طبعا هذا الحديث من الاحاديث المهمة وينبغي على الانسان ان يهتم غايته الاهتمام بكل ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا الحديث حينما يفقهه الانسان لا يفرط ولذلك بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد ابن رجب بن حنبل يسوقه للترمذي ثم بعد ذلك يتكلم وهنا قال ابو عيسى رحمه الله تعالى حدثنا محمد ابن بشار قال حدثنا معاذ بن هشام قال حدثني ابي عن يحيى ابن ابي كثير قال حدثني ابو مزاحم انه سمع ابا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تبع جنازة فصلى عليها فله قيراط ومن تبعها حتى يقضى قضاؤها فله قيراطان قالوا يا رسول الله وما القيراطان؟ قال اصغرهما متل احد الصحابي الجليل عبد الله ابن عمر حينما تبيع هذا الحديث من ابي هريرة قال ضيعنا قراريط كثيرة فينبغي على الانسان ان لا يفرط في شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث يبين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان في اتباع الجنائز والصلاة عليها وحضور دفنها الثواب العظيم ولذلك لما في هذا الاخبار فيه هيكون حدث على الصلاة على الجنازة واتباعها ومصاحبتها حتى تدفن وايضا التنبيه على عظيم فضل الله وتكريمه للمسلم في تكفير الثواب لمن يتولى امره بعد موته. اذ يستشعر الانسان نعمة الله على الانسان حتى بعد وفاته بل حتى نعمة القبر ثم اماته فاقبره الم نجعل الارض كفات احياء وامواتا فالانسان لا يفرط في الاعمال ومعرفة ثواب الاعمال يدفع الانسان على عدم التفريط يستشعر الانسان تكفير مله الانسان وفتح ابواب الحسنات الكثيرة وكيف ان الله قد كرم الانسان حيا وميتا فتأمل هذا ان الله قد اكرم الانسان فهل يحق لك ان تظلم الانسان او تؤذيه او تمن عليه او تصخب عليه فهذه جميعها تدفع الانسان الى فعل الخير لما اورده الترمذي قال الحمد لله اللهم ارحمنا وارحم امة محمد ثم قال حدثنا عبد الله ابن عبد الرحمن وهو عبد الله ابن عبد الرحمن الدارمي قال اخبرنا تأملوا هذه اخبارا قد جاءت هكذا. نقول اخبرنا اصلها اختصار اخبارنا لا هكذا لكن انبأنا لا تختصر فلا بد ان تعرف هذا اخبرنا مروان ابن محمد عن معاوية ابن سلام قال حدثني يحيى ابن ابي كثير عن ابي مزاحم انه سمع ابا هريرة انتم الان لا تشاهدون انه لكن عند القراءة لا بد من ذكرها انه سمع ابا هريرة يقول عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من تبع جنازة فله قيراط. فذكر بمعناه. وتأمل دقة اهل الحديث حينما يسوقون رواية اخرى. واللفظ فيه اختلاف يسير يشيرون الى ان ثمة اختلاف المعنى قال عبدالله بن عبدالرحمن وهو الدارمي الامام الحافظ الكبير واخبرنا مروان عن معاوية بن سلام بن سلام قال قال يحيى وحدثني ابو سعيد مولى المهري عن حمدة ابن السفينة عن السائب انه سمع عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه قلت لابي محمد عبدالله ابن عبد الرحمن. تأمل ان الترمذي حينما ينقل عن شيخه سؤالا شفويا قد بجله قال قلت لابي محمد والعرب اذا ارادت ان تبجل احد يعني ذكرته بجنيتش ما الذي استغرب من حديثك بالعراق فقال حديث السائل عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم. تأمل اسأله عن اهل العراق في ذلك الزمان لان العراق في ذاك الزمان كان مصقع العلم يقول فذكر الحديث ان ساق هذا ثم قال وسمعت محمد ابن اسماعيل يحدث بهذا الحديث عن عبد الله ابن عبد الرحمن باعتبار ان الترمذي والبخاري قد اشتركا للرواية عن الدارمي قال وهذا حديث قد روي من غير وجه. طبعا هنا قال القائل هو بعيس الترمذي كما صرح به في طبعة بلال وطبعة هي واضح انه وهذه طريقة الامام الترمذي وهنا بيان ذلك لاجل ماذا؟ باعتبار انه قال وسمعت محمد ابن اسماعيل يحدث بهذا الحديث عن عبد الله ابن عبد الرحمن انتهى كلامه الترمذي في نقله عن شيخه قال اي الترمذي وهذا حديث قد روي من غير وجه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم وانما يستغرب هذا الحديث في حال اسناده. لرواية السائب عن عائشة عن النبي يعني هذا غريب كما قال هنا ابن رجب قال هذا نوع اخر من الغريب يعني يكون اصل الحديث صحيح من حديث الصحابي وكن غريب من حديث صحابي اخر وهذا مهم نعرفه حتى لا نجعل الثاني شاهدا للاول يقول وهو ان يكون الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم معروفا من رواية صحابي عنه. من طريق او من طرق. ثم يروى عن ذلك الصحابي من وجه اخر استغربوا من ذلك الوجه خاصة انهم عن الصحابي الاخرون مثل ما ذكره الترمذي ها هنا من حديث يحيى ابن ابي كثير عن ابي سعيد مولى المهري عن حمزة ابن سفينة عن السائب عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا الحديث انما يعرف من رواية عبدالله ابن عبد الرحمن الدارمي الحافظ الذي خرجه الترمذي هنا عنه وذكر ان البخاري كان يحدث به عنه. وقد ذكره البخاري في تأريخه عنه فقال قال عبد الله اخبرنا مروان عن معاوية فذكره وخرجه بقي ابن مخلد في مسنده عن عبدالله الدارمي ايضا وذكر الترمذي عن الدانمي ان اهل العراق كانوا يستغربون من حديثه هذا الحديث وحمزة ابن سفين الذي يرويه عن السائل ابن يزيد شيخ بصري ذكره ابن حبان في ثقته وهذا الحديث مروي من وجوه متعددة عن عائشة انها صدقت ابا هريرة بما حدث به عن النبي صلى الله عليه وسلم من هذا الحديث شوف تأمل اصل الرواية الثابتة واصل الرواية التي فيها خمل قالوا اما من حديث السائل ابن يزيد عنها فلا يعرف الا من هذا الوجه يعني لا يعرف الا من هذا الطريق ومما كان يستغرب من حديث الدارم اذا هذا الحديث علمنا ان الحديث حديث صحيح من حديث ابي هريرة وانه ثابت من حديث عائشة ما صدقت ابا هريرة ولكنه بهذا الوجه يعني غريب الى ام المؤمنين ولما اورد هذه الفائدة ان ثمة حديث استغرب للدارمي والدارمي حافظ كبير. قال ومما يستغرب من حديث الدارمي ايضا بالعراق حديثه عن عن يحيى بن حسان عن سليمان بن بلال عن هشام عن ابيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم نعم الادام الخلق وقد خرجه الترمذي في كتاب الاطعمة من كتابه هذا. ومسلم في صحيحه كلاهما عن الدارمي به وقد سبق الكلام عليه في موضعه وذكرنا ان كثيرا من الحفاظ استنكروه على سليمان ابن بلال منهم احمد وابو حاتم واحمد ابن صالح وغيرهم. نعم شوف الان تأمل ان الحديث قد استنكره الامام احمد وابو حاتم واحمد ابن صالح وغيرهم قال لا في المسلم رأى صحته. نعم وشلال فقال جماعة منهم في حديث بيت لا تمر فيه جياع اهله. بهذا الاسلام. ولكن هذا النوع الغريب المذكور قبل هذا فانه غريبا من حديث عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم على انه قد روي من وجه اخر عنها وهو ضعيف والحديث معروف من حديث جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم يعني يعطيك فائدة ثمة احاديث تصح ولكنها عن صحابة اخرين اسانيدها ضعيفة حتى لا تخلط بين امرين وايضا ثمة فاعل ان بعض الاحاديث حينما يحكم عليها بالغرابة قد تختلف فيها انظار النقاد لان هذه المسألة هي مسألة اجتهادية فلا نظرب اقوال العلماء بعضا ببعض ونحاول ان نتوصل هل ان الراجح ما الراجح في هذا ولذلك نحن في هذا الزمان علينا ان نقرب علم العلل للاخرين وان نعلم طلبة العلم التمهر في هذا الباب لاجل التوصل الى الحق وتبقى مسائل اجتهادية علينا ان نحترم فيها اجتهاد النقاد وايضا علينا ان ننظر في المسائل التي اجمع عليها المتقدمون. فما اجمع عليه لا نخالفهم فيه. وما اختلفوا فيه. كهذا الحديث الذي في صحيح مسلم هنا يبقى مجال الترجيح مفتوحا والتلقيح لا يكون عن طريق التشهي والهوى انما عن طريق الادلة هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته