بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد الحديث المنكر وموازنته بالشاذ هكذا جعله المحقق وهذا اجتهاد منه رحمه الله تعالى لانه في حقيقة الامر الحديث المنكر هو الحديث الخطأ والحديث الشاذ هو الحديث الخطأ فهما بمعنى واحد والمتقدمون يطلقون هذه الالفاظ ثم جاءت محاولات من المتأخرين لاجل ان يبسطوا العلم ويخففوها على الناس. ففرقوا بان المنكر ما رواه الظعيف مخالفا للثقات وان الشاب ما رواه الثقة مخالفا لمن هو اوثق منه عددا او حفظا هذا هو خلاصة الامر. لكن هنا يعني جاء العنوان هكذا الحديث المنكر وموازنته بالشاب يعني يعني بين انهما مختلفان. وحقيقة الامر انهما واحد وهو الحديث الذي اخطأ فيه راوي قال ابو عيسى رحمه الله حدثنا ابو حفص عمرو ابن علي قال حدثنا يحيى بن سعيد القطان قال حدثنا المغيرة ابن ابي طرة السدوسي قال سمعت انس بن مالك يقول قال رجل يا رسول الله اعقلها واتوكل او اطلقها واتوكل. قال اعقلها وتوكل قال عمرو بن علي اللي هو الفلاس نفسه الذي شيخ الترمذي قال يحيى وانا دائما لما اقرأ في صحيح البخاري ويمر يحيى بن سعيد القضاء نقول هو الذي تخرج على يديه كبار العلماء يقول وهذا عندي حديث منكر قال ابو عيسى هذا حديث غريب من هذا الوجه لا نعرفه من حديث انس ابن مالك الا من هذا الوجه وقد روي عن عمرو ابن امية الضمري عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا قال ابو عيسى طبعا هذا انتهى كلام الترمذي هنا ثم قال الترمذي في ختم كتابه قال ابو عيسى رحمه الله وقد وضعنا هذا الكتاب على الاختصار لما رجونا فيه من المنفع ونسأل الله عز وجل النفع بما فيه وان لا يجعله وبالا علينا برحمته. اللهم امين. وتأمل يعني ختم الترمذي في كتابه بهذه الكلمات على ان النعم يستدر بها الانسان رحمة الله ويحذر الانسان ان تكون هذه النعم يعني سببا للظرر عليه فالانسان يراقب نفسه غاية المراقبة في ان يجعل هذه النعم في طاعة الله سبحانه وتعالى ويحذر الانسان ان تكون هذه النعم سببا في المعصية فالانسان يعيش في هذه الدنيا لاجل ان ينقي نفسه من الذنوب ولاجل ان يؤدي شكر الله تعالى يقول ابن رجب اخر الكتاب والحمد لله وحده حديث انس هذا قد خرجه الترمذي فيما تقدم في اواخر كتاب الزهد وسبق هناك ذكره وذكر حديث عمرو ابن امية الظهري ايضا وحديث انس قد رواه غير واحد عن المغيرة بن ابي قرة عن انس وقد تفرد به المغيرة عنهم ولهذا غربه الترمذي غربه اي قال فيه غريب وهذا استعمال نادر لكن انت كما تتعلم اللغة تتعلم يعني طرائق اهل العلم في التعبير وقد قال يحيى القطان وعندي منكر فهذا الحديث من الغرائب المنكرة. فهو غريب وهو منكر منكر مع انه خطأ ومعنى منكري يعني استنكره اهل العلم على راويه قال ولم اقف ولم اقف لاحد من المتقدمين على حد المنكر من الحديث وتعريفه. يعني لم اجد تعريفا الا على ما ذكره ابو بكر البرديجي الحافظ وكان من اعيان الحفاظ المبرزين في العلل ان المنكر هو الذي يحدث بها الرجل عن الصحابة او عن التابعين عن الصحابة لا يعرف ذلك الحديث يعني لا يعرف عند اهل الحديث وهو متن الحديث وهو متن الحديث الا من طريق الذي رواه فيكون منكرا يعني رأى وينفرد بشيء ولا يعرف ولا يوجد. فباعتبار انه يستنكرونه نعم ذكر هذا الكلام في سياق ما اذا انفرد شعبة يتحدثنا عن البرديج كيف عرف هذا؟ قال ذكر هذا الكلام في سياق ما اذا انفرد شعبة او سعيد بن ابي عروبة او هشام الدستوائي بحديث عن قتادة عن انس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال وهذا كل تصريح بانه كل ما ينفرد به ثقة عن ثقة ولا يعرف المتن من غير ذلك الطريق وهو منكر كما قاله احمد في حديث عبد الله ابن دينار عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم في النهي عن بيع الولاء وعن هبته وكذا قال احمد في حديث ما لك عن الزهري عن عروة عن عائشة ان الذين جمعوا الحج والعمرة طافوا قيل قدموا لعمرتهم وطافوا لحجهم حين رجع مؤمنا قال لم يقل هذا احد الا مالك وقال ما اظن مالكا الا غلظ فيه ولم يجي به احد غيره وقال مرة لم يروه الا مالك ومالك ثقل. اذا قد تستنكر احاديث من في حفظهم شيء وقد تستنكر احاديث من احاديث الائمة حينما ينفردون بها ابن رجب يشرح يعني سبب قول الامام احمد قال ولعل احمد انما استنكره لمخالفته الاحاديث في ان القارن يطوف طوافا وحده. يعني هنا النكارة فيما يتعلق بمتن الحديث ثم قال البرديجي بعد ذلك فاما احاديث قتادة الذي يرويها الشيوخ مثل حماد ابن سلمة وهمام وابان والاوزاعي ينظر في الحديث فان كان الحديث يحفظ من غير طريقهم عن النبي صلى الله عليه وسلم او عن انس ابن مالك من وجه اخر لم يدفع وان كان لا يعرف عن احد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا من طريق عن انس الا من رواية هذا الذي ذكرت لك كان منكرا يعني لما ينفر ذراعه من الرواة عن راوي مكثر ولا يوجد هذا الحديث الا من هذا الوجه طب انا الخص الامر يعني المنكر يا اخي هو الحديث الذي ينفرد فيه راويه ويحكم عليه بانه خطأ هذا هو المنكر وقد يطلق هذا الاستنكار على حديث الثقة وعلى حديث الضعيف. وكذلك الشاب يطلق هكذا. لكن ابن حجر يعني اراد ان يبسط المعلومة على الطالب فجعل الشاب ما رواه الثقة مخالفا للتقاث والمنكر ما رواه الظعيف مخالفا للتقات لاجل ان يبسط المعلوم فيأخذها الانسان شيئا فشيئا وقال ايضا اذا روت ثقة من بريق صحيح عن رجل من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حديثا لا يصابه الا عند الرجل الواحد لم يضره ان لا يرويه غيره اذا كان متن الحديث معروفا ولا يكون منكرا معدودا. لا يكون خطأ وقال في حديث رواه عمرو بن عاصم عن همام عن اسحاق ابن ابي طلحة عن انس ان رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم اني اصبت حدا فاقمه علي. الحديث هذا حديث منكر وهو عندي وهم من عمرو بن عاصم. اذا ما يجعلونه خطرا ونقل ابن ابي حاتم عن ابيه انه قال هذا حديث باطل بهذا الاسناد وهذا الحديث مخرج في الصحيحين من هذا الوجه. وخرج مسلما معناه ايضا من حديث ابي امامة عن النبي صلى الله عليه وسلم فهذا شاهد لحديث انس. يعني قد يختلف النقط في بعض الاحكام يقول ولعل ابا حاتم والبردجي انما انشر الحديث لان عمرو ابن عاصم ليس هو عندهما في محل من يحتمل تفرده بمثل هذا الاسناد والله اعلم اذا يطلقون كلمة منكر على الراوي الذي تفرد بحديث فهو لا يحتمل تفرده لان التفرد يضر في مواطن يعني كانه يكون الراعي المقل او يكون الراوي يروي عن شيخ له تلاميذ ولا يجد عند تلامذته وقال اسحاق بن هانئ قال لابو عبد الله يعني احمد قال لي يحيى ابن سعيد لا اعلم عبيد الله يعني ابن عمر اخطأ الا في حديث واحد لنافع عن ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تسافروا امرأة فوق ثلاثة ايام. الحديث قال ابو عبد الله فانكره يحيى بن سعيد عليه. طبعا الراجح انه لم يخطئ فيه وتأمل ان يحيى بن سعيد القطان يعد اوثق الناس في نافع عن ابن عمر عبيد الله ولكنه قد خطاف بهذا الحديث ومعلوم ان سلسلة الذهب مالك عن نافع عن ابن عمر لكن هذا اجتهاد يحيى قال ابو عبد الله فقال لي يحيى ابن سعيد فوجدته قد حدث به العمر الصغير العمر الصغير هو عبد الله عن نافع عن ابن عمر مثله والعمر الصغير اللي هو عبد الله ضعيف وعبيد الله هو ثقة قال ابو عبد الله نعم لم يسمعه الا من عبيد الله فلما بلغه عن العمر صححه وهذا الكلام يدل على ان النكارة عند يحيى القطان لا تزول الا بمعرفة الحديث من وجه اخر. اذا مسألة التفرد مسألة تم تراوي يحتمل تفرده فثمة لا يحتمل تفرده وكلام احمد قريب من ذلك. قال عبد الله سألت ابي عن حسين بن علي الذي يروي حديث المواقيت فقال هو اخو ابي جعفر محمد بن علي بيته الذي روى في المواقيت ليس بمنكر لانه قد وافقه على بعض صفاته غيره وقال احمد في بريد بن عبد الله بن ابي بردة يروي احاديث مناكير. وقال احمد في محمد ابن ابراهيم ابن الحارث التيمي. هو المنفرد برواية الاعمال بالنيات في حديثه شيء يروي احاديث مناكير او منكرا وقال في زيد ابن ابي انيسة ان حديثه لحسد مقارب شف مقارب لكثر الراء. ويقال مقارب بفتح الراء. مقارب يقارب غيره مقارب يقاربه غيره وان فيها لبعض النجارة. قال وهو على ذلك حسن الحديث. قال الاثرم قلت لاحمد ان له احاديث ان لم تكن في المناكير فهي غرائب قال نعم يعني لم تكن خطأ فهي منفرج افراد وهؤلاء الثلاثة متفق على الاحتجاج بحديثهم في الصحيح وقد استنكر احمد ما تفرد به يعني طبعا استنكر بعض ما تفردوا به لان الراوي لما ينفذ بالشيء ونحدده انه اذا لا بد ان نبحث كيف انه قد تفرد بهذا التفرد ليس عند بحد ذاته لكن يلقي الظوء على مكامن العلة قلت كذلك قال في عمرو ابن الحارث له مناكير وفي الحسين ابن ماقد وخالد ابن مخلد وفي جماعة خرظج لهم في الصحيح بعظ ما يتفردون به واما تصرف الشيخين والاكثرين فيدل على خلاف هذا. وان ما رواه الثقة عن الثقة الى منتهاه وليس له علة فليس بمنكر وقد قال مسلم في اول كتابه حكم اهل العلم والذي نعرف من مذهبهم في قبول ما يتفرد به المحدث من الحديث ان يكون قد شارك التقات من اهل الحفظ في بعض ما رووا وامعن في ذلك على الموافقة لهم فاذا وجد كذلك ثم زاد بعد ذلك شيئا ليس عند اصحابه قبلت زيادته. طبعا زيادة الثقة لا تقبله على الاطلاق فاما من نراه يعمد لمثل الزهر في جلالته وكثرة اصحابه الحفاظ المتقنين لحديثه وحديث غيره او لمثل هشام ابن عروة وحديثهما عند اهل العلم مبسوط مشترك يعني هؤلاء مشاهير فلما يأتي راوي ينفذ عن واحد من هؤلاء المشاهير ولا يوجد عند تلامذته المقربين امر يجعل الشك في النفس يقول وحديثهما عند اهل العلم مبسوط مشترك قد نقل اصحابهما عنهما حديثهما على اتفاق منهم في اكثره فيروي عنهما او عن احدهما العدد من الحديث مما لا يعرفه احد من اصحابهما وليس ممن قد شاركهم في الصحيح الذي عندهم. فغير جائز قبول حديث هذا الضرب من الناس والله اعلم فصرح بان الثقة اذا امعن في موافقة الثقات في حديثهم ثم تفرد عنهم بحديث قبل ما تفرد به وحكاه عن اهل العلم وقد ذكرنا فيما تقدم قول الشافعي في الشاد وانه قال ليس الشاب من الحديث ان يروي الثقة ما لا يروي غيره انما الشاب ان يروي الثقة حديثا يخالف الناس فتدرك ان الشاذ والمنكر ما اخطأ فيه راوي وكذا قال ابو بكر الاثمرم. وحكى ابو يعلى خيلي. هذا القول عن الشافعي وجماعة من اهل الحجاز ثم قال الذي عليه حفاظ الحديث ان الشاذ ما ليس له الا اسناد واحد يشد بذلك شيخ ثقة يشد بذلك شيخ ثقة كان او غير ثقة فما كان عن غير ثقة فمتروك لا يقبل. لانه ضعيف وما كان عن ثقة يتوقف فيه ولا يحتج فيه اذا يتوقف فينظر هل يحتمل تفرده ام انه لا يحتمل تفرده؟ طبعا قبضة الخليل هذا قاله في كتابه وبعدها يعني بعد بعدها بصفحة او قبلها لما ذكر حديث انما الاعمال بالنيات ذكر حديثا لماذا؟ قال هذا حديث متفق عليه وقت يعني اظن حديث مالك عن عن الزهري عن انس ان النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة على رأسه المجفف اعتقد هذا فحتى الكلام الخليل نعرف كلامه مما تقدم ومما تأخر عليه. السياق والسباق يجعلك تفقه كلام العالم وكذلك ذكر الحاكم ان الشاذ هو الحديث الذي ينفرد به ثقة من الثقات وليس له اصل بمتابع. لذلك الثقة ولم يوقف له ولا علة نعم ولكن كلام الخليل في تفرد الشيوخ والشيوخ في اصطلاح اهل العلم اهل العلم عبارة عن من دون الائمة والحفاظ يعني كلمة شيخ وقد يكون فيهم الثقة وغيره فاما من فرض به الائمة والحفاظ فقسماه الخليل فردا. وذكر ان افراد الحفاظ المشهورين ثقة او افراد امام من حفاظ الائمة صحيح متفق عليه ومثله بحديث مالك في المغفر فتلخص من هذا ان النجارة لا تزول عند يحيى القطان. والامام احمد والبرديجي وغيرهم من المتقدمين الا بالمتابعة قلت ذلك الشذوذ كما حكاه الحاكم اما الشافعي وغيره فيرون ان ما تفرد به ثقة مقبول الرواية. ولم يخالف غيره فليس بشرط وتصرف الشيخين يدل على مثل هذا المعنى وفرق الخليلي بينما ينفرد به شيخ من من الشيوخ الثقات وبينما ينفرد به امام او حافظ فمنفرد به امام او حافظ قبل واحد حج به بخلاف ما تفرد به شيخ من الشيوخ وحكى ذلك عن حفاظ الحديث والله اعلم ثم قال وقد ذكر الترمذي رحمه الله انه انما وضع كتابه هذا على الاختصار لما رجى فيه من المنفعة وهو تقريبه على طلبة العلم وكان قد وعد بكتاب اكبر منه يستوعب فيه الاحاديث والاثار ثم سأل الله عند فراغ كتابه النفع بما فيه وان لا يجعله بالا عليه برحمته وقد ظهرت اثار اجابة دعائه الاول وحصل النفع بهذا الكتاب نفعا عاما قال محمد ابن ظاهر المقدسي سمعت ابا اسماعيل عبد الله ابن محمد الانصاري يقول كتابه بعيسى الترمذي عندي افيد من كتاب البخاري ومسلم قلت لم؟ قال لان كتاب البخاري ومسلم لا يصل الى الفائدة منهما الا من يكون من اهل المعرفة التامة وهذا كتاب قد شرح احاديثه وبينها فيصل الى فائدته كل واحد من الناس من الفقهاء والمحدثين باعتبار ان فيه اشياء يعني فيه جرح وتعديل فيه تصحيح وتضعيف فيه نقل اقوال الفقهاء يعني فيه اشياء متعددة هذا هو المقصود هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته