ان لها معاني متعددة يجمعها انها مطلقة المقارنة والمصاحبة. وانما يحدد معناها السياق والقرائن والاحوال. فيرد عليه بهذا ولكن لو قدر ان شخصا توهم ولم يدعي ولم ينشر ولم يضلل لكن وقع في نفسه شيء من الشك وغير ذلك. فهذا ما سببه؟ هذا راجع الى قلة علمه او قصور فهمه او تقصيره في التدبر. اذا ما المطلوب منه؟ يقال له اخي ابحث واسأل كما قال الله فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون. اذا قصر علمك فربما علم غيرك يبلغه اذا قصر آآ فهمك فهم غيرك يبينك ان كنت صادقا في آآ طلب الحق سوف تهدى اليه لو قدر انه بقيت هذه هذا السؤال في قلبك فاتهم قلبك ولا تتهم النص وقل كما قال الله عز وجل في الراسخين في العلم كل من عند ربنا فلا يمكن ان يكون هذا النص مناقضا لهذا النص كل من عند ربنا واذا كان كله من عند ربنا فلا يمكن ان يكون متناقضا هذه الاية يا اخوة واختم بها هذا الدرس اية عظيمة في في المنهج. لانها تكشف عن طريقتين. طريقة الراسخين وطريقة الزائغين. استمع هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات اذا افادنا الله تعالى بان الله انزل على نبيه الكتاب وان اية الكتاب عامتهن واغلبهن محكمات وش معنى محكمات؟ يعني واضحات الدلالة لا تحتمل اه يعني معاني واخر متشابهات. متشابهات يعني تشابها نسبيا عند بعض الناس. فيقع له فيها نوع من الاحتمال والتردد فماذا قال الله عز وجل قال فاما الذين في قلوبهم زيغ يعني اللي في قلبه نية سوء وارادة فاسدة فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله الزائغون ينشدون ما لا سبيلا لتحصيله. يريدون الفتنة واثارة الشغب يقولوا كيف الله سبحانه وتعالى يقدر المقادير ثم يعذبهم على ما قدر عليهم وامثال ذلك كيف الله سبحانه وتعالى يصف نفسه بانه له وجها كريما ويدين اثنتين وعينين ثم يقول ليس كمثله شيء. ويثير الشبهة في ذلك ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله يعني الوصول الى كيفيته وحقيقته التي هي عليه في الواقع وقال الله وما يعلم تأويله يعني حقيقته وكونه وكيفيته التي التي هي عليه في الواقع الا الله ثم ذكر طريقة الراسخين. وهذه طبعا القراءة قراءة الجمهور الوقف وما يعلم تأويله الا الله. ثم يستأنف والراسخون في العلم يقولون امنا به. كل من عند ربنا الراسخون في العلم اذا وقع عندهم اشتباه عندهم يقولون امنا به لا يمكن ان يكون كلام الله عز وجل آآ ينقض بعضه بعضا. كل من عند ربنا ويطلبون بيانه فربما فتح الله عليهم عاجلا او اجلا فزال عنهم الاشكال لكنهم على كل حال لا يتهمون النص ولا يحملونه ما لا يحتمل ولا يبتغون الفتنة ولا يطلبون ما لا سبيل الى ادراكه هاتان الطريقتان فاختر لنفسك ايها الانسان آآ ارشدهما الا وهي طريقة الراسخين في العلم. نسأل الله سبحانه وتعالى ان يرزقنا واياكم علما نافعا وعملا صالحا وتجارة لا تبور وان يحسن عاقبتنا في جميع الامور. وبهذا تم الكلام على الركن الاعظم والاهم وهو الايمان بالله تعالى. ونأتي ان شاء الله تعالى على بقية اركان واصول الايمان صلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين