بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال ابن رجب علينا وعليه رحمة الله ومنهم اي ومن المختلطين سفيان ابن عيينة قال ابن عمار الموصلي ان يحيى القطان اشهد ان ابن عيينة اختلط سنة سبع وتسعين فمن سمع منه في هذه السنة وبعدها فسماعه لا شيء محقق الكتاب علينا وعليه رحمة الله قال سفيان ابن عيين ابن ابي عمران ميمون الهلالي ابو محمد الكوفي ثم المكي ثقة حافظ فقيه امام حجة الا انه تغير حفظه باخرة وكان ربما دلس لكن على الثقات من رؤوس الطبقة الثامنة وكان اثبت الناس في عمرو بن دينار مات في رجب سنة ثمان وتسعين ومئة وله احدى وتسعون سنة عين كذا في التقريب تغير حفظه فتنبه هكذا قال الشيخ في ذلك الاشارة الى الفرق بين من اختلط اختلاطا حقيقيا وبين من تغير وهذا تنبيه حسن من الشيخ رحمه الله تعالى ثم نقل عن الذهبي فالذهبي في مصنفاته لما ينقل شيء يناقش ما ينقله قال وقد نازع الذهبي في دعوة اختلاط سفيان ابن عيينة بحجة قوية اي بحجة التأريخ فقال في كتابه المغني في الضعفاء رقم الفين واربع مئة وخمسة وثمانين. قلت اي الذهبي سمع منه فيها يعني سنة سبع وتسعين محمد ابن عاصم الثقفي فاما سنة ثمان وتسعين فلم يلقه احد فيها. لانه فيها توفي قبل مجيء الحاج باربعة اشهر قالوا انا استمع اليه الذهبي قال وانا استبعد هذا الكلام من القطان فانهم ماتوا في صفر سنة ثمان وقت مجيء الحاج واخبارهم. فمتى شهد على سفيان بانه اختلط او لعله علم ذلك في وسط السنة مع ان القطان متعنت جدا وابن عيينة ثقة مطلقة لم يختلط وحتى لما قال ثقة مطلقة كأنه لم يتغير كتب المحقق رحمه الله قال نور الدين وهذا مثال جيد لموانع قبول الجرح. اي هنا منع قبول جرح يحيى القطان في سفيان ابن عيينة في اختلاطه في هذه السنة والذهب وصف القطان بانه متعنت وفي حقيقة الامر بان يحيى بن سعيد القطان ليس متعنتا وهؤلاء ثلة من علماء العراق المتكلم فيه وسفيان ابن عيينة من اهل الكوفة وابن عمار الموصلي من اهل الموصل ويحيى ابن سعيد القطان من اهل بغداد وقد دافع عن سفيان ابن عيينة عالم ان شاميان احدهما الذهبي المتوفى عام سبع مئة وثمان واربعين والشيخ نور الدين عتر الذي توفي قبل عامين رحم الله الاموات وحفظ الله الاحياء. وحفظ الله امة محمد في كل زمان ومكان والشيخ نور الدين قد اعطانا قاعدة فيما يتعلق عدم قبول جرح فيما يتعلق بمسألة تأريخية ولكن النقل لابن عمار ليس انه غير صحيح وايضا فلان القطان ليس انه غير صحيح. فالسفيان ابن عيينة تغير لا شك انه تغير فثمة فرق بين التغير وبين الاختلاط. هذا اولا ولا شك انه في بعض الاحاديث حدث بها في اخر عمره فلما نوقش فيها قال عليك بالسماع الاول هذا ثابت عن سفيان ابن عيينة وفي كتابي الجامع في العلل نشرت في المجلد الخامس الصحيفة ثلاثة وثمانين وثلاثمائة وما بعدها فهرس سميته فهرس واخطاء الرواة فتجد في الصحيفة الحادية والثمانين بعد الثلاث مئة الاسم الخامس قبل الاخير من اليسار في الجدول الثاني سفيان ابن عوينة الجزء الاول صحيفة اربع مئة وستة وعشرين واربع مئة وستين ثاني صحيفة مئتين وست وثلاثين الجزء الثالث صحيفة سبعة عشر والسبع وستين ومئتين واربعة وتسعين وثلاث مئة وسبعة وسبعين الجزء الرابع الصحيفة سبعة وعشرين وصحيفة ثمان واربعين ومئة والصحيفة خمسين ومئة والصحيفة الحادية عشرة بعد المائتين والصحيفة الخامسة والتسعين بعد المائتين والصحيفة الثامنة والسبعين بعد الثلاثمائة والصحيفة الحادية والاربعين بعد الخمسمائة فهذه مواطن فيها احاديث قد اخطأ فيها سفيان ابن عيينة ولا شك ان هذا نسبة الخطأ اليسيرة مع المرويات الكثيرة ومع الاثقال الكبير هذه لا تؤثر فيه لكن هذه تثبت انه قد تغير قليلا فلابد ان نفرق بين التغير وبين الاختلاط فهو لم يختلط اختلاطا محكما انما تغير قليلا وقد نص على ذلك هو بنفسه حينما نوقش في بعض الامر فقال عليك بالسماع الاول. اذا سفيان ابن عيينة اصله ثقة ولكنه لا شك تتغير قليلا لما شاخ وكبر وهذا لم يؤثر على عمومته فهو ثقة لكنه تغير قليلا. اذا لا يخطأ صاحب الكتاب وهو ابن رجب الحنبلي حينما ذكره ونقل عن ابن عمار الموصلي نقله عن يحيى القطان وهؤلاء الائمة قد صبروا مرويات الرواة ودققوها في غاية التدقيق وكانت احكامهم نتيجة فهم ودراسة واعية رحم الله الجميع وحفظ الله المسلمين في كل زمان ومكان ورحم الله اموات هذه الامة واحيائها في كل زمان ومكان هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا