الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وانفعه فبه يا رب العالمين. قال الشيخ ابو عثمان الصابوني رحمه الله تعالى في كتابه عقيدة السلف واصحاب الحديث. ويتحابون في الدين ويتباهضون فيه ويتحابون ويتحابون في الدين ويتباغضون فيه ويتقون الجدال في الله والخصومات فيه. ويجانبون اهل البدع والضلالات ويعادون اصحاب الاهواء والجهالات ويقتدون بالنبي صلى الله عليه وسلم وباصحابه الذين هم كالنجوم بايهم اقتدوا اهتدوا كما كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله فيهم ويقتدون بالسلف الصالحين من ائمة الدين وعلماء المسلمين ويتمسكون يتمسكون بما كانوا به متمسكين من الدين المتين والحق المبين. احسنت. الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. اما بعد فقبل ان نبدأ فيما سمعت اه اشير الى اه تنبيه من احد الاخوة الافاضل جزاه الله عني خيرا وهو قوله ان المؤلف في قراءة الفاتحة نص على انها خلف الامام الا يكون كلام المحقق وجيها؟ اه الذي يبدو والله اعلم ان المؤلف فيما في الدرس الماضي كان على ما ذكرت لك ينبه على اخطاء وقع فيها اهل الرأي ويجانبهم ويخالفهم فيها اهل الحديث والاثر. والامام ابو عثمان من شيوخهم وكبرائهم في نيسابور. من ذلك هذه المسألة وهي كونهم لا يرون وجوب قراءة الفاتحة اصلا وانما يرون هذا مستحبا مع كثرة الادلة في ذلك. ويتفرع عن هذا ما يتعلق بعدم قراءتها للمأموم. فان اهل الرأي يرون ان قراءة الفاتحة او اي شيء من القرآن بالنسبة للمأموم مكروه كراهة تحريم. فهذه المسألة مبنية على تلك اضافة الى ادلة اخرى يعني اه لا تسلم اما من جهة المتن او من جهة الدلالة. فيبدو والله اعلم ان تنبيه المؤلف اراد ان ينبه على اصل المسألة. والا فانا اجل آآ الامام من ان يولد مسألة آآ فقهية اجتهادية في معرض بيان عقيدة اهل السنة والحديث فان كان المقصود هو مسألة قراءة المأموم خلف الامام هل هي اه اه جائزة او واجبة في صلاة السر او في صلاة الجهر على الخلاف المعروف عندكم لا اظن ان المؤلف يورد مثل هذه المسألة في هذا السياق وانما يبدو والله اعلم انه اراد التنبيه على اصل المسألة. وانا وقع مني ذهول كوني ما نبهت الى هذه الجزئية وهي كون الامام يتكلم او اشار الى مسألة القراءة خلف خلف الامام يعني بالنسبة للمأموم. فالذي يبدو الله اعلم انه كان ينكر هذا ينكر ان لا تقرأ الفاتحة مطلقا في الصلاة ومن ذلك كون المأموم لا يقرأها والجمهور لا شك انهم على خلاف هذا الرأي. وان المعموم يقرأ الفاتحة في الجملة على خلاف فيما بينهم هل هذا في السرية والجهرية او في السرية فقط والمسألة معلومة عندكم هذا الذي يبدو وان نظن الا ظنا وما نحن بمستيقنين والعلم عند الله عز وجل اقول بعد هذا ان المؤلف رحمه الله يقول وهو يبين ما عليه اهل السنة والحديث ويتحابون في الدين ويتباغضون فيه. هذا الذي عليه اهل السنة والجماعة. انه يحب بعضهم بعضا في الله عز وجل. وانهم يبغضون في الله عز وجل ايضا تؤلف كما ترى استعمل كلمة يتباغضون. والاصل في بنية هذا الفعل تفاعل انه يدل على مشاركة او اشتراك تحابا القوم يعني احب بعضهم بعضا تباغضوا يعني ابغض بعضهم بعضا. ولا شك ان هذا غير مراد فانما مراده انهم يبغضون في الله عز وجل من يستحق البغض فيه. ولو انه استعمل ويبغضون فيه لكان الامر اوضح على انه يمكن ان يقال ان المؤلف رحمه الله رأى ان هذا الفعل الذي هو على وزن تفاعل ربما استعمل في غير هذا المعنى الذي هو المشاركة وهذا له في لغة العرب انهم يقولون مثلا تقاطر المطر تقاطر المطر المقصود ان هذا الفعل يدل على كثرة النزول وليس هناك ماذا؟ مشاركة بين اثنين مثلا فاكثر. المقصود ان هذا فهو مراده ان اهل السنة والجماعة حبهم لاجل الله وبغضهم لاجل الله ايضا ومرجع هذا الى ثلاثة امور. اولا ان هذا ما امر به الشرع ان يكون اهل الايمان حقا حبهم في الله وبغضهم في الله. ويدل على هذا ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم عند الترمذي انه قال من احب لله وابغض لله واعطى لله ومنع لله فقد استكمل الايمان وجاء عند احمد ايضا عنه صلى الله عليه وسلم والحديث له شواهد انه قال عليه الصلاة والسلام اوثق عرى الايمان الموالاة في الله والمعاداة في الله. والحب في الله والبغض في الله فلا شك ان الشريعة جاءت في ادلة كثيرة بالحث على ان يكون الحب في الله عز وجل وليس يخفاكم قوله صلى الله عليه وسلم ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الايمان. ومن اولئك ان ان يحب المرأة لا يحبه الا لله. فالمحبة لله والبغض لاجل الله عز وجل. لا شك ان ذلك من الدين الذي ينبغي الحرص عليه من اهل الايمان واحب يقول الشيخ ابن سحمان رحمه الله واحبب لحب الله من كان مؤمنا وابغض لبغض الله اهل التمرد وما الدين الا الحب نابعا عن شدة كما يقولون ذاتية او سوء او سوء خلق. حاشى والله وكلا. انما كان هذا لان اهل السنة يحبون دين الله عز وجل ويحافظون عليه. وهذا من الواجبات التي ينبغي ان ان لا البغض والولا كذاك البرا من كل غاو ومعتدي. احبب لحب الله يعني من كان يحبه الله احببه ابغض لبغض الله يعني من كان الله يبغضه فابغضه وما الدين الا الحب والبغض والولا كذلك البراء من كل غاو ومعتدي وهذا هو الامر الثاني ان اهل السنة والحديث مما محبتهم لله فانهم يحبون من يحبه الله. ويبغضون من يبغضه الله. من تعظيم تعظيمهم لله انهم يحبون من يحبه الله والله يحب اهل الايمان. الله يحب المؤمنين. فكل من كان فيه ايمان فان له حظا من محبة الله عز وجل ومن احب الله احب ما يحبه واحب من يحبه. وابغض ما يبغضه وابغض من يبغضه. والامر الثالث ان اهل السنة والحديث لسلامة قلوبهم فان الدين هو معيار المحبة والبغض وهو الميزان الذي توزن به مشاعرهم تجاه الاخرين ليست محبتهم لاجل الدنيا ولا بغضهم لاجل متاعها ولا لحظوظ النفس انما وذلك كله لله عز وجل. قلوبهم قلوب شفيفة. وصدورهم سليمة. والدنيا لا تساوي عند لهم شيئا فلاي شيء يتحابون او يبغضون على امرها كما هو حال كثير من الناس مع الاسف الشديد كما عند الطبري عن ابن عباس رضي الله عنهما ضمن الاثر المشهور وقد اورده امام الدعوة رحمه الله في كتاب التوحيد وقد صارت عامة مؤاخاة الناس على امر الدنيا وذلك لا يجدي على اهله شيئا فسلامة القلب تقتضي ان يكون شأن الدين هو المعظم وهو الذي تتوجه من خلاله كل مواقف الانسان وكل مشاعره. واهل السنة والجماعة هم القائمون حقا بهذا الامر. اذا اهل السنة تحابون في الله. ولاجل هذه المحبة اجتمعوا فكانوا اهل السنة والجماعة هم اهل اجتماع والاجتماع انما يكون اثرا من اثار المحبة كما ان الفقر كما ان الفرقة اثر من اثار نعم التباغض اذا التباغض حصل حصل الافتراق. اما اهل السنة والجماعة فانهم اهل اجتماع. واهل ائتلاف لان بعضهم يحب بعضا في الله. فهذه وصية وتنبيه من المؤلف رحمه الله ينبغي ان يلاحظه اهل السنة ان اهل السنة يتحابون في الله سبحانه وتعالى. كذلك انهم يبغضون في الله اتمنى استحق البغض في الله عز وجل فانهم يبغضونه فيه. وهذا من اوثق عرى الايمان كما قد سمعت قال ويتقون الجدال في الله والخصومات فيه. وسنتكلم بعد قليل ان شاء الله عن موضوع المجادلة مع المبطلين. قال ويجانبون اهل البدع والضلالات ويعادون اصحاب الاهواء والجهلة وهذا ايضا ما اعاد المؤلف الكلام فيه كما سيأتينا بعد قليل ان شاء الله. قال ويقتدون بالنبي صلى الله عليه وسلم وباصحابه الذين هم كالنجوم بايهم اقتدوا اهتدوا كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله فيهم. وكأني بالمؤلف يشير الى الحديث المروي اصحابي كالنجوم بايهم بايهم اقتديتم اهتديتم. المؤلف عفا الله وعنا وعن نسب هذا المعنى الى رسول الله صلى الله عليه وسلم مع انه لم يصح فيه حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نبه على هذا الحفاظ. هذا المعنى اصحابي كالنجوم الى اخره روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من عدة طرق ولكن لا يصح منها شيئا. لا يصح منها شيء بل كل تلك الطرق فيها من هو ضعيف بل شديد الضعف ولذا حكم بضعف هذا الحديث الامام احمد رحمه الله وجماعة من ائمة المتقدمين والمتأخرين كابن القيم رحمه الله في اعلام الموقعين وغيره. بل وصفه الشيخ الالباني رحمه الله انه حديث موضوع فهذا الحديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا شك ان الاقتداء باصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قد دلت عليه ادلة كثيرة وفيما صح غنية عن ما لم يصح. قال ويقتدون بالسلف الصالحين من ائمة الدين وعلماء المسلمين ويتمسكون بما كانوا به متمسكين من الدين المتين والحق المبين. اشار رحمه الله ها هنا الى ان من منهج اهل السنة التزام منهج السلف الصالح وهذه المسألة قد سبق الكلام فيها غير مرة وعرفنا ان التزام منهج السلف حتم لا خيار فيه وان هذه هي السبيل الحقة. وعرفنا ما معنى لزوم منهج السلف لزوم منهج السلف يعني اربعة اشياء. اولا الاخذ فما اتفق عليه السلف الصالح رحمهم الله فلا شك انه حجة واجبة اتباعها الامر الثاني الا يخرج عن اقوالهم اذا اختلفوا. يعني الاخذ باجماع اذا اتفقوا واثنان عدم الخروج عن اقوالهم اذا اختلفوا فان الحق لا يخرج مع لا يخرج عنهم والامر الثالث السكوت عما سكتوا عنه سائل التي لم يكن لهم فيها بحث ولا تطرق فليس لمن بعدهم ان يخوض فيها فانهم عن علم وقفوا وببصر نافذ كفوا. وما احسن ما قال الزنجاني ابو القاسم رحمه الله وما اجتمعت فيه الصحابة حجة وتلك سبيل المؤمنين لمن صبر. وما لم يكن في عصرهم متعارفا وجاء به من بعدهم رد بل زجر. هكذا ينبغي ان يكون منهاج اهل السنة. الشيء الذي لم يكن متعارفا عليه في عهد الصحابة والتابعين واتباعهم في تلك الحقبة المضيئة في تاريخ هذه امة فلا ينبغي ان يعول عليه ولا ان يلتفت اليه. وجاء به من بعدهم رد بل زجر هذه هي الجادة التي عليها اهل السنة والجماعة. والامر الرابع هو النصوص والاستنباط منها وفق فهمهم وقواعدهم السلف رحمهم الله لهم قواعدهم وضوابطهم الصحيحة. في فهم النصوص والاستنباط منها واستخراج الاحكام منها. وهذا الذي ينبغي ان يلتزم به والا يعدل عنه. والا يخرج عنه و اي شيء يتبع كما قال ابو عبيد القاسم ابن سلام رحمه الله في كتاب الايمان قال اي شيء يتبع بعد كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومنهاج السلف بعده هذا الذي ينبغي ان يتبع فالاصول والقواعد والضوابط التي كانوا عليها و ضبط فهم النصوص بها لا يجوز العدول عنها ولا الخروج عنها. هذا هو مقصود اهل السنة بلزوم منهج السلف رحمهم الله وقد نبتت نابتة في هذه اصول المتأخرة تشغب على هذا الاصل الاصيل. فتدعي انه لا يوجد شيء اسمه هو لزوم منهج السلف ما ذاك منهم الا انهم يطرقون للبدع ولاجتياحها الناس لان الناس اذا تباعدت عن منهج سلف فانه سهل التقاطهم واصطيادهم من اهل الاهواء والبدع اما من ثبت على الطريق كان مع الصادقين كما امر ربنا سبحانه وتعالى ان نكون معهم كونوا مع الصادقين. وسار على نهجهم. فلا شك انه سيكون بمنأى بتوفيق الله سبحانه وتعالى من الوقوع فيما وقع فيه المبتدعة والمقام على كل حال يحتاج الى بسط اكثر قال رحمه الله او نعم هذه ما قرأناها تفضل. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ويبغضون اهل البدع الذين احدثوا في الدين ما ليس منه ولا يحبونهم ولا يصحبونهم ولا يسمعون كلامهم ولا يجالسونهم ولا يجادلونهم في الدين ولا يناظرونهم. ويرون صون اذانهم عن سماع اباطيلهم التي اذا مرت بالاذان واقرت في القلوب ضرت وجرت اليها وجرت اليها من الوساوس والخطرات الفاسدة ما جرت. وفيه انزل الله عز وجل قوله واذا رأيت الذي يخوضون في اياتنا فاعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره. بارك الله فيك. قال رحمه الله ويبغضون اهل البدع الذين احدثوا في الدين ما ليس منه. المؤلف رحمه الله كان ذا عناية شديدة بالتحذير من البدع واهلها. ولاجل ذا فانه كرر هذا المعنى في مواضع متفرقة من رسالته اهتمامه بهذا الموضوع ظاهر فيما خطه في هذه العقيدة ولعلكم تذكرون ما سبق الكلام عنه في موضوع البدع وخطرها وقد عرفنا ان خطر البدعة يرجع الى امور منها ان البدعة لازمها الطعن في كمال الشريعة او في بلاغ الرسول صلى الله عليه وسلم. وهذان لازمان يلزمان كل مبتدع ولابد اما ان يقول بلسان حاله او مقاله ان الشريعة ناقصة وما اتى به من الامر المحدث يكملها او ان هذا الحق هو من شريعة الله عز وجل لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كتمه وما بلغه ولا شك ان كليهما لازم في غاية الخطورة والامر الثاني ان البدعة اتباع للهوى. ومن اضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله. فما ثم الا اتباع السنة او اتباع الهوى. لا توجد طريق ثالثة. فان لم يستجيبوا لك فاعلم ان ما يتبعونه اهواءهم. والامر الثالث ان البدعة قول على الله عز وجل بغير علم المبتدع يقول على الله ويقول في دين الله بغير علم وهذا ذنب عظيم كما تكاثرت في هذا الادلة والامر الرابع ان البدعة معاندة للدين ومشاقة له. كل ادلة الشريعة تأمر بالاتباع ولزوم مش سبيل وان يكون رسول الله وان يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المقتدى به المؤتى به ويأتي المبتدع ويدع كل هذا وراء ظهره. فيحدث في دين الله عز وجل ما ليس منه. و الامر الخامس ان الابتداع مضاهاة المبتدع ينزل منزل نفسه منزلة الشارع في التشريع لسان حاله يقول كما ان الرسول صلى الله عليه وسلم يسن فانا اسن. كما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسن فانا اسن. مثال ذلك ما نسمعه اليوم في هذه الايام التي نعيشها من استدلال بعض الناس حديث النبي صلى الله الله عليه وسلم الذي فيه الحث على صيام الاثنين وتعليل ذلك بانه يوم ولدت فيه يقول هذا دليل يمكن ان نستنبط منه جواز الاحتفال باليوم الثاني عشر من ربيع الاول ويا لله العجب. حقيقة هذا القائل انه يقول كما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدد يوما فانا احدد يوما هو صلى الله عليه وسلم يحدد الاثنين وانا احدد الثاني عشر من ربيع الاول افعل كما يفعل. وكما ان صلى الله عليه وسلم شرع لنا بامر الله الصوم. فانا اشرع الاحتفال الاكلة والشربة وتلاوة القصائد والتمايل والرقص افعل كما يفعل. يا لله العجب! اهكذا حال الاتباع؟ انت في حبك للنبي صلى الله عليه وسلم؟ وفي فرحك لمولده عليه الصلاة والسلام ومجيئي لهذه دنيا اذا اكثر من صيام يوم الاثنين وليس انك تعرض عن هذا وتخترع من عند نفسك شيئا وهذا مثال يمكن طرده في كل البدع سواء تعلقت بالعبادات او تعلقت بمسائل الاعتقاد. كلها يندرج او يقال فيها ما قيل في هذا الامر ان المبتدع ينزل نفسه منزلة الشارع. وهذا امر خطير. ام لهم شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله. لا شك ولا ريب ان الدين كله قائم على اساس حاكمية الشرع. فله الحاكمية وله الهيمنة ووجوب الاتباع لا غير. فيأتي المبتدع ويخالف ذلك كله. والله المستعان هذا فيما يتعلق بخطر البدعة. وننتقل بعد ذلك الى ما نبه عليه المؤلف رحمه الله من التشديد والتغليظ في شأن التعامل مع المبتدعة. فتجد انه يقرر ما قرره من قبله وما قرره من بعده من علماء اهل السنة. من ان اهل السنة يبغضون اهل البدع ولا يحبون لهم ولا يصحبونهم ولا يسمعون كلامهم ولا يجالسونهم وفي هامش الكتاب في نسخة ولا يحادثونهم ولا يناظرونه في الدين الى اخره. والسؤال لما سلك اهل السنة هذا المسلك لم كان منهم هذا التأكيد والتشديد في شأن التعامل مع المبتدعة والجواب عن هذا ان يقال. ان الله سبحانه وتعالى من عباده ان يكون حبهم لله ولما يحبه الله. وان يكون ولائهم لله ولمن يوالي الله. وكذلك ان يكون بغضهم ومعاداتهم لمن يعادي الحق الذي جاء من عند الله ولاجل هذا شرعت الهجرة وجماع الهجرة هجرة السيئات واهلها. قال صلى الله عليه وسلم كما عند بخاري والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه. فمن هذا الباب اخذ اهل السنة والجماعة بهذا الاصل وهو مجانبة اهل البدع والنأي عنهم بكل سبيل وفي كل سبيل. يظهر هذا او يظهر الفقه في هذا من خلال امور اولا لاجل صيانة الدين وبقائه محفوظا اهل السنة جماع منهجهم خمسة امور. التزام السنة والامر بها ومجانبة البدعة والنهي عنها والنهي عن اهلها. هذه الامور بها تكمن صيانة هذا الدين. وتحفظ هذه الشريعة. وهذا من الواجبات المتحتمات على جميع المسلمين. هذا الدين يجب ان يبقى محفوظا. غضا كما نزل على محمد صلى الله عليه وسلم قبل اكثر من الف واربع مئة عام. هكذا ينبغي ان الانسان وان يسلمه الى من بعده. كما جاء من عند الله عز وجل. وانزل على صلى الله عليه وسلم. اما لو فتح الباب لاهل البدع والاهواء لاجل ان يدخلوا في دين الله عز المحدثاتهم فحدثوني بالله كيف سيكون الحال اليوم؟ لو كان هذا الاصل الاصيل ما استعمله اهل السنة والجماعة كيف سيكون الامر؟ لو قدرنا انه في السنة الواحدة ترك المجال لاهل البدع ان ادخلوا بدعة او بدعتين او ثلاثا بعد الف واربع مئة سنة. كيف سيكون الحال؟ سيكون دينا اخر مستقلا عن دين محمد صلى الله عليه وسلم. لكن من فضل الله ورحمته ان قيد اهل السنة لمنابذة اهل البدعة ردعهم والوقوف في وجوههم حتى يمنعوه يمنعونهم او حتى يمنعوهم من ان يقحموا في دين الله عز وجل محدثاتهم. وهذا ملحظ مهم ينبغي ان تتنبه له. ما كان هذا الاصل ان يطلع بها اهل العلم والسنة. الامر الثاني ان المخالطة توهم الموافقة مخالطة اهل البدع ورؤوس الاحداث في الدين. لا شك انها موافقتهم فيما هم فيه. وهذا سيقوي جانب البدعة. ويرفع لوائها رايتها وهذا مناقض لمقاصد الشريعة. فلاجل هذا لزم اهل السنة هذا الاصل. وهو مواجهة المبتدأة والمباعدة عنهم الامر الثالث لاجل حرص اهل السنة على سلامة انفسهم فان في مخالطة المبتدعة ومجالستهم ومعاشرتهم ما قد يعود بالضرر الويل على اهل السنة انفسهم. يضعف عندهم تعظيم السنة او تعظيم البدعة وشعورهم بخطرها فداحة امرها لان الامر كما قال الناس كثرة الامساس تقلل الاحساس. مخالطة المبتدعة على ما هم عليه؟ تراهم كل يوم وكل ساعة يبارسون هذه البدع هذا سوف يخوف يخفف وطأتها في النفوس. ولا شك ان هذا ايضا مخالف لمقاصد الشريعة. الشريعة فخمت وعظمت واغلظت في شأن البدع وحذرت منها اشد التحذير. مخالطة المبتدعة تؤدي الى تهويمي من امرها ولربما تسربت الى قلوب بعضهم فان هذه المخالطة سوف تجر الى المحبة والمحبة تجر الى الموافقة وهلم جرة. حسم الباب سد الذريعة اصل شرعي. الامر الرابع ان هذا المنهج الحازم مع المبتدعة. فيه ردع للمبتدع نفسه. وفيه نصرة له لان نصرة الظالم مطلوبة ولا لا؟ اجيبوا يا جماعة انصر اخاك ظالما او مظلوما كيف تنصره ظالما؟ تردعه عن ظلمه هجر المبتدعة وزجرهم يؤدي الى ان يعيد النظر في نفسه ربما يقع في تشكك فيما هو فيه. ربما يؤدي الى رجوعه الى جادة الحق. وكمن وكم انتفع الواقعون في البدع من هذا المنهج ومر بنا ان كنتم تذكرون قصة عمر رضي الله عنه مع صديق كيف كان الحزم في التعامل معه مؤثرا فيه حتى رجع عما كان عليه وفي مقابل هذا خلطة المبتدع والتماهي معه سيؤدي الى ان يقوى قلبه. بالتالي يستمر فيما هو فيه فكان من الحزم ومن الحكمة ان يسلك هذه السبيل. الامر الخامس ان هذا الموقف الحازم من المبتدأة فيه رحمة بعامة المسلمين. الذين ليس عندهم من الفقه. والعلم بالشريعة ما يحول بينه وبين التأثر بالمبتدعة. وعليه فان هؤلاء العامة لو رأوا المصاحبة الظاهرة والتساهل في التعامل مع المبتدعة فان هذا سيؤدي الى ان يهون امر البدع وربما تتسلل الى نفوسهم. اذا رأوا اهل العلم وآآ المعروفين بالسنة يسلمون يصاحبون هؤلاء المبتدعة سيقولون اذا هؤلاء على خير ولو كانوا على خلاف ذلك لهجروهم وتركوهم وكم جر هذا شرا على عامة ذكر الذهبي رحمه الله في السير قصة فيها عبرة وهي ان ابا ذر الهروي كان مالكيا اشعريا مع انه كان من هرات وهي في خراسان وفي افغانستان ومع ذلك هو ماذا؟ مالكي اشعبي فسئل عن سبب ذلك قال كنت امشي مع الدار قطنية في بغداد. فلقي القاضي ابا بكر الباقلاني. فالتزمه وقبل وجهه عينيه. ثم لما انصرف سألته من هذا فقال هذا القاضي ابو بكر هذا الذي هو امام للمسلمين والذاب عن الدين واثنى عليه وعظم امره يقول فمن تلك الساعة صرت اتردد اتردد عليه. اكتسب هذا المذهب وصار مائلا الى المذهب الاشعري بسبب هذا التصرف الذي كان من الدارقطني رحمه الله تعالوا ولم يقف الامر عند هذا الحد. بل ان ابا ذر هذا هو الذي دعا الى المذهب الاشعري في مكة والتقفه او تلقفه منه من كان في مكة في ذلك الوقت من طلبة العلم وعلماء المغرب فانتقل المذهب الاشعري الى المغرب العربي والاندلس بسبب هذا التصرف والا الناس في تلك الجهات كما يقول الذهبي قبل ذلك ما كانوا يشتغلون بعلم الكلام. كانت عنايتهم قم بالحديث والفقه واللغة العربية وما كانوا يشتغلون بهذه البدع لكن انتقلت بسبب انهم اخذوا هذا وابو ذر كان محدثا مشهورا تلقفوا ايضا عنه هذا المذهب الكلامي ونقلوه وفشى وانتشر فلا تحقرن سبيبا كم جر امرا سبيب. صغار الامور قد تعود الى اخطار كبيرة ومعظم النار من مستصغر الشررين. الامر السادس الخوف من مقت الله سبحانه وتعالى. فان المقام مقام ديانة والله سبحانه وتعالى قد بين لنا هذا الامر وقد نزل عليكم في الكتاب ان اذا سمعتم ايات الله يكفر بها ويستهزأ بها. فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره انكم اذا مثلهم. حاضر المنكر غير المنكر الفاعل انتبه حاضر المنكر غير المنكر غير المنكر مطلقا لا يد ولا باللسان ولا بالقلب. حكمه حكمه الفاعل. انكم اذا مثله. يخشى فالانسان والله من ان ينزل عليه غضب الله عز وجل ومقته وهو يخالط هؤلاء المبتدعة ولربما مارسوا اثناء حضوره شيئا من بدعهم. فينبغي عليه ان ينبغي على المسلم ان يحرص على السلامة في دينه فهذا اولى ما عنيت به ان يسلم دينك وما سوى ذلك فالخطب فيه سهل. المهم ان تسلم عند الله سبحانه وتعالى والضرر والخطر كله في مخالطة اهل الاهواء والله ومستلم. قال رحمه الله ويبغضون اهل البدع الذين احدثوا في الدين ما ليس منه ولا يحبونه ولا يصحبونهم ولا يسمعون كلامهم الى اخره. اود ان انبه في هذا المقام الى ان هذا تأصيل من حيث الاصل. يقعده ويقرره اهل السنة في عامة كتبهم العقدية لكن وراء ذلك فقها ينبغي على طلبة العلم ان يتفطنوا له واشير الى رؤوس الاقلام فيه. والا فالبسط يحتاج الى مقام اوسع اولا من فقه السلف قبل ان اقول اولا اقول ان من فقه السلف. في تعاملي مع المبتدعة ما يأتي. اولا التفريق التفريق بين البدع نفسها. اهل البدع لا يجعلون البدع كلها على درجة واحدة بل لا شك انهم يفرقون وبالتالي مجانبتهم للبدع الاخطر اعظم خطورة البدع عند اهل السنة لها نظران اولا مقدار انحراف البدع دعتي عن الصراط المستقيم. والنظر الثاني مقدار خطر البدعة على اهل الصراط المستقيم. انتبه لهذا. اهل السنة ينظرون بنظرين. اولا البدع عندهم ليست على درجة واحدة فثمة بدع كبار ثمة بدع كبار وثمة بدع دون ذلك فليس الحكم عليها جميعا واحدا ثم لهم نظر اخر وهو قد تكون البدعة الاقل خطرا في نفسها اخطر على اهل السنة من بدعة اكبر بمعنى قد يكون في الناس حذر وتنبه الى بدعة بالغة في الشناعة مبلغها لكن حذرهم من بدعة دونها ليس كذلك. فلربما شدد اهل السنة في هذه البدعة الصغرى اكثر مما كان في البدعة الكبرى. فتنبه الى هذين الامرين. اذا البدع ليست ها على درجة واحدة. اهل السنة يفرقون بين البدع في نفسها الثاني التفريق بين المخطئ والمبتدع تفريقه بين المخطئ والمبتدع. يا اخوة نحن نتكلم عن منهج اهل السنة في التعامل مع اهل البدع. تنبه الى ان هذا شيء والتعامل مع المخطئين من اهل السنة شيء اخر. فان من الملاحظ ان بعض المتحمسين ربما توسع في الوصف بالابتداع. وادرج في زمرة المبتدعة من لا يصح ان يدرج في هذا الوصف ولا ان يعاملوا بمعاملة المبتدأة. ينبغي علينا ان نتحلى والورع والعلم والتقوى هذا المقام يحتاج الى قدر كبير. الحكم على الاخرين لابد ان يبنى على علم وعلى تقوى والا وقع الانسان في الظلم. واليوم نسمع في الحقيقة توسعا وعدم ادراكه. السلف اذا تكلموا في المبتدعة فانهم يريدون المبتدعة. ولا يريدون اي مخطئ الا تذكرون ما مر بنا قبل صفحات من كلام الامام ما لك رحمه الله لما سئل ما البدع قال اهل البدع الذين يتكلمون في اسماء الله وصفاته وعلمه وقدرته ولا يسكتون عما سلك عما سكت عنه الصحابة والتابعون. هؤلاء هم اهل البدع الرافضة الصوفية الجبرية المرجية. ومن على هذه الشاكلة؟ اما كل من اخطأ وذل فانه يوصف بانه مبتدع فلا شك ان هذا حيف وظلم. ينبغي ان نعي ان الذي عليه اهل السنة ان سني سني وان اخطأ في مسألة. وان المبتدع مبتدع وان اصاب في مسألة وما احسن ما ذكر او نقل شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في بيان تلبيس الجهمية عن ابي موسى المديني ينقل عن شيخه قوام السنة التيمي رحمهما الله انه قال اخطأ ابن خزيمة في حديث السورة. ولا يؤخذ عنه ذلك لا يطعن فيه بسبب ذلك. انظر الى الاعتدال في التعامل مع مثل هذا الموقف من ابن خزيمة؟ سني ولا مبتدع؟ ما اصوله؟ ما منهجه؟ السنة ولا البدعة؟ منهجه السنة ولكنه ماذا؟ اخطأ في حديث السورة وتأوله وهذا شيء مخالف للاجماع كما قال شيخ الاسلام في البيان انه لم يكن احد في القرون الثلاثة قط يتأول حديث السورة. الصورة في هذا هي سورة الرحمن سبحانه وتعالى. فهذا خطأ او ليس خطأ؟ لا مجاملة في الحق الحق فوق الناس والناس تحته الخطأ يرد ولا مجاملة في دين الله. قال ايش؟ اخطأ. كلامه اذا مردود طيب نتلقى عنه هذا لانه من علماء اهل السنة؟ الجواب لا يؤخذ عنه هذا. طيب مسقطه نهدره نبدعه قال ايضا لا الرجل من اهل السنة بل كان ملقبا بامام الائمة. السنة في نفوس السنة عظيمة السنة في نفوس اهل السنة عظيمة. فالذي يكون من اهلها ويكون مناصرا لها مدافعا عنها. داعيا لها. هذه حسنات عظيمة. اهل السنة ويراعونها شخص من اهل التوحيد. يدعو الى العقيدة الصحيحة ويدعو الى السنة واخطأ او سل بخطأ لا يخرجه به اهل السنة وعلماؤها نخرجه من السنة بسبب ذاك؟ اين اين مكانة السنة ومكانة التوحيد في نفوس هؤلاء ليس لها قدر شأنه شأن اي شخص اخر من رؤوس المبتدعة ليس لتوحيده وليس لدعوته للسنة. اي مقدار في نفوس هؤلاء؟ هذا ليس من المسلك الرشيد يا اخوته فينبغي التنبه الى هذا الامر ان هناك فرقا بين مخطئ من اهل السنة وبين وبين عالم من علماء اهل السنة شابت لحيته في نصرة السنة لنصرة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. في منابذة المبتدعة واخطأ اوزل اخطأ في مسألة وافق قول المرجئة مثلا او وافق قول الاشاعرة في مسألة ونحن بيقين نعلم او نظن انه انما اراد اصابة الحق واتباع السنة ولكنه اخطأ وكل ابن ادم خطاء يصبح هو وشر المبتدعة سواء هذا والله ليس من العدل في شيء. وليس من مسلك اهل السنة. اهل السنة يفرقون. ويعدلون في الامر الثالث التفريق بين اهل البدع وتنزيل كل منزلة اذا كانت التسوية بين مبتدع والسني ظلما فينبغي ان نعلمه ان التسوية بين المبتدعة ايضا ظلم. وضع للشيء في غير موضعه اهل السنة لا يجعلون المبتدعة كاسنان المشط. انما ينزلون كل واحد منهم منزلته بحسب بدعته. وبعده عن منهاج السلف. ولذلك اهل السنة يوجد وتجد انهم يقولون في كتبهم ان الفرقة الفلانية اقرب الى اهل السنة لا شك ان كل هؤلاء مبتدعة ولكن بعضهم اسوأ من بعض وبعضهم اقرب من بعض وهذا من الامر المهم الذي ينبغي ان تتنبه له. لا ينبغي ان يكون خطابك او حكمك؟ على مبتدع بدعة غاية في الشناعة هو نفس الحكم الذي تحكم به على مبتدأ دون ذلك ولذلك انظر من فقه السلف في هذا الباب ما دونه ابو عبيد القاسم ابن سلام الامام المعروف في كتاب الايمان كيف اختلف اسلوبه؟ في وصف مرجئة الفقهاء والجهمية. لما بين خطأ هؤلاء وهؤلاء وما سكت عن الرد لكنه تعامل باسلوب مختلف. اولئك وصفهم بانهم من من اهل العلم العلم والدين. الاخرون وصفهم بانهم منسلخون من الدين. او كلمة نحو هذه. اذا المبتدعة ماذا متفاوتون وليسوا على درجة واحدة. وما احسن ما قرره شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في منهاج السنة في الجزء الرابع في صحيفة عشرين ومئة. وهذا موضع مهم. ارجو ان تتأمله قال رحمه الله في رده على الرافظي قال ومن شبه مثل مالك والثوري وابي حنيفة والشافعي واحمد والاوزاعي وعد بعض السلف يقول من شبه هؤلاء بمثل هشام بن الحكم وهشام بن سالم وامثالهما وهؤلاء من رؤوس الرافضة الاوائل. قال انه لمن اظلم الظالمين. هذا واظح ان تشبه ائمة السنة بائمة البدع بل باخبث اهل البدع وهم الرافضة. ثم قال ومن شبه مثل المفيد ابن النعمان. والكراجكي وامثالهما. بعض شيوخ قال من شبه هؤلاء بابي علي الجبائي وابي هاشم الجبائي وعبد الجبار الهمذاني وابي الحسين البصري. من هؤلاء؟ رؤوس المعتزلة. قال انه لمن اظلم ام الظالمين؟ قال وهؤلاء شيوخ المعتزلة دعك من مثل فلان وفلان وبدأ يعدد من الاشاعرة دعك عن اهل الفقه والحديث. بمعنى يقول لك انه لمن الظلم وصاحب هذا من اظلم الظالمين. الذي يسوي بين رافضي ها ومعتزلي والمعتزلة من المبتدعة لكن عند مقارنتهم بالرافضة لا لا شك ان بدعتهم ها اهون الرافضة شر من وطأ الحصى. اذا من الفقه والعدل عدم التسوية ها بين المبتدعة بل ينزل كل منزلته. الامر الرابع التفريق بين الداعية وغيره. اهل السنة وعلماء السنة يلاحظون هذا الملحظ وهو ان التعامل مع الداعية الى البدعة ليس كالتعامل مع من لا يدعو اليها فضلا عمن يسر بها ولا يظهر ولا يجاهر. فالشدة مع الداعية ها اعظم من الشدة مع غيره. ولذلك ربما تساهلوا في الرواية عن غير الداعية ما لا يتساهلون في الرواية مع عن ها عن الداعية فيفرق اهل السنة بين هذا وهذا من فقه هذا الباب. الامر الخامس التفريق بين هجر الترك والوقاية وهجر الزجر والتعزير. التفريق بين هجر الترك والوقاية وهجر الزجر والتعزير. فالهجر كما نبه شيخ الاسلام ابن تيمية وغيره من اهل العلم ينقسم الى هذين القسمين. هناك هجر ترك. الغرض منه ان تقي نفسك تخاف على نفسك من مبتدع لا يلبس عليك دينك فتنأى بنفسك وتبتعد خشية ان يقع عليك من بلائه وهناك زجر اخر لا يخاف هنا الهاجر على نفسه لانه على بينة من امره. انما يريد ماذا المبتدع عن البدعة او زجر غيره عنها. حتى غير المبتدع كما قلنا من العامة فانه اذا رأوا اهل السنة يهجرون فانهم يتباعدون عن اولئك المبتدعة. ثمة مراعاة لهذين النوعين واحكام تختلف في شأنهما فلابد من ملاحظة الفرق بين هذا وهذا. ولعله تأتي اشارة الى شيء مما يتعلق بهذا فيما يأتي. الامر السادس التفريق بين حال القوة والضعف. في التعامل مع المبتدعة اهل السنة يفرقون بين ان هذا وهذا لان القاعدة عندهم في التعامل مع المبتدعة اعتبارا لان القاعدة عندهم في التعامل مع المبتدعة اعتبار القدرة ومراعاة المصلحة القاعدة عنده اعتبار القدرة ومراعاة المصلحة. ولذلك هذه المسائل التي تتعلق بالهجر والزجر التنكيل بالمبتدعة يتفاوت فيها الحكم بين حال القوة قوة السنة واهلها او ضعف السنة واهلها فان الاحوال ليست واحدة الازمنة تختلف والامكنة تختلف ولاجل ذلك اهل السنة اهل فقه واهل رعاية للمصالح اهل مراعاة لعلاقة المصلحة بالمفسدة ودرء المفسدة ودرجات لذلك ولذلك يكون منهم من التشدد مع المبتدعة في حال قوة ما لا يكون منهم في حال الضعف. ربما يجنحون في مكان هم فيه مستضعفون او زمان هم فيه مستضعفون ربما يجنحون الى شيء من المداراة كفا للشر المبتدعة. وهذا ليس من الخور. وليس من ضعف الديانة في شيء. بل هذا من مراعاة المصالح ومن مواضع الضرورة فلا يلام على شيء من ذلك. وفي مسائل اسحاق ابن منصور. ونقل هذا الخلال في السنة ان الامام احمد رحمه الله قيل له من قال القرآن مخلوق قال الحق به كل بلية القرآن مخلوق بدعة شنيعة بل بدعة كفرية قال الحق به كل بلية. قال يهجرون قال اهل خراسان لا يقوون بهم ايش قال؟ اهل خراسان وكان اذ ذاك الجهمية القائلون خلق القرآن هم الذين لهم السطوة. واهل السنة في حالة ضعف فقال اهل السنة ايش؟ لا يقوون بهم. اذا يجنحون الى المداراة ومثل هذا ينبغي على الدعاة الى السنة ان يلاحظوه فليست البلدان على درجة واحدة وليست الاحوال متساوية بل ثمة تفاوت ربما يكون في وقت او مكان السنة ظاهرة واهل العلم من اهل السنة متوافرون ولهم كلمة ولهم جاه ولهم فيكون منهم اعني من اهل السنة ما لا يكون في حال اخرى. حيث يكون في بعض الاماكن او في بعض الازمنة السلطة سدة بحكم والمرجعية العلمية للمبتدعة المعادين لاهل السنة فماذا يصنع اهل السنة هنا ان واجهوا هؤلاء بمثل هذا الذي يقرره العلماء ربما وقع عليهم من الشدة ما يقع ولا يكلف الله نفسا الا وسعها. اذا ربما اه يترخص اهل السنة في مثل هذه الاحوال بشيء من المداراة لهؤلاء. والتفعيد عن انفسهم هذا المقام يدور مع المصلحة وجودا وعدما. لابد من الفقه في ذلك الامر السابع التفريق بين العالم والعامي في التعامل مع المبتدعة. التفريق بين العالم والعامي في التعامل مع المبتدعة وطلبة العلم منهم من هو اقرب الى اهل العلم ومنهم من هو اقرب الى العامي فيأخذ حكمه. حكم هذا او هذا والمقصود بهذا ان تلاحظ ان تقريرات العلماء تجد انهم يقولون يبغضون اهل البدع لا يسمعون كلامهم يتقون الجدال في الله يجالبون اهل البدع يؤادون اصحاب الاهواء. هذا متفق عليه. لكن الخطاب في هذا الاصل فيه ان يكون متوجها الى العامة صيانة ورعاية وحفاظا عليهم. العلماء لهم تعامل اخر خرا لا يلزم بالضرورة ان يكون تعاملهم تعاملا العامة. ولذلك مر بنا ان كنتم تذكرون ان مواقف اهل العلم متعددة فمنهم من كان يعظ المبتدأ كما كان من وهم ابن منبه رحمه الله مع الجعد ابن درهم. تذكرون؟ ومنهم من ناظر المبتدعة كما سيأتي الكلام عن هذا ابن عباس رضي الله عنهما ناظر الخوارج وكثير من السلف فعلوا هذا منهم من كان يكتفي بالزجر كما كان بن مالك رحمه الله مع من رأى فيه انه من اهل البدع لما سال الرحمن على العرش استوى كيف استوى امر بطرده من المسجد وفعل هذا الامام احمد وغيره من الائمة. ومنهم من كان يهجر ويترك المصاحبة والسلام والى اخره. فالمواقف ماذا؟ المواقف متباينة نظرا الى ان هجر العامة هجر ترك ووقاية. وهجر العلماء هجر زجر وتعزير. وهذه عقوبة توضع في محلها. فاذا العالم ان هناك مصلحة في التأليف فانه يتألف. وكم من المبتدعة من رجع الى جادة السنة بسبب ترفق عالم بني به. صح ولا لا يا جماعة؟ اذا لا بد ايظا من النظر الى هذا الامر. وهذا مقيد بما ذكرنا من رعاية المصالح والمفاسد ما لم يترتب على هذا مفسدة مساوية او راجحة وهذا فقه اهل العلم هم اطباء هذه المسائل الذين يلاحظونها فهذا التقرير هو الاصل وهناك استثناءات لاهل العلم لكن الخوف من التوسع في الاستثناءات ان المشكلة ان بعض الناس يتوسع في مسألة الاستثناءات. فيظن نفسه من اهل العلم وليس كذلك يتراخى مع المبتدعة واذا به هو نفسه يقع عليه من الضرر و من مرض القلب ما يقع. انما هذا الباب ينبغي ان يوزن بميزان من ذهب او بميزان ذهب. ميزان في غاية الدقة. فالسلامة كما قال السلف لا يعدلها شيء ان السلامة من سلمى وجارتها الا تحل على حال بواديها السلامة في الدين اهم ما يكون لكن نحن تكلموا عن قواعد وعن اصول وعن فقه ينبغي ان يلاحظه طالب العلم في هذا المقام طيب كنت اود ان اتكلم ايضا عن مسألة المجادلة والمناظرة فان فيها تفصيلا لكن علنا نؤكله ان شاء الله الى اه درس قادم غدا بعون الله والله عز وجل اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين