سنة لشهدت اني في الجنة هذا اثر عن ابن المبارك رحمه الله نعم له تتمة ثم ذكره ثم ذكر عن ابن شوذق عن سلمة بن كهيل عن هزيل ابن شرحبيل انه قال من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين قال الشيخ ابو عثمان الصابوني رحمه الله تعالى في كتابه عقيدة السلف واصحاب الحديث ما اخبرنا ابو عمر الحيري قال حدثنا محمد ابن يحيى ومحمد ابن وسمعت الحميدي يقول سمعت سفيان ابن عيينة يقول الايمان قول وعمل يزيد وينقص فقال له اخوه ابراهيم عيينة يا ابا محمد تقول ينقص؟ فقال اسكت يا صبي. بلى ينقص حتى لا يبقى منه شيء ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره نعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا وسلم تسليما كثيرا اما بعد فلا يزال كلام المؤلف رحمه الله يتعلق بحث الايمان وان من اصول اهل السنة والجماعة في هذا الباب ان الايمان يزيد وينقص وهذا كما ذكرنا قد دلت عليه ادلة كثيرة وقام عليه اجماع اهل السنة والجماعة ان الايمان الظاهرة على الجوارح والباطنة في القلب يزيد تارة ويكمل وينقص تارة اخرى ويضعف وهذا ما يشعره كل واحد من المسلمين ان ايمانه تارة يزيد وتارة ينقص. وهذا في الزيادة والنقصان له اسباب كما ليس يخفى. المقصود ان هذا الاثر عن سفيان ابن عيينة احد ائمة المسلمين الكبار يقرر فيه ان الايمان قول وعمل يزيد وينقص ووقع استشكال من اخيه ابراهيم ابن عيينة بمسألة النقصان وليس يخفى ان مسألة النقصان ربما تستشكل عند بعض الناس اكثر من مسألة زيادة لان من الناس من يتوهم ان نقصان الايمان يستلزم عدمه ولذا نقل شيخ الاسلام رحمه الله عن المرجئة نفورهم الشديد من مسألة النقصان المرجئة ينكرون زيادة الايمان ونقصانه لكن انكارهم للنقصان اعظم من انكارهم للزيادة ربما يتسامحون في مسألة الزيادة ان كان لكنهم لا يتسامحون البتة في مسألة النقصان لانه يقع في نفوسهم ان الملازمة حاصلة بين النقصان العدم وهذا ليس بصحيح اعني ان هذه الملازمة ليست بصحيحة فينقص الايمان حتى اه لا يبقى الا اصل الايمان وقد يسترسل العبد والعياذ بالله في المعاصي حتى يصل الى حد الانسلاخ من الدين بالكلية ومنها هنا عظم السلف رحمهم الله شأن المعاصي وبينوا خطرها وانها قد تستولي على القلب فتخرجه من صغير الى كبير حتى ربما اوصله ذلك الى ان يعدم الايمان بالكلية نعوذ بالله من الخذلان وهذا ما نبه عليه سفيان رحمه الله قال بلى ينقص حتى لا يبقى منه شيء ينقص ويبقى منه شيء وقد ينقص ولا يبقى منه شيء يصل استيلاؤه الهوى والشهوة على النفس حتى يحب غير الله عز وجل محبة شركية او يرجو غير الله عز وجل رجاء شركية والمبدأ في ذلك شهوة تتطور الامر ويعظم حتى يقع الانسان والعياذ بالله في الردة لان الايمان اذا عدم بالكلية فان الانسان يكون مرتدا عياذا بالله وهذا من اعظم ما يبين لك خطر المعاصي لا يستهين لا يستهينن انسان بالمعصية ويقول المسلم وان عصى فانه لا يزال في دائرة الايمان والاسلام والجواب صحيح ان معه اصل الايمان ان معه اصل الايمان ان معه اصل الايمان وانه لا يزال مسلما ولكنه مما يخشى منه ان يسترسل في هذه المعاصي حتى تورده الى الكفر والعياذ بالله. وكم من الناس من كان مبدأ امره معصية اتبع فيها هواه ثم لم يزل يسترسل في ذلك حتى ارتد عن دين الله والعياذ بالله كلام سفيان رحمه الله ها هنا يدلنا على هذا الاصل من اصول اهل السنة وهو ان الايمان يزيد وينقص وقلنا ان الزيادة والنقصان حاصلان في الايمانين. الظاهر والباطن وكل واحد منهما مؤثر في الاخر متى ما ازداد الايمان الظاهر في جوارحه بذكر الله والتلاوة والصلاة والصيام والقيام وما الى ذلك اثر هذا في ايمانه الباطن حبا لله وشوقا للقائه ورجاء فيه وخوفا منه الى اخره والعكس صحيح متى ما زاد ايمانه الباطن انبعثت جوارعه اكثر بطاعة الله جل وعلا وكلا الامرين يزيد وينقص وكلا الامرين يؤثر في الاخر وان كان تأثير الباطن في الظاهر اعظم لان القلب ملك الجوارح فتأثيره على الجوارح اعظم من تأثير الجوارح عليه والعلم عند الله عز وجل. نعم. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله فقال الوليد بن مسلم سمعت الاوزاعي ومالكا وسعيد بن عبدالعزيز ينكرون على من يقول اقرار بلا عمل ويقولون لا ايمان الا عمل هذا اثر يرويه آآ او ينقله المؤلف رحمه الله عن ثلاثة من ائمة اهل السنة وهم الاوزاعيين ومالك وسعيد بن عبدالعزيز وهو انهم ينكرون على من يقول اقرار بلا عمل والمراد الايمان ان الايمان اقرار بلا عمل يكفي ان يقر الانسان بقلبه او يقر بقلبه ولسانه دون ان يعمل وبذلك يكون مؤمنا السلف ينكرون هذا اشد الانكار ويقولون ان الايمان لابد ان يكون فيه اقرار القلب وقول اللسان وعمل الجوارح لا ينفع واحد من هذه لا ينفع آآ واحد من هذه الثلاثة الا باجتماع الاخيرة الاخرين معه لابد من اجتماع الثلاثة جميعا ويقولون لا ايمان الا بعمل هذا من الامر المهم الذي لا بد من فهمه كلام السلف رحمهم الله بان الايمان قول وعمل يريدون به ان حقيقة الايمان وان الايمان الذي ينجي عند الله عز وجل لا بد ان يقترن فيه الامران القول والعمل قول القلب واللسان وعمل القلب والجوارح. ما كانوا يعرفون كمال الايمان كما يظن بعض الناس الامر ليس كذلك هم يبحثون في الايمان الذي امر الله به والذي لا ينجي العبد عنده سبحانه الا هو لا ينجو الانسان يوم القيامة الا بالايمان والايمان حقيقة مركبة من هذين على القسمة الثنائية قول وعمل او على القسمة الثلاثية انه لابد من قول باللسان ولابد من اعتقاد بالقلب ولابد من عمل بالجوارح من فقد واحدا من هذه الثلاثة فانه لا يكون مؤمنا ولا ينجو عند الله عز وجل لو اتى انسان يوم القيامة باعتقاد قلبي وعمل بالجوارح. وما نطق بالشهادتين هل ينفعه هذان لا ينفعانه ابدا كذلك لو انه اتى بقول بلسانه وعمل بجوارحه وما كان منه اعتقاد قلبي. هل ينفعه الجواب لا ينفعه كذلك الامر لو انه لقي الله تبارك وتعالى ومعه قول بلسانه واعتقاد بقلبه وما كان منه عمل بجوارحه البتة لا ينفعه عند الله وهذا الذي اراده السلف وكلام السلف كلام عربي فصيح على ظاهره لا يجزئ او يقولون لا ايمان الا بعمل او يقول لا يجزئوا قول الا بعمل وقد نقل شيخ الاسلام رحمه الله فعن الشافعي رحمه الله في كتاب الام. وهذا النقل نقله غيره ايضا. وان كان ليس في النسخة المطبوعة في كتاب النية من كتاب الصلاة حيث قال رحمه الله وكان الاجماع من الصحابة والتابعين ومن ومن بعدهم ومن ادركنا يقولون ان الايمان قول وعمل ونية. لاحظ ان الايمان مكون من هذه الحقائق الثلاث لابد من لا بد منها جميعا قال ان الايمان قول وعمل ونية ولا يجزئ واحد من الثلاثة الا بالاخر لا يجزئ واحد من الثلاثة الا بالاخر هذا هو الحق الذي لا شك فيه قول ونية يعني اعتقاد بلا عمل لا ينفع كما ان نية وعملا بلا قول لا ينفع. كما ان قولا وعملا بالاعتقاد لا ينفع لابد من اجتماع هذه الثلاثة جميعا و الا فحدثني ما معنى تكرار السلف وتأكيدهم فيه ما تواتر عنه من اثار وما استفاض من اجماعهم ان الايمان قول وعمل ما كانوا يريدون الا هذا والا فحدثني لاي شيء اشتد نكير السلف رحمهم الله على المرجئة لاي سبب لماذا اشتدوا على المرجئة الذين قالوا ان العمل ليس من الايمان مع ان المرجئة يقولون ان العمل من البر والاحسان والتقوى والصلاح والخير لا ينازعون في هذا لا ينازعون في انه يجب على الانسان ان يعمل لا ينازعون الا غولاتهم في ان من ترك العمل الواجب فانه متعرض للعقوبة اذا كانوا يقولون بكل هذا لماذا اشتد نكير السلف عليهم المجرد هذه الكلمة العمل ليس من الايمان او ان العمل من الايمان القضية قضية اصلاحية لفظية فحسب فالجواب لا الجواب ان السلف يقولون انه لا ينفع عند الله عز وجل ايمان لا عمل فيه لان العمل من حقيقة الايمان واولئك يقولون ينجو العبد عند الله عز وجل بايمان في قلبه او ايمان في قلبه ولسانه. وهو وان كان متوعدا بالعقوبة الا ان مآذن له الى النجاة السلف يقولون لا لابد من عمل في الجملة لابد ان يكون منه عمل في الجملة كما انه لا بد منه اعتقاد في الجملة. حدثني الى اي شيء كان اجماع السلف او على اي شيء كان اجماع السلف. هذا الشافعي ينقل. هذا اسحاق ينقل. هذا المزني ينقل هذا ابن بطة ينقل هذا الاجري ينقل هذا شيخ الاسلام رحمه الله ينقل هذا محمد بن عبد الوهاب من ائمة المسلمين المتأخرين ينقد اما قرأت في كتاب كشف الشبهات انه قد قال ولا خلاف ان التوحيد لا يكون الا بالقلب واللسان والجوارح فاذا اختل واحد من هذه الثلاثة لا يصير الانسان مسلما. حدثني لاي شيء يقول اهل السنة وهذا من قواعد الايمان المقررة انه لا بد في كل اسلام من ايمان يصححه. ولابد في كل ايمان من اسلام يصححه ما قيمة هذه القاعدة عندهم يريدون انه لابد في كل اسلام يعني في الظاهر من ايمان في الباطن يصححه كما انه لابد في كل كما انه لا بد في كل ايمان باطن من اسلام ظاهر يصححه لا ينفع اسلام في الظاهر لا يصاحبه ايمان باطن كذلك لا ينفع ايمان باطن لا يصاحبه اسلام في الظاهر. لابد من الامرين لابد من قدر من الاسلام يصحح الايمان. ولابد من قدر من الايمان يصحح الاسلام. حدثني لاي شيء يقرر اهل السنة والجماعة في قواعد الايمان ان التلازم بين الظاهر والباطن حاصل انه ثمة تلازم لا بد منه بين الباطن والظاهر متى ما وجد ايمان في الباطن فلا بد ان تظهر اثاره على الجوارح ولابد كاذب من يقول ان في قلبه ايمانا لا يظهر اثره على الجوارح. اين انت من حديث الصحيحين من قول النبي صلى الله عليه وسلم الاوان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله يوجد المقتضي للعمل وهو الامر من الشرع والمكنة من من العبد ويزول المانع ولا يفعل مع توارد الاوامر عليه هذا لا يكون وفي قلبه ايمان نعم يمكن اذا كان في قلبه ايمان ان يفعل تارة وان يترك اخرى لكن ان يترك تركا كليا فلا يعمل البتة هذا لا يمكن ان يكون من شخص في قلبه ايمان حدثني ما معنى التولي عن الطاعة؟ التولي المكفر وليس يخفاك ان من انواع الكفر كفر التولي قال جل وعلا ويقولون امنا بالله وبالرسول واطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك ماذا قال الله؟ وما اولئك بالمؤمنين قال شيخ الاسلام رحمه الله قد اتوا بالقول ولكنهم قد تولوا عن الطاعة فانتفع عنهم الايمان ما كان منهم عمل ولاجل ذلك فكان كفره ماذا؟ هو كفر التولي. هذا هو كفر الامتناع عن طاعة الله تبارك وتعالى حدثني عن الانقياد اليس من شروط لا اله الا الله الست تدرس منذ بواكير طلبك للعلم ان من شروط لا اله الا الله الانقياد ما معنى الانقياد اذا كان العبد قد تيسر له العمل ولا مانع يمنعه ثم انه لا يعمل شيئا البتة لا يفعل شيئا مما اوجبه النبي صلى الله عليه وسلم وتأتيه الاوامر. اين التصديق بشهادة ان لا اله الا الله واين تصديقه؟ بشهادة ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم شرطان من شروط لا اله الا الله القبول والانقياد جمعهما الله عز وجل فيما بينه في كتابه وقالوا من حال اهل الايمان وقالوا سمعنا واطعنا لابد من الامرين شرط القبول في قوله سمعنا وشرط الانقياد في قوله واطعنا هكذا يكون اهل الايمان. حدثني ما معنى طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ اليس الله عز وجل قد ارسل رسله عليهم الصلاة والسلام لاجل ان تكون ثمة طاعة اليس الله عز وجل يقولون اليس الله عز وجل يقول وما ارسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله فالطاعة هي الغاية من الارسال يرسل الله الرسل لاجل ان يطاعوا هذا الذي ما دانا لله عز وجل ولا اطاع رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء مما امر به ولم بعثت جوارحه في طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم كيف يكون مطيعا لله ورسوله عليه الصلاة والسلام حدثني اليس توحيد الالوهية هو المعروف عند اهل العلم بالتوحيد العملي. ما معنى التوحيد العملي؟ ان يعمل لله وحده لا شريك له يريد وجه الله في عمله. اذا من لم يعمل كيف سيوحد هذا الذي تولى وامتنع عن طاعة الله عز وجل. اي توحيد عمليا يكون منه اذا هذه بعض الاوجه التي تدلك على ان الايمان لابد فيه من عمل وهذا الذي لم يزل اهل العلم يتواردون عليه وهذا الذي لا تستقيم قواعد اهل السنة والجماعة في في باب الايمان الا به والا فانه تختل عليك القواعد ويتسلط عليك اهل الارجاء فان هذا الفهم لهذا الامر يبين لك ما ما هو منهج اهل السنة والجماعة في باب الايمان الايمان ليس قضية خيالية قضية تصورية الايمان فيه طاعة وفيه عمل فيه توحيد لله تبارك وتعالى لابد من شيء يصدق شهادتك بان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا هذا مما آآ هذا بعض ما يبين لنا مقالة هؤلاء الائمة لا ايمان الا بعمل لا ايمان الا بعمل لابد من عمل في الجملة لابد بشيء لابد من شيء من الواجبات التي اختص بايجابها محمد صلى الله عليه وسلم تدل على ان هذا الانسان شاهد حقا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله قلت فما كانت طاعاته وحسناته اكثر فانه اكمل ايمانا ممن كان قليل الطاعة كثير المعصية والغفلة والاضاءة. نعم وسمعت الحاكم ابا عبد الله الحافظ يقول سمعت ابا بكر محمد ابن ابن محمد ابن احمد ابن ابا بكر ابن ابن باكويه الجلاب يقول سمعت ابا بكر محمد بن اسحاق ابن خزيمة يقول سمعت احمد بن سعيد الرباطي يقول قال لي عبد الله بن طاهر يا احمد انكم تبغضون اولئك القوم جهلا انكم تبغضون هؤلاء القوم جهلا وانا ابغضهم عن معرفة. ان اول امرهم انهم لا يرون للسلطان طاعة. والثاني انه ليس للايمان عندهم قدر والله لا استجيز ان اقول ايماني كايمان يحيى ابن يحيى ولا ولا كايمان احمد بن حنبل وهم يقولون ايماننا كايمان جبريل وميكائيل هذا الاثر الذي يرويه ابو عثمان الصابوني رحمه الله عن عبد الله ابن طاهر امير خراسان وهذا الامير كان من اهل العلم وكان قد اشتغل بطلب العلم وكلامه هذا يدل على انه هم صاحب فقه وصاحب علم وفي هذا يقول لابي لاحمد ابن سعيد رحمه الله يا احمد انكم تبغضون هؤلاء القوم يريدوا المرجئة جهلا يعني ليس عندكم هكذا ظن عبد الله ابن طاهر العمق في فهم حقيقة مقالة هؤلاء المرجئة قال وانا ابغضهم عن معرفة ولا شك ان المحبة في الله والبغض في الله من اوثق عرى الايمان هؤلاء المبتدعة لا شك انهم يبغضون في الله سبحانه وتعالى لانهم مخالفون لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رحمه الله وانا ابغضهم عن عن معرفة ان اول امرهم انهم لا يرون للسلطان طاعة يقول لنا ان المرجئة عندهم امران آآ يدلان على انهم من اهل البدع حقا الاول منهما انهم لا يرون للسلطان طاعة ملازم ذلك انهم يرون السيف يعني يقولون بالخروج على الائمة الفساق على ائمة الجور هذا هو المراد بقول السلف ان هذه الفرقة او ان فلانا يرى السيف يعني يرى جواز الخروج على الائمة الفساق الذين يقع منهم الظلم والجور والكبائر لاجل انهم لا يرون لهم طاعة كما ذكر المؤلف رحمه الله فانهم ينابذونه بالسيف ينابذونه بالسعيف ولا شك ان كثيرا من المرجئة كانوا على هذا المذهب ليس كل المرجئة على هذا المذهب لكن طائفة كبيرة منهم ولا سيما من اوائلهم كانوا على هذا المذهب و انت خبير بان الامام يعني السلطان والحاكم اما ان يكون عدلا واما ان يكون فاسقا اما طاعة الامام العدلي فهذا ما لا يخالف فيه احد من هؤلاء المرجئة بل ولا الخوارج والوعيدية فضلا عن اهل السنة والجماعة انما البحث في ماذا في الامام الفاسق فهذا الذي انفصل فيه الناس الى فريقين فقالت اهل السنة والجماعة انه لا ينابذ بالسيف وانما يطاع في طاعة الله عز وجل وتكره معصية الله منه ولا ينابذ ولا يخرج عليه وانما يصبر عليه وهذا ما سنتكلم عنه ان شاء الله في موضعه بعد صفحات في كلام المؤلف رحمه الله حينما ذكر عن اهل السنة انه لا يرون الخروج عليهم بالسيف اذا رأوا منهم العدول عن العدل الى الحيث والجور. سنتكلم عن هذا ان شاء الله وانه من وصول اهل السنة والجماعة في محله المقصود ان هؤلاء الحكام الفاسقة الذين تسلطوا على رقاب المسلمين وعنده ما عنده من معاص واثرة وجور وظلم الى اخره هؤلاء يرى الخوارج والمعتزلة وكثير من المرجئة كما نقل ابو الحسن الاشعري رحمه الله في مقالات الاسلاميين يقولون بجواز الخروج عليهم وهذا من اه عجيب الامر ان طرفين ان طرفين متقابلان ان طرفين متقابلين يقولان بمقالة واحدة وهما الخوارج والمعتزلة من جهة والمرجية من جهة اخرى كلا الفريقين يقولان بماذا بالسيف والخروج على الحكام الظلمة والشهرستاني في الملل في الملل والنحل نقل عن كثير من هؤلاء المرجية انهم يوافقون الوعيدية والخوارج في بعض مسائل الامامة واهم تلك المسائل هذه المسألة التي بين ايدينا اه قد نقل غير واحد من السلف رحمهم الله هذا عن المرجئة ومن اولئك ابن المبارك رحمه الله وكذلك نقل هذا الثوري ان المرجئة كانوا يرون السيف والمراد المرجئ الذين لقوهم او اه طائفة منهم او كثير منهم كانوا يرون السيف ونقل هذا عنه ابن شاهين من كتابه الكتاب اللطيف في السنة وكذلك عبد الله ابن احمد في كتاب السنة له نقل عن سفيان ابن عيينة وعن الاوزاعي ان مقالة المرجئة تخرج بهم الى السيف وهكذا نقل غير هؤلاء جاء ايضا عن الامام احمد رحمه الله انه قال ان الخوارج هم المرجئة وجاء نحو ايضا عن ايوب السختياني وعن غيرهم من اهل العلم والتاريخ قد حفظ لنا اسماء طائفة من هؤلاء المرجئة الذين سلوا السيف على امة محمد صلى الله عليه وسلم هذا جهم بن صفوان الذي هو احد رؤوس المرجئة كان يرى السيف وقد خرج كما لا يخفاكم هو والحارث بن سريج وهذا ايضا معدود في كتب المقالات من المرجئة خرجوا على الامام في وقت الخليفة مروان بن محمد بل قبله ايضا وحصل ما حصل من قتال مع نصر ابن سيار ورئيس الشرطة في خراسان الذي هو سلم ابن احوز حتى قبض سلم على الجهم وقتله فالمقصود ان من هؤلاء المرجئة من حفظ التاريخ خروجه بالسيف على ائمة الجور كذلك من بعض مرجعية الفقهاء اناس مشهورون ويشار اليهم بالبنان كانوا يرون السيف يعني يقولون بجواز الخروج على ائمة الجور فكثير من هؤلاء المرجية كانوا على هذا المذهب وان لم يكونوا جميعا على هذا فان آآ من المرجئة كطائفة من مرجئة المتكلمين وهم الاشاعرة ما كانوا يرون السيف ويوافقون اهل الحديث على هذا المذهب واهل السنة يعترفون لهم بهذا كما بين شيخ الاسلام رحمه الله تعالى المقصود ان من المرجئة من كانوا لا يرون للسلطان طاعة ويقولون بالخروج على ائمة الجور ثم اتى بالامر الثاني وهو انه ليس للايمان عندهم قدر قال والله لا استجيز ان اقول ايماني كايمان يحيى ابن يحيى ولا كايمان احمد ابن حنبل وهم يقولون ان وهم يقولون ايماننا كايمان جبريل وميكائيل تنبهوا عبدالله بن طاهر رحمه الله الى مقالة اخرى للمرجئة وهي انهم يقولون ان ايمان المؤمنين متساو يقولون ماذا ايمان المؤمنين متساو. وهذه تخالف مقالة اهل السنة والجماعة. الذين يقولون ان المؤمنين متفاوتون ها في ايمانهم قلنا الاصول الكبار في باب الايمان كم اصل؟ ثلاثة. ثلاثة. اولا الايمان قول وعمل. ثانيا الايمان يزيد وينقص. ثالثا ان اهل له يعني اهل الايمان متفاوتون او متفاضلون فيه. هؤلاء على خلاف هذا ويرون ان الناس في الايمان شيء واحد كل متساوون كاسنان المشط حتى ربما تجرأ منهم متجرد متجرأ فقال ان ايمانه كايمان ابي بكر او كايمان جبريل وهذا لا شك انه من ابطل الباطل وكل احد ينكره تكفي شناعته في رده. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وسمعت الحاكم يقول سمعت ابا جعفر محمد بن صالح بن هاني يقول سمعت ابا بكر محمد بن شعيب يقول سمعت اسحاق ابن ابراهيم الحنظلية يقول قدم ابن قدم ابن المبارك الريا فقام اليه رجل فقام اليه رجل من العباد فالظن به انه يذهب مذهب الخوارج فقال له يا ابا عبد الرحمن ما تقول في من يزني ويسرق ويشرب الخمر ويشرب الخمر قال لا اخرجه من الايمان فقال يا ابا عبد الرحمن على كبر السن صرت مرجعا فقال لا تقبلني المرجئة المرجئة تقول حسنا حسناتنا مقبولة وسيئاتنا مغفورة ولو ولو علمت اني قبلت مني قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لو وزن ايمان ابي بكر بايمان اهل الارض لرجح. هذا الاثر عن ابن المبارك ويرويه عنه اسحاق ابن رهويه وهو قد لقيه واخذ عنه فهو تلميذ فابن مبارك شيخ ان ابن المبارك قدم الري والري احدى المدن الكبار في خراسان وهي الان مدينة طهران او جزء منها يقولون الجزء الجنوبي الشرقي من مدينة طهران هو مدينة الري تلك المدينة العظيمة التي خرج منها كثير من ائمة اهل السنة يقول قام اليه رجل من العباد الظن به انه يذهب مذهب الخوارج الذين يكفرون بالمعاصي فسأل ابن المبارك قائلا يا ابا عبد الرحمن ما تقول في من يزني ويسرق ويشرب الخمر قال لا اخرجه من الايمان لا اخرجه من الايمان يريد اصله او كماله اصله والا فان الكمال الواجب لا شك انه يزول بفعل هذه المنكرات الزنا والسرقة وشرب الخمر اليس النبي صلى الله عليه وسلم قد قال كما في الصحيحين لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن فهذا الايمان هو الايمان الواجب وليس اصل الايمان. اذا الذي نفاه النبي صلى الله عليه وسلم هو الايمان المطلق لا مطلق والايمان وكلام ابن المبارك يتعلق بماذا بماذا بمطلق الايمان يعني اصل الايمان لان هذا هو الذي فيه البحث بيننا وبين الخوارج الخوارج يقولون ان الزاني ليس بمؤمن ها اي الايمانين؟ الايمان المطلق ولا مطلق الايمان مطلق الايمان اصل الايمان ليس بمؤمن فعله هذا الذي هو الزنا والسرقة وشرب الخمر ونحوها من الكبائر هذا مخرج له من الاسلام موقع له في الكفر والعياذ بالله وهذا الذي يخالفهم فيه اهل السنة والجماعة. وسيأتي الكلام في هذه المسألة هو مذهب اهل السنة والجماعة في مرتكب الكبيرة عن قريب ان شاء الله وانه مذهب متوسط بين مذهبي المرجئة والوعيدية جمع بين اطراف النصوص وقال بها جميعا فكان مذهبهم حسنة بين سيئتين قال رحمه الله لا اخرجه من الايمان فقال يا ابا عبد الرحمن على كبر السن صرت مرجئا نسبه الى الارجاء وهكذا اه الخوارج تسمي اهل السنة ماذا مرجئة والمرجئة تسميهم خوارج وكل يرمي اهل السنة والجماعة بما هم برءاء منه و الحق لا شك انه يرجع اليه يرجع فيه الى الحقائق والمعاني لا الى هذه الالفاظ والمباني والا كل احد يمكنه ان يدعي ما يشاء العبرة بموافقة الحق المحض موافقة الكتاب والسنة والكتاب والسنة ميزان نزن آآ به كلما قاله وكل مذهب وبه يعرف كونه صوابا او كونه خطأ كونه قريبا او كونه بعيدا فقال رحمه الله يعني ابن مبارك يعني ابن المبارك لا تقبلني المرجئة لو قلت انني المرجئة يقولون هذا ليس منه لماذا قال المرجئة تقول حسناتنا مقبولة وسيئاتنا مغفورة هذه المقالة هي من مقالات المرجئة ولكنها ليست مقالاته وليست مقالتهم جميعا انما هي مقالة غلاتهم هؤلاء الذين يقولون هذه المقالة هم الذين يقولون انه لا يضر مع الايمان ذنب هم الذين يقولون انهم لا يؤاخذون على سيئاتهم هم الذين يقولون انه لا يعذب احد من العصاة يوم القيامة هؤلاء الغلاة على هذا المذهب والا فعامة المرجئة واكثر المرجئة ليسوا على هذا المذهب. انما هذا مذهب موجود. قال به بعض غلاتهم من متقدميهم نقل هذا المذهب في كتب المقالات عن مقاتل ابن سليمان انه كان يذهب الى هذا فيقول انه لا يضر مع الايمان سيئة جلت او قلت وان كان شيخ الاسلام رحمه الله كما في شرح الاصفهانية يقول ان الاشبه ان هذا كذب عليه كذلك نقل هذا المذهب عن اه احدى فرق المرجئة وهم اليونسية اتباع رجل اسمه يونس النميري وهو الذي ينقل عنه اصحاب كتب المقالات انه كان يذهب الى ان الذنوب والمعاصي لا تضر مع المحبة والمعرفة الذنوب والمعاصي لا تضر مع المحبة والمعرفة. فلو فعل ما فعل من ترك الواجبات او اشترح المحرمات فان هذا لا تؤثر فيه شيئا ولا يضره ولا شك ان هذا مذهب باطل. اذا اود ان تتنبه في اثار السلف الى انهم قد يحكون مقالة منسوبة الى فرقة من الفرق وهذا ينبغي عليك ان تتريث في فهمه حتى لا يضطرب عليك الامر السلف قد يتكلمون عن وقائعه يعايشونها وعن اناس يخالطونهم وليس انهم يطلقون مقالة عامة احيانا لا يطلقون مقالة عامة عن عن الفرقة مطلقا لا سيما بعد ان تشكلت الفرق وتبلورت اراؤها وقعدت قواعدها وصار لها مدارسها واصولها ومؤلفاتها. هذا كان في عهد ماذا متأخر اما في ابتداء الامر في القرون الاولى كان هناك نوع من الاشتباه بمعنى ان طائفة تنسب الى هذا المذهب تقول بمقالة وهناك اناس ينسبون الى المقالة نفسها ربما يقولون بمقالة اخرى وهذا شيء لا يستغرب لم؟ هذه الفرق القائد لها هو الاهواء والاهواء لا حد لها ولذلك يقول اناس ينتسبون الى فرقة من الفرق اقواما متناقضة متعارضة فالخلاف بين اصحاب الفرقة الواحدة هذا شيء لا لا لا يستبعد ولا يستنكر اهل السنة والجماعة لما اعتصموا بالكتاب والسنة كانت مقالتهم مقالة واحدة اما اولئك اعتصموا باي شيء اعتصموا باهواء النفوس ولذلك كانوا اهل البدعة والفرقة لان الاهواء من طبيعتها تفرق كما ان الكتاب والسنة يجمع اذا لا ينبغي عليك ان تتسرع في نسبة المقالات فان بعض مقالات السلف وبعض مقالات الائمة يريدون بها حوادث معينة ومقالات معينة لا مطلقا. لكن اذا جئت الى كلام المتأخرين من نظار اهل السنة الذين قعدوا اه القواعد وسبر المقالات فان هؤلاء تأخذ منهم مقالة هذه الفرقة التي اجمعوا عليها او التي قال بها جمهورهم المقصود ان كلام ابن المبارك رحمه الله انما تعلق بطائفة من هؤلاء المرجئة وهم بولاتهم الذين يقولون بهذه المقالة وان الحسنات منهم مقبولة بما ان هؤلاء لا يزالوا مسلمين فمهما اتوا من طاعة الله عز وجل فانها ماذا مقبولة ومهما اتوا من سيئات فانها ماذا مغفورة ولذلك ذهبوا الى انه لا يعذب احد من العصاة في النار وهذا خلاف النص والاجماع هذا خلاف النص والاجماع كما سيأتي ان شاء الله قال رحمه الله ولو علمت اني قبلت مني حسنة لشهدت اني في الجنة ما الذي اراده ما الذي اراده ابن المبارك رحمه الله بهذا القول. هل قبول حسنة يستلزم ان يكون الانسان من اهل الجنة من اهل الجنة فيدخلها من اول وهلة كما هو حال اهل الايمان الكامل بمجرد قبول حسنة واحدة يكون الانسان قد حصل هذه الدرجة وهو ان يكون من اهل الوعد الذين هم اهل الجنة الذين يدخلونها اول مرة بلا سابقة عذاب اهذا مراده رحمه الله هذا الاثر حتى نفهمه دعنا ننظر في اه اه بعض الروايات الاخرى له اسحاق نور هويه الذي هو تلميذ ابن المبارك روى هذا الاثر عن ابن المبارك في مسنده وذلك في اواخر المجلد الثالث من هذا المسند المطبوع وكان اللفظ الذي فيه والمرجئة تقول حسناتنا مقبولة وانا لا اعلم تقبلت مني حسنة وانا لا اعلم تقبلت مني حسنة؟ يعني هل تقبلت مني حسنة واحدة؟ لاحظ ان الاثر يختلف لفظه ها عن اللفظ الذي بين ايدينا كذلك محمد بن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة اورد هذا الاثر عن ابن المبارك ولكن بلفظ اخر قال رحمه الله ثم في ايضا اواخر المجلد الثاني قال ان المرجئة تقول ان حسناتنا مقبولة ان حسناتنا متقبلة وانا لا امن ان اخلد في النار وانا لا امنوا ان اخلد في النار تلحظ يرعاك الله ان الاثر بهذين اللفظين لا اشكال فيهما الاثر بهذين اللفظين لا اشكال فيهما. فهو في اه لفظ مسند اسحاق يقول اني لا اعلم هل تقبلت مني حسنة؟ ولا شك انه لا احد يعلم هل قبل الله سبحانه وتعالى منه حسناته ام لا لا للشك في كرم الله وشكره سبحانه وتعالى وانما لظن الانسان في نفسه النقص وانه ما اتى بما امر الله سبحانه وتعالى به على وجهه فاذا ردت عليه حسنته كان جديرا بذلك هذا واحد. الامر الثاني انه لا يدري ربما يأتي بعد الحسنة بسيئة تحبطها فان التأثير حاصل من الطرفين الحسنات يذهبن السيئات والسيئات يحبطن الحسنات وكلا الامرين قد دل الدليل عليه واجمع عليه اهل السنة والجماعة لاجل ذا فان اه ابن المبارك رحمه الله يقول لا اعلم هل تقبل الله مني؟ حسنة ام لا بالاثر الاخر او عفوا في اللفظ الاخر الذي نقله محمد بن نصر رحمه الله يقول انا لا امنوا وهم يقولون حسناتنا مقبولة وانا لا امن ماذا؟ ان اخلد في النار لا يدري الانسان بما يختم له به. فربما والعياذ بالله يختم له بكفر فيكون المآل ماذا؟ الخلود في النار. نسأل الله السلامة والعافية. ولذلك المؤمن في هذه الدنيا بين خوف ورجاء ومن مآخذ الخوف انه لا يدري بما يختم له به لا يدري و العبرة بالخواتيم لو ختم له بعد عمر طائل في طاعة الله ختم له في اخر لحظة في حياته بردة عن دين الله عز وجل فان الخسارة حاصلة وان العقوبة هي الخدود في النار والعياذ بالله. وكل ما سبق من من طاعات وحسنات فانه يكون هباء منثورة. اذا ما الذي اراده المؤلف رحمه الله؟ ما الذي اراده ابن المبارك رحمه الله في قوله ولو علمت اني قبلت مني حسنة لشهدت اني في الجنة تظن انه معرفة اللفظين الاخرين يمكن توجيه هذا الكلام التوجيه الصحيح وارى ان هذا يمكن ان يوجه باحد توجيهيه اما التوجيه الاول فهو ان ابن المبارك اراد بقوله اني قبلت مني حسنة مقالتهم اراد مقالتهم كاملة ولكنه اجتزأ واختصر فيها. ما هي مقالته ان حسناتنا ها مقبولة وان سيئاتنا مغفورة. يقول ان كان المراد هذا يعني ان الحسنة مقبولة الى اخره لو كان الامر كذلك لشهدت لنفسي بالجنة ومعلوم انه لا احد يشهد لنفسه بالجنة يقول لو كانت حسناتي مقبولة وسيئاتي مغفورة لشهدت لنفسي بالجنة ولا احد يكفي شناعة لمقالتهم ان هذا لازمها ولا احد يقول بانه ماذا من اهل الجنة اذا هو اراد ان يبين خطأ مقالتهم. فان الذي يقول ان حسناته مقبولة وان سيئاته مغفورة يلزمه ان يشهد لنفسه بماذا بالجنة؟ ومن الذي يجرؤ على ذلك اذا هذا الذي يمكن ان يوجه به اولا وهو انه اراد ان مقالتهم تقتضي الشهادة بالجنة ولا احد يجرؤ على ذلك او نقول ان ابن المبارك رحمه الله اراد ان انه لو علم ان الله تبارك وتعالى تقبل منه حسنة واحدة فانه سوف يشهد انه سوف يشهد لنفسه بانه من اهل الجنة والمراد انه سيكون من اهل الجنة ولابد اما ابتداء واما مآلا لماذا لانه قد تقبلت منه حسنة لم لان الكافر لا تقبل منه حسنة وما منعهم ان تقبل منهم نفقاتهم الا انهم كفروا بالله رسوله فالكفر مانع من قبول اي حسنة فهو يقول لو قبلت مني حسنة واحدة لشهدت لنفسي ماذا بالجنة مطلقا بغض النظر عن كون هذه الشهادة بالجنة من اول وهلة اذا شاء الله ذلك او ان يكون ماذا ذلك مآلا لان مآل العاصي الى الجنة يقول لشهدت لنفسي بالجنة لان الذي تقبل منه الحسنة هو ماذا هو من هو الذي مات على ايمان واما الكافر فانه لا يموت فان الكافر لا يقبل الله لا يقبل الله عز وجل منه حسنة. ومعلوم انه لا احد يشهد لنفسه بالجنة لا احد يشهد لنفسه بالجنة. وليس المعنى ان من قبلت منه حسنة واحدة كان من اهل الجنة ابتداء انتبه لا يقول اهل السنة ان من قبلت منه حسنة واحدة استلزم هذا ان يكون من اهل الجنة ابتداء لان العصاة عصاة الموحدين الذين يشاء الله عز وجل تعذيبه في النار هل هؤلاء حسناتهم جميعا مردودة ولم تقبل له حسنة لو كانت حسناتهم مردودة ما وضعت في الميزان اليس كذلك؟ هؤلاء حسنتهم مقبولة لكن سيئاتهم ارجح فاستحقوا دخول النار والا فان حسناتهم مقبولة فالاشكال لم يأتي من كون حسناتهم مردودة انما جاء من جهة ان السيئات غلبتها ولم يشأ الله العفو عن هؤلاء العصاة فكان هذا سببا في تعذيبهم وهذا يجرنا الى البحث في قول الله سبحانه وتعالى انما يتقبل الله من المتقين فان البعض ربما يرد على ذهنه ان اه ابن المبارك رحمه الله اراد اه ما اراد ان يشير الى هذه الاية فلابد من معرفة ما المراد بهذه الاية هذه الاية كما قال شيخ الاسلام رحمه الله في منهاج السنة الناس فيها طرفان ووسط الناس فيها طرفان ووسط الخوارج طرف والمرجئة طرف واهل السنة هم الوسط الخوارج يقولون انما يتقبل الله ممن اتقى الكبائر الخوارج يقولون انما يتقبل الله من المتقين يعني ممن اتقى الكبائر فمن لم يتق الكبائر لا يتقبل الله منه قابل هؤلاء المرجئة الذين قالوا انما يعني والمراد غلاتهم انما يتقبل الله من المتقين اي الذين اتقوا الكفر اي الذين اتقوا الكفر اما اهل السنة والجماعة فقالوا انما يتقبل الله من المتقين في العمل نفسه يتقبل الله العمل ممن اتقى الله فيه وتقوى الله فيه تكون باجتماع امرين الاخلاص لله والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. انما يتقبل الله من المتقين يعني انما يتقبل الله العمل ممن اتقاه فيه وان لم يكن مطلقا من المتقين ليس المراد ان الله لا يقبل من احد شيئا حتى يبلغ درجة الاولياء الصالحين المتقين له انما المراد انما يتقبل الله العمل ممن اتقاه فيه فالبحث في العمل نفسه وفي تقوى الله عز وجل فيه بان يكون مخلصا لله متابعا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وان كان مقصرا في ماذا في جانب اخر لعل هذا القدر فيه كفاية واسأل الله لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح والاخلاص في القول والعمل وصلى الله على نبينا نبينا محمد واله وصحبه اجمعين