اما يبعث لو كان هناك شك في علمه او في حكمته او في غناه او في قدرة او وفي عزته ربما يرد ما يكون به السؤال متوجها لم يا ربي فعلت كذا؟ لكن الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد. فهذا استكمال درسنا في كتاب عقيدة السلف واصحاب الحديث عثمان الصابوني رحمه الله تعالى وكنا قد وصلنا قبل التوقف الى مبحثي لخلق افعال العباد ولا اظن ان الكلام قد استوفي بالذات فنبدأ من هذا الموضع ان شاء الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. يا رب العالمين. رحمه الله تعالى انها طيب من ينكره قد علمنا اجماع اهل السنة والجماعة على ان الله سبحانه وتعالى خالق افعال العباد والادلة على هذا ادلة كثيرة. اوليس قد قام الدليل بان افعال العباد خليقة الرحمن. من الف وجه او قريب الالف يحصيها الذي يعنى بهذا الشام. وذكرنا بعضا من هذه الادلة في اه الدرس الاخير قبل الاستئناف او قبل الاستكمال وذكرنا ايضا انه لابد في هذا المقام من ملاحظة خمسة امور والجمع بينها. وهذا لم يوفق اليه الا اهل السنة والجماعة. الامر الاول اسناد الفعل الى العبد حقيقة وهذا الذي ذكره المؤلف رحمه الله حين قال ومن قول اهل السنة والجماعة في اكساب العباد. اكساب العباد يعني افعالهم لها ما كسبت ما اكتسبت فالكسب هو الفعل. فالفعل قائم بالعباد حقيقة. العباد هم القائمون القاعدون هم المصلون المزكون. هم الذين يفعلون الطاعات هم الذين يفعلون المعاصي وهذا ما ثبت في نصوص كثيرة جدا في الكتاب سنة وتوارد على اثباته دليل النقل ودليل العقل و الفطرة وكل احد يعلم هذا من نفسه ان الفعل الذي يكون منه صابر ومنه بالفعل والامر الثاني اثبات قدرة العبد فالعبد له قدرة يفعل بها الدليل على هذا شيء كثير في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. فالله تبارك وتعالى يقول فاتقوا الله ما استطعتم. وآآ بالتالي فالعبد عنده قوة والله سبحانه وتعالى هو الذي اعطاه هذه القوة وهو الذي مكنه من هذه القدرة وبالتالي فانه يفعل بقدرته. الامر الثالث اثبات مشيئة العبد. فالعبد له مشيئة والعبد له ارادة بها يفعل. وكل احد يدرك الفرق بين فعله الاختياري وفعله الاضطراب فحركة اليد السليمة تختلف عن حركة يد المرتعش وحركة رأسه اذا حرك رأسه تختلف عن حركة قلبه. اذا العبد فاعل بمشيئة خلقها الله سبحانه وتعالى في نفسه لمن شاء منكم ان يستقيم. وما تشاؤون اذا العباد يشاؤون. وهذه المشيئة لا تخرج عن مشيئة الله تبارك وتعالى بل هي تحت مشيئة الله سبحانه وتعالى. الامر الرابع اثبات مشيئة الله سبحانه وتعالى. وان افعال العباد لم تكن الا لان الله تبارك وتعالى شائها فمشيئة العباد هي الموجبة لها على الحقيقة. فما شاء الله كان وما لم يشاء لم يكن اذا شاء الله تبارك وتعالى ان تفعل فعلت. واذا لم يشأ الله بذلك لم تفعل لمن شاء منكم ان يستقيم ومات الا ان يشاء الله رب العالمين. فهذا دليل على ان افعال العباد راجعة الى مشيئة الله تبارك وتعالى الامر الخامس والاخير ان افعال العباد مخلوقة لله تبارك وتعالى وعلمنا وجه ذلك قلنا ان فعل العبد لا يكون فعلا له الا لكونه صابرا عن مشيئته وقدرته. والله سبحانه وتعالى هو الذي خلقهما. فيكون الاثر الناتج عن هذا السبب راجعا الى الله تبارك وتعالى. ومخلوقا لله سبحانه وتعالى. لانه خلق السبب الذي به كان هذا الفعل. وقد علمنا القاعدة في باب الخلق. وقلنا ان ما يخلقه الله تبارك وتعالى ما يخلقه تبارك وتعالى بلا واسطة يعني بلا سبب. وما يخلقه الله سبحانه وتعالى بواسطة وسبب. فالله تبارك وتعالى خلقنا بواسطة الوالدين. وخلق حواء بواسطة ادم. وخلق المطر بواسطة السحاب وهلم جرة. اذا الله سبحانه وتعالى مع غناه عن هذا التوسط وعن هذه الاسباب الا ان الا ان حكمته تبارك وتعالى كان منها ان خلق اشياء بتوسط اسباب وافعالنا من هذا الباب. افعال العباد من هذا الباب. الفعل صادر عن قدرة العبد. ومشيئته والله سبحانه وتعالى هو الذي خلق ذلك يكون هذا الاثر مخلوقا لله تبارك وتعالى. اسناد الفعل الى الله اي عفوا اسناد الفعل الى العبد هذا تكلمنا عنه قدرة العباد هذا ايضا قد تكلمنا فيه وهذا موضع من المواضع التي اختلفت الناس ومحصل اقوال الناس فيها اربعة محصلوا اقوال الناس فيها اربعة. القول الاول ان للعباد قدرة مؤثرة باقدار الله تبارك وتعالى فهو الذي جعل القادر قادرا. الله هو الذي خلق القدرة في العباد. فللعباد قدرة وانتبه اذا قال اهل السنة ان للعبد قدرة مؤثرة او اذا اثبتوا سببا فاهل السنة في هذا متوسطون بمعنى ان كل الاسباب المؤثرة لا تعدو ان تكون جزء سبب وليست مستقلة. تكون جزء سبب وليست مستقلة. جزء سبب بمعنى انه لا يوجد سبب يستقل بشيء وحده. بل لابد من اجتماع سببين فاكثر. اما ان شيء عن سبب واحد فهذا لا يكون. ولذلك نحن نقول اي سبب يعد سببا فما هو الا ماذا جزء سبب ثم هو لا يستقل آآ هو جزء سبب ولا يستقل وليس مبدعا ليس هو الذي خلق وانما الله سبحانه وتعالى هو الذي خلق. وفي هذا توسط بين طرفي منحرفين من من نفى ان يكون هناك تأثير للسبب وبين من جعل هذا السبب مستقلا بالاحداث ولا شك ان هذا ضلال. وكل من اثبت شيئا يحدث باستقلال فانه قد اشرك مع الله سبحانه وتعالى في الربوبية فهذا هو توسط اهل السنة والجماعة كونهم اثبتوا سببا مؤثرا في اصول الفعل ولكنه لا يعدو ان يكون ماذا؟ جزء سبب غير مستقل وليس مبدعا. ليس هو الذي خرج الشيء من اه اخرج الشيء من العدم الى الوجود باستقلال بل بل ذلك راجع الى مشيئة الله سبحانه وتعالى. القول الثاني هو قول من نفى ان يكون للعبد قدرة ان يكون للعبد قدرة اصلا. وهذا قول الجبرية المحضة الذين هم الجهمية. فالعبد عندهم ليس له قدرة اصلا فضلا عن ان تكون مؤثرة او ان تكون غير مؤثرة. القول الثالث قول من اثبت قدرة غير مؤثرة في وجود الفعل. وهذه مقالة الاشاعرة المشهورة بكسب الاشعري. فهؤلاء اثبتوا قدرة العبد عنده قدرة ولكنها ماذا؟ غير مؤثرة في حدوث الفعل. وبالتالي كان وجودها كعدمها الاشاعرة في هذا الباب اتوا بهذا الامر المحال. فما الفائدة من وجود قدرة لا تؤثر ولذا كان الماتوريدية في هذا المقام احسن حالا من الاشاعرة وهم في الجملة في باب القدر احسنوا حالا من الاشاعرة مع القرب الشديد بين المذهبين لكن ثمة مسائل خلافية بين المذهبين ومن ذلك انهم وافقوا الحقة اعني ما تريدية اكثر من الاشاعرة في هذا الباب ومن هذا هذه المسألة فانهم اثبتوا للعبد قدرة مؤثرة القول الرابع قول من اثبت للعبد قدرة تصدر عنها الاشياء باستقلالها ان الله منزه عن ذلك فالله له العزة الكامل وله العلم الواسع وله الحكمة البالغة فكيف يسأل سبحانه وتعالى عما يفعل؟ اذا استيقنت بهذا سلمت لربك. ولم تسأل اب ولم تتكلف. لو كنت موقنا بهذا الذي سلمت سلمت لربك واستسلمت وهذا هو هو مذهب القدرية من المعتزلة وغيرهم. ولاجل هذا سماهم السلف رحمهم الله سموهم مجوس هذه الامة حيث اثبتوا مع الله تبارك وتعالى الخالقين ان العبد يفعل بمشيئة مستقلة وبقدرة مستقلة. لا ترجعوا الى مشيئة الله تبارك وتعالى وخلقه ولا شك ان هذا من الضلال العظيم. اذا هذه اقوال الناس في مسألة القدرة. نأتي الى مسألة المشيئة وهذه سيتكلم عنها المؤلف قريبا ان شاء الله تعالى اه نعم اثبات مشيئة العبد تكلمنا عنه واثبات مشيئة الله سبحانه وتعالى سيتكلم عنه المؤلف رحمه الله قريبا وختاما اثبات خلق الله سبحانه وتعالى لافعال العباد وهذا ما قدمناه الحديث عنه قبل قليل. والذي يهمني يرعاك الله ان تتنبه الى ان اهل السنة والجماعة يجمعون بين الشرع والقدر. بمعنى فعل العبد له وجهان. فعل العبد له وجهان وجه يتعلق بالله سبحانه وتعالى. من جهة التقدير والخلق ووجه يتعلق بالعبد من جهة من جهة كونه فعلا له وقائما به ومن جهة كونه في حد او غير صحيح من كونه طاعة يثاب عليها او لا يثاب عليها. وعلى العبد ان يلاحظ الامرين والا يستغرق باحدهما دون الاخر. فانه ان فعل ظل ولا شك. ولذلك اهل السنة هم الذين جمعوا بين اثبات الربوبية واثبات الالوهية بين اثبات الامر يعني الشرع واثبات الخلق يعني القدر. اهل السنة هم وحدهم. الذين جمعوا بين اياك نعبد واياك اياك نعبد فيها اثبات الفعل. ملاحظة للوجه الذي ذكرنا انه فعل العبد. فان قوله تعالى اياك نعبد فيها اثبات ماذا؟ الفعل وانهم فاعلون ماذا؟ حقيقة. وبالتالي فان ثوابهم او فان اثابتهم او عقابهم صحيح. لانهم فعلوا شيئا يستحقون عليه الثواب بفضل الله سبحانه وتعالى او يستحقون عليه العقاب بعدله تبارك وتعالى. ثم قال واياك نستعين وهذا دليل على اثبات القدر. وان الله سبحانه وتعالى لو لم يعن ولو لم يقدر ولو لم ولو لم يخلق الفعل فانه لا يكون فعل فانه لا يكون فعل. وبالتالي فلا بد من الجمع بين الامرين بين اثبات الامر واثبات القدر اثبات الالوهية واثبات الربوبية. و امر ثان وهو ان ضبط هذه المسألة انما يكون بالتفريق بين الفعل والمفعول. وبين فعل وافعل. من يعين دعاء قلنا لابد من التفريق بين امرين ما هما؟ الفعل والمفعول فعل وافعله انتبه افعال العباد مفعولة لله وليست فعلا لله وهذا يزيل اشكالا قد يرد على بعض الناس وهو كيف تكون افعالنا مخلوقة لله ونحن نعلم يقينا انها صابرة منا فنقول نحن لا نقول انها فعل لله انما نقول هي مفعولة يعني مخلوقة لله تبارك وتعالى هي مفعول منفصل عن الله تبارك وتعالى وليست فعلا قائما بالله تبارك وتعالى. و بالتالي لابد من التفريق بين الامرين بين فعل بين الفعل وبين المفعول. ولذلك ضربنا مثالا سابقا ان كنتم تذكرون هناك فعل للنجار قائم به وهناك مفعول له مثل هذه هذه الطاولة فعل النجار او مفعوله ها مفعوله هذه مفعوله فعله قائم به وهو كونه يطرق او كونه ينشر او كونه يدهن اليس كذلك؟ هذا فعله القائم به وهو الذي ان يضافوا اليه وهو الذي يثنى عليه به او يذم. اما مفعوله فانه ثمرة فعله او ما ينتج عن فعله وهذا شيء ماذا؟ منفصل عنه. افعال العباد نقول انها ماذا؟ مفعولة لله تبارك وتعالى وليست فعلا لله عز وجل وبالتالي فالله تبارك وتعالى ينزه عنان تضاف اليه المساوئ والقبائح والنقائص. لماذا؟ لان هذه الافعال من الكذب والسرقة وبقية المعاصي. هذه مفعولة لله لا فعل لله عز وجل. الم تر الى ان الله سبحانه وتعالى اي ذم لوجود ناقصات واشياء كريهة لوجود اشياء اشياء كريهة كالروائح الكريهة والمناظر القبيحة وما شاكل ذلك مع ان الله سبحانه وتعالى خالق لها لكونها ماذا؟ مفعولة لله وليست ماذا؟ وليست فعلا لله. الامر الثاني ان نفرق بين فعل وافعل الفعل افعال من الله وليس فعلا لله. الله ليس هو الذي قام تعالى عن ذلك الله هو الذي اقام الله عز وجل ليس هو الذي صلى لكنه الذي جعل العبد يصلي. وجعلناهم ائمة يهدون بامرنا وجعلناهم ائمة يدعون الى النار. فثمة فعل قائم بهم كونهم يهدون هداية الدلالة او كونهم او كونه يدعون الى النار هذا فعل قائم به. لكن من الذي افعله؟ الله سبحانه وتعالى. اذا لله الافعال وللعبد الفعل وهذا هو الفرقان في هذه المسألة العظيمة التي اخطأ فيها كثير من الناس من تنبه الى هذه الامور الاربعة الفرق بين فعل وافعل والفرق بين الفعل والمفعول فانه يزول عنه اشكال كثير يتعلق بهذا المقام والله سبحانه وتعالى اعلم. نعم احسن الله اليكم بارك الله فيكم يشهدون ان الله تعالى قال الله عز وجل عندنا في هذا الموضع مسألتان مهمتان الاولى مسألة الاحتجاج بالقدر على المعاصي. فعلا للمحرمات او تركا للواجبات ومسألة ثانية وهي مسألة الهداية والاضلال. كم هذه؟ مسألتان. وكلاهما من المسائل المهمة والدقيقة والعميقة التي تستشكل عند كثير من الناس من مساجد القدر ربما اكثر الناس لا يستشكلونها لكن اذا وصل الامر الى هذا الموضع فانه ترد الاستشكالات وترد الاسئلة وربما ترد الحيرة ايضا لذلك تنبه يا رعاك الله الى تقرير اهل العلم لهاتين المسألتين. نبدأ بمسألة الهداية والاضلال. وهذا الذي بينه المؤلف رحمه الله بقوله ويشهدون ان الله تعالى يهدي من يشاء لدينه ويضل من يشاء عنه. الهداية والاضلال اذا قلنا الهداية فانما نريد اي هداية نريد هداية التوفيق لا نريد الان بداية الارشاد والدلالة. وقبل ان نخوض في هذا الموضوع لابد من مقدمات ممهدة تعينك باذن الله سبحانه وتعالى على ضبط هذا الموضوع. المقدمة الاولى يجب ان نعلم ان القدر منه شيء معلوم ومنه شيء مستور القدر منه شيء معلوم ومنه شيء مستور. وعلى العبد ان يقف عند حد المعلوم ولا يتجاوزه الى المستور. فان من القدر ما هو سر من الاسرار؟ اسدل دونه او اسدل له الاستار فلا ينبغي للانسان ان يحرص على كشف ذلك لانه لن يستطيع وسيضل ولذلك كان السلف يقولون القدر سر الله فلا نكشفه و اخرج في الشريعة عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما انه قال عن القدر شيء اراد الله سبحانه الا يطلعكم عليه فلا تريدوا من الله ما يأبى عليكم فلا تريدوا من الله ما يأبى عليكم هذا القدر المستور هو الذي يرد عليه نهيه صلى الله عليه وسلم عن الخوض في القدر عندما قال واذا ذكر القدر فامسكوه. فهذا موضع لا بد من التنبه اليه. فان من القدر ما خزن عنا علمه. وهذا شيء لابد من استحضاره. الامر الثاني ان الله سبحانه وتعالى عدل لا يظلم. واجب عليك يا عبد الله ان تعتقد ذلك. الله سبحانه متصف العدل قال صلى الله عليه وسلم ومن يعدل ان لم يعدل الله ورسوله والله منزه عن الظلم بل حرم الظلم على نفسه وجعله بين العباد محرما. هذه حقيقة يجب ان تستيقظها. فهمت هذا الموضوع او لم تفهمه. ارجع الى هذا الاصل المحكم. كلما وسوس في نفسك ابليس الله عدل لا يظلم. هذه حقيقة راسخة كالجبال. فإن اشتبه عليك الامر رده الى هذا المحكم وكونك تجهل وجه ذلك لا ينبغي ان يضر عقيدتك بعدل الله فاء الظلم عنه سبحانه وتعالى. الامر الثالث اعتقاد ان لله عز وجل الحكمة متى البالغة؟ اذا هدى فلحكمة. واذا اضل فلحكمة. ولا في ثبوت الحكمة العلم بها. انتبه لهذه القاعدة المهمة. لا يلزم في ثبوت حكمة ماذا؟ العلم بها. وانما يكفي ان نستدل فيها بما ان على ما جهلنا. الله تبارك وتعالى اثبت لنفسه الحكمة في نصوص كثيرة وابان لنا عن بعض تفاصيلها. فهذا القدر كاف في ان يثبت الحكمة لله وان نستدل في شأن ما جهلنا منها بهذا القدر الذي بهذا القدر الذي علمناه من الامر المهم ان لابد الذي لا بد من التنبه له. والامر كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله واصل ضلال الخلق من كل فرقة هو الخوض في فعل الاله بعلتي فانه لم يفهموا حكمة له. فصاروا على نوع من الجاهلية اللهم له الحكمة البالغة. هدايته واظلاله رجعت الى هذه الحكمة والحكمة يمدح ويحمد عليها وليس عنده من ذنب. تعالى الله عن ذلك الذم علوا كبيرا. الامر الرابع يجب استحضار ضعف العقول وانها اقل من ان تحيط بهذا الامر العظيم الله تبارك وتعالى خلق العبد ضعيفا وخلق الانسان ضعيفا. وهذا ما يسلم به كل عاقل اليس كذلك؟ كما ان الله جل وعلا جعلنا لك كما ان الله تعالى جعل لك بصرا بحكمه سبحانه وتعالى. اذا القاعدة لا يسأل عما يفعل لماذا؟ ها؟ لكماله. وليس لانه يفعل بمشيئة محضة بمعنى انها خلية عن حكمة. فالله مشيئته ليس كذلك دعانا الله عن ذلك. الامر السابع او الثامن والاخير السحب محدودة وليس بصرا محيطا. كما جعل الله لك سمعا محدودا لا سمعا محيطا. كما جعل الله لك قدرة وقوة محدودة لا مطلقة. كذلك جعل الله عقلك عقلا ماذا محدودا لا عقلا واسعا. والامر كما روي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما عند ابن بطة وغيره كما جعل الله لبصر العيون او لابصار العيون حدا محدودا من دونها حجاب مستور فكذلك جعل لبصائر العقول حدا محدودا من دونها حجاب مستور. ولذا الموضع الذي خزن عنا علمه في باب القدر هذا شيء فوق طاقة العقل. والعقل عاجز عن ادراك واذا خاض فيه تحير ولذا قال السلام مثل القدر والخائض فيه مثل الشمس والناظر اليها. كلما نظر اليها ازداد تحيرا كذلك العقل الشمس بصرك اضعف من ان يحدق فيها واذا حدق فيها فان هذا يعود عليه بالضرر كذلك القدر اذا امعنت فيه وتعمقت فيه وتجاوزت الحدود الواردة في النصوص فان هذا سيعود عليك بضرر وبه. وانت تدرك من نفسك انك عاجز عن الاحاطة باشياء كثيرة مما تقع من الناس بل ربما تكون عاجزا عن ان تعقل مقالات بشر مثلك اليس كذلك؟ يعني ربما تجلس مع اناس متعمقين في علوم كونية في فيزياء في كيمياء في اشياء من هذا القبيل وانت ما بحثتها ولا درستها فانك في بعض الاوقات تجد نفسك عاجزا عن ماذا عن ان تستوعب هذا الكلام. اليس كذلك؟ ربما لو ناظرت شخصا اعمق منك علما اقدر منك على النظر والتحليل وما الى ذلك فانك تقف امامه عاجزا. ربما يتكلم بكلام فوق عقلك. هذا مع انه بشر مثل اذا كيف يروم الانسان ان يطلب بعقله الاحاطة بعلم الحكيم الكبير الواسع سبحانه وتعالى. او ان يحيط علما بحكمته في كل ما يفعل وفي كل ما يقدم وفي كل ما يخلق وفي كل ما يأمر سبحانه وتعالى. اعرف قدرك ولا تتجاوزه وسلم هذا لا لان القدر فيه ما هو ظلم وفيه ما هو خارج عن حدود الحكمة حاشا وكلا ولكن لان عقلك ماذا؟ اضعف من ان يحيط علما بتفاصيل كل قدر الله سبحانه وتعالى. الامر الخامس او المقدمة الخامسة ان لله الحجة البالغة وليس للعباد حجة على الله. استحضر هذا واستيقظ به ورد المشتبهات اليه. الله سبحانه وتعالى كما سيأتي معنا قريبا ان شاء الله. يقول قل لا هي الحجة البالغة. الحجة البالغة يعني التي بلغت الى صميم القلب وخالطت العقل. فمن انصف فانه لا يستطيع ان يدفع عن نفسه قبول هذه الحجة لله حجة بالغة والعباد ليس لهم على الله حجة. الله عز وجل هدى العبادة الى طريق الحق. فارشد وبين وهديناه النجدين. انا هديناه السبيل شاكرا واما كفورا. مكن من الهداية اعطى العقول والاسماع والابصار. ارسل الرسل انزل الكتب صرف الايات ابان الدلائل والامارات اذا الحجة لله سبحانه وتعالى وليس للعبد حجة على الله تبارك وتعالى المقدمة السادسة اعلم ان من منع فضله لم يكن كن ظالما انتبه لهذه فقد يرد عليك شيء من وسواس الشيطان. ولا عند الكلام عن مسألة الاضلال. ولم؟ ولم ولم؟ ولما؟ يورد عليك لما الله سبحانه على ما من على هؤلاء ولما خلقهم غير قابلين للهداية الى اخر ذلك. اعلم ان الهداية من الله تبارك وتعالى ومن منع فضله لم يكن لم يكن ظالما. من منع ما وجب عليه كان ماذا واجبة والله عز وجل لا يوجب العباد عليه شيئا. هو الغني عن ذلك. والعبادة الأحقر من ان يوجب على الله عز وجل شيئا. اذا تنبه يا رعاك الله الى هذه القاعدة وسنحتاج بعد قليل ان شاء الله. الامر السابع استحضر قوله تعالى لا يسأل عما يفعل وهم يسألون. اللهم لا يسأل عما يفعل. بالتالي فليس تذكر ان توجد هذه الاسئلة ان تتعقب حكم الله عز وجل فالله لا يسأل عما يفعل وانتبه ايضا الى ان هذا لكماله لا لانتفاء الحكمة كثير من الناس يظن ان معنى لا يسأل عما يفعل لان الامر راجع الى مشيئة لا لا تقترنوا بحكمة. الامر ليس كذلك ولا يقول هذا الا نفات الحكمة. اما اهل السنة فيقولون ان الله تعالى لا يسأل عما يفعل لكماله. فلكمال بعزته ولكمال علمه ولكمال حكمته ولكمال غناه لا يسأل عما يفعل ان مع الايقان بهذه الامور ان يسأل سبحانه وتعالى مقام الادب مع الله. راعي الادب مع الله يا عبد الله انت اذا ولست في هذا الموضوع تنبه وتذكر انك تتكلم في رب وعبد. في شأن السيد العظيم والملك الذي ملك كل شيء. في عبد مخلوق ومرغوب ومدبر كل شيء منه فانه فقير الى الله سبحانه وتعالى ذليل بين يديه. فاياك ان تدعوك رعونة نفسك الى ان تتجاوز بدك فتسيء الادب مع ربك. وما اكثر ما يقع هذا الامر وسوء الادب مع الله عز وجل قد يورد العبد الموارد. فتفطن يا طالب العلم هذه مقدمات ممهدات واصول محكمات اعتصم بها. واستمسك بها حتى اه ترد اليها المشكلات والمشتبهات في هذا المقام وكن منها على ذكر. الهداية والاطلال يعتقد اهل السنة والجماعة ان الهداية والاضلال بيد الله عز وجل فهو يهدي من يشاء نعمة منه وفضله. ويضل من يشاء حكمة منه وعدلا. اذا عندنا ها هنا مقامان عندنا ها هنا مسألتان الاولى الهداية والثانية الاضلال كل منهما له ضوابط عند اهل السنة والجماعة. فافهم هذا الموضوع في ضوء ضوابط اهل السنة والجماعة نبدأ اولا كما ذكرت بمسألة الهداية وضوابطها اربعة. الضابط الاول الهداية من الله. فهو الذي شاءها سبحانه وتعالى ولو لم يهدي الله عهد ولو لم يهدي الله عبده ما اهتدى وقالوا الحمد بالله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله والله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا مهما راضى الانسان نفسه. مهما استعمل رياضات وخلوات تعب مع نفسه تعبا شديدا حتى يصل الى الهلال فانها لا تحصل له بهذا البتة. الا ان يهديه الله وتعالى بمحض فضله. فلا يمكن الوصول اليها الا منه سبحانه وتعالى. فهو الذي يهدي من يشاء ويضل من يشاء. واذا علم الانسان هذا دعاه الى ان نسأل الله تبارك وتعالى هذه الهداية منه. وان يلح في الطلب واللجأ والدعاء الضابط الثاني في هذه المسألة ان الهداية محض فضل من الله سبحانه وتعالى. تفضل محض منه جل وعلا. فليس للعبد على الله حق استحق به ان يهديه الله. ولا المقام مقام معاوضة. قدم العبد شيئا فوجب على الله ان يهديه مقابل مقابل ذلك الامر ليس كذلك. انما ذلك محض تفضل من الله تبارك وتعالى وان الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء. يختص برحمته من يشاء التفضل بالهداية انما هو محض فضل من الله عز وجل والعباد لا يستحقون على الله عز وجل شيئا قال سبحانه اومن كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس. الاصل في العباد انهم ضالون انهم خاسرون. يا عبادي كلكم ضال الا من هديته اذا القضية من اولها الى اخرها محض ها تفضل من الله عز وجل والعباد ايوجبون على ربهم ولا يستحقون عليه شيئا الا ما احق على نفسه. الضابط الثالث ان هذا التفضل والاختصاص بالهداية راجع الى علم الله عز وجل وحكمته. راجع الى علم الله تعالى وحكمته. بمعنى الله سبحانه وتعالى انما يهدي عن علم فهو اعلم بالموضع المناسب لفضله ولذلك ماذا قال الله سبحانه وتعالى في شأن الكفار الذين قالوا اهؤلاء من الله عليهم من بيننا ماذا قال الله؟ اليس الله باعلم بالشاكرين؟ اذا الله سبحانه على هدى على علم وحكمة حيث اقتضت حكمته ان يضع الفضل في محله اللائق به. هذه هي الحكمة. ان توضع او ان يوضع الفضل وان توضع النعمة في المحل اللائق بها. المكان المعد للرجيع والعذرة والبول والنجاسة. هل يناسب ان توضع فيه الاطياب من والعود ودهن الورد. هل هذا موافق للحكمة؟ ان تأتي الى خلا الى كبير الى موضع قذر نجس فتجعله وعاء محلا تضع فيه هذا الطيب هل هذا مناسب؟ هذا ليس مناسبا. هل من الحكمة ان تضع عقدا شري قال الاثمان تضعه في في عنق خنزير؟ هل هذا من الحكمة؟ هذا ليس من الحكمة. الحكمة تقتضي ان يوضع الفضل في المحل اللائق به. ولذلك من هداه الله فلعلمه انه اهل الهداية والهداية تليق به فاقتضت الحكمة وضع الهداية فيه. ليس الامر الى مشيئة محضة كما يقول كثير من المتكلمين. الله هدى فلانا واضل فلانا لمجرد انه شاء مشيئته اقتضت هذا وانتهى الامر. الامر ليس كذلك انما هي مشيئة مقترنة بعلم وحكمة الامر الرابع وقبل ان اذكره ارشدك الى اية في كتاب الله جمعت لك هذه الضوابط الثلاثة. وهي قوله تعالى ولكن الله حبب اليكم الايمان انظر هذه هي الهداية ولكن الله حبب اليكم الايمان في قلوبكم هذه هي الهداية وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون ماذا قال بعدها هذا انتهينا من الضابط الاول جاء الضابط الثاني ماذا؟ فضلا من الله ونعمة ان سحقا واجبا عليه. المسألة محض تفضل منه تبارك وتعالى. فضلا من الله ونعمة. هذا رقم اثنين ثلاثة والله عليم حكيم. الامر راجع الى علم الله وحكمته فما احسن هذا قتل لهذه الاية فانها كالتعليل لما قبله. لكونه سبحانه عليما ولكونه سبحانه حكيما اقتضت حكمته هداية من هداه. اذا هذه الضوابط الثلاثة يبقى عندنا الرابط الرباطي. تفضل الله تبارك وتعالى بالهداية. له وجهان. تفضل الله تعالى بالهداية له وجه الاول ان الله تبارك وتعالى ابتدى بالهداية من شأنه. كلكم ضال الا من هديته او وكان ميتا ها فاحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس. فالانسان خلق ظلوما جهولا لو ترك ونفسه ولم يمده الله سبحانه وتعالى بمدد من عنده ولم يتفضل عليه بهذه الهداية ويفتح قلبه. ويرحمه سبحانه وتعالى بان يهديه. فانه ماذا سيظل. اذا هناك لطيفة ابتدع الله بها من يشاء. واوقعها في قلب من احب كما يقول ابن قتيبة رحمه الله هذه لطيفة يبتدأ الله عز وجل بها من يشاء فا يكون القلب غافلا فيتذكر ويكون الانسان منحرفا فيهتدي ولولا تفضل الله عز وجل عليه بذلك فانه سيظل. والوجه الثاني هو الهداية اللاحقة عندنا الهداية الاولى وعندنا الهداية اللاحقة. بمعنى ان من من الله عز وجل في قلبه الهداية. ومن عليه بها فانه اذا عمل الخير هداه الله الى خير فان عمل الثاني هداه الى ثالث وهلم جراء. فليست الهداية هي ما كان في اول الامر فحسب كلا كل عمل صالح انت فيه بحاجة الى هداية خاصة اي عمل ولو كانت تسبيحة ولو كان قراءة اية ولو كان صلاة ركعتين لو لم يهدك الله لذلك ما اهتديت ومن فضل الله عز وجل انه يجازي على الحسنة بحسنة. قال سبحانه والذين التدوم زادهم هدى. فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى والادلة في هذا كثيرة. اذا لابد من ملاحظة هذا الامر فما اكثر الغفلة عنه. كثير من الناس اذا تلى قول الله عز وجل اهدنا الصراط المستقيم انما يتذكر الهداية الاولى فيسأله الثبات عليها ولكنه يغفل عن انه داء ان هناك هداية اخرى وهي الهداية اللاحقة. انت بحاجة الى تهدى الى الصراط وبحاجة الى ان تهدى في الصراط. وكل ذلك من الله سبحانه وتعالى. هذه باختصار الضوابط التي يرجع اليها موضوع الهداية. ولا تقل بعد ذلك الى موضوع الاضلال. فنقول ان له ايضا ضوابط اربعة على وزان ما ذكرنا فيه موضوع الهداية. اول تلك الضوابط ان الله سبحانه وتعالى هو الذي قدر هو الذي قدر الضلالة وشاء ولو شاء الله عز وجل الا يضل العبد الا يضل العبد لم يضر العباد احقر من ان يعصوا الله قصرا. والله عز وجل اعز من ذلك سبحان الذي انما عصي بمشيئته تبارك وتعالى. وهذا عن كماله وعظيم عزته وغناه سبحانه وتعالى. ان عصيانه ما كان الا ها عن مشيئته تبارك وتعالى. ولذلك في كتاب الله عز وجل ادلة كثيرة تبين ان الضلال انما هو بمشيئة الله سبحانه وتعالى. فكم في كتاب الله عز وجل من بيان هذا المعنى فان الله يضل من يشاء فان الله يضل من يشاء من يشاء الله يضلله ومن يشاء يجعله على صراط مستقيم وعلم الانسان يجعله يخاف فيلجأ الى الله سبحانه وتعالى بالعياذ وسؤاله ان اه يعيذه من الضلالة سبحانه وتعالى لان الامر بيده جل وعلا. الضابط الثاني ان الاضلال محض عدل من الله عز وجل. انتبه لهذا ففهم هذه الجزئية يحل عنك باذن الله اشكالات كثيرة. الاضلال ماذا يا جماعة؟ ها اجل انت محض عدل من الله عز وجل لم؟ لان الاضلال ال عقوبة وايقاع العقوبة عدل ولا ظلم؟ ايقاع ايقاع العقوبة المستحقة يعني ايقاع العقوبة في محلها عدل. والعدل ممدوح او مذموم نعم ممدوح العدل ممدوح صاحبه يحمد عليه. اذا صاحبه يمدح اذا نقول ان الاضلال عقوبة وما وجه هذه العقوبة الجواب ان الله سبحانه وتعالى قد اقام الحجة وازال المعاذير حيث مكن من الهداية فاعطى العقول والاسماع والابصار. ولم يحل بين العبد وبين الوصول الى ارسل الرسل وانزل الكتب وصرف الايات وضرب الامثال فلم يكن للعبد حجة رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون على لئلا يكون للناس على الله بعد الرسل قال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين لا احد احب اليه العذر من الله ولذلك بعث المنذرين والمبشرين. في رواية بعث الرسل مبشرين ومنذرين فاه اذا كان ذلك كذلك وصدف العبد عن الحق. وانصرف عن الاستجابة لربه. الا يكون ظالما؟ الا يستحق العقوبة بعد كذلك؟ الجواب بلى والله. اذا كان الله سبحانه قد مكن من الهداية وامر عباده وانذرهم وارسل رسلا مبشرين ومنذرين. واعطى من الايات ما تذعن لقبول العقول ثم ان العبد بعد ذلك ابى الاقبال. فماذا يقال؟ اهذا محسن ام مصيب؟ اهذا عادل ام ظالم؟ اجيبوا يا جماعة بلى والله انه ظالم واذا غالبا استحق ان يعاقبه الله تبارك وتعالى باظلاله. قال سبحانه واما ثمود فهديناهم اي الهدايتين؟ الارشاد والدلالة. واما ثمود فهديناهم ماذا كم؟ فاستحبوا العمى على الهدى. فاضلهم الله عز وجل. وكانوا بهذا. افهم يرعاك الله ذلك. الاضلال ها عقوبة وايقاع العقوبة في محلها عدل والله سبحانه وتعالى يحمد على هذا العدل الضابط الثالث ان عقوبة الله عز وجل الاضلال راجعة الى علم الله وحكمته. راجعة الى علم الله عز وجل وحكمته فالاضلام من حكمة الله ومن علم الله. لانه علم ان هؤلاء الضالين لا يستحقون الهداية ولا تليق بهم الهداية. ليسوا اهلا لها فالله سبحانه وتعالى انما يتفضل حيث تقتضي الحكمة التفطر. ويمنع فضله حيث تقتضي الحكمة منع ذلك الناس تعرف وانا اقرب لك المقام بمثال تعرف في عقولها وفي واقع الناس ان العفو مثلا ليس حكمة في كل حال. اليس ارأيت الى شخص بلغ الغاية في الاجرام فاقيم بين يدي القاضي. والقاضي الان بامكانه ان يحكم عليه بالعقوبة وبامكانه ان يخلي سبيله. ولكن نحن نعلم بيقين من جهة قرائن الاحوال الكثيرة من حال هذا الشخص من سبر حاله وتاريخه لو خرج من باب المحكمة فاقرب انسان سوف يراه سيقتله ربما يعتدي على عرضه وربما يسرقه سيشيع لعبة بين الناس. هل نقول يا ايها القاضي انا او يا ايها الحاكم انا اه الفضل وان المسامحة اه من شيم الكرام فتفضل على هذا وسامحه ما رأيكم؟ اجيبوا يا جماعة العفو عن مثل هذا والتفضل عليه حكمة ام سفه. لا شك ان هذا ماذا لانك ان تفضلت يا ايها الحاكم او الامير او القاظي على هذا فانك قد اوقعت ظررا عظيمة عظيما ترتبت مفسدة كبيرة على التفضل عليه. ولم يكن هذا موافقا لماذا؟ للحكمة. اذا الفضل لابد ان يوقع في محله اللائق به. والا كان ماذا؟ سفاه والله منزه عن ذلك. اذا اذا اضل الله من اضل فان هذا عن علم منه سبحانه وتعالى لان هؤلاء لا يناسبهم الهداية ولا يليقون بها ولا يليقون بها. شأنهم شأن ما ذكرت لكم من الخنازير والكلاب التي لا يليق بها وضع الجواهر الثمينة في اعناقها عند العقلاء الحكماء اليس كذلك هؤلاء ارذلوا واخبث والهداية اشرف واغلى. فاذا فهمتها زال الاشكال عنك وحتى اسهل عليك فهم هذا الامر. انظر الى حال الضالين في الاخرة الم يخبر الله سبحانه وتعالى عنهم؟ الذين ضلوا عن الله عز وجل. وما اقبلوا على امر الله ولا اذعن لشرع الله. فيعذبهم الله عز وجل. صارت النار بالنسبة لهم عيان وليست امر غيب. يسألون العودة الى الدنيا ليعملوا صالحا يعملوا غير الذي كانوا يعملون. ماذا قال الذي يعلم كل شيء يعلم ما لم يكن ولا يكون لو كان كيف يكون؟ ماذا قال الله؟ قال ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وانهم كاذبون لا اله الا الله. اي نفوس خبيثة هذه؟ يا اخوة كلام الله عز وجل ايكون غير مطابق للواقع؟ اتقسمون ان هؤلاء الكفار ان هؤلاء الضالين يوم القيامة لو ردوا سيعملون صالحا تقولون بهذا؟ اتشكون في انهم لو ردوا الى سيعودون الى الكفر والضلال والله ما مشى هذا كلام الله. اذا اذا بلغ الخبث بهذه النفوس هذه الدرجة ايليق بهؤلاء ان يتفضل الله عليهم؟ هم الان يعاينون العذاب ويلامسونه وانتهى الامر ما عاد هناك ادنى شك في صدق الله ورسوله صلى الله عليه وسلم صح ولا لا ومع ذلك لو ردوا لعادوا لما منهم اذا الحكمة كل الحكمة في ان يضل هؤلاء الحكمة كل الحكمة في ان يضل هؤلاء. اذا اضلال الله تبارك وتعالى راجع الى ماذا؟ الى علم الله وحكمته فكان هذا مما يحمد عليه سبحانه وتعالى الضابط الرابع عقوبة الله عز وجل بالاضلال نوعان الاول عقوبة على ترك ما امر الله به. والثانية عقوبة على فعل ما نهى الله عنه. انتبه اذا عاقب الله عز وجل فاضل قلوب هؤلاء الضالين. فان هذا كان اولا انهم ما فعلوا. وثانيا انهم فعلوا. كيف كونهم ما فعلوه بيانه انهم لما قامت عليهم وبلغتهم الرسالة ووصلهم خبر الرسول وبشارته ونذارته ما الذي كان يجب عليهم فعلهم؟ والحجة قد قامت كان الواجب ان يقبلوا وان يذعنوا وان يقبلوا هدى الله. اليس كذلك؟ لكنهم ماذا؟ ما فعلوا فاستحقوا ان يضلهم الله تبارك وتعالى. قال سبحانه ونقلب افئدتهم. انتبه! هذا هو الاطلال ونقلب افئدتهم وابصارهم. كما لم يؤمنوا به اول مرة. متى كانت اول مرة هذه حينما بلغتهم الحجة كان الواجب عليهم ان يقبلوا. ما اقبل. اضل الله قلوبهم قال سبحانه ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم. جاءهم الخبر بلغتهم ماذا فعلوا؟ اقبلوا ولا انصرفوا؟ انصرفوا العقوبة صرف الله قلوبهم الامر الثاني او النوع الثاني عقوبة على فعل وهو ما صدر منه من كفر ومعصية وصدوف عن الحق وجحد لامر الله وما الى ذلك. فالله سبحانه وتعالى يعاقبه وهم على هذا بان يزيدهم ضلالا. كل معصية فانها عقوبة على معصية قبله. كل انحراف فانه عقوبة على انحراف ماذا؟ قبله. واما من بخل وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى والله اركسهم بما كسبوا في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا. وهلم جر في نصوص كثيرة تمام العقوبة التي وقعت الان. نقول هي ماذا؟ عفوا المعصية التي وقعت الان. نقول هذه ايش؟ ها هو عقوبة على ذنب سابق. طيب والذنب السابق؟ عقوبة على ذنب قبله. والذنب الذي قبله. عقوبة على ذنب قبله حتى نصل الى الذنب الاول فنقول هو عقوبة على ايش؟ ها؟ اجب. ها يا معاذ. كما لم تؤمنوا به اول مرة. كونه انصرف عن الحق وما اقبل اذ بلغته الحجة. هذا باختصار ما يتعلق بهذا الموضوع واعود فاقول الى هنا انتهى علم العباد بهذه المسألة وما سوى ذلك فخط احمر كما يقولون. ليس لك ان تتجاوزه. واياك ان تخوض اكثر من هذا القدر فان الشيطان قد يوسوس لبعض الاستفسارات والاستشكالات والاسئلة والايرادات وهذا له ولا محل ولا يمكن ان تصل الى اكثر من هذا العلم. اسأل الله عز وجل ان يهدينا بهداه وان يعيذنا من الضلال والشقاء وان يثبتنا على التوحيد والسنة ان ربنا لسميع الدعاء وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد على اله واصحابه واتباعه باحسان