خمسين مئة مرة الف مرة انك ان جربت هذه الطريقة ستجد ان هذا الذي تحفظه يبقى باذن الله سبحانه وتعالى ولا يذهب كما هو حال كثير من طلبة العلم المستعجلين الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد فاعلم يا طالب العلم ان من مفاتيح العلم التي تفتح لك بتوفيق الله ابوابه التكرار التكرار من المهمات لطالب العلم تكرار العلم تكرار المحفوظ والمقروء والمدروس هذا دأب اهل العلم هذه سنتهم على هذا يداومون منه لا يسأمون ومن اراد ان يصل الى حظ من العلم فعليه ان يلازم هذا الامر من مشكلات بعض طلاب العلم التي يفوتهم بسببها كثير من الخير فيضعفون عن التحصيل ويجدون ان الثمرة بعد حين ضعيفة السبب في ذلك انهم يستعجلون وانهم يسأمون ولا يصبرون على التكرار اما اذا نظرت الى سيرة اهل العلم المحصلين فانك تجدهم يلازمون هذا الاصل هذه طريقتهم هذه سبيلهم وبذلك يبرزون نفع التكرار نفع عظيم لطالب العلم يشحذ الذهن وتقوى الذاكرة وتتفجر ينابيع المعرفة ويقوى الاستنباط فان التكرار ينفعك يا طالب العلم في بابي الحفظ والفهم. لا يمكن ان تحفظ حفظا متقنا بحيث ينقش المحفوظ في ذاكرتك الا بتكرار المحفوظ هذا هو الاصل وهذا هو الغالب على الناس ودعنا من الشواذ جل الناس لا يحفظون ولا تستقروا الكلمات والمعاني التي يريدون حفظها الا بالتكرار سواء في هذا ما يرجع الى القرآن او الى السنة او الى متون اهل العلم كل ذلك يحتاج منك يا طالب العلم الى التكرار فاذا اردت ان تكون ذا حفظ قوي فلا تكتفي بتكرار المحفوظ مرتين او ثلاثا ثم تقول انا حفظت فانك ان عدت الى نفسك بعد ذلك يعني اذا تركت هذه المراجعة مدة ثم نظرت في حال هذا الحفظ وجدت انه قد تفلت منك او كثير منه اذا كيف تسد هذه الثغرة وكيف تعالج هذا النقص بكثرة التكرار في اثناء الحفظ وفي المراجعة لا تسأل ولا تتضجر داوم على التكرار راجع المحفوظ قليلا كان او كثيرا وكرره مرة بعد اخرى كذلك الامر بالنسبة للفهم انت اذا كررت في هذا الشيء الذي تريد تعلمه محفوظا كان او مقروءا فان هذا يفتح لك ملكات تجد انك مع الوقت تستفيد اشياء وتستنبط استنباطات تظهر لك اشياء ما كنت تراها في الماضي المزني رحمه الله يذكر عن نفسه انه قرأ الرسالة لشيخه الشافعي خمس مئة مرة خلال خمسين سنة يقول كل مرة اجد فائدة لم اجدها في السابق لما؟ لان الانسان مع هذا التكتأة مع هذا التكرار يعطي لنفسه الفرصة لان تتأمل لان تتريث لاجل ان تستنبط في هذا الشيء الذي تكرر الاطلاع عليه اذا احرص على ان تكرر فيما تحفظ واحرص على ان تكرر ايضا فيما تقرأ من الكتب ما هو من الاصول والعمد لطالب العلم مثل هذه الكتب لا لا يليق بك يا طالب العلم ان تقرأها مرة واحدة جرب ان تقرأها مرات تلو مرات ستجد انك استفدت فائدة كبيرة وانك ان لم تصل الى حفظ الحروف فانك ستصل الى حفظ المعاني بحيث تستحضر كلام العالم الذي كتب هذا الكتاب ويمكنك بسهولة ان ترجع اليه متى شئت كرر القراءة في كتب الحديث في كتب العقيدة في كتب الفقه في غيرها. وانت اذا نظرت في كتب التراجم وجدت ان اهل العلم يحرصون كثيرا على تكرار الكتب التي يقرأونها يكررون ولا يملون ولا يتعبون تجد انهم يقولون عن انفسهم انهم قرأوا البخاري خمسين مرة مائة مرة ابو بكر بن عطية يذكر عن نفسه انه قرأ البخاري سبع مئة مرة وهذا باب واسع وطويل اذا نظرته في آآ كتب التراجم وجدت نماذج كثيرة اذا من احسن الاشياء لك يا طالب العلم ان تكرر وهذا لا شك انه لا يفعل في كل كتاب انما الكتب المهمة التي تدور عليها كثير من مسائل الفن هذه ينبغي عليك ان تكرر قراءتها ولا تكتفي بمرة واحدة فان النسيان غالب وما اسرع ما تتفلت هذه المعاني التي حصلتها من قراءتك اول مرة لكن بالتكرار تحافظ على هذا العلم الذي اكتسبته كذلك الشأن بالنسبة للتعلم والدراسة بعض المتون تستحق يجدر بك ان تكرر دراستها من المسائل مسائل اصيلة مهمة لا يستغني عنها طالب العلم كما هو الشأن في عامة مسائل الاعتقاد لا يصلح ان تطلع عليها وان تأخذها عن الاشياخ مرة واحدة في الدهر انما لو تكرر طرحها عليك و طرقها على سمعك مرة تلو اخرى وكل مرة باسلوب وباستدلال وبشرح جديد فان هذا سوف يجعل هذه المعلومات تتركز في ذهنك هذه سبيل تؤدي بك الى الرسوخ الى الرسوخ في العلم وانت يا طالب وانت يا طالب العلم احوج ما تكون الى هذا لابد ان يكون علمك راسخا لابد ان يكون علمك راكزا اما هذا الشتات في المعلومات وهذه الثقافة العامة اشتات من المعلومات ربما لا تكاد تجد مسألة مضبوطة عندك انما تجد بعضا من مسألة وبعضا من مسألة ثانية وهلم جرا هذا لا يؤدي بك الى ان تكون مؤصلا راسخا في العلم اذا خذها مني وضع هذه علامة لك على طريق الطلب. اكثر وكرر ولا تسأم وابشر بكل خير بتوفيق الله وفقك الله لما احبه. نعم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا والحاضرين وجميع المسلمين قال الشيخ عثمان الصابوني رحمه الله تعالى في كتابه عقيدة السلف واصحاب الحديث فاختلف اهل الحديث في ترك المسلم صلاة الفرض متعمدا فكفره بذلك احمد بن حنبل وجماعة من علماء السلف رحمهم الله واخرجوه به من للخبر الصحيح بين العبد والشرك ترك الصلاة. فمن ترك الصلاة فقد كفر وذهب الشافعي واصحابه وذهب الشافعي اصحابه وجماعة من علماء السلف رحمهم الله رحمة الله عليهم اجمعين الى انه لا يكفر ما دام لوجوبها وانما يستوجب القتل كما يستوجبه المرتد عن الاسلام. وتأولوا الخبر من ترك الصلاة جاحدا لها. كما اخبر سبحانه يوسف عليه السلام انه قال اني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالاخرة هم كافرون ولم يك تلبس بكفر ففارقه ولكن ترك ولكن تركه جاحدا له. احسنت الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان. اما بعد فبعد ان بين المؤلف رحمه الله معتقد اهل السنة والجماعة في مرتكبي الكبيرة كانه رأى مناسبة ان يشير الى مسألة ذات صلة بهذا الموضوع وهي مسألة حكم تارك الصلاة وهل هي ملحقة بالمسائل المتعلقة بفعل الكبيرة؟ او هي متعلقة بنواقض الاسلام واسباب الردة فاشار هذه الاشارة الى هذه المسألة الصلاة ليس يخفى قدرها ومكانتها في الاسلام فانها اعظم الاعمال واوجبها وهي عمود الاسلام رأس الامر الاسلام وعموده الصلاة الادلة على الامر بها والحث عليها والتحذير من التهاون بها شيء يضيق المقام بتحصيله هذه المسألة هي مسألة تارك الصلاة والبحث فيها في مقامين المقام الاول ترك الصلاة مع جحد وجوبها يدع الانسان الصلاة عياذا بالله مع كونه في قلبه يجحد وجوبها يعتقد انها غير واجبة عليه وينكر كونها واجبة عليه ومثل هذا اتفقا المسلمون على كفره وهذا اشماع معلوم بالضرورة ان من ترك الصلاة جاحدا لها فانه يكون بذلك كافرا مرتدا عن دين الله عز وجل ان كان قد دخل قبل ذلك في الاسلام اما المقام الثاني فهو ترك الصلاة لا عن جحود لوجوبها انما مع الاقرار بوجوبها يعتقد الانسان ان الصلاة واجبة ان الصلاة واجبة عليه فهو ملتزم بها يعتقد انه مخاطب بها وانه مطالب بادائها ولكنه يتكاسل عن فعلها فيكون تركها حينئذ عن كسر و بغير يعني من الامر الواضح ان الترك لعذر كاغماء مثلا شيء لا يدخل في بحثنا لعدم التكليف اصلا نحن نبحث في ترك من مكلف بها نحن نبحث في ترك من مكلف بها وهذا اما ان يكون تاركا لها مع الجحد واما ان يكون تاركا مع الاقرار بوجوبها لكنه يتركها تكاسلا كما هو حال كثير من الناس نسأل الله السلامة والعافية. يقول اعلم ان الصلاة واجبة ويجب علي ان اصلي. لكن الشيطان الدنيا المشاغل النسيان الى اخر ما هنالك من الاعذار الواهية مع ان الانسان لو تفكر ادنى تفكر لوجد ان الله عز وجل ما خلقه الا لاجل هذه الصلاة مع اخواتها من العبادات وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. اي قيمة لحياتك والله عز وجل انما خلقك لعبادته اي قيمة لهذه الحياة وانت قد تخليت عن الغاية التي خلقك الله عز وجل لاجله اتظن ان الله خلقك لاجل ان تتاجر ولاجل ان تكدح في هذه الحياة لكسب المال او لاجل ان تتزوج وتربي الابناء؟ لا والله ما خلقك الله لهذا انما خلقك الله لاجل ان تصلي وتصوم وتزكي وتطيع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم اذا هذه على كل حال مسألتنا يقول المؤلف رحمه الله واختلف اهل الحديث في ترك المسلم صلاة الفرض متعمدا يعني لا نبحث في تركها عن سهو ونسيان انما انما نتحدث عن تركها عن عمد لكن ما الداعي لذلك؟ اهو الجحد ام التكاسل نحن نبحث الان في تركها تعمدا عن تكاسل اذا يقول المؤلف رحمه الله هذه مسألة اختلف فيها اهل الحديث اذا المقام ها هنا مقام تصويب وتخطئة مقام صواب وخطأ وليس مقاما تضليل وتبديع لا يصوغ ان يكون الحال كما يفعل بعض الجهال حين يتحم بعضهم بعضا يقول من يكفر ان من لا يكفر من المرجئة فيرد الذي لا يكفر فيقول ان الذي يكفر بترك الصلاة من الخوارج هذا هذا من طريق الجهال وليس من طريق اهل العلم في تناول هذه المسألة. اذا هذا خلاف حاصل بين اهل السنة والجماعة الواجب فيه رد التنازع الى الكتاب والسنة من اصاب الحق في هذه المسألة فله اجران ومن اخطأ الحق وهو مريد الوصول اليه. وانما اشتبهت عليه الادلة او اجتهد واراد الوصول الى الحق فما امكنه ان يصل اليه اخطأه وذل و آآ قصر في فهمه فانه حينئذ يكون له اجر واحد. اذا البحث ها هنا بحث في مسألة علمية بين اهل السنة والجماعة هذا ينبغي ان يقرر ابتداء قال رحمه الله واختلف اهل الحديث في ترك المسلم صلاة الفرض متعمدا فكفره بذلك احمد بن حنبل وجماعة من علماء السلف رحمهم الله واخرجوه به من الاسلام نعم الامر كما ذكر الامام احمد رحمه الله في الروايات المعروفة المشهورة الكثيرة عنهم كان يرى كفر تارك الصلاة انه بترك الصلاة يكون قد كفر الكفر الاكبر وان زعم انه مقر بوجوبها وان كان يفعل غيرها لا ينفعه ذلك حتى يكون مؤديا للصلاة وهذا كما قال رحمه الله مذهب جماعة من علماء السلف والحق ان الامر اكبر من ذلك هذا مذهب كثير من السلف بل هذا ما نقل اجماع الصحابة رضي الله تعالى عنهم عليه هذا ايوب السختياني كما اه روى هذا عنه محمد بن نصر المروزي في كتابه العظيم تعظيم قدر الصلاة يقول ترك الصلاة كفر لا يختلف فيه وهذا اسحاق ابن راهويه الذي هو شيخ محمد بن نصر ومحمد بن نصر تلميذه ينقل عنه في هذا الكتاب الذي ذكرت لك انه يقول في هذا الموضوع كان رأي اهل العلم من لدن النبي صلى الله عليه وسلم الى يومنا هذا ان من ترك الصلاة لغير عذر حتى يخرج وقتها انه كافر بذلك هذا شقيق ابن عبد الله رحمه الله وهو من التابعين الاجلاء يقول كما اخرج الترمذي وغيره عنه كان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الاعمال تركها كفر الا الصلاة هذا اجماع يرويه عبدالله بن شقيق رحمه الله تعالى رحمة واسعة يحكيه عن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله تعالى عنهم هذا الحسن البصري يقول كما روى هذا محمد بن نصر وكذلك اللانكائي في كتابه السنة يقول بلغني ان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولاحظ ان الحسنة من التابعين يقول بلغني ان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يقولون بين العبد وبين ان وبين ان يشرك فيكفر ان يدع الصلاة ان يدع الصلاة من غير عذر هذا مجاهد رحمه الله يسأل جابر بن عبدالله رضي الله عنه كما صح هذا فيما خرجه الالكائي في السنة وكذلك محمد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة يسأل مجاهد جابرا رضي الله تعالى عنهما فيقول ما كان يفرق بين الايمان والكفر من الاعمال عندكم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول جابر الصلاة كانت هي الفارقة بين الاسلام بين الايمان والكفر من الاعمال من صلى فانه يكون مسلما ومن ترك الصلاة فانه يكون كافرا وقد نقل غير واحد اجماع الصحابة على كفر تارك الصلاة من اولئك محمد بن نصر المروزي ومن اولئك شيخ الاسلام ابن تيمية ومن اولئك ايضا ابن القيم رحمه الله في كتابه الصلاة وابن حزم رحمه الله في المصلى في في كتابه المحلى ينقل عن اربعة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم انهم كانوا يقولون بكفر تارك الصلاة وانه لا مخالف لهم من الصحابة نقل هذا رضي الله تعالى عنه عن عمر وهو الذي كان يقول لحظة في الاسلام لمن ترك الصلاة نقل عن عمر ونقل عن معاذ بن جبل ونقل ايضا عن ابي هريرة ونقل ايضا عن عبدالرحمن بن عوف كم هؤلاء اربعة من الصحابة رضي الله عنهم كانوا يقولون بكفر تارك الصلاة يقول ولا يعلم لهم مخالف زد عليهم ما رواه المنذري ما نقله المنذري في كتابه الترغيبي والترهيب عن خمسة من الصحابة رضي الله عنهم كانوا يذهبون الى هذا المذهب وهم علي وابن مسعود وابن عباس وجابر وابو الدرداء رضي الله تعالى عنه كم اصبح المجموع هؤلاء تسعة من الصحابة رضي الله عنهم يقولون هذا القول ويذهبون الى هذا المذهب ولا يعلم لهم مخالف من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يعرف قط عن احد من الصحابة خالفهم فقال ان تارك الصلاة لا يكفر اذا الامر اكبر من ان يقال انه قد ذهب اليه بعض او جماعة من السلف بل الامر ما قد سمعت المسألة كبيرة والمسألة عندهم كانت جليلة قال رحمه الله للخبر الصحيح ما الدليل الذي اه اعتمد عليه اصحاب هذا القول يقول للخبر الصحيح يعني قول النبي صلى الله عليه وسلم بين العبد والشرك ترك الصلاة فمن ترك الصلاة فقد كفر انه يشير الى حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة والحديث خرجه مسلم رحمه الله في الصحيح ويدل على هذا المعنى ايضا ما اخرج الامام احمد وابو داوود والترمذي والنسائي من حديث بريظة بريدة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة بيننا وبين الكفار الصلاة فمن تركها فقد كفر وهذا حديث صحيح زد على هذا ما اخرج الامام مسلم رحمه الله في صحيحه من حديث ام سلمة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال سيكون عليكم امراء فتعرفون وتنكرون فمن عرف فقد برئ ومن انكر فقد سلم ولكن من رضي وتابع قالوا افلا نقاتلهم يا رسول الله قال لا ما صلوا قال لا ما صلوا خذ هذا الحديث وضم اليه حديث عبادة ابن الصامت رضي الله عنه المخرج في الصحيحين وهو بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في المنشط والمكره واثرة علينا والا لا ننازع الامر اهله. قال صلى الله عليه وسلم الا ان تروا كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان اذا ضممت قوله الا ان تروا كفرا بواحا ها هنا تصح المنازعة وتجوز المنازعة اذا ضممت قوله الا ان تروا كفرا بواحا الى قوله لا ما صلوا تبين لك المسألة وعرفت حكم تارك الصلاة في السنة اذا هذه نبذة والمقام اه لا شك انه يحتاج الى بسط اكثر في بيان اه الادلة على هذه المسألة عند القائلين بتكفير تارك الصلاة وهذا هو الحق الذي لا شك فيه والعلم عند الله عز وجل هذا الذي يظهر لي والعلم عند الله عز وجل وهو الذي ذهب اليه من ذكرت لك من السلف الصالح قال رحمه الله وذهب الشافعي واصحابه ولاحظ ان ابا عثمان الصابوني كان ماذا شافعيا ولذلك كان ذا عناية بمذهب الشافعية قال وذهب الشافعي واصحابه وجماعة من علماء السلف رحمة الله عليهم اجمعين الى انه لا يكفر. هذا التارك للصلاة تكاسلا آآ تعمدا عن تكاسل انه لا يكفر ما دام معتقدا لوجوبها وانما يستوجب القتل كما يستوجبه المرتد عن الاسلام يعني ان الحكم الشرعي فيه انه يستوجب ماذا؟ القتل والجمهور من اصحاب هذا القول على انه لا يقتل الا بعد الاستتابة انه لا يقتل الا بعد الاستتابة واكثر اصحاب هذا القول على انه يقتل حدا لا ردة انه ماذا يقتل حدا لا ردة وآآ تأولوا الخبر من ترك الصلاة جاحدا لها يعني في قوله اه بين العبد والشرك ترك الصلاة على هذه الرواية التي اوردها يقول ان الترك ها هنا هو ماذا ترك الجحود لا مطلق الترك ترك الجحود لا مطلق الترك اولا ها هنا تنبيهات بالنسبة الى مذهب الشافعي رحمه الله ظاهر كلامه في كتابه الام يفهم منه هذا المذهب لكنه ليس شيئا قطعيا يعني ما نص تنصيصا على ان تارك الصلاة عمدا لا يكفر انما كلامه يفهم منه هذا وهذا لا شك انه الذي عليه جمهور الشافعية وهذا الذي ينسبونه الى الشافعي رحمه الله مع ملاحظة ان من اهل العلم من نسب الى الشافعي قولا اخر موافقا لاصحاب القول الاول من اولئك ابن كثير رحمه الله وكان شافعيا المذهب فانه قد اه نقل عند قوله تعالى فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلاة نقل ان قولا للشافعي هو القول بترك القول بتكفير تارك الصلاة وكذلك الامر عند ابن القيم رحمه الله في كتابه الصلاة وحكم تاركها نقل وجها عن الشافعي رحمه الله انه كان يقول بكفر تارك الصلاة و الطحاوي رحمه الله وهو الذي كان شافعي المذهب ثم تحنف وكان ابن اختي المزني ومن المزني صاحب الشافعي فهو قد اخذ المذهب الشافعي باسناد عال فانه قد نقل عن الشافعي قولا واحدا في كتابيه بشرح مشكل الاثار وفي كتابه مختصر اختلاف العلماء نقل عن الشافعي ان قوله انما هو القول بكفر تارك الصلاة اذا هذا ضمه الى هذا النقل المشتهر عن الشافعي رحمه الله كما ذكر ذلك المؤلف رحمه الله قال واصحابه الحق ان اكثر الشافعية على هذا المذهب وان كان من علماء الشافعية من خلف في هذا فوافق اصحاب القول الاول ظاهر ما ساقه اللا لالكائي رحمه الله في السنة يفيد ولا لا كائي كان شافعي المذهب كان يميل الى القول يدلك على انه كان يميل الى القول بكفر تارك الصلاة وكذلك ابو ابو ابو اه عوانة الاصفرائيني بل الحافظ ابن حجر رحمه الله نقل في الفتح عن خمسة من علماء الشافعية انهم كانوا يذهبون الى كفر تارك الصلاة ومنهم امام الائمة ابن خزيمة وكان شافعي المذهب ومنهم كذلك ابو جعفر الترمذي وتذكرون انه مر بنا ذكره غير مرة وكان من علماء السنة الاجلاء رحمة الله تعالى عليه وكذلك ذهب الى هذا ابو الطيب ابن سلمة احد مشاهير الشافعية الى غير اولئك الذين ذهبوا الى هذا القول ضم هذا ايضا الى قوله واصحابه يقول رحمه الله وتأولوا الخبر يعني فيما جاء من ترك الصلاة وانه محكوم عليه بالكفر ان هذا مخصوص بماذا او متأول على الجاحد يقولون من تركها فقد كفر يعني تركها جحودا وليس تركا مطلقا وتعليق التكفير على الجحود وجعله مناطه هذا عند التحقيق ليس بوجيه وذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم انما علق الحكم بالكفر على ماذا على الترك وليس على الجحود فهذا يحتاج الى دليل مستقل ان النبي صلى الله عليه وسلم اراد هذا كوننا ننقل مناط الحكم المنصوص عليه في الحديث الى غيره هذا ليس بالامر الهين. والا فانه يمكن ان يدعى هذا في كل حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ناهيك عن كون الجحود حكم مستقل يكفر به الانسان ولا يحتاج الى مصاحبة الترك بمعنى ارأيت من جحد وجوب الصلاة وهو يصلي يقول الصلاة غير واجبة لكنني ساصلي تبرعا ما رأيكم كافر. اذا الجحود مناط مستقل يعلق به الحكم بالكفر فالنبي صلى الله عليه وسلم علق بشيء اخر وهو قوله ماذا من تركها فقد كفر. العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها وما قال فمن جحدها فقد كفر وآآ المؤلف رحمه الله نظر هذه المسألة باية سورة يوسف قال اني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالاخرة هم كافرون. قال ولم يك ولم يك تلبس بكفر ففارقه. لكن تركه جاحدا له يقول هذا دليل على ان الترك قد يطلق على ترك الجحود. يطلق الترك والمراد الترك معه الجحود والاقرب والعلم عند الله عز وجل ان هذا التوجيه فيه نظر وذلك ان الترك الذي جاء في هذه الاية هو الترك الذي كان من يوسف من يوسف عليه السلام انه ترك الاعراض وليس ترك الانتقال الترك عند العلماء نوعان ترك اعراض وهذا لا يشترط فيه ان يكون الانسان قد تلبس بشيء ثم تركه هذا هو النوع الاخر وهو ترك الانتقال وهو الذي يكون ممن تلبس بشيء ثم انتقل عنه هذا يقال عنه ماذا ترك ترك الانتقال. اما هذا الذي ها هنا فهو ترك الاعراض وهذا مستعمل وسائغ ان يكون الانسان معرضا عن الشيء اصلا و لم يقرب منه فضلا عن ان يكون قد تلبس به. ويقال مع ذلك انه ماذا تارك له ولا علاقة لهذا بمسألة الجحود لا علاقة لهذا بمسألة الجحود فهذا التوجيه لهذه الاية على كل حال فيه نظر و اه الحق انه اذا امكن تأويل الادلة التي فيها التنصيص على كفر تارك الصلاة فان تأويل الادلة التي تدل على قتله اسهل واهون يعني اصحاب القول الثاني يقولون ان تارك الصلاة ماذا ليقتلوا حدا ولهم في هذا ادلة. اقول اذا نظرنا الى الادلة التي تدل على الكفر والادلة التي تدل على القتل وامكننا ان نتأول هذه فتأويل هذه اسهل واهون وهذا يعني ظاهر لمن تأمل الادلة التي ساقوها في الحكم بقتل تارك الصلاة انا اقول هذا تأويله اهون من تأويل القائلين وبالتالي فاننا لا نحكم اذا سلكنا هذا المسلك لا نحكم عليه اصلا بماذا بالقتل مهما يكن من شيء فهذه المسألة هي ما ترى و اوصيك بالرجوع الى الكتاب العظيم الجليل الذي اه اه وافق فيه الخبر الخبر وهو تعظيم قدر الصلاة للامام محمد بن نصر المروزي فانك تفيد منه فائدة كبيرة في هذه المسألة وفي غيرها ايضا من مسائل الايمان وكذلك اوصيك بالرجوع الى ما ساقه ان لا لك اي رحمه الله في كتاب السنة وكذلك الى ما اه قرره ابن القيم رحمه الله في كتابه الصلاة وحكم تاركها فانك تجد فائدة كبيرة ان شاء الله. لكني انبه في ختام البحث في هذه المسألة الى مسألة مهمة وهي مهما قلنا في تصويب هذا القول او تخطأ او تخطئة ذاك فان ثمة مسألة اخرى يفرضها بعض الفقهاء والحق ان الخطأ فيها ظاهر وهي انهم يفرضون ان شخصا تاركا للصلاة يستتاب على تركها ما معنى يستتاب ان يقال له صلي تب من ترك الصلاة والا قطعنا عنقك هذا هو معنى الاستتابة هذا تارك للصلاة يستتاب على تركها تحت حد السيف ومع ذلك فانه يصر على الترك ويأبى الصلاة ويقتل على الترك ثم يقال بعد ذلك انه يموت مسلما وانه يكون مع ذلك آآ محدودا وليس مرتدا وان شأنه شأن بقية اه من يقتل في حد او في قصاص هذا لا شك انه خطأ كبير فرض هذه المسألة فرض لشيء لا يصح البتة ذلكم ان من الممتنعين اشد الامتناع ان مسلما صادقا في ايمانه يقر حقا بان الصلاة واجبة عليه ومع ذلك يأبى من الصلاة ولو قتل فلا يمكن ان يكون في الحقيقة ماذا مسلما مصدقا مقرا بوجوبها يمتنع اشد الامتناع لان الداعي الى الفعل ها هنا داع تام السبب الذي يدعو الى فعلها سبب قوي جدا وهو ان ها هنا ماذا قتلا ومع ذلك يصر يقول اقتلوني ولن اصلي هذا لا يمكن ان يكون وفي قلبه ماذا ايمان هذا في حقيقته ماذا كافر زنديق قلبه خال من الايمان فضلا عن اعتقاد وجوب الصلاة. لان اي مشقة تقدر مما يدعيها في ترك الصلاة او يتذرع بها الى ترك الصلاة فانها لا شيء امام القتل فان العادة جارية عند بني ادم كافة هي حب الحياة وكره الموت فكيف يصبر على ان تضرب عنقه ان يفارق الحياة ان يقتل لاجل ان يصلي ومع ذلك فانه ماذا يأبى ويمتنع ثم نقول انه مع ذلك كله انه مع ذلك مقر بالوجوب وقلبه فيه ايمان هذا اشد ما يكون امتناعا ولا يمكن القول به وقد اخطأ ايما خطأ من قال بهذا القول وقد افاض شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في مواضع من كتبه في بيان خطأي هذه المقالة الشنيعة وان القائل بهذا قد انطلت عليه شبهة الارجاء القائل بهذا قد انطلت عليه شبهة الارجاء وكلامه صحيح لا شك فيه لمن تأمل هذا المقام والعلم عند الله عز وجل اذا لابد فمن التفريق بين مسألتين مسألة ان يكون محكوما عليه قبل الاستتابة بالاسلام لكوني اه العالم او لكون طالب العلم قد ترجح له ان تارك الصلاة لا يكفر هذه مسألة. اما ان يحكم عليه بعد ان يستتاب يحكم بقتله ويصر على ترك الصلاة ثم يقال انه مسلم ومقر بوجوبها مع وجود هذا الداعي القوي الى فعلها ومع وجود هذا الامتناع الشديد عن فعلها هذا لا يمكن ان يكون هذا لا يمكن ان يكون والعلم عند الله عز وجل. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ومن قول اهل السنة والجماعة في اكساب العباد لانها مخلوقة لله تعالى لا يمترون فيه ولا يعدون من اهل الهدى ودين الحق ما ينكر هذا القول وينفيه؟ نعم انتقل المؤلف رحمه الله وهذه فاتحة انتقل الى الكلام عن اه افعال العباد ومعتقد اهل السنة فيها وانهم يعتقدون انها مخلوقة لله وهذه فاتحة مسائل عدة تتعلق بباب القدر انتقل من مسائل الايمان الان الى مسائل تتعلق بالقدر افتتح البحث فيها بهذه المسألة وهي مسألة خلق افعال العباد يقول المؤلف رحمه الله ومن قول اهل السنة والجماعة في اكساب العباد اكساب العباد يعني افعالهم لها ما كسبت. وعليها ما اكتسبت. اذا مراده باكساب العباد افعالهم معتقدهم في افعال العباد انها مخلوقة لله تعالى الله خالقي الله خالق هذه الافعال خلقها حين فعلها خلقها الله سبحانه وتعالى حين فعلها هذا هو الحق الذي لا شك فيه في هذه المسألة وهو الذي انعقد عليه اجماع اهل السنة والجماعة قاطبة كل اهل السنة متفقون على ان افعال العباد على ان حركاتهم وسكناتهم قيامهم وقعودهم ومجيئهم وذهابهم وصلاتهم وصيامهم وطاعتهم وعصيانهم كل ذلك الله عز وجل قالقه كل ذلك مخلوق والله تبارك وتعالى خالقه وهذه المسألة قد دلت عليها ادلة كثيرة حتى قال ابن القيم رحمه الله في النونية اوليس قد قام الدليل بان افعال العباد خليقة الرحمن يعني مخلوقة للرحمن من الف وجه او قريب الالف يحصيها الذي يعني بهذا الشأن فيقول رحمه الله ان الادلة على ذلك كثيرة جدا لمن كان ذا عناية واحصاء وتأمل في الادلة ويكفي من ذلك قول الله عز وجل الله خالق كل شيء كل شيء فانه داخل بهذا الحكم وهو ان الله عز وجل خالقه وانه مخلوق له تبارك وتعالى. قالوا سبحانه وخلق كل شيء وكل شيء تشمل الاعيان والافعال وليس يخفاك ان الافعال اكثر من الاعيان اليس كذلك؟ هذا انت شخص واحد ومع ذلك افعالك كثيرة جدا اذا الافعال اكثر من الاعيان فاذا قيل ان الله عز وجل خالق الاعيان والذوات فحسب ليكن الله لم يكن الله قلقا كل شيء انما كان خالقا بعض الاشياء بل انما كان خالقا اقل الاشياء وهذا لا شك انه معارضة صريحة لهذه الاية ومن اشهر الادلة التي يستدل بها اهل العلم في هذا المقام قوله تعالى والله خلقكم وما تعملون قال اتعبدون يعني إبراهيم عليه الصلاة والسلام قال أتعبدون ما تنحتون؟ والله خلقكم وما تعملون وكثير من اهل العلم او اكثرهم جعل ما ها هنا مصدرية والله خلقكم وما تعملون اذا كانت مصدرية فالتقدير والله خلقكم وعملكم فالاستدلال على هذا استدلال صريح فهو من اوضح ما يكون الله خالقكم والله خالق ايظا اعمالكم ولكن هذا الحمل فيه نظر من اوجه متعددة والاقرب والله اعلم انما ها هنا موصولة والله خلقكم وخلق الذي تعملون وهي الاصنام فالله خالق لكل شيء هذا وهذا ومع ذلك الاستدلال بالاية صحيح على ان افعال العباد مخلوقة بيان ذلك ان الله عز وجل قد بين في هذه الاية ان الاصنام مخلوقة لله عز وجل. فاذا كانت مخلوقة فينبغي ان يكون السبب في تصنيعها ونحتها ووجودها مخلوقا وما هو هذا السبب افعال العباد فانها لم تكن اصناما منحوتة الا بفعلهم اذا تبين بهذا ان الله عز وجل خالق افعال العباد وقل مثل هذا اعني في وجه الاستدلال ايضا بهذه الاية في قوله والله خلقكم فانها تدل على ان افعال العباد مخلوقة وذلك ان هؤلاء يتكونون من ذوات وصفات الانسان مكون من ماذا من ذوات من ذات وصفات والله عز وجل قد حكم بانه مخلوق له اي بذاته وصفاته. ومعلوم ان افعاله من صفاته فدخلت في قوله والله خلقكم فدخلت في قوله والله خلقكم في اوجه اخرى تدل عليها هذه الاية وثمة ادلة اخرى يعني من تأملها وجدها صريحة في اثبات خلق افعال العباد من ذلك قول الله سبحانه وتعالى والله جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم من جلود الانعام بيوتا جلود الانعام كيف كانت بيوتا اليس بتوسط فعل العبد اليس الناس هم الذين صنعوا هذه الجلود على هيئة كانت بها ماذا بيوتا كخيام ونحوها اذا الله عز وجل قد حكم بانه جعل وجعل ها هنا بمعنى خلقه خلق من هذه الجلود بيوتا. اذا هذه البيوت ماذا مخلوقة لله سبحانه وتعالى وهي لم تكن بيوتا الا بفعل العباد فاذا كانت هي مخلوقة فالسبب الذي جعلها كذلك بيوتا مخلوق السبب الذي جعلها كذلك مخلوق. وقل مثل ذلك فيما قال الله سبحانه وتعالى بعد ذلك وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيلا تقيكم بأسكم سرابيل يعني قمصان والله عز وجل خلق هذه السرابيل وليس يخفاك ان خلقها انما كان بتوسط سبب ما هو كيف كانت هذه القمصان كيف كانت هذه السرابيل سرابيلا الا بماذا ها بحياكة وخياطة وهذا هو فعل العبد اذا اذا كانت هذه مخلوقة فالسبب الذي به كانت مخلوقة مخلوق وهذا امر واضح عند كل ذي عقل واذا تأملت على هذا السياق وجدت ان الادلة كثيرة جدا وجدت انها كثيرة جدا تدل على ان افعال العباد مخلوقة قد يقول قائل كيف نقول ان افعال العباد مخلوقة العلم والاحساس والشعور ضروري بان هذا الفعل منسوب الى العبد فهو يعلم من نفسه بالضرورة انه هو الذي قام به هو الذي قام وهو الذي قعد وهو الذي اشار وهو الذي اخذ. وهو الذي صلى وهو الذي صام كيف تكون مع ذلك ماذا مخلوقة لله تبارك وتعالى والجواب عن هذا يتمهد بمعرفة قاعدة مهمة في باب الخلق وهي الله جل وعلا يخلق تارة بلا واسطة ويخلق تارة بواسطة مع غناه عن هذا التوسط انما هي حكمته تبارك وتعالى ولذا انت تدرك الفرق بين خلق ادم عليه الصلاة والسلام وخلقك انت اليس كذلك الله عز وجل خلقك وخلق ادم عليه السلام. ولكن ثمة فرق في هذا الخلق اليس كذلك؟ خلق الله ادم بلا واسطة وخلقك ها بواسطة الوالدين. هل الوالدان خالقان لك حاشا وكلا ولا يقول بهذا مسلم بل لا يقول بهذا عاقل انما الله عز وجل هو الذي خلق ولكن بتوسط سبب وما هو السبب الوالدان الله خلق الجنة بلا واسطة وخلق النبات بواسطة خلق النبات بواسطة الماء والتراب والشمس والهواء اليس كذلك اذا الله يخلق بواسطة ويخلق بلا واسطة والكل راجع الى حكمة الله تبارك وتعالى اذا تبين هذا فانه يقال ان افعال العباد من القسم الثاني افعال العباد من القسم الثاني بمعنى انها مخلوقة لله بواسطتنا نحن مخلوقة لله بواسطتنا نحن فنحن انت وانا وكل عبد فانه السبب في ماذا في خلق الفعل كما ان الوالدان سبب في خلق الولد وهذا بين لمن تأمل يزيد الامر وضوحا ما قلناه غير مرة في دروس سابقة وهو ان الفعل لا يكون فعلا الا باستجماع ثلاثة امور لا يكون الفعل فعلا لا يخرج من حيز العدم الى الوجود الا بماذا باجتماع ثلاثة امور. اولا وجود ارادة جازمة وجود ارادة جازمة لا لا يحصل الفعل حتى تكون الارادة جازمة بفعله اذا كنت تريد ان تصلي وانت متردد تصلي او لا تصلي هل ستكون صلاة لا متى ستصلي اذا جزمت اليس كذلك؟ اذا كانت ارادتك جازمة فانك ستقوم وتصلي. هذا واحد. اثنان ولابد من قدرة تامة لا يحصل الفعل حتى يكون فيك ايها الفاعل قدرة وقوة على فعله والا فلو كان الامر فوق طاقتك لم يحصل الفعل لو اردت ان احرك هذه السارية ارادتي جازمة بتحريكها ونقلها من هنا الى هنا هذا النقل هذا الفعل يكون اجيبوا يا جماعة لم؟ ارادتي جازمة مئة بالمئة الجواب تخلف شيء مهم وهو القدرة ليس عندي قدرة على ان انقل هذه السارية اذا لا يحصل الفعل الا بماذا؟ الا بقدرة ما رأيكم بهذا الرفع حصل هذا فعل لما حصل؟ ها؟ جزمت ثانيا كان عندي قدرة ولذلك رفع حصل الفعل الامر الثالث زوال المانع لو كانت الارادة جازمة وكانت القدرة تامة لكن وجد مانع يمنع من الفعل كهذا الكأس جاء شخص اقوى مني فوضع يده عليه فما استطعت ماذا تحريكه عندي ارادة وعندي قدرة ولكن ثمة مانع جاء الشيخ اسكندر وهو اقوى مني ووضع يده قال هذا لن يتحرك انا او انت اليوم وانا مسكين ضعيف سيتحرك ما يتحرك لم لا لتخلف واحد من هذين وانما وجود ثالث وهو المانع السؤال الان السؤال الان بعد كل ما سبق من الذي قذف في قلوبنا هذه الارادة الله عز وجل هو الذي خلقها في قلوبنا ولذا فانه يسلبها اذا شاء وكل واحد يدرك من نفسه ذلك واذا استدل بعضهم على انه مخلوق وان له ربا خالقا بخلق الارادة في نفسه ونزعها منه ثم قيل لي اعرابيا كيف عرفت ربك قال بفتر العزائم ونقض الهمم عرف انه مربوب وان هناك من يدبر امره وان له ربا يدبر شأنه السؤال الثاني من الذي اعطاك القدرة من الذي منحك هذه القوة ومن الذي يقدر على ان يسلبك اياها الجواب الله عز وجل هو الذي جعلك ماذا قويا قادرا وهو الذي يقدر اذا شاء ان يمنعك هذا الفضل الامر الثالث من الذي يزيل الموانع الله سبحانه وتعالى فاذا كان الفعل متولدا عن هذه الامور الثلاثة وهي مخلوقة لله عز وجل تبين لنا ان الفعل مخلوق لله تبارك وتعالى اذا من المهم لك ان تعلم ان اهل السنة ينظرون الى افعال العباد بنظرين النظر الاول كون هذه الافعال منسوب كون هذه الافعال منسوبة للعبد بمعنى انها فعل له حقيقة الامر الثاني انها مع ذلك مخلوقة لله عز وجل ولذلك مر بنا في دروس الواسطية لمن كان حاضرا. قول شيخ الاسلام رحمه الله في الواسطية والعباد فاعلون حقيقة والله خالق افعالهم اذا يجمع اهل السنة بين الامرين وبالجمع بينهما يتبين توسط اهل السنة بين طرفي القدرية والجبرية اذا اهل السنة يقولون ماذا افعال العباد منسوبة للعباد فهي قائمة به حقيقة وهي في ذات الوقت مخلوقة لله تبارك وتعالى الخلاصة انه ينبغي عليك يا طالب العلم ان تلحظ في هذا المقام خمسة اشياء لا يمكن ان تضبط هذه المسألة في ضوء اه منهج اهل السنة والجماعة الا بجمعها ولا يمكن ان يجمعها الا اهل السنة المحضة لا يعتقد هذه الامور جميعا وتأتلف في قلبه ولا تتعارض الا لمن كان من اهل السنة المحضة الامر الاول اثبات فعل العبد حقيقة الامر الثاني اثبات مشيئته الامر الثالث اثبات قدرته الامر الرابع اثبات مشيئة الله سبحانه وتعالى الامر الخامس اثبات خلقه تعالى لافعال العباد كم هذه يا جماعة خمسة لا تأتلفوا وتطمئن النفس بها الا اذا كان المرء من اهل السنة المحضة وهذه لها بسط وتفصيل ان شاء الله في درسنا القادم اسأل الله جل وعلا لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح والاخلاص في القول والعمل وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان